علي محمد طه
5-6-2014
كثرت التصريحات ذات البعد الطائفي خلال العام الأخير من الأزمة السورية , وكان جل هذه التصريحات التي خرجت من قبل قيادات دينية وسياسية شيعية رأت فيما يجري صراعاً دينياً تحدثت وبشرت به الكتب الدينية على لسان الأئمة والأسياد ، سيسفر في النهاية عن تبيان الحق والباطل وهزيمة الباطل على أيدي رجال الحق.
تزامن ذلك مع مجيء عشرات الآلاف من شيعة العالم إلى سوريا تلبية لنداء المراجع الدينية ، ولحماية المراقد والمقدسات الشيعية ممن يسمونهم التكفيريين الوهابيين ,وللثأر للحسين وزينب ، وتحول جزء كبير من الحرب الدائرة في سوريا إلى حرب تقوم أسسها على فكر ديني متطرف يزعم أن قتل الآخر سيكون السبيل لخلاص العالم وظهور المهدي المنتظر ، وقد ظهر جلياً الكلام الطائفي في أحاديث السياسيين والنواب والمعلقين الشيعة والنصيرية ، فأطلق النائب النصيري في مجلس الشعب السوري شريف شحادة علانية على زعيم حزب الله حسن نصرالله لقب (حسين العصر) , وقال عنه مخلص ثارات الحسين ، بينما وقف حسن نصرالله نفسه ليتحدث مراراً وتكراراً عن حربه المقدسة في سوريا ,وقال في ذكرى عاشوراء أنهم يقاتلون الباطل في سوريا ووصف حربهم هناك بالمقدسة وكأنه يقول هذه يومكم يوم الثأر للحسين في حديث تحريضي صارخ لشيعة العالم ضد الثوار في سوريا ، وأخيراً وليس آخرا جاء حديث بشار الأسد التهكمي على بني أمية ومن وصفهم بالسلفيين والوهابيين في لقائه بعلماء الدين في الشام وتحدث عن الشام التي لا تهزم ، وعن كونها كانت الملاذ الأخير لعرب الصحراء في العصر الراشدي وأن الأمويين لم يكونوا ليبنوا حضارتهم لولا الحاضنة الشعبية التي وجدوها في بلاد الشام والتي لم يجدوا مثيلاً لها في مكة والمدينة .
لا يخلو كلام بشار الأسد من حقد على بني أمية أولئك الأبطال الذين وطدوا الحكم الإسلامي في بلاد فارس ، وثبتوا أركانه في العالم القديم ، ومن يدقق في حديث بشار الأسد سيلحظ انه مبطن بكره خفي للأمويين التي يفتخر عامة أهل الشام بانتمائهم لهم وبأصولهم التي تمتد لهذا العرق ، وقد خلد رجالات سوريا الوطنيين قبل مجيء حزب البعث الكثير من الود والتقدير لأثر الأمويين الطيب على أهل الشام فنشيد سوريا الوطني يفخر بهم ، وعاصمة الشام سموها (دمشق الأمويين) وقد طورها وبنى مسجدها الكبير الوليد بن عبد الملك وهي أموية حتى النخاع وكل شيء فيها ينطق بالولاء والانتماء لبني أمية ، ولا تزال حتى اليوم أكبر ساحاتها تحمل اسمهم ، ( مع أن الخميني خلال فترة الثمانيات طلب من حافظ الأسد تغيير مسمى الساحة لتصبح الاستقلال لكن الأخير رفض طلبه خشية من نقمة شعبية ضده فبقيت على ماهي عليه ) ، ويتابع بشار الأسد حديثه المبطن بالحقد الدفين أمام ثلة من علماء السلطة عن الأمويين قائلاً: أنه لولا السوريين لما قامت لهم قائمة في تلك الفترة وأن السوريين هم من بنوا الدولة الأموية، دولة الإسلام، وأن العرب الأوائل لو كانوا قادرين على بناء الحضارة في مكة والمدينة لما أتوا لبلاد الشام، الحقيقة كلام بشار الأسد فيه كذب وتزوير للتاريخ , فمن بنوا حضارتهم في الشام هم أنفسهم من جاؤوا من جزيرة العرب وهم العرب المسلمون الأمويون ، وفي تلك الفترة لم يكن هناك شيء اسمه سوريا ،وربما كان دافع بشار الأسد للحديث عن الأمويين (المتطرفين والقتلة في نظر الفكر الشيعي ).
وانتقاصه لهم مقارنة غير مباشرة بينهم وبين من سماهم في حديثه بمتطرفي الوهابية والتي يتهم السعودية بدعمهم ، وهي بلا شك رسالة إرضاء لداعميه الشيعة في إيران والعالم ، وكما كان العداء الأكبر من قبل الشيعة عبر التاريخ يتجه نحو الأمويين ، كما تقول كتبهم وتردد مدراسهم الدينية ، وأنه لابد من الثأر لما يسمى بمقتل الحسين في كربلاء ولو بعد حين ، فان العداء حالياً يتجه لكل ما هو سني يسير على منهج الفكر السلفي الصحيح .
- عصر الظهور-
اجتماع ديني كبير ضم رجال دين معروفين في "حزب الله" مع مراجع دينية إيرانية وعراقية بارزة، برئاسة قائد الثورة الإيرانية المرشد علي الخامنئي في إيران، جرى خلاله مناقشة علامات ظهور المهدي المنتظر عند الشيعة والتداعيات التي ستنتج عنها.
علماء الشيعة وقادة حزب الله وكل التابعين لولاية الفقيه دخلوا للحرب السورية وهم مؤمنون أن حربهم فيها سيسفر عنها ظهور المهدي المنتظر ، التي وبحسب المفهوم الديني والعقائدي هي المخلّص الأوّل والأخير للشيعة في العالم أجمع، ومن الكتب التي انتشر صيتها بين عامة الشيعة والذي تم نشره في إيران مؤخراً كتاب(عصر الظهور) الذي يتحدث عن نبوءة الخميني حين قال: إنّ أولادنا وأحفادنا سيشهدون ظهور الإمام المهدي، لأنّ أولاد وأحفاد أنصار الثورة قد أصبحوا الآن في سنّ الاستعداد لهذا الظهور.
ويعتبر الشيعة في العالم أن أول علامة لظهور المهدي المنتظر هو ظهور الخميني الذي جمع شمل شيعة العالم على كلمة سواء .
ويشير الكتاب إنّ عملية ظهور المهدي تبدأ من المشرق، من بلاد فارس تحديداً ، حيث تخرج من خراسان رايات سود فلا يردّها شيء حتى تنصب بمنطقة (إيلياء ) الملاحم والفتن، وهي تشير إلى أنّ الجيش الذي ينطلق مع الإمام يبدأ تحضيره في إيران، ويكون هو الجيش الذي يتوجّه مع الإمام إلى القدس، ويعتقد الشيعة أن عمائم سوداء من ذرّية الرسول تقاتل أعداء الإمام(أهل السنة) ، والمقصود وفق معتقدهم وبحسب ما يشرح الكتاب، هم الخميني والسيّد علي الخامنئي والشهيد محمد باقر الصدر والشهيد محمد صادق الصدر والشهيد الحكيم، ودور السيّد علي السيستاني في العراق وقائد المجلس الأعلى للثورة السيّد عبد العزيز الحكيم، وقائد جيش المهدي السيّد مقتدى الصدر والسيّد موسى الصدر وسيّد شهداء المقاومة عبّاس الموسوي وسيّد المقاومة السيّد حسن نصر الله
الدعم منقطع النظير من قبل الشيعة لبشار الأسد الذي يعتبر هو وطائفته النصيرية ضمن المنظور الديني الشيعي وحسب فتاوي علماء الشيعة (كفاراً) إن الدعم المقدم لهم في هذه المرحلة ليس محبة له ولطائفته ,ولكن الهدف الرئيس منه هو لتحضير الأرضية التي تتلاءم مع الظهور المتوقع للمهدي المنتظر على أرض سوريا (الأموية) والتي يكن لها ولأهلها الشيعة كرهاً خاصاً ، والحقيقة جل ما يجري هو تهيئة لهذا الظهور الذي لن يتم إلا بقتل المزيد من السفيانيين السنة في سوريا.
بشار وعصابته البعثية تاجروا برمزية بني أمية وهاهم يتبرؤون منها بعد أن مجدوها للضحك على العوام من السنة درجة أن أعلى وسام جمهوري هو وسام( أمية)وكذلك مستشفى أمية .
المصدر : موقع المثقف الجديد