موقع المسجد الأقصى في مراجع الشيعة

بواسطة طارق أحمد حجازي قراءة 6874

موقع المسجد الأقصى في مراجع الشيعة

 

بقلم: طارق أحمد حجازي

 

لا يختلف القول في كتب الشيعة عما تم ذكره في أبرز تفاسيرهم ، ونورد فيما يلي ما ذكر عن موقع المسجد الأقصى في أبرز كتب الشيعة :

 

1.    بحار الأنوار  :

 

أورد "المجلسي" : " عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن المساجد التي لها الفضل فقال : المسجد الحرام ، ومسجد الرسول e ، قلت : والمسجد الأقصى جعلت فداك ؟ قال : ذاك في السماء ، إليه أسري برسول الله عليه وسلم ، فقلت : إن الناس يقولون إنه بيت المقدس فقال: "مسجد الكوفة أفضل منه" (1) !!

 

2.    منتهى الآمال :

 

وجاء في كتاب منتهى الآمال لعباس القمي : " والمشهور على أن المسجد الأقصى هو بيت المقدس ، ولكن يظهر من الأحاديث الكثيرة أن المراد منه هو البيت المعمور الذي يقع في السماء الرابعة وهو أبعد المساجد " (2).

 

3.    كامل الزيارات :

 

روى ابن قولوبه في كتاب كامل الزيارات ، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو في مسجد الكوفة فقال : " السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، فرد عليه السلام ، فقال : جعلت فداك إني أردت المسجد الأقصى ، فأردت أن أسلم عليك ، وأودعك ، فقال عليه السلام: وأي شيء أردت بذلك ؟ فقال الفضل ، جعلت فداك ، قال: فبع راحلتك ، وكل زادك ، وصل في هذا المسجد ، فإن الصلاة المكتوبة فيه حجة مبرورة ، والنافلة عمرة مبرورة ، والبركة منه على اثني عشر ميلاً ، يمينه يمن ، ويساره مكر ، وفي وسطه عين من دهن ، وعين من لبن ، وعين من ماء ، شراب للمؤمنين ، وعين من ماء ، طهراً للمؤمنين ؛ منه سارت سفينة نوح ، وكان فيه نسر ويغوث ويعوق ، وصلى فيه سبعون نبياً ، وسبعون وصياً ، أنا أحدهم ، وقال بيده في صدره ، ما دعا فيه مكروب بمسألة في حاجة من الحوائج إلا أجابه الله ، وفرج عنه كربه " (3).

 

4.    الصحيح من سيرة الرسول الأعظم :

 

وفي كتاب " الصحيح من سيرة الرسول الأعظم " قرر " جعفر العاملي : " أن المسجد الأقصى هو مسجد في السماء " ، ودلل بحديث لا يصح سنداً ولا متناً ، ونسبه للنبي محمد e أنه قال :" لما أسري بي إلى السماء إذا على العرش مكتوب : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، أيدته بعلي عليه السلام " (4).

 

وفي كتابه "المسجد الأقصى أين" ؟ دلل على تأويله بالآتي : " أبسط الأمور لغوياً أن كلمة أقصى تعني البعيد وبلاغة القرآن الكريم خير شاهد على ذلك بقوله تعالى) سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ( ومعنى الإسراء السير ليلاً أفقياً كان أم عمودياً ، والأقصى يعني البعد والبعيد ؛ وإذا كان بيت المقدس على فرض أنه هو المسجد الأقصى فهو بعيد عن أهل الحجاز ولكنه قريب من أهل الشام  ... وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الأقصى بعيداً عن كل الناس سواسية ، وأكدنا بما أوردناه سابقاً من أحاديث أن المسجد الأقصى في السماء الرابعة في البيت المعمور" !! .

 

5.    الكافي :

 

وجاء في رواية الكافي : " فقلت له : أخبرت أن عندك اسماً من أسماء الله تبلغ به في كل يوم وليلة بيت المقدس وترجع إلى بيتك ، فقال لي : وهل تعرف بيت المقدس ؟ قلت : لا أعرف إلا بيت المقدس الذي بالشام ؟ قال : ليس بيت المقدس ، ولكنه البيت المقدّس وهو بيت آل محمد صلى الله عليه وآله ، فقلت له : أما ما سمعت به إلى يومي هذا فهو بيت المقدس ، فقال لي : تلك محاريب الأنبياء ، وإنما كان يقال لها : حظيرة المحاريب ، حتى جاءت الفترة التي كانت بين محمد وعيسى صلى الله عليهما وقرب البلاء من أهل الشرك وحلت النقمات في دور الشياطين فحولوا وبدلوا ونقلوا تلك الأسماء وهو قول الله تبارك وتعالى- البطن لآل محمد والظهر مثل-: " إن هي إلا أسماء سميتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان" (5).

 

6.    علل الشرايع :

 

وفي كتاب علل الشرايع بإسناده إلى علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن دينار قال: "سألت زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب عليهم السلام عن الله جل جلاله ؛ هل يوصف بمكان ، فقال: تعالى عن ذلك ، قلت : فلم أسري بنبيه صلى الله عليه وآله إلى السماء ، قال: ليريه ملكوت السموات ، وما فيها من عجايب صنعه وبدايع خلقه... " (6).

 

7.    المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات :

 

جاء في حاشية دعاء المعراج الوارد في كتاب "المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات"  لتقي الدين الكفعمي : " هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة رواه أمير المؤمنين عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله ما ملخصه : لما أسري بي إلى السماء ،لم أزل أقطع حجاباً بعد حجاب حتى قطعت سبعين ألف حجاب ما بين كل حجابين كما بين المشرق والمغرب سبعين ألف مرة ... ) (7).

 

8.    تفصيل وسائل الشيعة :

 

بوب محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة 1104هـ  في كتابه " تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة "  باب أسماه : " وجوب احترام مكة والمدينة والكوفة واستحباب سكناها ، والصدقة بها ، وكثرة الصلاة فيها ، والإتمام سفراً بها " (8).

 

وذكر فيه الروايات التي تزعم أنه كما أن " مكة حرم الله تعالى ، والمدينة حرم رسول الله e ، فالكوفة هي حرم أمير المؤمنين علي رضي الله عنه ، لا يريدها جبار بحادثة إلا قسمه الله"!!

 

وأورد الروايات التالية : محمد بن علي بن الحسين في ( معاني الأخبار ) عن أبيه ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبي عبد الله الرازي ، عن الحسن علي بن أبي عثمان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عيه وآله ) : إن الله اختار من البلدان أربعة ، فقال عز وجل : ) وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ $ وَطُورِ سِينِينَ $ وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ $ ( (9)، التين: المدينة ، والزيتون: بيت المقدس ، وطور سنين: الكوفة ، وهذا البلد الأمين: مكة" (10).

 

وعن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ) وَآَوَيْنَاهُمَا إِلَى رَبْوَةٍ ذَاتِ قَرَارٍ وَمَعِينٍ ( (11)،  قال : الربوة : الكوفة ، والقرار : المسجد ، والمعين : الفرات" (12).

 

 

 



 [1] - بحار الأنوار ؛ لمحمد باقر المجلسي (97/405 ) الطبعة الثالثة 1403هـ - 1983 م ؛ دار إحياء التراث العربي .

 [2] - منتهى الآمال لعباس القمي ص 70 .

 [3] - كامل الزيارات ص 80 ؛ وبحار الأنوار (97 /404 ) ، و الوسائل ( 3/529) ، وفروع الكافي لأبي جعفر الكليني ( 3/ 491).

 [4] - الصحيح من سيرة الرسول الأعظم ( 3/ 101 ) . 

 [5] - الكافي  للكليني ، (  1 / 481 ) .

 [6] - علل الشرايع  ، محمد بابويه القمي ( 1/160 )  الطبعة الأولى 1408هـ - 1988م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان .

 [7] - المصباح في الأدعية والصلوات والزيارات والأحراز والعوذات ، لتقي الدين إبراهيم بن علي العاملي الكفعمي المتوفى 900 هـ ، صححه وأشرف على طباعته حسين الأعملي ص 363. الطبعة الثانية 1424هـ - 2003م ، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات ، بيروت- لبنان  .

 [8] - تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ، تأليف محمد بن الحسن الحر العاملي ( 14/360 ) الطبعة الأولى 1413هـ -  1993م ،  تحقيق مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث - بيروت ، لبنان .

 [9] - سورة التين : 1-3 .

 [10] - تفصيل وسائل الشيعة ( 14/361 ) .

 [11] - سورة المؤمنون : 50.

 [12] - تفصيل وسائل الشيعة ( 14/ 362 ) .

 



مقالات ذات صلة