حتى لا تجد إيران موطئ قدم لها بغزة

بواسطة غزة – مراسل الحقيقة قراءة 3241
حتى لا تجد إيران موطئ قدم لها بغزة
حتى لا تجد إيران موطئ قدم لها بغزة

حتى لا تجد إيران موطئ قدم لها بغزة

 

غزة – مراسل الحقيقة

 

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة عن خلافات حادة داخل سرايا القدس  الذراع العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، مشيرةً إلى أن مساعي الحركة لإنهائها لم تكلّل بالنجاح.

وقالت المصادر، وفقاً لما أوردته صحيفة الأخبار اللبنانية: "إن الخلافات تتركّز على جماعة من "سرايا القدس" لا تلتزم بأوامر الحركة السياسية وتتعامل بشكل ارتجالي في كثير من القضايا". موضحةً "أن هذه الجماعة، تدعمها إيران».

وأضافت أن الأمين العام لـ "الجهاد"، رمضان عبد الله شلح، سعى إلى إنهاء المشكلة مع الجمهورية الإيرانية خلال زيارته لطهران الشهر الماضي، إلا أن إيران طالبته "بحل مشاكل الحركة بعيدًا عنها".

ومن جهتها علمت " الحقيقة " بتلك الخلافات التي تطورت إلى عمليات اختطاف بين عناصر الحركة في شهر يونيو الماضي تدخلت الشرطة الفلسطينية بقيادة حماس لفضها .

وأن هذه الجماعة من سرايا القدس لها خطها الداعم والمنفصل على خطوط حركة الجهاد الإسلامي التي تم توحيدها في الآونة الأخيرة إلا أن هذه الجماعة ترفض البقاء تحت مظلة القرارات الرئيسة للجهاد الإسلامي وتفضل اتخاذ قراراتها بنفسها دون الرجوع إلى قيادتها الموحدة  .

 

أين تضع طهران أقدامها بغزة ؟

ربما هذا الخبر يؤكد بالضبط أين تضع طهران  أقدامها في قطاع غزة المحاصر ، فهذه الجماعة من سرايا القدس تتلقى دعمها المباشر من حزب الله اللبناني وعلاقتها مع عناصر الحزب هي الأقوى والأمتن .

واعتمدت إيران في دعمها لهذه الجماعة عبر حزبها اللبناني  على عدة أمور  :

أولا : الدعم المادي المباشر من قبل الإيرانيين ، فهذه الجماعة لا تتلقى دعمها من الجهاد الإسلامي الأم حيث تتدفق الأموال ومن ثم يتم توزيعها على الجماعات كل على حسب كفاءة وقدرة عناصره ولكنها تتلقى الأموال مباشرة دون وسيط من حزب الله اللبناني ، ولعل هذا هو السبب الرئيس في تمرد هذه الجماعة التي تتغطى بغطاء سرايا القدس ولا تريد العمل تحت إطار قيادتها لأن ذلك بطبيعة الحال يؤثر بشكل سلبي عما يخطط له الداعمون لهذه الجماعة .

ثانيا : تم تدريب هذه الجماعات في إيران تحديداً تدريباً خاصاً ، ليس مثل التدريبات التي تتلقاها فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى وهو ما أكده العديد ممن كان هناك في معسكرات التدريب أضف إلى نقطة حساسة جداً تلعب عليها طهران وهي حقيقة أن الشعب الفلسطيني على استعداد أن يبقى يتضور جوعاً مقابل الحصول على السلاح فكثير منهم يضحي بقوته وقوت عياله للحصول على السلاح الذي يعتبره الفلسطينيون الوسيلة الوحيدة للجهاد والعيش بكرامة في الوقت ذاته الذي تقوم فيه بعض الأنظمة العربية بقهر الفلسطينيين والمشاركة في حصارهم بل إلى اعتقال عناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع المسلح لحماس وغيرهم من عناصر المقاومة الفلسطينية في السجون العربية بل وإلى حد إذلالهم بدلاً من استقبالهم كأبطال يدافعون عن حياض الأمة ، هذا الأمر جعل طهران تتحرك في هذا الاتجاه لغرس عناصر لها في غزة وهذه المرة عبر هذه الجماعة .

 

كيفية التعامل مع هذه الجماعة ؟

ثمة تساؤلات في كيفية التعامل مع هذه الجماعة ، وكيف يمكن دعوة من فيها للتراجع عن أفكارهم التي صبها حزب الله في رؤوسهم ذلك الحزب الذي يحمل مشروعاً صفوياً لا علاقة له بتحرير  فلسطين ، فالجهاد الفلسطيني السني وما يعرف بمقاومة  حزب الله بينهما سنوات ضوئية من الفوارق التي تحتاج إلى مباحث طويلة لسنا بصدد تفصيلها الآن  .

الحقيقة التي لا جدال فيها هو أن السبب الرئيس في تعاون هذه الجماعة مع حزب الله اللبناني هو جهلها بعقيدة القوم وذلك بسبب التقصير الواضح من قبل طلبة العلم الشرعي ، لذا المهمة الكبرى تقع على طلاب العلم الشرعي في محاورة هذه الجماعة ومناقشتها والتعامل معها بحكمة دون اللجوء للعنف والذبح  فهم إخوان لنا غرر بهم وليس عيباً أن ننصح لهم بل أن نرتب لقاءات معهم ومحاورتهم بعيداً عن التجريح الذي لن يجدي نفعاً ، بل ينبغي جلوس طلاب علم شرعي متمكنين معهم لأكثر من مرة وإقناعهم بخطورة الانخراط في بوتقة حزب الله اللبناني .

كما وينبغي على فصائل المقاومة وبالذات الإخوة في سرايا القدس التعامل بهدوء في هذا الملف الذي قد يؤثر سلباً على سمعة الجهاد والمقاومة التي تنتهجها سرايا القدس التي طالما تحاول تبرئة نفسها من الانخراط في مشروع حزب الله اللبناني  وأن التعاون هو فقط في المجال العسكري لا العقدي ... لذا ينبغي حل الصراع  دون اللجوء إلى البندقية  لأن الساحة الفلسطينية فيها ما يكفيها أضف إلى أن سرايا القدس بحاجة إلى تعميق دراسة العقيدة الصحيحة لكل عناصرها في الأسر الدعوية التي تم إنشاؤها مؤخراً مع فرض رقابة شديدة على ما يدرس فيها .

أيضا العمل على تحجيم هذه الجماعة قدر الإمكان .. وهذا بالفعل ما قامت به سرايا القدس من خلال تحذير عناصرها من تلك الجماعة أو التعاون معها .

إذا لم تجد تلك الخطوات نفعاً عندها يتوجب على سرايا القدس فضح تلك الثلة على الملأ والتبرؤ من تلك الجماعة علناً بل وتقديم أسماء عناصرها لفصائل المقاومة الفلسطينية لاتخاذ التدابير اللازمة ضدها وإلا فإن ترك الحبل على غاربه لمثل هؤلاء يعني تورط سرايا القدس ولو بصورة غير مباشرة في مشروع إيران في المنطقة – ولا شك أننا نحسن الظن في إخواننا في سرايا القدس الذين ضحوا الكثير للذب عن مقدساتنا – ونتمنى أن نجد ذلك التغير على أرض الواقع ولنعلم جيداً أن لا شيء يمكن إخفاؤه في غزة حول كل من يريد أن يمس عقيدة أهلنا فيها .

وأخيراً، لعل لجوء إيران إلى ثلة لا تتعدى العشرات لتجد لها موطئ قدم في غزة يدلل على الأزمة التي تعيشها إيران في فرض عقيدتها على أهلنا في غزة الذين باتوا وبلا شك يستخدمون لفظة " شيعة " للشتيمة كونها تدلل على دموية وخبث قومها .

 



مقالات ذات صلة