بسم الله :
ضجت وسائل الإعلام ووسائل التوصل بخبر الإفراج عن المعتقلة الفلسطينية عهد التميمي من سجون الإحتلال ومن قبل ذلك تابعت تلك الوسائل خبر إعتقالها وما صاحب ذلك من حدث ..
ما يعنينا من الأمر هو تفخيم هذا الأمر وتسليط الضوء عليه واختزال ما يحصل في فلسطين بقضية عهد التميمي وإعطاء الأمر أكبر من حجمه الذي من المفترض أن يأخذه ..
هذا يثير في النفس ريبة وشك خاصة أننا نتعامل مع يهود أهل المكر والدهاء ..
فكم من شخصية كُبرَ ونفخ فيها أعدائنا لغايات مهمة تتعلق بمشروعهم ومن ثم وبعد سنين اكتشفت الجماهير وصدمت بأن تلك الشخصيات هي من خدمت مشروع العدو أكثر من أبناء العدو أنفسهم ولا تغيب كثير من الأمثلة عن قارئنا الحصيف ...
نحن لا نطعن في شخص عهد التميمي أو غيرها لكن تلك الحملة الكبيرة حول قضيتها تثير الشكوك
فمنذ أن لامست أقدام المحتلين البريطانيين ومن بعدهم بني يهود أرضنا الطاهرة والشعب الفلسطيني بين قتيل أو سجين أو مهجر من أرضه أو مقهور ومستهدف فالسجن والتهجير والقتل أصبحت هوية وشاخص يعرف به شعبنا الفلسطيني ..
من يتتبع عدد المعتقلات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يجد بأن عددهن يقارب 62 معتقلة من بينهن 6 فتيات قصر و9 جريحات و17 أم ..
كذلك نذكر الأخت هديل الهشملون ..المحجبة المنقبة التي أفرغ فيها جنود الإحتلال 15 رصاصة وغيرها كثير ..
لماذا لا يتم ذكر هؤلاء ويتم التركيز والتفخيم على عهد التميمي السافرة النافشة لشعرها والكاشفة لأذرعها ..
كما ذكرنا نحن نتعامل مع يهود :
فلعل بني صهيون يريدون من خلف هذا التفخيم ارسال رسالة للعالم أن "النضال" والجهاد ليس اسلاميا فهاهي المتبرجة تفعل الافاعيل وتعتقل لأجل وطنها ... ونحن لا نقول أن في غير الإسلاميين من لا يحمل هم الوطن فحب الاوطان فطرة في قلوب الناس قد تعتري من هو مسلم وغير مسلم ومن هو متدين وغير متدين لكن نقطة بحثنا حول تفخيم قضية التميمي مع ان غيرها يشاركها بل ويتوافق على "نضالها" لكن لم تعيره وسائل الإعلام أي اهتمام ..
كل ذلك لعل الهدف منه ازاحة الإسلاميين عن مشهد الصراع لصالح الفكر العلماني الليبرالي ...[1]
ومما يزيد الأمر ريبة أن والد المعتقلة عهد التميمي هو من مؤيدي السفاح بشار ومن المدافعين عنه
فهل هذا التصعيد الإعلامي لصالح قضية عهد يقف خلفه بطرق خبيثة وملتوية الصهاينة لدعم السفاح بشار حامي حمى دولة الصهاينة بل لدعم مشروع إيران الذي أجتث الوجود السني من أكبر دول الطوق سوريا كذلك العراق دعما لأمن دولة الصهاينة ....!!!!
لذلك لا نرى عجبا أن تكون بعض القنوات الفضائية الممولة إيرانيا مثل الميادين والعالم هي من ضمن المهوسيين لقضية عهد التميمي .. !!!!!
ثم نقول لمن سار في ركب تفخيم قضية الأسيرة التميمي ومنهم السلطة الفلسطينية .. هنالك مئات من ابناء شعبنا الفلسطيني قتلوا بأبشع الطرق على يد مليشيات إيران في العراق وسجن بعضهم في مسالخ الحكومة الطائفية وهجر أغلبهم ..
وهنالك ألآلاف من أبناء شعبنا الفلسطيني ومن شبابهم من يقبع في سجون النظام النصيري .. الذي يثني عليه والد عهد التميمي ..!!! يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب فيما قضى منهم المئات تحت أيدي جلاوزة النظام السوري ..
ألا يستحق هؤلاء أن يحصلوا ولو على جزء يسير مما حصل من تفخيم لقضية عهد التميمي ..؟؟
ويسلط الضوء على معاناتهم ...
لقد استشعر البعض ما يلف قضية عهد التميمي من غبش وريبة فقال في تغريدة :
فقال احدهم : عجبي !!!
أخرجت "إسرائيل" الفلسطينية عهد التميمي من سجونها وهي بكامل عافيتها والتي أكملت فيه الدراسة فضج الاعلام لخروجها !
وأخرج بشار الاسد أمس 500 جثة فلسطيني من سجونه ولم يتحدث أحد عن ذلك !
وقال الآخر :
والد عهد التميمي الذي يساند بشار الإرهابي الطائفي القاتل للعرب السنة ومتعاطف مع ايران القاتلة للعرب السنة بالملايين في حالة فرح لا توصف بعد خروج ابنته من السجن "الإسرائيلي" وبدون ان يمسها احد بسوء ,, بلغوا أبو عهد أنه لم يخرج لحد الآن ولا طفل عربي سني من السجون الصفوية إلا جثثا ..
واحدهم استشعر ان هنالك لعبة ما فقال :
بعض الرموز في فلسطين تتم صناعتهم ويعاد إنتاجهم وعلى الشعب الفلسطيني التنبه وأحسب أن أهل الداخل أوعى مني بذلك تذكروا هذه الكلمات جيدا فلربما تتذاكرونها في المستقبل القريب ...هـ
وهذا يختصر الموضوع ..
مع العلم ان مناطق 48 يشتهر فيها معارضة مشروع ايران والنظام السوري ..
فهل ياتي موضوع تاهيل بشار بموضوع عهد
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
17/11/1439
30/7/2018
[1] ولعل كلنا يتذكر قضية المطران كابوتشي التي نفخ فيها أيضا ابان السبعينيات ...