وشهد شاهد من أهلها...الكشف عن الدور المشبوه لِحزب الله
تقارير رئيسة ـ مفكرة الإسلام
لا شكَ أنَّ مِن أكثر الظواهر التي انفعل مَعها الرأي العام الإسلامي أو القسم الأكبر منه في السنوات القليلة المَاضية هي التعاطف مع حزب الله الشيعي اللبناني واعتبر كثيرون أن النصر الذي زُعم تحقيقه في جنوب لِبنان بانسحاب الجيش الإسرائيلي هو أعظم إنجاز لِلأمة الإسلامية خِلال العقود الأخيرة.
يقول فهمي هويدي: في مقالة بعنوان 'إنهم يضيئون جبين أمتنا': 'إنَّ المُقاومة الإسلامية في لبنان تمثل لنا ضوءً باهراً في الأفق المُعتم، وصوتا جسوراً وسط معزوفة الانكسار، وقامة سَامقة تصاغر إلى جوارها دعاة الانبطاح والهرولة، وهي مَع هذا كله لمْ تنلْ ما تستحقه مِن مُتابعة وتقدير في الخطاب الإعلامي العربي. ويحزن المَرء أن بعضا منا أغمضها حقها، مُحاولا النيل مِنها وتلطيخ صورتها الوضاءة. إن الإفصاح عن مَشاعر المُؤازرة والامتنان لأولئك الشباب بمثابة فرض عين لا يسقط بالتقادم!! إنهم يدافعون- بهذا الدور البطولي الذي يقومون به- عن شرف الأمة العربية وعن الأمل في أعماق كل واحد فينا، إنهم يرفعون رُؤوسنا عاليا ويرصعون جبين أمتنا.
ويقول حلمي القاعود: إن حزب الله يقوم بدور رائد في إيقاظ الأمة وتقديم الدليل على قدرتها لِصد العدوان.
ويقول مَجدي أحمد حسين: فالمُقاومة الإسلامية لِحزب الله واحدة مِن أبرز مَعالم نهضة الأمة وأكبر دليل على حيويتها.
ويقول منتصر الزيات: إن المُؤشرات تدل على فشل مُحاولات التسوية الجارية لكونها انهزامية، وهذا يفتح الباب واسعاً لبقاء حزب الله رمزا حيويا للمقاومة الإسلامية بل والعربية، وسيتمتع في هذا الإطار بالشموخ والاستعلاء على كل دعاوى التسوية الاستسلامية السائدة في المنطقة.
ويقول د. محمد مورو: لِماذا حظيت المُقاومة الإسلامية بهذا القدر الهائل من التضامن الشعبي العربي والإسلامي، بل مِن كل المستضعفين في العالم؟
وهل يتحول الطرح السياسي والحضاري لتلك المقاومة إلى أيديولوجية للمحرومين في كل مكان في العالم في مواجهة النمط الحضاري والقيمي الغربي الذي يهدد العالم بأسره؟
لِماذا نجحت المُقاومة اللبنانية في أن تصبح طليعة لكل قوى التحرر العربي على اختلاف مشاربها الدينية والطائفية والسياسية والطبقية؟!
ونحن نعتبر أن ذلك التعاطف من جانب المسلمين مرجعه لافتقاد النخبة التي توجه الفكر الإسلامي لبعد أساسي في تقويم الواقع وهو المنظور العقدي في رؤية الواقع فإن عددا من الباحثين والمحللين للظواهر السياسية المختلفة قد أخطئوا الوصول إلى مبتغاهم وهو التفسير الصحيح لهذه الظواهر: التفسير الذي يكشف الحقيقة ويجلي القانون العام و الذي على ضوئه يمكننا التنبؤ بما سوف يحدث في المستقبل, والسبب الرئيس في هذا الخطأ هو إهمالهم دافع العقيدة. ورغم أن الدافع العقدي يدرس في كليات العلوم السياسية تحت عنوان مفهوم القيم القومية العليا باعتبار أن القيم هي وحدة من وحدات التحليل المكونة للظاهرة السياسية ـ وأحيانا يطلق عليه الأيدلوجية ـ ولكن بغض النظر عن هذه التسميات فإن دراسة العقيدة في المناهج العلمانية كوحدة أو فرع بينما في المنهج الإسلامي تعد دراسة العقيدة كأساس للتحليل السياسي والأصل الذي لابد من الرجوع إليه والميزان الذي توزن به جميع أمور الحياة والسياسة في طليعتها.
والباحثون الغربيون لا يميلون في كثير من الأحيان إلى تطبيق هذا النوع من التحليل على مستوى الواقع؛ فالصراع في الشيشان يمكن أن يوصف على أنه صراع بين انفصاليين يحاولون الانفصال عن دولتهم, بينما الصراع في تيمور الشرقية هو صراع دولة ذات سيادة تحاول أن تتحرر من قبضة دولة أخرى محتلة هي إندونيسيا. ولكن بدورنا لا يمكن تفسير ذلك التناقض إلا أنه الدافع العقدي الذي جعل حكومات وشعوب وإعلام الدول الغربية تنحاز إلى الجانب النصراني في كلتا الحالتين: الشيشان وتيمور.
وجاء الحديث الصحفي لصبحي الطفيلي أحد أقطاب الشيعة اللبنانية و الذي ساهم بشكل أساسي في تأسيس حزب الله جاء حديثه أشبه بالشهادة المنتظرة على الدور المشبوه الذي لعبه و لا يزال يلعبه هذا الحزب بين المسلمين.
فماذا قال الطفيلي: لقد بدأت نهاية هذه المقاومة [يقصد حزب الله] مذ دخلت قيادتها في صفقات كتفاهم يوليو [تموز] 1994 وتفاهم ابريل [نيسان] 1996 الذي أسبغ حماية على المستوطنات الإسرائيلية وذلك بموافقة وزير خارجية إيران.
وأردف قائلا ما يؤلمني أن المقاومة التي عاهدني شبابها على الموت في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة[حسب زعمه] تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون.
وأضاف الطفيلي فوجئت بورثة الخميني [حزب الله] يقفون إلى جانب سارقي المال العام وناهبي ثروات الدولة والمعتدين على الشعب ضد شعبنا وأمهات الشهداء والفقراء.
ولم تقتصر هذه التصريحات على الطفيلي فقط فأقطاب الحكم من النصارى في لبنان يدعمون رأيه في هذا الحزب و لكن من زاوية الرضا عن مواقفه: يقول ميشال سماحة وزير الإعلام اللبناني أن حزب الله قد جعل الحياة مستقرة في جنوب لبنان بسيطرته علي الأنشطة العنيفة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين القذرة المتناثرة في أنحاء المنطقة ورصدها أحيانا.
وأضاف إن أمريكا وقعت في خطأ أحمق بعدم سعيها إلى التفاهم مع حزب الله. وأشار سماحة إلى أن الجماعة ملتزمة بإصرار سوريا علي منعها منفذي العمليات الانتحارية الفلسطينيين المحتملين عبور الحدود إلى إسرائيل.