لماذا ترفض طهران مفاوضات السلام ؟ !!

بواسطة محمد الشاعر قراءة 1839
لماذا ترفض طهران مفاوضات السلام ؟ !!
لماذا ترفض طهران مفاوضات السلام ؟ !!

 

لماذا ترفض طهران مفاوضات السلام ؟ !!

 

غزة – محمد الشاعر – لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين .

   

    بعد أن دخلت السلطة الفلسطينية بقيادة عباس و وزمرته ، ولم يبق أي ورقة توت على سوءتها لتغطيها ، فدماء الفلسطينيين من جراء الإجرام الصهيوني لم تجف ، حتى قبلت هذه السلطة بكل الشروط الصهيونية الأمريكية وذهبت راكعة إلى واشنطن للمفاوضات المباشرة ، وفي هذه الفترة دخلت طهران على الخط لتندد وتزعم وتشتري وتتاجر.

 فقد ندد مرشد الثورة الإيرانية  علي خامنئي، يوم الجمعة 10-9-2010م، بمحادثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لأنها تهدف برأيه إلى التستر على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني، بحسب ما نقل عنه التلفزيون الحكومي.

وقال "يريدون التستر على جرائم أعداء الشعب الفلسطيني، من خلال هذه المفاوضات التي يسمونها مفاوضات سلام".

وأضاف أن "الفلسطينيين سيكون بإمكانهم تخليص أرض فلسطين من النظام الإسرائيلي الدمية".

أما الرئيس الإيراني الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أعلن في 3 أيلول (سبتمبر) أن محادثات السلام "ولدت ميتة" و"آيلة إلى الفشل"، مضيفاً أن "شعوب المنطقة قادرة على إزالة النظام الصهيوني من الساحة" الدولية.

هذه التصريحات التي تبدو من ظاهرها تصب في مصلحة المقاومة الفلسطينية وفي مصلحة الشعب الفلسطيني لابد من تفنيدها ، والبحث عما وراءها وما هي الأسباب التي  دفعت إيران وأعلى قيادات عليا لطهران للدخول على هذا الخط .

أولاً: قبل الحديث عن مفاوضات السلام المزعوم ، أو المفاوضات التي لم تجلب إلا العار والشنار لنا ، و معاهدات الحيف والظلم التي أوقعت الفلسطينيين في أوحال الظلم ، فنحن نعتقد بطلان هذه المعاهدات التي تم إبرامها مع الكيان الصهيوني والتي تعمل على تعطيل فرض من فروض الدين وهو الجهاد في سبيل الله فضلاً على وجوب العمل على نقضها، وأن فلسطين لن تحرر إلا بالسيف والسلاح وأن النصر بإذن الله قريب طالما تمسكت الأمة بدينها على منهج نبيها محمد صلى الله عليه وسلم.

ثانياً: تساؤلات تطرح لماذا تستفز مفاوضات السلام إيران ، ولماذا هذه الحملة الشرسة ضد مفاوضات السلام، للإجابة على هذا السؤال نقول إن ما تريده طهران في المنطقة أن تبقى لها أوراق تأثير قوية في المنطقة ، وبالتالي يمكنها المفاوضة عليها في أي مفاوضات مستقبلية من أجل برنامجها النووي المثير للجدل ، وهي بلا شك تدعم فصائل المقاومة الفلسطينية وأيضاً اللبنانية، لكن مع وجود فارق شاسع وكبير جداً بين الدعم الذي يتلقاه حزب الله اللبناني الذي لا تبخل عليه طهران بفلس واحد، وبين الدعم المشروط والمحدود والمقنن لفصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا الدعم للفصائل الفلسطينية يخلق لطهران مجالاً للمساومة لتحقيق أوراق ضغط على المفاوض الغربي قد تجبر الأخير على دفع المزيد لطهران مقابل تخليها عن دعمها للمقاومة الفلسطينية ، وهنا تأتي المفاوضات لتبعثر نوعاً ما هذه الأوراق ، وثانياً تضعف الطرف الذي تدعمه طهران.

ثالثاً: لا زالت فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة المقاومة حماس تؤكد أنها تتلقى دعماً غير مشروط من طهران، وبالتالي فإن حماس ليست في جعبة طهران وإنما الدعم المتلقى هو لخدمة المقاومة الفلسطينية – بحسب ما تراه حماس – لكن تأتي هذه التصريحات الخمانائية حتى تجر حماس وتقربها من طهران أكثر مما هو معروف، ففي ظل وجود أنظمة سنية مجاورة تعمل على التخطيط والتنسيق للمفاوضات ، وليس هذا فحسب بل وضع جدول لأعمال هذه المفاوضات واستضافتها ومحاربة حماس وشعب فلسطين المحاصر في غزة ، وجدت طهران أن الفرصة سانحة لجذب حماس لمعسكرها أكثر مما هو عليه وأن الأمر لا يتعدى فقط الدعم المادي ، بل للتأكيد على أن هذا الدعم ينسجم معه أيضاً القرار السياسي بل وقرار أكبر مرجعية عليا إيرانية متمثلة في المرشد الأعلى.

رابعاً: ترفض طهران المفاوضات السلمية لأن الطرف المنهزم من وجهة نظرنا نحن قبل طهران يحركه الصهاينة والأمريكان ولا تملك طهران أي نفوذ عليه بل عندما خرجت تصريحات الخامنائي هذه ثارت دائرة معسكر سلطة رام الله والتي عبر عنها بكل وضوح وصف ناطق باسم اللجنة المركزية لحركة 'فتح' تصريحات مرشد النظام الإيراني علي خامنئي بأنها مزايدات رخيصة على نضال الشعب الفلسطيني وقيادته.

خامساً: هذه التصريحات النارية على قيادة سلطة رام الله المدعومة أمريكياً وصهيونياً ، تحرج حركة حماس أكثر منها تصريحات لمصلحة الحركة ، لأن ذلك يؤكد للعوام أن حركة حماس تسير في فلك طهران وأن السياسة الحمساوية هي سياسة إيرانية ، وهذا ما أثار حفظية الناطق باسم الحكومة الفلسطينية في معرض رده على تصريحات خامنئي في خطبة عيد الفطر التي قال فيها 'إن المفاوضات المباشرة تغطية على جرائم إسرائيل' إن هذه الأقوال تفضح الرغبة العميقة للنظام الإيراني ومرشده بمصادرة القضية الفلسطينية ونضال شعبنا وتضحياته ووضعها بتصرف الأطماع الإقليمية الإيرانية، ونزعتها التوسعية على حساب مصالح أمتنا وأرضنا العربية على حد قوله.



مقالات ذات صلة