الجرائم الروسية في الشرق.. الصمت الدولي المريب؟

بواسطة البصري قراءة 1109
الجرائم الروسية في الشرق.. الصمت الدولي المريب؟
الجرائم الروسية في الشرق.. الصمت الدولي المريب؟

داود البصري

يشكل العدوان الفاشي الروسي على الشعب السوري حلقة جديدة من حلقات التآمر الدولي على الثورة السورية، وصورة من صور الإرهاب الدولي في الحماية والدفاع المباشر عن نظام كان يمثل القمة في إرهاب الناس وكتم أنفاسهم و في تسويق المخططات الدولية المشبوهة الهادف للنيل من الشعب السوري.

فبعد مرور أكثر من شهر على العدوان الهمجي الروسي تتبين ميدانيا وأمام كاميرات وعيون العالم أجمع، زيف الإدعاءات التي على أساسها دخل الطيران الروسي في أجواء الحرب السورية، فاستهداف الإرهاب كما يدعون لم يكن أبدا هو السبب الحقيقي لذلك التدخل الفظ والرث، فجل الغارات الجوية الجبانة كانت تستهدف بوضوح المواقع المدنية المحضة والأسواق الشعبية المزدحمة، ومن قتل من الأطفال في حرستا ودوما وحلب أعداد كبيرة تدمغ بالعار جبين الإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتفرج على كرنفالات القتل الروسية وكأنها مجرد سيرك أو ألعاب حواة!! فيما تبرز البلطجة الدولية بأبشع متبنياتها في المحافل والمنظمات الدولية التي تصمت صمت القبور عن إدانة تلك المجازر أو أن تضغط باتجاه إنهائها ولجم تحولاتها ونتائجها القذرة!.

 ليس مقبولا ولا معقولا بالمرة ما يجري؟ ، فالدبلوماسية العربية غائبة بالكامل ـ، وجامعة الدول العربية أضحت شاهد زور في أكبر مهرجان مجاني للقتل في العالم العربي، وقوات الدب الروسي الإرهابية تمارس في المدن السورية اليوم سياسة الأرض المحروقة والتدمير الكامل وبنفس الطريقة القذرة التي أتبعتها قبل سنوات قليلة في غروزني العاصمة الشيشانية!!، إنهم يفرغون أدوات حقدهم وغلهم مدافعين عن أبشع نظام إرهابي في تاريخ الشرق القديم والحديث!! ، إذ يبدو أن كلفة التخلص من نظام بشار الإرهابي ستكون أعلى ثمنا في التاريخ وهو إبادة ما يستطيعون من أبناء الشعب السوري المظلوم!! بذريعة محاربة الإرهاب رغم أنهم يدافعون عن أبشع نظام مارس الإرهاب في الماضي والحاضر!، بل أنه لايتورع أبدا عن الإستعانة بأساطين الإرهاب الإقليمي وفرق الموت القادمة من لبنان والعراق وإيران لتسويق مخططاته ومحاولة البقاء على عرش الجماجم في دمشق؟.

العدوان الإرهابي الروسي لم تتم إدانته عربيا حتى اليوم! رغم أن القضية هم عربي بالدرجة الأولى وأهل مكة أدرى بشعابها في نهاية المطاف؟ أما التوافق الدولي فهو يتم على الجثث العربية وعلى معاناة الناس غير آبه بما يجري من مآسي كارثية على الأرض، النظام السوري المترنح لم يعد خطرا قاتلا على شعبه بل أنه الخطر الأكبر على الإقليم والمنطقة برمته بعد أن حول سوريا العظيمة لأرض يباب، وبعد أن سوق الفتن الطائفية وأستعان بضباع الأرض في تدمير الحرث والنسل وفي دعمه اللامحدود للعصابات الطائفية الإيرانية التي تستهدف في نهاية المطاف الأمن العربي برمته وتعمل بشكل حثيث من أجل تصدير الفتن الطائفية لدول المنطقة وتمزيق نسيجها المجتمعي وبما يماثل الوضع الرث السائد في العراق.

التحرك العربي الفاعل لإيقاف آلة الموت الروسية في الشام أضحى أمرا أكثر من استراتيجي من أجل منع التدهور في المنطقة، ومن أجل حماية الشعب وأجيال من السوريين من حرب الإبادة الممنهجة التي تنتهجها آلة الحرب العدوانية الروسية وهي تقذف بأسلحتها القذرة على رؤوس السوريين وتمارس البلطجة والعدوانية والحقد دون حسيب ولا رقيب، ففي أول لقطة تاريخية مرعبة يمكننا أن نتصور قطعان الفرق الطائفية الإيرانية وهي تحصد رؤوس السوريين بالحماية الجوية من الطائرات الروسية!! مشهد سوريالي لايصدقه عقل ولكنه حدث فعلا وواقعا، وأشر على إنهيار حقيقي في منظومة العلاقات الدولية وحتى في منظومة القيم والأخلاق لدول كبرى تصرف أسلحتها القذرة وتجربها على الشعوب المستضعفة والجريحة التي عانت طويلا من حكم الطغيان والإرهاب والقمع والسلب والنهب تحت ستار الشعارات الحماسية والقومية الفارغة، فآلة الحرب السورية وترسانتها لم تعد لمواجهة الصمود والتصدي والتوازن الستراتيجي كما كانوا يهرفون! بل أنها لإفناء الشعب وتدميره من أجل عيون الدكتاتور الأبدي الوارث لعرش الإرهاب والدكتاتورية..

ما يفعله الروس اليوم في الشرق هو جريمة عظمى ضد الإنسانية ودليل إدانة تاريخية لإرهاب دولي أسود انتزع البسمة من عيون أطفال الشام.. فهل من مغيث وناصر للشعب السوري من همجية الدول الكواسر؟

المصدر : بوابة الشروق



مقالات ذات صلة