دور شيعة العراق في فتنة الحوثي

بواسطة عبد الله الفلسطيني قراءة 2162

دور شيعة العراق في فتنة الحوثي

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد :

منذ أن استولى الرافضة على مقاليد الحكم في إيران بزعامة الخميني وفكرة تصدير الثورة الإيرانية إلى دول المنطقة وخاصة المجاورة هي شغلهم الشاغل ولكن انشغالهم بحرب الثمان سنوات مع العراق ربما أخر مشروعهم بعض الشيء .

إلا أن الأمر اختلف بعد احتلال العراق عام 2003 حيث أصبحت الفرصة ذهبية لهم في نشر التشيع وتنفيذ واستكمال هذا المشروع ، لاسيما بعد أن أصبحت دول المنطقة مكشوفة أمام هذا الزحف من غير وجود خطة أو إستراتيجية لوقف هذا الزحف أو التصدي له .

ومن الركائز الأساسية لهذا الزحف تكوين مجاميع شيعية في الدول التي تحتوي أقلية شيعية بحيث تكون مصدراً لخلق بلبلة وعدم استقرار لهذه الدول السنية ، وخاصة في حالة تعرض مصدر الشر إيران لأي تهديد من أي طرف كان .

وكنموذج من هذه النماذج الذي تم التركيز عليه والاعتناء به هو النموذج اليمني ، حيث توجد الطائفة الزيدية – وهي طائفة معتبرة – والتي يمكن اختراقها ونشر فكر الإمامية الاثني عشرية في أوساطها ، ولو سلطنا الضوء على شيعة العراق ودورهم في الساحة اليمنية لعرفنا هذه الحقيقة .

إن بداية التدخل بدأت من خلال لجوء العديد من شيعة العراق إلى اليمن تحت غطاء التدريس مما يسهل تغذية الروابط بين الداخل والخارج والتي لم تقتصر على البعد الفكري الإمامي بل والعملي .

لقد استغل رافضة اليمن المدرسين العراقيين ممن يحملون الرفض الذين تستقدمهم الدولة للتدريس في المدارس والجامعات ، ليكونوا أداة لنشر الرفض وهنالك كلمات شنيعة يسمعها الطلاب الذين يجالسونهم ويتلقون الدراسة على أيديهم ، فضلا عن الجلسات السرية لبث تلك الضلالات مع تحذير المجالسين لهم من إفشاء تلك الأسرار بتقيتهم المعروفة ، ولن يدوم لهم ذلك لأن الله عز وجل يقول ( والله مخرج ما كنتم تكتمون).

وقد فضح الله تلك التدخلات ظهرت فتنة الحوثيين حيث اكتشفت الجهات العاملة مع الدولة سبعين جثة لعراقيين قتلوا في تلك الأحداث ، وهذا يرجع لتمكين الدولة لهم كمدرسين ، وهذا دأب الرافضة في كل وقت وحين ينتصرون لباطلهم ويستقتلون لذلك لأنهم أصحاب قضية وثورة لابد من إيصالها !!.

وما خفي من تلك التدخلات أكبر بكثير من المعلن والذي تم اكتشافه ، لذلك فإن التدخل الفعلي لم يقتصر على نشر المذهب والفكر فقط بل تعداه للمشاركة في القتال العسكري معهم ، وكذلك فإن تأييد المرجعية في النجف لهذا التوجه أعطاهم حافز ودافع كبيرين .

تذكر تقارير من مصادر يمنية مطلعة أن السفير العراقي باليمن وعناصر أخرى استقدمها معه لهم دور مباشر في إعادة بناء التنظيمات الموالية لإيران في اليمن في مقدمتها حركة الشباب المؤمن ، وقد استقبل السفير خلال الفترة الماضية عناصر متورطة في تمرد الحوثي بمن فيهم قيادات ناشطة ضمن ميليشيات مسلحة .

إن المواجهات الدائرة بين أتباع بدر الدين الحوثي والقوات المسلحة اليمنية في محافظة صعدة قرب منطقة نقعة على الحدود اليمنية السعودية كشفت عن وجود عناصر أجنبية تقاتل إلى جانب المتمردين وثبت أنهم يحملون جنسيات عراقية وإيرانية ويقومون مع من تبقى من المتمردين بحماية الحوثي ، كما أن عددا من أتباع الحوثي الذين استسلموا أثناء المواجهات أكدوا قيامهم بتلقي تدريبات في معسكرات تابعة للحرس الثوري الإيراني مع عناصر فيلق بدر التابع لما يسمى بالمجلس الأعلى الإسلامي بالعراق بعد سقوط بغداد ، وكذلك في معسكرات يتخذها الفيلق في العراق منتصف عام 2003 ، وكذلك تفيد التقارير بإلقاء القبض على بعض المقاتلين العراقيين .

أما عن دور مرجعية النجف فإن إيران أوكلت السيستاني مهمة حماية الشيعة في المنطقة وقد تمثل ذلك بالبيان الصادر عن حوزة النجف ثم بيان حوزة قم أظهر مدى التعاطف الذي يبديه الشيعة للإمامية لقضية تمرد الحوثيين على الدولة ومحاولة تصوير الحدث على أنه حملة مسعورة من الاعتقالات والقتل المنظم للشيعة في اليمن وعلى أنه تصفية لأتباع آل البيت لا سابقة له في تاريخ اليمن .

وإليكم جزء من بيان حزب الأمة العراقي لترى مدى تدخل شيعة العراق في الشأن اليمني ، قالوا في بيانهم : لقد آن الأوان لأن ينظر الشيعة في العراق وإيران وباقي العالم إلى إخوتهم في اليمن نظرة جادة ومد يد العون والمساعدة لهم والمطالبة الفاعلة من الحكومة اليمنية بالكف عن اضطهادهم وأن تعاملهم كما تعامل الطوائف الأخرى وخاصة أن مبادئ حقوق الإنسان والمواثيق الدولية وقوانين الأمم المتحدة والمتعلقة بحقوق الإنسان تحتم على الحكومة اليمنية أن ترفع عن هذه الطائفة المظلومة الحيف وأن تضمن لها حقوقها الكاملة .انتهى .

وإن من العجب العجاب أنهم يطالبون بحقوق الإنسان في الوقت الذي تتحالف ميليشياتهم وفرق موتهم مع المحتل الأمريكي وتقوم باجتثاث أهل السنة في بغداد وضواحيها وتقتل خيرتهم من علماء ودعاة وتحرق مساجدهم وتقوم بتهجيرهم حتى تجاوز عدد القتلى المليون قتيل في خمس سنوات ، ناهيك عن استهداف وملاحقة الفلسطينيين في العراق وتهجيرهم وتهديدهم وقصف تجمعاتهم !!! فأين بيانات السيستاني من كل ذلك ، والمجازر التي حدثت عن مقربة منه ، إلا أنه يتباكى عن قلة قليلة ثارت وخرجت على الدولة وأرادت خلق حالة من الفوضى وعرقلة عجلة الحياة في البلاد مع بعدها الجغرافي عنه !!!.

وهنالك ثمة مسألة مهمة لابد من التنويه لها ، فبعد أن كان العراق الصخرة وحجر العثرة ضد المشروع الفارسي الصفوي في المنطقة أصبح بفضل الاحتلال - الذي تم دعمه للأسف من دول عربية معروفة – قوة ثانية بعد إيران في نشر التشييع وإثارة الفتن والقلاقل في الدول التي وقفت مع المحتل من خلال السفارات العراقية فيها بالتعاون المباشر مع السفارات الإيرانية ، وكذلك من خلال القوة المالية التي منحها الله للعراق ، فهل من متعظ في كل ذلك؟!

 

عبد الله الفلسطيني

 

 



مقالات ذات صلة