المخطط الشيعي لإبادة الأمة الإسلامية
التاريخ: 4/5/1431 الموافق 18-04-2010
أصبح من الجلي الواضح، أن الفكر الشيعي الحديث، قد بدأ يسير في مرحلة جديدة من التحول والتطور نحو تحقيق أهداف الشيعة التاريخية، ومطامحهم العقدية والسياسية و الإستراتيجية، التي ترسخت في مرحلة التدشين، وبدأت حراكها الفعلي في القرن الثالث للهجرة.
يمكن القول، أن هذا التطور يمتاز بثلاثة عناوين رئيسية هي: الدعوة بعلنية غير مسبوقة للتشيع، وممارسة ضغوط فكرية وإرهابية، وإغراءات مادية، على الحلقات السكانية الأضعف من أهل السنة في البلاد العربية، والثاني: ظهور دولة خميني الحديثة كقوة عسكرية مؤثرة في المنطقة، مغلفة بسياج عقدي باطني متلوّن، وسياسة خارجية مرنة، مصممة على الوصول إلى أهدافها، والثالث: دعم وتحفيز الأقليات الشيعية في البلاد العربية والإسلامية على التمدد مجتمعيا وسياسيا، وتأهيلها للتمرد على الحكومات السنية الحاضنة لها والمتسامحة معها.
بالموازاة مع هذه المعطيات، ظهرت أقلام وكتابات شيعية معاصرة جريئة تبسط للعقيدة الشيعية في وجدان الأمة، وتأهب المؤمنين بها لما أسموه "باليوم الموعود" أي: اليوم الذي سيظهر فيه " المهدي الرافضي " الذي بات ظهوره قريبا جدا بزعمهم؛ ليجلي لحظة الحق والخلاص؛ بإقامة الدولة المهدية للمؤمنين من أتباعه، ويرفع الظلم عنهم ، وينتصر من قتلة آبائه وأجداده .
في كتابه تحت مسمى"خروج الإمام المهدي " يحاول منذر بن عبد الله الشريف، رصد بعض ملامح هذا التطور في الفكر الشيعي المعاصر، والكشف عن المستور من مضمراته، والخطط والأهداف والغايات من الترويج لفكرة اقتراب خروج هذا المهدي، معتمدا في ذلك على كتابين حديثين من كتب الشيعة، هما: "يوم الخلاص" لكامل سليمان، و " تاريخ ما بعد الظهور " لمحمد الصدر.
يرى الشريف، أن الشيعة قد هاموا بفرقهم المختلفة منذ انبثاق لحظتهم التاريخية بفكرة " الإمام المعصوم " الواجب طاعته " زاعمين أن الله قد نص عليه، أو أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم، أو وصية الإمام السابق من آل البيت على اللاحق منهم ، وذهبوا في ذلك إلى فرق و طرائق قددا ، انقرض أغلبها ، وبقي منها بعض الفرق الصغيرة ، سوى فرقة الأمامية ألاثني عشرية ، وهي أهم فرقة شيعية على الإطلاق في العصر الحديث ، والمعنية اليوم بالفكر الشيعي عامة ، وهي الفرقة التي تقول إن للحسن العسكري - آخر ألائمة - ابنا مخفيا ،هو " المهدي القائم " الذي يخرج بعد الغيبة الكبرى ؛ ليملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا .
وقد خلصت هذه الفرقة إلى تحوير مفهوم العدل الإلهي الذي يجريه الله على أيدي المهدي إلى عقائد إجرامية وانتقامية من خصومهم " بقية المسلمين " الذين لم يسايروهم على إفك عقائدهم ومقالاتهم المضللة بحق آل البيت و أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمهات المؤمنين.
فادعوا أن الإمام علياً هو الإمام الذي نصبه الله وعينه الرسول عليه السلام، وهو الأمر الذي سيستمر في أولاده نصا ووصية وتعيينا، فاعتقدوا أن عليا عين الحسن إماما, وعين الحسن الحسين، وهكذا... كل إمام يعين الذي بعده وصولا للإمام الثاني عشر، معتقدين بذلك أن جميع الصحابة قد كفروا لأنهم لم يعملوا بهذه الوصية، وأن كل الحكومات التي تعاقبت على حكم المسلمين، هي حكومات كافرة، لأنها اغتصبت حق ألائمة المنصوص عليهم، كما اعتقدوا أن الإمام الثاني عشر،هو محمد بن العسكري المختفي منذ صغره " مهدي الزمان " .
ويعتقد الشيعة، أن من كذب إماماً واحداً من هؤلاء الأئمة، فقد كذب الله، ومن كذب الله فقد كفر، ومن لا يؤمن بالأئمة حسب الترتيب الشيعي لهم ، فهو كافر أيضا حلال الدم ، واعتقدوا أن محمد العسكري المختفي ، سيحيي أبا بكر وعمر من قبريهما في أول ظهوره ويحرقهما ، نكالا بما اغتصباه لخلافة علي المنصوص عليها ، واعتقدوا أن ألائمة جميعا سيعودون بعودة المهدي ، ويستمر حكمهم بعد الظهور ستة وأربعين ألف سنة .
ومن عقائدهم في المهدي عند ظهوره، أنه سيرتكب جرائم لم يرتكبها احد من قبله، وذلك بإبادة جميع المسلمين الذين لا يعتقدون به، ثم إن هذا المهدي سيكون من أول أفعاله هدم المسجد الحرام والكعبة، ونقل الحجر الأسود إلى الكوفة التي ستصبح عاصمة ملكه، ثم انه سيخرج للناس قرانا جديدا، ويأتي بقضاء جديد، وشريعة جديدة، غير الشريعة المحمدية المتعارف عليها منذ قرون، والشريعة الجديدة - بنظرهم - تقوم على أن جميع المسلمين كفار، وان الكوفة وكربلاء هما بدل مكة والمدينة، وان النصارى واليهود لا يجوز المساس بهم بحال، لأنهم سيؤمنون بالمهدي وما جاء به سلما.
وحتى لا تبقى هذه المعتقدات حبيسة بطون كتب الشيعة وعقولهم، فيضيّعون الفرصة المواتية والظروف المساعدة، فقد شرع الشيعة حديثا بوضع هذه الأفكار حيز التنفيذ، ضمن مخطط معد سلفا، يقوم على ادعاء النيابة عن هذا المهدي المغيب، للقيام بأعماله وتمهيد الأرض لعودته، حيث بدأت إرهاصات هذا المخطط بالظهور بقيام حكومة إيران الحديثة ، الذي رتب لها خميني هذا الأمر بما يسمى " ولاية الفقيه " ، حيث أصبح معلوما عند أتباع هذه العقيدة ، انه يجب أن تقوم بما سطر في عقائدهم من أعمال تمهد لإبادة أهل السنة ، وهدم مساجدهم وإزالة شريعتهم وإلغاء قرآنهم ... الخ، مع إمكانية، أن يتم هذا المخطط الإجرامي بصورة أخرى إلى حيز التنفيذ، من خلال إخراج أحد دجاجلتهم ليلعب دور المهدي الذي ولد قبل ألف عام.
أما خطوت تنفيذ هذا المخطط الإجرامي، فيرصدها الشريف في ست نقاط هي:
الأولى: وتتضمن أعمال مهدي الرافضة بمكة، والتي تبدأ بقتل خطيب المسجد الحرام يوم الجمعة الموافق للتاسع من محرم، وإعلان البيعة في اليوم الذي يليه، ليبدأ بقتل أهل مكة حتى يفنيهم، ويأخذ مفتاح الكعبة من بني شيبة ويقتلهم ، ويقطع أيديهم ويعلقها على باب الكعبة ، ثم يبيد قريشاً عن بكرة أبيهم، و يعدمهم صبرا بالسيف، خمسمائة فخمسمائة، و يطارد أهل العلم بخاصة فيقتلهم، ليعلن بعد ذلك بداية عهد إلغاء الشريعة الإسلامية الحالية والعمل بالقران الجديد.
الثانية: تتضمن أعمال مهدي الرافضة في المدينة المنورة، وتبدأ بالتوجه إلى الحجرة الشريفة، وإخراج أبى بكر و عمر رضي الله عنهما من جوار النبي صلى الله عليه وسلم وحرقهما، وهدم المسجد النبوي، وملاحقة أهل المدينة بالقتل أينما ذهبوا، حتى يفنيهم كلهم إلا الروافض.
الثالثة: يتوجه مهدي الرافضة بعد أن يهلك الحرث والنسل في مكة والمدينة إلى الكوفة، فيعلنها عاصمة ملكه، ويبدأ فيها بتطبيق القران الجديد والتشريعات الجديدة، ويقيم الحجر الأسود الذي انتزعه من الكعبة في الكوفة، ليبدأ بتعمير المشاهد والمزارات الشيعية.
الرابعة: قتل كل من يحاول من أتباعه أن يعترض على التشريعات الجديدة أو على حرب الإبادة التي يمارسها المهدي في حق المسلمين، مبررا ذلك لهم، أنه يحكم بحكم الأنبياء : نوح و إبراهيم و داود.
الخامسة: إجماع مخططي هذا المخطط الإجرامي من الأولين والمعاصرين الشيعة؛ على أن مهدي الرافضة لا يخصص بالقتل إلا المسلمين؛ بدءا بقريش، ثم العرب، ثم باقي المسلمين ممن لا يؤمن بما جاء به من رجعة و بداء، و تفضيل الأئمة على الأنبياء والملائكة والخلق أجمعين.
السادسة: يختم مهدي الرافضة أعماله الإلهية بإعلان حقيقة شخصيته اليهودية، فيخرج للناس التوراة الحقيقية والتابوت الذي كان فيه بقايا و آثار بني إسرائيل، وكذلك عصا موسى ومنبر سليمان وهيكله وشيئا من المن الذي فضل به الله على بني إسرائيل، و يعلن للملأ رسميا أنه يحكم بحكم آل داود.
على ضوء ذلك، يقارب منذر الشريف بين عقيدة اليهود الذين ضلوا عن هدي النبوة و امنوا بالمسيح الدجال الذي يخرج آخر الزمان، وساروا عمليا في ركابه، وبين عقيدة الشيعة في المهدي الرافضي الذي له نفس أفعال الدجال إن لم يفقها، حتى عبده الشيعة وتوجهوا إليه من دون الله ليكشف الضر عنهم بالتعجيل في فرجه؛ ليقوم بأفعاله الإجرامية والانتقامية ضد المسلمين، التي لم يفعل مثلها اليهود عبر تاريخهم الدموي الأسود.
بهذه الصورة، يكشف الشريف برأيه، عن أعظم مخطط شيعي في التاريخ لإبادة أهل السنة، المعد بعناية من دهاقنة العقيدة الشيعية و السياسة في إيران، الذين باتوا يتراقصون لقرب يوم الخلاص والانتقام من ذرية قتلة الحسين بفعل آبائهم، وإقامة دين الحق ودولة الحق الشيعية على أنقاض جماجم المسلمين السنة.
يؤكد الشريف في نهاية الكتاب، أن الشيعة قد أعدوا المخطط المذكور و رسموا السيناريو لتنفيذه، بإخراج أحد من بين أظهر زنادقتهم بمسمى المهدي و رسمه، ليباشر تلك الأعمال الإجرامية بحق أمة الإسلام ، التي يرى أنها باتت قاب قوسين أو أدنى بكثير من التصورات النمطية لأهل السنة، التي يصورونها في العادة، أنها لا تتجاوز أن تكون خيالات أو أضغاثاً فكرية، تعبر عن ألازمة التاريخية للشعور بالاضطهاد والظلم عند الشيعة.
المصدر : الراصد