لم تقف معاناة اللاجئين الفلسطينيين والسوريين في لبنان على سوء أوضاعهم المعيشية والقانونية، بل يتعدى ذلك ليشمل الأموات منهم حيث لا يجد اللاجئون مكاناً لدفن موتاهم.
وفي آخر حادثة من نوعها، قال ناشطون فلسطينيون في منطقة البقاع اللبناني أن إحدى العائلات الفلسطينية من أبناء مخيم اليرموك توفي لها رجل كبير في السن، لكن لم تجد مكاناً لدفنه، وأخذ الناشطون على عاتقهم مساعدتها، وخلال 7 أيام من التواصل والاتصال لم يجدوا له قبراً.
يقول الناشط "محمود الشهابي" وبعد عناء كبير تبرع رجل لبناني بقبر للدفن، وفوجئنا أن في القبر ما يقارب 14 متوفى في قبرٍ واحد ماتوا منذ زمن، ونحن بدورنا دفنا الجثمان الجديد.
وفي حادثة مشابهة، نقل لاجئ فلسطيني من سورية يقيم في لبنان لمجموعة العمل منع السلطات اللبنانية دفن نجله خارج مخيم عين الحلوة، فبينما تقوم العائلة باستخراج أوراق الدفن لنجلها، قاطعهم موظف حكومي "أنتم فلسطينيون ولا يحق لكم دفن ابنكم في لبنان، وسألنا الموظف "أين ندفن طفلنا، فأجاب الموظف أنه يسمح دفنه فقط في مخيم عين الحلوة، أسرعوا إلى هناك فتلك فرصتكم الوحيدة".
يضيف اللاجئ الفلسطيني محمد وهو يحمل جثة نجله، بعد حوالي الساعة وصلنا إلى مدخل مخيم عين الحلوة، وبعد انتظار لعدة ساعات طلبوا منه إذن دخول إلى المخيم، يقول محمد "أخبرنا العسكري أننا نريد أن ندفن ابننا ونخرج، وهذا الولد على يدي جثة هامدة، فرد عليه العسكري "هل يتسع مخيم عين الحلوة للأحياء حتى يتسع للأموات؟ هذه هي التعليمات!".
يضيف محمد وبعد معاناة كبيرة قال لنا عنصر الجيش اللبناني "نظراً للحالة التي تمرون فيها سأسمح لكم بالدخول بشرط أن يدخل والد الطفل وشخص واحد فقط.
من جانب آخر، يضطر الكثير من اللاجئين على دفع مبالغ مرتفعة لتأمين قبر في المقابر اللبنانية، وخاصة مع التزاحم الكبير للاجئين والنازحين من سورية في المخيمات الفلسطينية، وازدياد أعداد الأموات، يذكر أن عدد المهجرين من فلسطينيي سورية وفق احصائيات وكالة الأونروا قد بلغ (31) ألفاً في حين تشير الاحصائيات النهائية لمشروع "التعداد العام للسكان والمساكن في المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان إلى انخفاض العدد إلى (18601) نسمة.
المصدر : مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا
30/10/1439
14/7/2018