8-12-2013
كعادة مرتزقة الميليشيات العراقية , وقف “أبو شهد الجبوري” أمام قبر السيدة زينب في غوطة دمشق , مؤديا ً التحية العسكرية لأحجار القبر, وقدم قسم الولاء لها ولولاة دينه , وضمن الإيديولوجيا الدينية التي تربى عليها أقسم على أخذ الثأر من أطفال المسلمين , ثم حمل سكينه وبندقيته , يقود مئات من مرتزقة لواء “ذو الفقار” باتجاه القلمون.
أبو شهد , المدني العراقي الذي فر من العراق إلى سوريا , تحول إلى قيادي في لواء شيعي يقتل السوريين ويذبح أطفالهم ونسائهم وكبار السن منهم , حتى منح رتبة مقدم في جيش النظام في الخامس والعشرين من تشرين الأول بالتزامن مع ما يسمى “عيد الغدير” لدى الشيعة , مكافأة له على ممارساته ضد المدنيين في سوريا.
“زينب لن تسبى مرتين ” شعار روجت له عشرات الفضائيات الشيعية , والمواقع الالكترونية , والصفحات الدعوية الشيعية , والأغاني الحماسية , وامتلأت طرقات الأحياء الشيعية في العراق بملصقات تحمل أرقام هواتف يتصل بها من يرغبون بالذهاب إلى سوريا والقتال حماية “لعقيلة بني هاشم” , فتشكلت ألوية وكتائب شيعية.
وحتى أيام مضت لم يكن السوريون يعرفون من مسميات الألوية الشيعية سوى تنظيم “أبو الفضل العباس” , لكن الأحداث والمجازر الأخيرة ,كشفت حجم التغلغل العراقي الشيعي في سوريا , واكتشفت عشرات الألوية والكتائب الشيعية التابعة لتنظيمات شيعية كبرى في العراق.
أكبر تلك الألوية الشيعية التي تقاتل في سوريا / هو لواء ذو الفقار الذي تشكل منتصف العام الحالي , ويضم في صفوفه أفرادا من لبنان والعراق وايران وشيعة من دول أخرى , على مستوى عال من التدريب وأنواع حديثة من الأسلحة , وتوكل إليه أقذر العمليات , في ريف دمشق .
أبو شهد الجبوري الذي اشتهر بمجزرة النبك هو القائد الثاني للواء ذو الفقار بعد مقتل قائده الأول عمران أبو علي (الملقب بعمران الشمر) وهو أحد مؤسسي لواء أبو الفضل العباس ، و كان قائد لواء( ذو الفقار) الشيعي خلال المعارك عند الجسر الخامس على طريق مطار دمشق الدولي .
أبو علي كان مقربا جدا من قيادات النظام الإيراني , ووفق صور نشرت على صفحات الانترنت , يظهر عمران شمر إلى جانب الرئيس الإيراني السابق , أحمدي نجاد في أحد المقامات الشيعية , ولا يخفى على أحد الدعم الذي تقدمه القيادة الإيرانية لتلك الألوية , وهو دعم تحدثت عنه المواقع الإخبارية المهتمة بشأن الجماعات الشيعية المقاتلة في سوريا , حيث نشرت عدة أخبار عن استقبال القيادات الإيرانية في طهران لقادة لواء أبو الفضل وذو الفقار في طهران , بالإضافة للأخبار التي تتحدث عن دعم كامل يقدمه الحرس الثوري الإيراني للألوية الشيعية المقاتلة في سوريا ضد الثوار , من تدريب وتسليح وتطويع للمقاتلين الشيعة من مختلف الجنسيات .
عمران شمر ليس القيادي الوحيد من اللواء الذي قتله الثوار , فالمدعو “أبو هاجر” , نائب أبو شهد الجبوري قتل قبل عدة أسابيع في الغوطة , إضافة لعديد قادة الكتائب التابعة للواء والذين قتلهم الثوار خلال المعارك الأخيرة في الغوطة.
ورغم شهرة لواء (أبو الفضل العباس) الإعلامية , إلا أنه يأتي في المرتبة الثانية من ناحية العدد والتسليح ، ويتشكل من العراقيين بشكل كامل ويقاتل في دمشق وريفها والقلمون وحلب ودرعا.
ويضاف إلى اللواءين السابقين , عشرات الألوية والكتائب منها كتائب الحسن المجتبى , النجباء , فيلق الوعد الصادق حزب الله العراق , المقاومة الإسلامية بدر الجناح العسكري ، قوات محمد باقر الصدر , عصائب أهل الحق , لواء كفيل زينب , لواء الامام الحسين خدام السيدة زينب , كتائب سيد الشهداء , فوج طوارئ السيدة زينب , افواج الكفيل بقيادة (احمد الحجي الساعدي) , لواء التدخل السريع , إضافة إلى عديد الكتائب التي تحمل أسماء طائفية شيعية.
فشل قوات الاسد منذ شهور عديدة في إحراز أي تقدم على جبهات القتال ضد الثوار وفناء معظم أفرادها , دفع نظام دمشق للاستعانة بعشرات الآلاف من العراقيين المدفوعين بتحريض طائفي إلى سوريا , وكثير المحللين , يؤكدون أن سبب صمود نظام دمشق الشكلي ، هو أولئك المرتزقة الشيعة القادمين من 17 دولة تلبية لنداء شيعي “لن تسبى زينب مرتين” استخدمته ايران ذريعة لتجنيد المتطوعين الشيعة للدفاع عن مشروعها في سوريا ، حيث بات قاسم سليماني قائد ما يُسمى ( فيلق القدس ) هو الحاكم الفعلي في سوريا كما يؤكد خبراء بالشأن السوري ، وما ( أبو شهد ) وأمثاله الا أدوات قتل رخيصة بيده .
المصدر : كلنا شركاء