حسان القطب
9-7-2014
لم يعد الموت والقتل وصور الضحايا المدنية المقطعة الأوصال تشكل حالة خوف وقلق لدى ابناء هذه الأمة.. بل لقد اصبح الموت عبارة عن جواز مرور وخروج من حياة الذل والقهر والاستعباد والاستغلال والديكتاتورية إلى حياةٍ اخرى موعودة...؟؟ ولم يعد مشهد الجرحى وهم يتقاطرون إلى المستشفيات في كلٍ من بيروت ودمشق وبغداد وغزة وكل فلسطين يثير حالة قلق وآلم ومعاناة لأيٍ من ابناء هذه الأمة، لأن المعاناة في شكلها ومضمونها واحدة على امتداد مساحة هذا الوطن العربي الشاسع...؟؟؟ فالجلاد والجزار الصهيوني وكذلك الإيراني واعوانه يمعنون في القتل ويثخنون في تعميق جراح أبناء هذه الأمة بالصواريخ والطائرات والبراميل المتفجرة دون هوادة لعل هذه الأمة تذعن او تخنع او تسقط او ترضى بما هي عليه فتستسلم وترضخ لحكم الديكتاتوريات الحاكمة في سوريا والعراق وللعصابة المهيمنة في لبنان وللإحتلال الصهيوني لفلسطين..؟؟ إيران ترسل السلاح والعناصر والدعم الجوي إلى بغداد ودمشق لحماية انظمتها الطائفية..؟؟ فلماذا لا ترسل بعض هذا الدعم إلى غزة..؟؟ رب قائلٍ يقول واين الأنظمة العربية ولماذا إيران..؟؟؟ لقد سلمنا بناءً على التوجيه الإعلامي الإيراني بأن الأنظمة العربية غير معنية بحماية الشعب الفلسطينية بسبب ارتباطها بالمشروع الأميركي – الصهيوني...؟؟ وهي وحدها أي إيران ومجموعاتها المسلحة في لبنان والعراق وسوريا القادرة على دعم القضية الفلسطينية وتحرير مقدساتها...؟؟ فأين هي اليوم..؟؟؟ والمعركة مستعرة ..؟؟؟؟
بالتأكيد ونحن على قناعة بان من حاصر المخيمات الفلسطينية في لبنان ولا يزال إلى اليوم.. لا يمكن أن يكون سنداً للقضية وشعبها .؟؟ ومن نثر الأرز وماء الزهر، على دبابات الاحتلال الصهيوني في لبنان عام 1982، لا يمكن ان رمزا وطنياً او قائداً مقاوماً او أن بيئتة يمكن الاستناد اليها في معركة التحرير..؟؟
من يريد تأييد غزة والدفاع عن شعبها كما عن أبناء الضفة وكل فلسطين... ما عليه سوى أن يفتح جبهة الجنوب اللبناني في وجه إسرائيل...؟؟ فالسلاح والجبروت والغطرسة التي يحظى بها حزب الله... والرعاية الرسمية لسلاحه وتجاوزاته وهيمنته كانت وما تزال باسم فلسطين والاستعداد لتحرير مقدساتها...؟؟ والأن هو وقت الحقيقة لاستخدام هذا السلاح في مكانه المناسب...وإلا فإن ما نراه ونعيشه ونشاهده ونلمسه، يؤكد لنا ان هذا السلاح إنما هو لخدمة مشروع طائفي ومذهبي..؟؟ فبقاء المالكي على رأس السلطة العراقية وبشار الأسد في سوريا هو اولوية إيران وحزب الله ..وليس أبداً لتحرير فلسطين... وحماية شعبها...؟؟ وتحرير مقدساتها..؟؟ وإذا كان نصرالله لا يملك القرار او الرغبة في مواجهة إسرائيل لانشغاله في معركة حماية الظالمين ونصرة الديكتاتوريات المذهبية في سوريا والعراق وتعطيل السلطة في لبنان، فما عليه سوى ان يسمح لثوار فلسطين بفتح جبهة الجنوب اللبناني لتخفيف الضغط عن غزة ودعم ثوار الداخل بمددٍ من الخارج...؟؟ فمن يقاتل في بغداد ودمشق، لحماية القضية الفلسطينية كما يزعم..؟؟ أسهل عليه بكثير فتح جبهة الجنوب اللبناني..وتنفيذ ما وعد به؟؟ طبعاً هذا لن يتم ونحن بانتظار المزيد من الشعارات والبيانات التي تؤكد على المقاومة وصوابية مسارها ولكن ليس نحو فلسطين...؟؟؟ لأن البوصلة تؤشر على مدى مذهبية وطائفية هذا الفريق، وليس على ارتباطه بقضايا الأمة ومصالحها... وإلا لما كنت بغداد والعراق ودمشق وسوريا ولبنان وشعبه وفلسطين واهلها بعانون من نير الاحتلال وظلم الطغاة وتسلط الديكتاتوريات..؟؟؟ فصبراً يا أبناء غزة وفلسطين وبيروت ولبنان، ومهلاً يا ابناء دمشق وسوريا وبغداد والعراق... فالصبح قريب والانتصار وشيك... ويكفي ان نعيش هذه الانتفاضة في بلادنا والقدرة على المواجهة في غزة وفلسطين لندرك عظمة هذه الامة وقدرتها على تجاوز مشكلاتها وفضح جلاديها وتجار قضاياها...؟؟
المصدر : المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات