نظرة الرافضة إلى أهل السنة ، منسي الطيب مثالاً
رغم الدعوات المتكررة والمحاولات المبذولة من قبل عدد من علماء أهل السنة إلى التقريب بين أهل السنة والشيعة إلا أن هذه المحاولات جميعها باءت بالفشل ، واصطدمت بجدران الخيبة والخسران ، لأن عقيدة تقوم على تكفير آل بيت رسول الله خلا الأئمة الأثني عشر وتكفير صحابة رسول الله وأحفادهم الذين لا يقولون بعصمة الأئمة ، من المحال أن يتم هذا التقارب بيننا وبينهم إذا لم تلقى تلك الأقوال إلى مزيلة التاريخ ويعلن البراءة منها وتحرق كل الكتب التي تقول بهذا ، ومن هذه المحاولات ما قام بها الشيخ موسى جار الله التركستاني شيخ مشايخ روسيا ، وصاحب الرسالة التي يدعوا فيها إلى اعتبار أن الشيعة مذهباً خامساً ، فقدم إليهم وعاش بينهم سبعة أشهر ، درس خلالها عقيدتهم ووصل إلى ستة قضايا يقوم عليها هذا المذهب ولفتت انتباهه ، وهي مسالة تكفير الصحابة ، ومسألة اللعنات على العصر الأول ، ومسألة تحريف القران الكريم ، ومسألة أن حكومات الدولة الإسلامية وقضاتها وكل علمائها طواغيت في كتب الشيعة ، ومسألة أن كل الفرق الإسلامية كافرة ملعونة خالدة في النار إلا الشيعة ، ومسألة أن الجهاد في كتب لشيعة مع غير الإمام المقترض طاعته حرام مثل حرمة الميتة وحرمة الخنزير ، ولا شهيد إلا الشيعة ، والشيعي شهيد ولو مات على فراشه ، والذين يقاتلون في سبيل الله من غير الشيعة فالويل يتعجلون ، وبعد أن وصل إلى تأصيل عقيدة الشيعة من كتبهم ، قام الشيخ موسى رحمه الله بإرسال هذه الرسالة مخاطباً بها شيوخ الشيعة : " هذه ست من المسائل ، عقيدة الشيعة فيها يقين ، فهل يبقى في توحيد المسلمين في عالم الإسلام من أمل ، وهذه عقيدة الشيعة !؟ وهل يبقى بعد هذه المسائل ، بعد هذه العقيدة لكلمة التوحيد في قلوب أهلها من اثر ؟ وهل يمكن أن يكون للأمم الإسلامية ، ولهم هذه العقيدة في سبيل غلبة الإسلام في مستقبل الأيام من سعي ؟ " ثم يخاطب الشيخ رحمه الله الآيات في قم ونجف طالباً منهم أن يجيبوه على هذه المسائل : " فتفضلوا أيها السادة بالإفادة حتى يتحد الإسلام وتجتمع كلمة المسلمين حول كتاب الله المبين " ولكن محاولته تلك ذهبت أدراج الرياح ، فبعد أن أرسل بهذا الرسائل إلى علماء الشيعة ، انتظر الرد سنة وزيادة ولم يسمع جواباً من أحد ، إلا من كبير مجتهدي الشيعة بالبصرة ، فيقول – رحمه الله – : " فقد قام بوظيفته وتفضل علي بكل أجوبتها في كتاب تزيد صفحاته على تسعين ، بكلمات في الطعن في العصر الغول وأشد وأجرح من كتب الشيعة " وبعدها لما يأس الشيخ من جواب على مسألته تلك كتب كتابه " الشيعة في نقد عقائد الشيعة " يقول فيه : " إنني دافعت بذلك عن شرف الأمة وحرمة الدين ، واقضي به حقوق العصر الغول علي ، وعلى كل الأمة " نقلاً عن مقال محاولة الشيخ موسى جار الله للتقريب بين السنة والشيعة بتصرف .
وهو الأمر نفسه الذي وصل إليه الشيخ يوسف القرضاوي وكل من قام بهذا الأمر من قبل كما وصل إليه الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله وكما وصل إليه الدكتور سعيد جوى صاحب كتاب : " الخمينية شذوذ في المواقف شذوذ في العقيدة " وهو الأمر نفسه الذي أدركه العقلاء من علماء الشيعة وأتباعهم ، الذين وصلوا إلى قناعة مفادها فساد هذا المذهب ، وعلموا إصرار الآيات الشيطانية على إبقاء أهل الشيعة في الضلال المبين ، فقاموا بكتابة العديد من الكتب التي تكشف زيف هذه العقيدة ، محاولين تصحيح هذا الانحراف ومن هؤلاء الدكتور موسى الموسوي ، صاحب كتاب : " الشيعة والتصحيح " ، وكتاب : " يا شيعة العالم استيقظوا " وكتابه الشهير : " الثورة البائسة " ، وآخرين تركوا هذا المذهب بعد علموا استحالة التغيير فيه ما دامت تلك الآيات الشيطانية ترفض أي تغير بل وتلاحق كل من يتكلم بهذا ، وتسعى إلى تصفيته وقتله ، وعدلوا إلى مذهب أهل السنة والجماعة كالعالم مصطفى الطبطبائي ، والدكتور علي مظفريان طبيب جراح ، الذي ترك التشيع وصار إماماً لأهل السنة في شيراز واحمد الكسروي صاحب كتاب :" دراسة التشيع " ، وآية الله العظمى ابن الرضا البرقعي صاحب كتابه الشهير :" كسر الصنم " والذي قام كذلك بترجمة كتاب " منهاج السنة للإمام ابن تيمية " إلى الفارسية وكتب كثيراً من الكتب التي تفند عقيدة الآيات الشيطانية في إيران والعراق ، منها " دراسة علمية في أحاديث المهدي " و " ودراسة في نصوص الإمامة " و " الجامع المنقول في سنن الرسول " جمع به الروايات الفقهية لدى أهل السنة ودعمها بما ورد عند الشيعة الذين لا يأخذون بها عناداً ونقض ما يرسخه في ذهنهم آيات قم الشيطانية من مخالفة ما كان عليه السنة ، وكذلك الدكتور حسين الموسوي العلامة الشيعي السابق الذي ترك مذهبهم الفاسد وتحول إلى مذهب أهل السنة ، وألف كتابه الشهير " لله ثم للتاريخ " والذي سأنقل منه القصة الحقيقة لمقتل الحسين .
بينما البقية الباقية من أتباع هذا المذهب الفاسد ، مستمرون في الطعن في هذا الدين وتكفير العصر الأول وتكفير الأمة الإسلامية جميعها والحكم علي المسلمين بأنهم نواصب ومعادين لآل بيت رسول الله ، فهو خطهم ومنهجهم منذ أن نشأ هذا المذهب الفاسد على يد اليهودي ابن سبا ، والذي كان أول من قال بأحقية علي بالخلاف ثم قام بعدها بتاليه الإمام علي فحرق جماعة منهم بالنار ، فمن أيام كتب منسي الطيب مقالاً بعنوان : " أهذا دين أم طين يا عرب ؟ " أورد فيه نفس الأفكار التي بينها الشيخ موسى جار الله ، ووصل إلى قناعة بأنه من المستحيل أن يكون تقارب بين مذهب يقوم على احترام رسول الله وال بيته وصحابته وبين من يحمل مثل هذه العقائد الفاسدة .
وقبل أن أبين للقارئ القاتل الحقيقي لآل بيت رسول الله ومن كتاب الدكتور حسين الموسوي ، سوف أعلق ببعض ملاحظات بسيطة على ما ورد في مقال منسي الطيب ، الذي بدأ مقاله بإيراد بعض من الاقتباسات التي تنقلها العربية في برنامجها " رجال حول الرسول " وسخر فيها من ترضي أهل السنة على وحشي قاتل حمزة رضي الله عنه ، وترحم أهل السنة على يزيد الذي قتل في عهده ابن رسول الله صلى الله عليه الحسين رضي الله عنه ، فيقول معلقاً بعدها : " ثم إذا كان هذا هو دينكم الذي تتعبدون ربكم فيه بالترضـّي والترحّم على قتلة أهل بيت نبيّكم ، فلماذا تدينون وتستنكرون جرائم الصهاينة بحق الشعب الفلسطيني المظلوم وتلعنون شارون؟ فالقاتل والمقتول إذن في الجنة ، فلماذا لا تقولون مثلا سيدنا شارون (رضيَ الله عنه) قتل وشرّد الشعب الفلسطيني (رضيَ الله عنه) وأنتهت الحكاية؟ " ويضيف صاحبنا ، سيقول البعض: إن شارون ليس مسلما ولا يجوز الترضي عليه ، ما شاء الله !! ، آه .
أقول : سبحان الله أي عقول تحكم هؤلاء الأشخاص ، حتى يصل بهم حقدهم الأعمى إلى إخفاء الحقائق ، فأي فرق بين جماعتين من المسلمين اقتتلا ، وبين كافر ومسلم يقتتلا ، والقران الكريم ، يقول : " وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا " الحجرات 9 ،فالقتال وارد بين المؤمنين ولا يخرج بهذا القتال أحد من الفريقين من الإسلام ، وهذا ما أشار إليه رسول الله عندما قال عن الحسن رضي الله : " أن ابني هذا سيد ، ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين من المؤمنين عظيم " فمن أعلم أيها الكاتب الطائفي الحاقد على صحابة رسول الله ، أنت أم الله ورسوله ، وهل ستقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ناصبياً ، لأنه لم يكفر بني أمية !؟ ، وهذا يبين من جديد للقراء ، أنهم هؤلاء لا يفقهون من هذا الدين شيئاً بل كل ما يقومون به اتخاذ إلههم هوى لهم ، وفيهم يقول عز وجل : " أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ " الجاثية 23 ، وقوله عز وجل : " أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً " الفرقان 44 ، فما هو الرابط الذي دفعه لأن يربط بين قتال الصحابة وترضينا عليهم لأن رسول الله لم يخرج أحداً منهم من الإيمان عندما اخبرنا بما سيجري بينهم من قتال ، وبين يهودي كافر ومحتل مغتصب يُقتل شعب مسلم ، أين العقول !؟
ثم يتواصل مسلسل تكذيب آيات الله تعالى ، فيقول صاحبنا ، وإنّ فرعون قد آمن برب موسى قبل أن يغرق في البحر وأصبح من المسلمين باعتراف القرءان ، فهذا القران يقول : " وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلِـهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ " يونس 90 ، الله يقول لنا أن فرعون زعم أنه من المسلمين وأنه قد آمن ، والكاتب يدعي أن الله قال هذا في حق فرعون ، لكن الحقيقة أن الله قد رد عليه إيمانه وادعائه الإسلام ، بقوله : " آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " ، لأنه لا تقبل توبة العاصي أو الكافر عند حضور الموت ، يقول عز وجل : " وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً " النساء 18، لتحترم عقولنا أيها الكاتب ، ولا تكذب على الله تعالى ، فمن العيب أن تستخف بعقول القراء !! ومن الخسران أن تقول على الله ما لا تعلم !!
ثم يختم مقاله بالعقيدة التي يعتقد بها أهل الرفض جميعاً ، ويتهمون بها أهل السنة بالنواصب والكفر ، ويطبعونها في أذهان أتباعهم ليل نهار ، والتي وضحها الدكتور حسين الموسوي بقوله : " والراسخ في عقول الشيعة جميعاً صغيرهم وكبيرهم ، عالمهم وجاهلهم ، ذكرهم وأنثاهم ، أن الصحابة ظلموا أهل البيت ، وسفكوا دماءهم ، واستباحوا حُرُماِتِهم ، وأن أهل السنة ناصبوا أهل البيت العداء ، ولذلك لا يتردد أحدنا في تسميتهم بالنواصب " ، فيقول الطيب : " اللهم إنـّنا نبرأ إليك من هذه الأمة الفاسدة التي قتلتْ أهل بيت نبيك ورسولك الخاتم ونبرأ إليك من أفعال وأقوال أحفاد أؤلائك القتلة في زمننا هذا الذين أسِفوا على أنهم لم يشاركوا أجدادهم بقتل أهل البيت فأصبحوا يترضون ويترحمون على أؤلائك القتلة المجرمين ويدعونك أن تحشرهم معهم يوم القيامة ، اللهم فاحشرهم معهم ، واحشرنا مع نبيك وأهل بيته المظلومين " . فمن الذي قتل بيت رسول الله أيها الكاتب المحترم ، أليس الذي دعاه لينصره ثم خذله ونقض الميثاق هو القاتل الحقيقي ، فكيف لمن نقض ميثاقاً أن يحشره الله مع الذين خذلهم وتخلى عنهم ، كما قال الله عز وجل عن اليهود : " فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَنَسُواْ حَظّاً مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ " المائدة 13 .
وهنا بعد هذه النقاط التي وضحتها سأترك الرد على تكذيبه وتحريفه للكلم عن موضعه ، وإلصاق تهمة قتل الحسين رضي الله عنه ، بغير القاتل الحقيقي ، من كلام الدكتور حسين الموسوي في كتابه " لله ثم للتاريخ " تحت باب : " الحقيقة في انتساب الشيعة لآل البيت " ، فاسمع يا من نقض المواثيق وقتل آل بيت رسول الله اسمع أيها الطائفي الحاقد على هذا الإسلام يا من بلغ بك الحقد مبلغه ، حتى تبرأت من امة الإسلام ونعتها بالفاسدة ، ووصفتها أنها هي التي قتلت أهل بيت رسول الله ، وقلت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الرسول الخاتم ، وأنت تكذب هذا بقولكم أن الوحي ينزل على الزهراء والأئمة الأثني عشر وأنهم يشرعون فيحرمون الحرام ويحلون الحلال ، فأي رسول خاتم تعني به !؟ بل كيف يكون خاتماً وتدعون أن الوحي قد نزل على رجل من بعده !! واسمع يا من وصفتنا بأننا أحفاد أولئك القتلة فلا عجب إذا كنتم كفرتم العصر الأول أن تلحقونا بهم ، وهذا ما بينته في مقالي : " على خلفية مسلسل يوسف الصديق ، ما الفرق بين هوليود الغرب وهوليود إيران !؟ " من أنكم تكفرون آل بيت رسول الله من غير هذا الفرع الذي تدعون أنكم شيعة لهم ، وتكفرون صحابة رسول الله وذريته من بعده ، وانظر إلى كتاب مقتل الطالبين لتعلم من الذي قتل آل بيت رسول الله ، حيث يقول صاحبه أن آل بيت رسول الله الذين قتلوا في عهد استلامكم للسلطة زمن بني العباس كحكومة البرامكة وحكومة ابن العلقمي ، كان أكثر ثلاثة أضعاف ممن قتل على يد بني أمية ، فمن الذين قتله غيركم أيها الحاقدين على الإسلام خذلتم علياً رضي الله عنه وابنه الحسين ، وقتلتم ثلاثة أضعاف أولادهم الذي قتلوا في عهد بني أمية، بعد أن تخاذلتم عن نصرتهم !؟
فاسمع لما يقوله الدكتور حسين الموسوي تحت باب : " الحقيقة في انتساب الشيعة لآل البيت " حيث يبدأ رحمه الله في بيان عقيدة الشيعة نحو أهل السنة ، فيقول : " إن من الشائع عندنا معاشر الشيعة ، اختصاصنا بأهل البيت ، فالمذهب الشيعي كله قائم على محبة أهل البيت - حسب رأينا - إذ الولاء والبراء مع العامة - وهم أهل السنة - بسبب أهل البيت ، والبراءة من الصحابة وفي مقدمتهم الخلفاء الثلاثة وعائشة بنت أبي بكر بسبب الموقف من أهل البيت ، والراسخ في عقول الشيعة جميعاً صغيرهم وكبيرهم ، عالمهم وجاهلهم ، ذكرهم وأنثاهم ، أن الصحابة ظلموا أهل البيت ، وسفكوا دماءهم ، واستباحوا حُرُماِتِهم "
ثم يبين كيف أنهم يتهمون أهل السنة جميعاً بالنواصب وأنهم هم من قتل الحسين رضي الله عنه ، ولكن الكاتب العاقل رحمه الله ينصف الحقيقة ، فيقول : " ولكن كتبنا المعتبرة عندنا تبين لنا الحقيقة ، إذ تذكر لنا تَذَمُّرَ أهل البيت صلوات الله عليهم من شيعتهم ، وتذكر لنا ما فعله الشيعة الأوائل بأهل البيت ، وتذكر لنا مَن الذي سفك دماء أهل البيت عليهم السلام ومن الذي تسبب في مقتلهم واستباحة حرماتهم ، قال أمير المؤمنين عليه السلام : ( لو مَيَّزْتُ شيعتي لما وجدتهم إلا واصفة ، ولو امتحنتُهم لما وجدتهم إلا مرتدين ، ولو تَمَحَّصْتهُم لما خلص من الألف واحد ) ( الكافي/ الروضة 8/338 ) ، وقال أمير المؤمنين عليه السلام : ( يا أشباه الرجال ولا رجال ، حُلوم الأطفال ، وعقول رَبَّات الحِجال ، لوددت أني لم أركم ولم أعرفكم معرفة حزت والله ندماً ، وأعتبت صدماً ... قاتلكم الله لقد ملأتم قلبي قيحاً ، وشحنتم صدري غيظاً ، وجَرَّعْتُموني نغب التهام أنفاسنا ، وأفسدتم عَلَيّ رأيي بالعصيان والخذلان ، حتى لقد قالت قريش : إن ابن أبي طالب رجل شجاع ، ولكن لا علم له بالحرب ، ولكن لا رأي لمن لا يُطاع ) نهج البلاغة 75 ، 71 .
وقال لهم مُوَبِّخا : مُنِيتُ بكم بثلاث ، واثنتين : ( صُم ذَوو أسماعِ ، وبُكْمٌ ذَوو كلام ، وعُمْي ذوو أبصار ، لا أحرارَ وصِدْقَ عند اللقاء ، ولا إِخوانَ ثقةٍ عند البلاء ... قد انفرجتم عن ابن أبي طالب انفَراجَ المرأة عن قُبُلِها ) نهج البلاغة ص 142 ، قال لهم ذلك بسبب تَخَاذُلِهِم وغَدرِهم بأمير المؤمنين عليه السلام ، وله فيهم كلام كثير .
وقال الإمام الحسين عليه السلام في دعائه على شيعته : ( اللهم إن مَتَّعْتَهم إلى حين فَفَرِّقْهم فِرَقاً ، واجعلهم طرائق قدَداً ، ولا تُرْضِ الوُلاةَ عنهم أبداً ، فإنهم دَعَوْنا لِينصرونا ، ثم عَدَوا علينا فقتلونا ) الإرشاد للمفيد ص 241 ، وقد خاطبهم مرة أخرى ودعا عليهم ، فكان مما قال : ( لكنكم استسرعتم إلي بيعتنا كطيرة الدباء ، وتهافَتُّم كتَهَافُت الفرش ، ثم نقضتموها ، سفَهاً وبُعداً وسُحقاً لطواغيت هذه الأمة ، وبقية الأحزاب ، وَنَبَذة الكتاب ، ثم أنتم هؤلاء تتخاذلون عنا ، وتقتلوننا ، ألا لعنة الله على الظالمين ) الاحتجاج 24/2 " .
وبعد أن يقدم أدلة على نقض الشيعة للمواثيق ، وخذلانهم لأهل بيت رسول الله يصل رحمه الله تعالى ، إلى حقيقة واحدة ، يعلن من خلالها أن الذين استدعوا ابن رسول الله بعد أن اخذوا له المواثيق من أنفسهم ثم خانوها هم القتلة الحقيقيون ، فيقول : " وهذه النصوص تبين لنا مَن هم قَتَلَةُ الحُسين الحقيقيون ، إنهم شيعته أهل الكوفة ، أيْ : أجدادُنا ، فلماذا نُحَمِّلُ أهل السنة مسؤولية مقتل الحسين عليه السلام ؟! " ويضيف ناقلا شهادة آل بيت رسول الله فيمن زعم أنه من شيعتهم ، فيقول : " ولهذا قال السيد محسن الأمين : بايَعَ الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً ، غدروا به ، وخرجوا عليه ، وبيعته في أعناقهم ، وقتلوه ) أعيان الشيعة/ القسم الأول ص 34 ، حتى أن إمامهم الثاني المعصوم ، بعد النبي الخاتم ، الحسن رضي الله عنه يقول فيهم : " ( أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء ، يزعمون أنهم لي شيعة ، ابتغوا قتلي ، وأخذوا مالي ، والله لأَنْ آخذ من معاوية ما أحقن به من دمي ، وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني ، فيضيع أهل بيتي ، والله لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً ، والله لأَن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير ) الاحتجاج 2/ 15 .
وقال الإمام زين العابدين عليه السلام لأهل الكوفة : ( هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخَدَعْتُموه وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق ، ثم قاتلتموه وخَذَلْتموه ؟ بأي عين تنظرون إلى رسول الله صلى الله عليه وآله ، يقول لكم : قاتلتُم عِتْرَتي ، وانتهكتُم حُرْمَتي ، فلستم من أمتي ) الاحتجاج وقال أيضاً عنهم : ( إن هؤلاء يبكون علينا ، فَمَنْ قَتَلَنا غيرُهم ؟ ) الاحتجاج 2/29 .
وقال الباقر عليه السلام : ( لو كان الناس كلهم لنا شيعة لكان ثلاثة أرباعهم لنا شكاكاً ، والربع الآخر أحمق ) رجال الكشي ص 79 .
وقال الصادق عليه السلام : ( أما والله لو أجدُ منكم ثلاثة مؤمنين يكتُمون حديثي ما استحللتُ أن أكتمهم حديثاً ) أصول الكافي 1/496 .
وقالت فاطمة الصغرى عليها السلام في خطبة لها في أهل الكوفة : ( يا أهل الكوفة ، يا أهل الغدر والمكر والخيلاء ، إِنّا أهلَ البيت ابتلانا الله بكم ، وابتلاكم بنا ، فجعل بلاءَنا حسنا ... فكفرتمونا ، وكذبتمونا ، ورأيتم قتالنا حلالاً ، وأموالنا نهباً ... كما قتلتم جدنا بالأمس ، وسيوفكم تقطر من دمائنا أهل البيت ، تباً لكم ، فانتظروا اللعنة والعذاب ، فَكأَنْ قد حَلَّ بكم ، ويذيق بعضكم بأس بعض ثم تخلدون في العذاب الأليم يوم القيامة بما ظلمتمونا ، ألا لعنة الله على الظالمين . تَبّاً لكم يا أهلَ الكوفة ، كم قرأت لرسول الله صلى الله عليه وآله قبلكم ، ثم غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب ، وجدي ، وبنيه وعِتْرَتِهِ الطيبين ، فرد عليها أحد أهل الكوفة مُنْتَخِرًا ، فقال : نحن قتلنا علياً ، وبني علي بسيوف هندية ورِماح ، وسبينا نساءَهم سبي ترك ، ونطحناهم فأي نطاح ) الاحتجاج 28/2 .
وقالت زينب بنت أمير المؤمنين صلوات الله عليها لأهل الكوفة تقريعاً لهم : ( أما بعد ، يا أهل الكوفة ، يا أهل الختل والغدر والخذل ... إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً ، هل فيكم إلا الصلف والعُجب والشنف والكذب ... أتبكون أخي ؟! أجل والله فابكوا كثيراً ، واضحكوا قليلاً ، فقد ابليتم بعارها ... وأنىَّ تُرْخِصون قَتْلَ سليلِ خاتمِ النبوة ... ) الاحتجاج 2/29 - 35 " .
ثم يؤكد أن الذي سمى الشيعة بالرافضة هم آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول : " نستفيد من هذه النصوص وقد – أعرضنا عن كثير غيرها – ما يأتي :
ا - مَلَل وضَجَر أمير المؤمنين وذريته من شيعتهم أهل الكوفة لغدرهم ومكرهم وتخاذلهم .
2 - تخاذل أهل الكوفة وغدرهم تَسَبّبَ في سَفْكِ دماء أهل البيت واستباحة حُرُماِتهم .
3 - أن أهل البيت عليهم السلام يُحَمِّلُوَن شيعَتَهم مسؤولية مقتلِ الحسين عليه السلام ، ومَن معه ، وقد اعترف أحدهم بَردِّهِ على فاطمة الصغرى بأَنهم هم الذين قتلوا علياً وبنيه ، وَسَبَوا نِساءَهم كما قدَّمنَا لك .
4 - أن أهل البيت عليهم السلام دعوا إلى شيعتهم ووصفوهم بأنهم طواغيت هذه الأمة وبقية الأحزاب ، ونَبَذَةُ الكتاب ، ثم زادوا على تلك بقولهم : ألا لعنة الله على الظالمين ، ولهذا جاؤوا إلى أبي عبد الله عليه السلام ، فقالوا له : إنَّا قد نُبِزْنا نَبْزاً أَثْقَلَ ظُهورَنا ، وماتت له أفئدَتُنا ، واستحلت له الوُلاةُ دماءَنا في حديث رواه لهم فقهاؤهم ، فقال أبو عبد الله عليه السلام : الرافضة ؟ ( قالوا : نعم ، فقال : لا والله ما هم سموكم ... ولكن الله سماكم به ) الكافي 34/5 ، فبين أبو عبد الله أن الله سماهم ( الرافضة ) وليس أهل السنة " .
ويختم بكلمة معبرة وموضحة لحقيقة تشابه الشيعة مع اليهود ، حيث ابتلي موسى ببني إسرائيل ، وابتلي آل بيت رسول الله بهؤلاء ، فيقول : " لقد قرأت هذه النصوص مراراً ، وفكرتُ فيها كثيراً ، ونقلتها في ملف خاص ، وسهرت الليالي ذوات العدد أُمْعِنُ النظر فيها - وفي غيرها الذي بلغ أضعاف أضعاف ما نقلته لك – فلم أنتبه لنفسي إلا وأنا أقول بصوت مرتفع : كان الله في عونكم يا أهل البيت على ما لقيتم من شيعتكم ، نحن نعلم جميعاً ما لاقاه أنبياء الله ورسله عليهم السلام من أذى أقوامهم ، وما لاقاه نبينا صلى الله عليه وآله ، ولكني عجبت من اثنين من موسى عليه السلام ، وصبره على بني إسرائيل ، إذ نلاحظ أن القرآن الكريم تحدث عن موسى عليه السلام أكثر من غيره ، وبَيَّنَ صبره على كثرة أذى بني إسرائيل ومراوغاتهم وحبائلهم ودسائسهم ، وأعجب من أهل البيت سلام الله عليهم على كثرة ما لقوه من أذى من أهل الكوفة وعلى عظيم صبرهم على أهل الكوفة مركز الشيعة ، على خيانتهم لهم ، وغدرهم بهم ، وقتلهم لهم ، وسلبهم أموالهم ، وصبر أهل البيت على هذا كله ، ومع هذا نُلْقِي باللائمة على أهل السنة ، ونُحَمِّلُهُمُ المسؤولية ! ، وعندما نقرأ في كتبنا المعتبرة نجد فيها عجباً عُجاباً ، قد لا يُصَدِّقُ أَحدنا إذا قلنا : إِن كتبنا معاشر الشيعة - تطعنُ بأهل البيت عليهم السلام ، وتطعن بالنبي صلى الله عليه وآله " . آه نقلا عن كتاب " لله ثم للتاريخ من ص 12 وما بعدها .
وأخيرا أقول : أن العدو الحقيقي للرافضة ليس النصارى و لا اليهود ، وإنما عدوهم الحقيقي هم أهل الإسلام ، وذلك كما قال ابن الرضا البرقعي ، صاحب كتاب " كسر الصنم ": " إنه في بلدنا هذا يستطيع المسيحي واليهودي والعلماني والذي لا دين له أن يعيش بكل راحة ، أما أهل السنة ، فلا راحة لهم في بلدنا ولا يستطيعون العيش بين هؤلاء المشركين " ، فأيها الشيعي اعمل عقلك لعل الله تعالى أن يهديك فتكون واحداً من هؤلاء الأفاضل الذين عرفوا الحق فتركوه من غير خوف أو وجل ، ولا ينفعك تعذرك بالجهل فقد وصل إليك الحق ، وأقدم قبل أن يأتي يوم لا يفيد فيه ندم ولا عض على يد ، يقول تعالى : " وَقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَن نَّكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَندَاداً وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " سبا 33 ، وإليك أيها السني الذي تدافع عن مذهب فاسد كهذا بل وتتبنى أفكارهم ، أقول لك ما قال الله عز وجل : " فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ ، وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُواْ أَهَـؤُلاء الَّذِينَ أَقْسَمُواْ بِاللّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُواْ خَاسِرِينَ " المائدة 52 – 53 ، فتوقف إنك مسئول !؟
احمد النعيمي
http://ahmeed.maktoobblog.com/