النفوذ الشيعي واحتلال إيران لدول الخليج العربي
الهيثم زعفان
التاريخ: 25/5/1431 الموافق 09-05-2010
منذ أيام أعلنت دولة الكويت عن إلقاء القبض على خلية تضم عدد من الكويتيين والأجانب لقيامهم بالتجسس لحساب إيران، وجمع معلومات لصالحها بشأن مواقع عسكرية في الدولة العربية الخليجية.
وبالأمس نشرت العديد من الصحف الخليجية خبر الكشف عن مخطط إيراني سري للحرب على دول الخليج العربي, ويشمل المخطط ضرب أهداف عسكرية وصناعية ومدنية دقيقة في الكويت, واحتلال محافظات في جنوب العراق تمهيداً للدفع بنحو 400 ألف عسكري إلى منطقة الخفجي باتجاه المملكة العربية السعودية, بالإضافة إلى شن هجمات بحرية وجوية على كل من الإمارات والبحرين وقطر. وأن الحرب المباغتة هذه ستكون بإشراف شخصي من المرشد الأعلى للثورة الفارسية علي خامنئي، وأن ترتيب مسرح العمليات والإعداد للحرب قد تم إسناده لقائد الحرس الشخصي لخامنئي.
ويأتي هذا الكشف تزامناً مع مناورات بحرية للجيش الإيراني في الخليج العربي، على مساحة 250 ألف كلم مربع في الخليج العربي وبحر عمان والمحيط الهندي.
أحداث وتداعيات وخلايا وخيانات غاية في الخطورة، تكشف وتؤكد على ولاء شيعة العرب لإيران وولاية الفقيه كما أوضح من قبل الرئيس حسني مبارك.
ولذا فإن تزامن الخلية الشيعية العسكرية في الكويت مع تسريب تقارير عزم إيران على مهاجمة ومباغتة دول الخليج العربي عسكرياً، تفرض على الجميع فتح ملف إستراتيجية التمكين الشيعي السياسي والقيادي والعسكري في الدول العربية.
والتي تعد من أخطر الاستراتيجيات عند الشيعة، حيث يتم فيها الدفع بالعناصر الشيعية لوضعها في مواقع صنع القرار في العالم العربي، مثل المجالس النيابية، وكذلك وظائف الجيش، الإعلام، الوزارات المؤثرة، وأخيراً بلاط الحكام والأمراء، وحتى يصل هؤلاء إلى هذه المواضع يستخدمون كافة وسائل الترغيب والترهيب المذللة لعقبات تطبيق هذا الهدف الاستراتيجي.
وهذه المناصب القيادية والمؤثرة تمثل نفوذاً ييسر للشيعة صدور قرارات وقوانين وأوامر إدارية وعسكرية تخدم المشروع الشيعي والفارسي، كما يمكنهم من خلالها أيضاً عرقلة كل ما يخدم الجانب السني ولا يروق للفرقة الشيعية، وكذلك التصدي بقوة لكل ما من شأنه عرقلة مشروعهم الشيعي التبشيري، هذا فضلاً عن إحداث الصخب الشيعي في مناطق نفوذهم السياسية والنيابية والإعلامية، وجميعها أجواء تقوي من الشوكة الشيعية في البلد السني.
كما أنها تخدم بجلاء الأهداف الإيرانية الفارسية في تلك المناطق الخليجية الحساسة، والتي تعتبرها إيران الفارسية جزء من إرثها المفقود.
لذا ينبغي الاهتمام بإبعاد الشيعة عن كافة مناطق النفوذ السياسي والعسكري في الدول العربية، وعدم الاستهانة بهذا الهدف الشيعي الاستراتيجي تحت أية مبررات ليبرالية، كالمواطنة وحقوق الأقليات، لأنه وكما ثبت عملياً فإن هناك تهديد مباشر ومدمر على الأمن القومي للدول العربية.
وهذا يستلزم ضرورة رصد وسائل الترغيب والترهيب التي يستخدمها الشيعة لتحقيق هذه الاستراتيجية، وأسباب تمكينهم في الوظائف القيادية والنيابية، ونفاذهم إليها، ووضع آليات مواجهة تلك الوسائل الشيعية الاختراقية.
وكذلك رصد أسباب تمكين أهل السنة لبعض القيادات الشيعية في مناطق التمركز السني مثلما يحدث في المجالس النيابية، بمعنى أدق لماذا يعطي السني صوته الانتخابي ودعمه السياسي للشيعي الذي لا يرجو الخير لهذا السني؟.
قد يدفع البعض بأن هناك أصابع صهيونية وراء تلك الأحداث، نقر بذلك ولكنه إقرار ليس في اتجاه الوقيعة بين الدول العربية وإيران، ولكنه في اتجاه المصالح الفارسية والصهيونية المشتركة، والتي تتقاطع دائماً على القصعة السنية.
ولعل التهديد المباشر وشديد اللهجة من قبل إيران منذ يومين نحو دولة الإمارات العربية بضربها بالسلاح حال تكرار طلبها للجزر الإماراتية المحتلة من قبل إيران ليعد مؤشراً على أن الأمور تتصاعد وتيرتها العسكرية بصورة ملفتة وسريعة لتسير على درب الأطماع الفارسية في المنطقة العربية السنية.
وفي وقت الجد وأجواء الحرب لا مجال للتهاون مع أية جيوب شيعية ولاؤها فارسي، ولا طاقة لقبول نفوذ شيعي آني في مناصب عربية مؤثرة تخدم مباشرة الحرس الثوري الإيراني، ومؤهلة ومعدة سياسياً لتولي زمام القيادة المستقبلية حال احتلال البلدان العربية السنية وسقوط الأنظمة القائمة، وقيادات العراق الشيعية خير مثال ومرآة للأحداث المستقبلية شديدة القرب. فهل سيؤخذ الأمر على محمل الجد ويتم سد ثغرة التمكين والنفوذ الشيعي في البلدان السنية قبل فوات الأوان؟.
المصدر: المصريون