خالد البطش و الولاء الإيراني إلى أين ؟
غزة – محمد الشاعر – مراسل الحقيقة .
إنَّ صاحب العـقيدة الصحـيحة والذي يُكافح كل يوم بل وكل وقـت في الدفاع عـن عـقيدته ؛ يعـيش معـنى الغـربة وهو بين أهـله، وذلك لهول الأحداث التي يراها كل يوم وهي متجددة في العالم الإسلامي، هذه الأحداث تطعـن في صلب عـقيدة أهل التوحيد ولذلك وجب أن يَنْبَرِيَ منا رجال أخلصوا أنفسهم لله ربِّ العالمين لصدِّ هذه الهجمة الشرسة التي يواجهها أهل التوحيد في كل مكان، والغـريب في الأمر بل وربما أصبح من عجائب الدنيا أن ترى أناسا من أهل السنة يقفون مُبَجِّلِينَ ومُداهـنين للرافضة بُغـية دراهم معدودة ، ولربما لمع بريق الدرهم الفارسي في قلوبهم مما أحدث عـلى قلوب بعـضهم غِشاوةً فلا يُنكرون منكرا ولا يأمرون بمعروف، بل قل أصبح المعروف عـندهم منكرا والمنكر معـروفا، في مثل هذه الظروف وغـيرها تزداد الحُلكة أكثر فأكثر عـلى أهل التوحيد ويزداد العـبء عـليهم في بيان الدسائس للمسلمين التي يزرعها المارقون بين صفوفهم ، وعـلى أصحاب العـقيدة الصحيحة أن يصبروا عـلى مواجهة حلكة الظلام وعـما قريب سيلوح الفجر بإذن الله تعالى فهل من مُشمِّر؟
فبعد أن علمنا عن موت عالم نووي إيراني وإصابة عالم آخر هو وزوجته ولا يعـنينا من المنفذ لهذه العـملية ، أهُو الموساد الإسرائيلي أو المخابرات الأمريكية ، والسؤال الذي يطرح نفسه هـنا لماذا نعت حركة الجهاد الإسلامي هذين العالمَين الإيرانيين ولم تـنعَ اثنا عشر رجلا من جند الله التي قامت إيران بإعـدامهم مؤخرا ؟ ما الفرق بينهما ؟ أم أنَّ العالمَين الإيرانيين إلى الجنة والآخرين إلى النار ؟ وهل الأسلحة الإيرانية يتم تصنيعها لضرب ما يسمى بإسرائيل و أمريكا أم لإبادة أهل السنة في الوقت الذي يحددونه ؟
مما لا شك فـيه والذي أصبح واضحا لدى الكثير من عامة الشعـب الفلسطيني أنَّ إيران هي الداعـمة الوحيدة لحركة الجهاد الإسلامي بكل المقاييس ، كيف لا و قد عـلت صيحات خالد البطش القيادي الرفيع في حركة الجهاد الإسلامي والذي حمَّل الكيان الصهيوني وأمريكا المسؤولية عـن الاعـتداءَين الإرهابيَين عـلى حدِّ وصفه حيث نقلت وكالة أنباء فارس هذا الخبر والتي قامت بإجراء مقابلة مع خالد البطش تحت عـنوان:
الجهاد الإسلامي: استهداف العـلماء الإيرانيين يأتي لتخوف الصهاينة من تقدم طهران التكنولوجي (المصدر: وکالة أنباء فارس)
كما ويذكر المقال بأنَّ حركة الجهاد الإسلامي و صفت العلماء الإيرانيين بأنهم ثروة للأمة كونهم يُسهمون في رفعـتها وإليك ما نصه: " تقدمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، بخالص آيات التعازي والمواساة من الجمهورية الإسلامية باستشهاد البروفيسور ماجد شرياري الذي قضى في اعـتداء إرهابي أمس، وتمنت الشفاء العاجل للبروفـيسور فريدون عباسي وزوجته اللذين أصيبا في اعـتداءٍ آخر شمال شرق العاصمة طهران "
إنَّ صيحات حركة الجهاد الإسلامي التي عـلت في نعي القتلى الإيرانيين ليس بالجديد فقد عـلت مثل هذه الصيحات عـند مقتل عماد مغنية وذلك بإحداث مؤتمر في مركز رشاد الشوا بغـزة ولمدة ثلاثة أيام ومشاركة باقي الفصائل الفلسطينية معها في هذا النعي ظانِّين أنَّ مثل هكذا مؤتمرات ستزيد من رصيدهم الشعـبي وسيملئون جيوبهم من الدولار الفارسي الذي غُرِّرَ به الكثير إلى درجة تبديل هويتهم وربما وصل الأمر إلى محاربة أهل السنة إرضاءً للأهواء الإيرانية.
نعم لقد غَدَتْ إيران تعمل بكل طاقاتها لتسيطر عـلى أهل السنة عـن طريق لمعان بريق الدرهم الفارسي الذي جعل من إيران الشيعـية المحاربة لله ورسوله جمهوريةً إسلامية تريد تطبيق الشريعة الإسلامية وإقامة الخلافة في الأرض عـند خالد البطش وغـيره وهم كثر حيث قال في نفس الخبر " نحن في الجهاد الإسلامي نعـتبر أنَّ إيران مستهدفة بوحدتها وقادتها ونظامها الإسلامي ، كما نعـتبر أنَّ المشروع السلمي النووي للجمهورية الإسلامية يقع في بؤرة هذا الاستهداف من قِبَل الكيان الصهيوني ودول الغرب"
كما ويعتبر البطش استهداف العالمَين الإيرانيَين يأتي ضمن فشل أمريكا وما يسمى بإسرائيل في محاربة إيران ضمن الحرب الباردة عن طريق محاصرتها وفرض العقوبات عـليها حيث قال "وأشار البطش إلى أن استهداف العلماء الإيرانيين يأتي للتخوف من التقدم التكنولوجي والعلمي اللافت للجمهورية الإسلامية فضلاً عن فشل العقوبات والحصار في شل قدرات هذا البلد الصاعد في كافة المجالات ولاسيما العسكرية الدفاعـية منها " وربما يدري أو لا يدري البطش وغيره من المغرَّرِ بهم أنَّ إيران وأمريكا وأيضا ما يسمى بإسرائيل يعملون ويخططون ليلا ونهارا لإبادة أهل السنة دون رحمة أو أيِّ ضمير فهل يُدرك البطش و أمثاله ذلك؟
و قد اختتم البطش لقاءه مع و كالة أنباء فارس بكلام يدل عـلى المداهـنة العـلنية و التغـريد المُلَحَّن حيث قال: " وعدَّ القيادي في الجهاد الإسلامي ـ يقصد بذلك خالد البطش ـ العـلماء الإيرانيين ثروةً ليست للجمهورية الإسلامية فحسب بل للمسلمين أجمعـين كونهم يُسْهِمُون في رفعة مجد الأمة وتقدمها " والسؤال هنا والذي له من الأهمية بمكان هل كان العـلماء الإيرانيين في يوم من الأيام ثروة للمسلمين ؟ و كيف يكون هذا و قد قتلوا مائة ألف أو يزيد من أهل السنة في العراق ناهـيك عـن تدمير مائتي مسجد فهل هذه هي ثروة إيران للمسلمين الذي يتحدث عـنها البطش ؟ وهل هذا هو المجد الذي تُسْهِمُ إيران من خلاله في رفعة الأمة وتقدمها ؟
إنَّ ما جاء في اللقاء بين وكالة أنباء فارس و بين خالد البطش لَيُدَلِّلُ و بشكل واضح عـلى مدى التزام حركة الجهاد الإسلامي و عـناصرها في قطاع غزة ـ إلا من رحم الله تعالى ـ بالانصياع لأوامر ملالي طهران حتى يحافظوا عـلى رواتبهم الشهرية والتي تُصْرَف لكل عنصر تقريبا ، مما جعـلهم في قبضة الرافضة وحالهم مثل حال الأسير ، بل إنَّ الأسير المسلم أفضل حالاً منهم لأنَّ الأسير المسلم كان كذلك دفاعاً عـن مبادئ عـقيدته التي يؤمن بها والتي تزكو النفس للتضحية من أجلها فعـن أية مبادئ تدافع عـنها حركة الجهاد الإسلامي والتي من أجلها أَسَرت نفسها ؟ وعـن أيِّ عـقيدة هم يدافعون عـنها ؟
إنها عـقيدة الرافـضة شرُّ أهل هذا الزمان التي تعـيش عـلى سبِّ الصحابة و لعـن أم المؤمنين عائشة رضي الله عـنها ، نسأل الله تعالى أن يهدي إخواننا في حركة الجهاد الإسلامي وغـيرهم من الفصائل الفلسطينية إلى ما يحبه الله ويرضاه إنَّه وليُّ ذلك و القادر عـليه والله المستعـان .