بناء إيران للمراقد ذريعة لتدخلها في دول السنة

بواسطة ابو انس النداوي قراءة 3062
بناء إيران للمراقد ذريعة لتدخلها في دول السنة
بناء إيران للمراقد ذريعة لتدخلها في دول السنة

أبو أنس النداوي

11-6-3013

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

بسم الله الحمد لله :

إن أول شرك وقع في العالم هو بسبب الغلو في الصالحين ورفعهم فوق المكانة التي أنزلهم الله إياها, ومن الغلو فيهم هو البناء على قبورهم بأبنية مهيبة وجعلها أماكن للعكوف عندها وتزيينها وجعلها مزارات فهذا كان شرك قوم نوح عليه السلام أول رسول أرسله الله إلى الناس, قال تعالى ( وقالوا لاتذَرُنَّ ءالهتكم ولاتذَرُنَّ وَدّاً ولاسُواعاً ولايغوثَ ويعوقَ ونسراً ), ففي صحيح البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال في تفسيره لهذه الآية: هذه أسماء رجال صالحين من قوم نوح, فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم: أن انصبوا إلى مجالسهم التي كانوا يجلسون فيها أنصابا, وسمّوها بأسمائهم, ففعلوا, ولم تُعبد, حتى إذا هلك أولئك ونُسيَ العلم عُبدت. (البخاري, كتاب التفسير باب (ودا ولاسواعا ولايغوث)3/316).

قال ابن القيم: ( قال غير واحد من السلف: لما ماتوا عكفوا على قبورهم, ثم صوروا تماثيلهم ثم طال عليهم الأمد فعبدوهم) ا.هـ (كتاب التوحيد محمد بن عبد الوهاب   )

فما عبدت إلا بعد أن قلَّ العلم وفشى الجهل فجاء الجهّال من الناس فقالوا إن لأصحاب هذه القبور منزلةً عظيمةً عند الله وإنّا لانبلغ ما بلغوا من مرتبة عند الله فلذلك نعكف عند قبورهم, فبعضهم يقول نعكف عندهم لننشط على عبادة الله تعالى عند تذكرهم, والبعض الآخر يقول إن الدعاء عند قبورهم والعبادة أكثر أجرا وكلا هذين الأمرين بدعة ووسيلة إلى الشرك, والبعض الآخر يقول نجعلهم وسائط بيننا وبين الله سبحانه وتعالى لمكانتهم وهذا شرك أكبر وهذا هو شرك أهل الجاهلية الأولى, قالى تعالى  ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ).

والبعض الأخير يقول ندعوهم من دون الله لأن لهم تصرف خفي بالكون وأنهم يملكون من أمور الكون وهذا يفوق شرك مشركي قريش وهذا ما يقع اليوم من بعض أصحاب الطرق الصوفية مع الصالحين وماهو واقع من الرافضة الشيعة مع آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فلخطر هذا الأمر حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من اتخاذ القبور مساجد ونهى عن ذلك طيلة حياته حتى قبل موته بأيام وهو على فراش الموت لعلمه بانه من أخطر الفتن التي يفتتن بها الناس ويلجوا الشرك من بابه, جاء في صحيح مسلم من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: (ألا إن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فإني أنهاكم عن ذلك).

(مسلم كتاب المساجد, باب النهي عن بناء المساجد, 1/377).

بل جاء صريحا في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة رضي الله عنها ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة, وما فيها من الصور, فقال: أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح, بنوا على قبره مسجدا, وصوروا فيه تلك الصور, أولئك شرار الخلق عند الله. (رواه البخاري كتاب الصلاة, باب هل تنبش قبور مشركي الجاهلية, 1/155), (ورواه مسلم كتاب المساجد, باب النهي عن بناء المساجد على القبور, 1/375).

وكل ذلك النهي والزجر لأنها ذريعة للشرك ومكيدة من مكائد الشيطان ليزين للناس عبادة غير الله سبحانه وتعالى بحجة محبة الصالحين وإنزالهم منازلهم.

ثم أصبحت إقامة الأضرحة على القبور سمة لكل من مسك زمام السلطة على قوم ممن لافقه لهم بدين الله, قال تعالى (قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذنَّ عليهم مسجداً) فهذا ما قرره الحكام في ذلك الوقت بعد ان عثروا على أصحاب الكهف فقال الذين غلبوا على أمرهم أي أصحاب الغلبة وهم الحكام مقسمين مؤكدين بأنه نتخذ على هؤلاء مسجدا لأنهم أهل مكانة عند الله لحفظه لهم طيلة هذه المدة التي غابوا بها عن الناس.

ففي التاريخ الحديث استغل المستعمرون هذا الأمر وجهل المسلمين بتوحيدهم الذي عزهم به الله فما إن دخلوا بلدا إسلاميا الا وساهموا ببناء اضرحة فيه ليستميلوا قلوب العوام ولمعرفتهم أن الأسلام يضرب من أهله بسهام أقوى من أن يضرب بسهام الأعداء فأخذوا يدعمون أصحاب الطرق الصوفية والرافضة.

واسمع إلى ما يحدثنا به المؤرخ المصري الجبرتي في كتابيه (عجائب الآثار)(2/249،201) و(مظهر التقديس بزوال دولة الفرنسيس ص47), تحدث وذكر: ان المستعمرين الفرنسيين عندما احتلوا مصر بقيادة نابليون بونابرت انكمش الصوفيه وأصحاب الموالد فقام نابليون وأمرهم بإحياءها ودعمها.

قال في مظهر التقديس :" وفيها (أي سنة 1213هـ في ربيع الأول ):سأل صاري العسكر عن المولد النبوي ولماذا لم يعملوه كعادتهم فاعتذر الشيخ البكري بتوقف الأحوال وتعطل الأمور وعدم المصروف فلم يقبل وقال (لابد من ذلك ) واعطى الشيخ البكري ثلاثمائة ريال فرانساوية يستعين بها فعلقوا حبالا وقناديل واجتمع الفرنسيس يوم المولد ولعبوا ودقوا طبولهم واحرقوا حراقة في الليل وسواريخ تصعد في الهواء ونفوطاً".

ولعل سائلا يسأل ما هدفهم من تأييد ودعم مثل هذه البدع وهذه الموالد؟

ندع الجواب للمؤرخ الجبرتي المعاصر لهم حيث يقول في تاريخ عجائب الآثار(2/306):       " ورخص الفرنساوية ذلك للناس لما رأوا فيه من الخروج عن الشرائع واجتماع النساء واتباع الشهوات والتلاهي وفعل المحرمات ".

ويقول الدكتور عمر فروخ:  لا ريب في أن الأوروبيين قد عرفوا ذلك واستغلوه في أعمالهم الاستعمارية، ذكر مصطفى كامل بطل الوطنية المصرية في كتابه "المسألة الشرقية" قصة غريبة في أذن القارئ العادي، قال: ومن الأمور المشهورة عن احتلال فرنسا للقيروان في تونس: أن رجلاً فرنسياً دخل في الإسلام وسمى نفسه سيد أحمد الهادي، واجتهد في تحصيل الشريعة حتى وصل إلى درجة عالية، وعين إماماً لمسجد كبير في القيروان، فلما اقترب الجنود الفرنساويون من المدينة استعد أهلها للدفاع عنها، وجاؤوا يسألونه أن يستشير لهم ضريح شيخ في المسجد يعتقدون فيه، فدخل "سيد أحمد" الضريح، ثم خرج مهولاً بما سينالهم من المصائب، وقال لهم: إن الشيخ ينصحكم بالتسليم؛ لأن وقوع البلاد صار محتماً، فاتبع القوم البسطاء قوله ولم يدافعوا عن مدينة القيروان أقل دفاع، بل دخلها الفرنساويون آمنين في 26 أكتوبر سنة 1881م. (التصوف بين الحق والخلق (ص211)).

          لقد أدرك الإنجليز أن الطرق الصوفية تلعب دوراً مهماً من خلال مزاولة أنشطتها بين الطبقة العامة من الشعب، فالصوفية بدعوتها الظاهرية إلى الزهد وترك مباهج الحياة والانصراف عن الدنيا، يمكن أن تضفي الصبغة الدينية على موقف الخنوع والخضوع للمحتل الأجنبي بخلفيات قدرية اتكالية استسلامية، ولهذا حرصت سلطات الاحتلال في مصر وغيرها على إطلاق يد الطرق الصوفية في ممارسة أنشطتها، وقد ساعد على ذلك سيطرة سلطات الاحتلال على وزارة الداخلية مما مكنها من السيطرة على تلك الطرق ومعرفة تحركاتها وأساليبها وتوجيهها إلى الوجهة التي تضمن للمحتل خدمات أكثر. (دمعة على التوحيد)

واليهود علموا أن الطرق الصوفية هي من الفرق الباطنية التي تؤدي أغراضها في تفريق المسلمين وتثبيطهم عن الجهاد وتحرير المقدسات لأن الصوفية تدعو الى الخنوع وطلب التكسب والعيش على الصدقات وأكل أموال الناس بالباطل والشعوذة والخرافة, لذلك في عصرنا الحديث سمحت السلطات الإسرائيلية بزيارة بعض مشايخ الصوفية منهم علي جمعة شيخ الأزهر والجفري, فأدان مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر بالإجماع زيارة مفتي الجمهورية الدكتور علي جمعة للقدس والمسجد الأقصى. (العربية نت)

واستنكر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين فرع فلسطين زيارة الداعية اليمني الصوفي الحبيب علي الجفري وعدد من الشخصيات الرسمية من الأردن للمسجد الأقصى المبارك تحت حماية الاحتلال الإسرائيلي. ( شبكة الدفاع عن السنة 8-4-2012)

وإن تعجب فعجب اهتمام حركة الجهاد الإسلامي وحماس بضريح هاشم الذي تسمى غزة باسمه بغزة هاشم أي جد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يعظمه الرافضة ولكن لاتعجب فحركة الجهاد هي تابعة لإيران وحماس من الإخوان المسلمين الذين لم ينكروا يوما شركا بل مؤسسهم حسن البنا كان صوفيا على الطريقة القرافية كما جاء في مذكراته رحمه الله تعالى.

ومن الأسباب التي أدت إلى ظهور المقامات والأضرحة

دور الباطنية والشيعة في بناء وتقديس القبور والمقامات:

          قال شيخ الإسلام: "ولم يكن في العصور المفضلة "مشاهد" على القبور، وإنما كثر بعد ذلك في دولة بني بويه لما ظهرت القرامطة بأرض المشرق والمغرب، وكان بها زنادقة كفار مقصودهم تبديل دين الإسلام، وكان في بني بويه من الموافقة لهم على بعض ذلك. "مجموع الفتاوى" (27|162).

وهذا ما تؤكده لنا عالمة الآثار الدكتورة سعاد ماهر فهمي عندما تسرد أوائل الأضرحة ذات القباب، فتقول: ".. ويليها من حيث التاريخ: ضريح إسماعيل الساماني المبني سنة 296 هـ في مدينة بخارى، ثم ضريح الإمام في النجف الذي بناه الحمدانيون سنة 317 هـ، ثم ضريح محمد بن موسى في مدينة قم بإيران سنة 366 هـ ، ثم ضريح السبع بنات في الفسطاط سنة 400هـ .

ومما يصدق ذلك سعي الرافضة لبناء المراقد في كل بلد يصلون إليه وعلى سبيل المثال سعيهم لإقامة ضريح للهالك حسين الحوثي, فذكرت صحيفة “أخبار اليوم” اليمنية نقلا عن مصدر يمنى مسؤول بمحافظة صعدة شمال البلاد، أن عناصر مسلحة تابعة لجماعة الحوثى المدعومة من إيران، انتهوا من ترتيبات وتجهيز موقع دفن جثمان الأب الروحى للجماعة حسين بدر الدين الحوثى، بمنطقة الجميمة بمران، تمهيدا لتحويله إلى مزار.

كما نقلت الصحيفة فى عددها الصادر اليوم السبت، عن نفس المصدر قوله إنه تم تطويق مساحة واسعة فى منطقة الجميمة بمران، وتسويرها منذ فترة، وإن الحوثيين شرعوا قبل أكثر من أسبوعين فى إقامة قبة خاصة لضريح حسين الحوثى، حيث اقترب انتهاء تنفيذها.

وأكدت المصادر المطلعة بأن استعدادات حوثية كبيرة وتجهيزات للمكان والوفود سعياً منه لتحويل قبر حسين الحوثي، الى مزار لم تشهد اليمن له مثيلاً .

وأشارت المصادر الى أن هناك زعامات شيعية قد بدأت بالفعل تروج لفضائل زيارة هذا الضريح والأجر الكبير الذي تناله جراء ذلك، حيث أنهم يقولون انه يفوق الحج والعمرة وأداء الكثير من أركان الإسلام . ( مأرب برس- السبت 11 مايو 2013 )

ثم لايخفى علينا أن هذه المراقد أصبحت ذريعة رافضية تبيح لهم قتل أبناء السنة بحجة الدفاع عن تلك المزارات ولاضير من مشاركة الرافضة من أي بلد لنصرة تلك الأضرحة في أي بلد لأنها مقدسات يجب الدفاع عنها والعالم الغربي الكافر يتفرج ويبارك ذلك ففي الأمس قُتِّل أبناء السنة في العراق بعد حياكة مؤامرة تفجيرات أضرحة سامراء (علي الهادي والحسن العسكري),

ثم اليوم نصرة لقبر الصحابي عدي في سوريا وللحفاظ على ضريح السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يشارك حزب الله ويشارك جيش المهدي بلواء الفضل أبي العباس بدعم من الحكومة العراقية.

نقلت صحيفة إيلاف: يتزايد عدد المتطوعين العراقيين، الذين يسافرون إلى سوريا عبر لبنان للقتال، دفاعًا عن المراقد الشيعية فيها من هجمات التكفيريين، ومعظمهم ينتمي إلى حزب الله العراقي أو إلى جيش المهدي السابق. (إيلاف صحيفة ألكترونية العدد 4401 الأحد 9 يونيو 2013)

وجاء أيضا أن إيران توفد عشرة آلاف مقاتل لحماية مراقد الشيعة في سوريا. (أخبار نت- الأحد 9 يونيو 2013)

فاعتبروا يا أهل السنة وتفطنوا لهذه المباركة الغربية والتواطؤ على النصرة الرافضية للنظام العلوي في سوريا, فما هو إلا ناقوس ينذركم فاليوم الدفاع عن قبر زينب في سوريا وغدا أو بعد غد الدفاع عن قبور الصحابة في البقيع التي يزعمون أن آل سعود والوهابية قاموا بتسويتها مع الأرض لتكون تلك ذريعة للحرب على بلد التوحيد بلد الحرمين حماها الله من شر الأعداء.

ولا ننسى ما فعلته القرامطة في بيت الله الحرام ...

فتعلموا دينكم وعقيدتكم التي لافلاح إلا بها وعلموا أبناءكم الدين الحق الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ووالوا وعادوا عليها فالأمة عندما مات فيها الأمر بالمعروف والنهي عن المعروف والولاء والبراء تردت في الذل والهوان الذي وعد الله به اليهود لأنهم كانوا لايتناهون عن منكر فعلوه.



مقالات ذات صلة