انخفاض التمويل الايراني يؤجج الصراعات بين المجموعات المؤيدة..

بواسطة حسان القطب قراءة 1006
انخفاض التمويل الايراني يؤجج الصراعات بين المجموعات المؤيدة..
انخفاض التمويل الايراني يؤجج الصراعات بين المجموعات المؤيدة..

2017-10-12

حسان القطب

 

اندلعت في مدينة صيدا الصراعات السياسية قبل الامنية بين قوى كانت وما زالت محسوبة على المحور الايراني، فبعضها قومي عربي، ولكن لا باس من الالتحاق بالمحور الفارسي، لحماية الوطن العربي من الصهيونية، وآخر يقدم نفسه على انه اسلامي وحدوي ولكن ما ترتكبه ايران من مجازر متنقلة في كلٍ من سوريا والعراق واليمن وغيرها يعتبر بالنسبة له مبرراً لحماية القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والمخيمات الفلسطينية المحاصرة وخاصةً مخيم عين الحلوة.. من التدخل الاميركي والتخاذل العربي كما يقولون...؟؟؟

اعتمدت هذه المجموعات طوال العقود الماضية على التمويل الايراني، ولم يكن مطلوباً منها اكثر من اصدار بيان تأييداً لايران وحزب الله، او تصدير موقف لتبرير سلوك سياسي او امني... او التقدم لحماية مصالح ايران وحزب الله ومهاجمة من يخالفهما الراي والموقف والسياسية...من قوى محلية واقليمية ودولية...؟؟

هذه الفترة الذهبية انتهت كما يبدو، نتيجة تضخم اعباء ايران وحزب الله بسبب الانخراط في الحروب المستعرة بقرارٍ ايراني، وبهدف واد الثورات العربية وتدمير المجتمعات العربية وتهجير ابناء المدن والقرى الى بلاد المهجر والا فإن مصيرهم المحتوم هو الموت او الاعتقال والتعذيب والتنكيل..؟؟ فرعاية اسر وعائلات قتلى حزب الله وجرحاه اصبحت تحتل الاولوية، نتيجة الاعداد المتزايدة من الضحايا...!! كما ان عجز هذه المجموعات المؤيدة عن تامين الحد الادنى اللازم من الحضور السياسي والامني على الساحة الرافضة لسياسات حزب الله ومواقفه جعلت منها عبئاً على حزب الله اكثر منها حليفاً.. وتشكيل سرايا المقاومة في بيئة منافسة وغير مقتنعة جدياً بعقيدة حزب الله وايران الدينية ناهيك عن السياسية، جعل منها مجرد ميليشيا مثيرة للمشاكل والقلق اكثر منها اداة عسكرية او امنية تشكل رافداً وحليفاً يحمي الخطوط الخلفية...؟؟

اضف الى ذلك تأثير العقوبات الدولية والاميركية منها بشكلٍ خاص، التي بدات تاخذ طريقها الى التنفيذ وتترك أثراً سلبياً على حجم تمويل حزب الله وقدرته على الاستمرار في تقديم الدعم لمن يقف الى جانبه..

لذلك فقد بدات بعض القوى التابعة لحزب الله ومحور ايران بالانخراط في اعمال الاستثمار المالي، لتامين دعم ودخل مالي يضمن لها الاستمرار مستفيدةً من سلاح ميليشيا حزب الله وعلاقات حزب الله بالاجهزة اللبنانية... واختارت كما يبدو ان تستثمر في اسهل الميادين التجارية، الاستثمار في انتاج الكهرباء وتوزيعه على المواطن اللبناني الذي يعاني من ازمة طال امدها ولا يبدو ان لها حلاً يلوح في الافق...

حجم السوق المحدود في مدينة صيدا وكثرة المنتجين والمنتفعين والمتورطين والمهيمنين، فاقم من الخلاف بين الحلفاء، فبدا الصراع الخفي بالبروز الى العلن، فكان ان انفجر سياسياً وامنياً مما اضطر حزب الله الى التدخل فوراً مصلحاً ومهدئاً لوضع واعادة الامور الى نصابها ومنعها من التفاقم والخروج عن السيطرة....

ولكن اهم ما كشفته هذه الازمة المستجدة ان المواطن اللبناني سوف يكون محكوماً عليه بتمويل المجموعات المؤيدة لمحور طهران وحزب الله.. من خلال شرائه الكهرباء التي هو بحاجة اليها ...؟؟ مما يعني ان الضغط المالي العربي والدولي والاميركي على حزب الله في لبنان وايران..سوف يزيد من اعباء المواطن اللبناني المالية، الناقم على السياسة المالية للسلطة التنفيذية، والى جانب كل هذا عليه ان يتحمل ايضاً التجاذبات والصراعات بين المجموعات المسلحة التي سوف تتنافس على تحصيل ما يمكن تحصيله من اموال من جيب المواطن اللبناني وبالتالي انهاك الاقتصاد اللبناني المنهك اصلاً...؟؟

 

 

المصدر: المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

 

 



مقالات ذات صلة