25-2-2013
لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين
منذ أن قامت القوات الصليبية البريطانية والفرنسية الغازية لبلاد الشام من دخول تلك البلاد المباركة لزرع دولة لليهود على ربوع تلك الأرض لتكون خنجرا مسموما في خاصرة الأمة الإسلامية, حرص أعدائنا على إحاطة تلك الدولة بمجموعة من الفرق الباطنية لتكون سورا وحصنا أمينا في حماية تلك الدولة الناشئة , فحينما كان البريطانيون يمكنون لليهود في فلسطين ويسلمونهم مقاليد الأمور فيها , كان الفرنسيون يقومون بمهمة أخرى وهي تمكين النصارى في لبنان (بعد ذلك مكن للشيعة في جنوب لبنان على الحدود مع فلسطين عبر غطاء المقاومة) , وعلى الجهة الأخرى تم تمكين الفرق النصيرية من سوريا والتي أطلق عليها المستعمر الفرنسي لاحقا الطائفة العلوية , لتكون أكثر قبولا من المجتمع السني السوري وبالفعل حكمت تلك الطائفة سوريا قرابة أربعين عاما بالحديد والنار وكانت نعم الحارس الأمين لدولة اليهود في فلسطين .
لقد استفاد أعدائنا من التاريخ الأسود للفرق الباطنية الضالة حيث كانت تلك الفرق نعم المؤازر لكل عدو يغزو بلاد المسلمين, وما فعلت فرق الحشاشين التابعة لفرقة الأسماعيلية الباطنية واغتيالهم لخيرة القادة الذي حاربوا الصليبيين عنا ببعيد , أما الدولة العبيدية الباطنية التي سميت زورا بالدولة الفاطمية فكانت سببا للإحتلال الصليبي لبيت المقدس وذلك بسبب الخيانة تارة وبعدم الجدية في مقاتلة الصليبيين تارة أخرى رغم ضخامة الإمكانيات التي تمتلكها تلك الدولة العبيدية آنذاك, وبقي بيت المقدس اسيرا بيد الصليبيين قرابة ثمانين عاما حتى حرره الفاتح صلاح الدين بعد إسقاط الدولة العبيدية طبعا ونشر مذهب أهل السنة في مصر والشام وبقية بلاد المسلمين .
لقد سطر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مشاهدات حية على خبث النصيريين وتعاونهم مع الكفار على أهل السنة فقال رحمه الله : وَمِنْ الْمَعْلُومِ عِنْدَنَا أَنَّ السَّوَاحِلَ الشَّامِيَّةَ إنَّمَا اسْتَوْلَى عَلَيْهَا النَّصَارَى مِنْ جِهَتِهِمْ وَهُمْ دَائِمًا مَعَ كُلِّ عَدُوٍّ لِلْمُسْلِمِينَ ; فَهُمْ مَعَ النَّصَارَى عَلَى الْمُسْلِمِينَ .
وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ فَتْحُ الْمُسْلِمِينَ لِلسَّوَاحِلِ وَانْقِهَارُ النَّصَارَى ; بَلْ وَمِنْ أَعْظَمِ الْمَصَائِبِ عِنْدَهُمْ انْتِصَارُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى التَّتَارِ .
وَمِنْ أَعْظَمِ أَعْيَادِهِمْ إذَا اسْتَوْلَى - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى - النَّصَارَى عَلَى ثُغُورِ الْمُسْلِمِينَ... فَهَؤُلَاءِ الْمُحَادُّونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ كَثُرُوا حِينَئِذٍ بِالسَّوَاحِلِ وَغَيْرِهَا فَاسْتَوْلَى النَّصَارَى عَلَى السَّاحِلِ ; ثُمَّ بِسَبَبِهِمْ اسْتَوْلَوْا عَلَى الْقُدْسِ الشَّرِيفِ وَغَيْرِهِ ; فَإِنَّ أَحْوَالَهُمْ كَانَتْ مِنْ أَعْظَمِ الْأَسْبَابِ فِي ذَلِكَ... الخ من فتوى ابن تيمية الشهيرة .
لقد أصاب شيخ الإسلام كبد الحقيقة , كما أن أعدائنا فهموا تلك الحقيقة أيضا .
فلا يمكن إقامة دولة لليهود إلا مع وجود حراس ثقات ومؤتمنين لهذه الدولة , وخاصة في بلاد الشام المشهورة ببأس أهلها وحبهم للجهاد الذي ورثوه كابرا عن كابر , وقبل ذلك أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تمدحهم وتصفهم بأنهم خير أجناد الأرض .
أما واقع الحال فقد أثبت هذه النظرية , فإن النظام النصيري في سوريا قمع أهل السنة في سوريا , وكان نعم الحارس لحدود الجولان حيث أنه لم يتم تسجيل إختراقا لفترة طويلة من الزمن وكان اليهود آمنون مطمئنون حتى أن بعضهم يقضي إجازة الزواج في الجولان , أما على الساحة الفلسطينية فقد قام النصيريون بقيادة حافظ الأسد بسحق المقاومة الفلسطينية في لبنان وإبدالها بسور آخر حامي لدولة اليهود وهو ما يسمى "بحزب الله" الشيعي , أما ما إقترفته تلك الدولة من مؤامرات لزعزعة الدول العربية فحدث ولا حرج , لذلك نجد بأن من زرعوا تلك الدولة الباطنية في سوريا يستقتلون الآن لحماية طفلهم المدلل بشار من السقوط عبر حظر السلاح على المجاهدين من الجيش الحر, فيما يسمح للنظام بإستعمال أفتك أنواع الأسلحة القادمة من روسيا وإيران دون رقيب أو حسيب لأنهم يعرفون حق المعرفة أن سقوط بشار ودولته النصيرية هو هدم للسور الذي يحمي دولة اليهود والذي تعبوا على بنائه عبر كل تلك السنين , وذلك لأن تلك الدولة المسخ التي زرعوها في فلسطين سوف تنكشف أمام المجاهدين في بلاد الشام الذين سوف تكون وجهتم فلسطين بعد إزالة الدولة النصيرية الباطنية عن طريقهم وهذا عين ما فعله سلفهم المجاهد صلاح الدين الأيوبي رحمه الله .