التعاون الصهيوشيعي ضد العرب والمسلمين

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 1923
التعاون الصهيوشيعي ضد العرب والمسلمين
التعاون الصهيوشيعي ضد العرب والمسلمين

21-1-2013

كثير ما أكدنا وكتبنا في أكثر من مقال وخبر في موقعنا عن وثاقة العلاقة بين دولة الكيان الصهيوني والدولة الفارسية الإيرانية، وأكدنا كذلك على أنه لا يوجد ثمة خلاف في الأهداف العامة بين كلا الكيانين، وإن وجدت بينهما بعض الخلافات الجزئية الجانبية التي لا تفسد للود والوصال والتوافق قضية.

فالجانبان يتفقان على ضرورة كسر شوكة العرب المسلمين، واقتسام أراضيهم بين دولة إسرائيل الكبرى، والدولة الفارسية المفقودة، مع الحفاظ على مصالح الأمريكان- والغرب بصفة عامة- في المنطقة، وإعطائهم جزءا من الكعكة.

وقد انكشف هذا التوافق في العراق، فبعد تسهيل غزوها من قبل إيران سلم الأمريكان مقاليد الحكم فيها للشيعة للعبث بسياساتها وديمغرافيتها، وتقاسم اليهود والأمريكان والغرب جزءا من الثروات والنفوذ العسكري.

وبالتبعية كان النظام السوري حليفا خفيا للنظام الصهيوأمريكي، وظهر ذلك جليا بعد اندلاع الثورة السورية على نظام الأسد الفاشي التابع لإيران والموالي للغرب، وقد أشار إلى هذا الأمر الشيخ محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان في بيان له، أكد فيه أن "إيران" مثل "إسرائيل" وهما اليوم أعداء العرب والمسلمين، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني علي وفاق تام مع نظام الأسد.

وبيَّن الجوزو أن "فرنسا ومعها أمريكا وبريطانيا وألمانيا وجميع الدول الحريصة على الحرية والديموقراطية هبوا لمواجهة الإرهاب الإسلامي في مالي- كما زعموا-، ونسوا أن هناك إرهابا أكبر، وهم كانوا يعتبرون أنفسهم أصدقاء الشعب السوري وأسرفوا في وعودهم بمساعدة الجيش السوري الحر".

وعن العلاقة الإسرائيلية الأمريكية بين مفتي لبنان أن " أمريكا تخضع خضوعا تاما لإرادة إسرائيل التي هي صديقة حميمة للنظام السوري".

وأضاف المفتي في بيانه أنه صار من المعروف أن "أمن إسرائيل من أمن سوريا وأمن سوريا من أمن إسرائيل، وما شعار المقاومة والممانعة إلا الغطاء لهذا الاتفاق العلني والقديم بين الأسد وإسرائيل، حتى إيران ليست بعيدة عن هذا الحلف الشيطاني ما دام يؤذي المسلمين والعرب، فهي تعمل على إثارة النزاعات والخلافات بين السنة والشيعة، بحيث أصبح للأمة العربية والإسلامية عدوان اثنان هما إسرائيل وإيران".

وأضاف مفتي جبل لبنان أن هناك 60 ألف قتيل في سوريا حتى اليوم، وأصدقاء سوريا مشغولون بمالي، وأسلحتهم الثقيلة والخفيفة تتجه إلى هناك، أما الجيش السوري الحر فلم يصله شيء من السلاح الذي يدافع به عن نفسه بعد.

وختم الجوزو بيانه بالقول: "نحن أمام حالة من موت الضمير وعداوات مستحكمة لا تريد للعرب أن يحرروا أنفسهم من الديكتاتوريات التي تحكمهم، وكأنه كتب علينا أن نرضي هذا الفريق أو ذاك من أجل أن يسمح لنا بتحرير بلادنا من الظلم والاستبداد والاستعمار".

حقيقة الأمر أن ما يحدث الآن في بلاد المسلمين سيما سوريا ومالي يلخص الحالة الإسلامية- الغربية، من المنظور الغربي، فالغرب يرى حتمية الصراع والصدام مع العرب والمسلمين، وأنه لا استقرار لهم إلا بهدم الإسلام وحضارته، والأمر نفسه ينطبق على الجانب الإيراني الساعي لاستعادة ملكه- المزعوم- من العرب والمسلمين وإعادة مجد دولة آل ساسان.

ولهذا فإن طاولة التفاوضات والتفاهمات بين العالم الغربي وعلى رأسه الأمريكان والصهاينة وبين دولة الكيان الشيعي الصفوي عامرة بالمؤامرات والصفقات المشبوهة ضد الإسلام والمسلمين.

ولهذا أيضا يتعاون الجانبان على نشر الفوضى في مختلف البلدان العربية والإسلامية، ولهذا أيضا لم نر ولن نرى أية صدامات حقيقة بين إيران- التي اعتادت على الصياح والحروب الإعلامية فقط- وبين الكيان الصهيوأمريكي والغرب بصفة عامة.

ولهذا تعاون الإيرانيون مع الصهاينة في قتل الفلسطينيين، وحدث ذلك في مذبحة صبرا وشاتيلا، حيث تعاونت الميليشيا الأم لحزب الله المدعوم إيرانيا (حركة أمل الشيعية سابقا) مع الجيش الإسرائيلي لقتل وذبح الشعب الفلسطيني إلى جانب عدد كبير من أهل السنة في لبنان.

ولهذا ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، منذ شهور قليله، أن الولايات المتحدة وجهت رسالة غير مباشرة إلى الجمهورية الإيرانية مفادها أن واشنطن لن تدعم أي هجوم "إسرائيلي" على المنشآت النووية الإيرانية طالما أحجمت إيران عن مهاجمة المصالح الأميركية في الخليج.

ولهذا تعاون الأمريكان مع الصهاينة لدعم الإيرانيين في الثمانيات في حربهم مع العراق، حيث دوت في هذا الوقت فضيحة كبرى لدولة العمائم السوداء، وهي ما عرفت وقتها بفضيحة "إيران جيت" أو "إيران كونترا"، حيث كُشف للعالم أجمع أن سيلا من الأسلحة وقطع الغيار كانت تشحن من أمريكا عبر إسرائيل إلى طهران أثناء حربها مع العراق.

المصدر: مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 



مقالات ذات صلة