هل يكمل حزب اللات مافعله حافظ الأسد بفلسطينيي لبنان

بواسطة عبد الرؤوف الرملي قراءة 2589
هل يكمل حزب اللات مافعله حافظ الأسد بفلسطينيي لبنان
هل يكمل حزب اللات مافعله حافظ الأسد بفلسطينيي لبنان

عبد الرؤوف الرملي

18-9-2013

لجنة الدفاع عن عقيدة أهل السنة في فلسطين

منذ نشأت الباطنية في أوساط المسلمين وهي تحمل الغل والحقد على أهل السنة والجماعة, ولا يستغرب هذا إذا علمنا بأن صانعي هذه الفرقة هم اليهود والمجوس بعد أن يئسوا من مواجهة المسلمين بالسيف فعمدوا إلى اختراع الباطنية لنخر الإسلام من الداخل ومحاربة أهله فكريا وعقائديا ولكنهم خابوا وخسروا حيث سخر الله لهذا الدين من العلماء الجهابذة أمثال الإمام أحمد بن حنبل وابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهم الله وغيرهم كثير من الذين ردوا على أهل البدع وأرجعوهم إلى جحورهم خائبين , لكن في كل فترة من الزمان تنبز الباطنية لتنفث سمومها في غفلة من أهل الإسلام وعندما يتمكن الكفار من بلاد المسلمين ولكن بمن الله وفضله يعود التمكين لأهل السنة والجماعة ...

لقد استخدم النصارى الباطنية في الحروب الصليبية وهذا مشهور حيث تطوع النصيريون الباطنية فقاتلوا المسلمين في ساحل بلاد الشام , كما ساعدت الدولة العبيدية المجوسية وبذلت جهدها في تمكين الصليبيين من مصر, كما قام بعض أمراء الشيعة الإمامية, بتسليم مناطقهم للصليبيين دون قتال في بعض أجزاء من بلاد الشام.

هذا هو تاريخهم الأسود والتاريخ يعيد نفسه كما يقال ...!!!

بعد سقوط الدولة العثمانية السنية مكنت الصليبية للفرقة النصيرية في بلاد الشام لتكون كلب حراسة لدولة اليهود التي غرسها الصليبيون في قلب الأمة الإسلامية في فلسطين , ومن ضمن المهام التي وكلت للباطنية النصيرية هي القضاء على المقاومة الفلسطينية في لبنان والتي أزعجت الإحتلال الصهيوني, فتقدمت جحافل الباطنية النصيرية المدججه بأنواع الأسلحة الثقيلة لتدك المخيمات الفلسطينية في لبنان بهجوم شرس تحالفت فيه مع الصليبية المارونية من حزب الكتائب وغيرهم .

فسُحِق مخيم تل الزعتر في بيروت وأزيل عن الخارطة وارتكبت فيه أبشع المجازر السادية ضد أهل فلسطين بيد الباطنية والصليبية لكن نظام حافظ النصيري لم يستطع إكمال المهمة بسبب صمود الفلسطينيين ومعهم السنة آنذاك, فجاء اليهود ليكملوا تلك المهمة في اجتياح 1982 م وحصار بيروت وماتلاها من مجازر للفلسطينيين في حين صمتت مدافع القوات السورية تجاه هذا الإجتياح ولم تتصدى لليهود.

صرح شمعون بيريز وزير دفاع [العدو الصهيوني السابق] أن هدف إسرائيل هو نفس هدف دمشق بالنسبة للمسألة اللبنانية، وقال أيضًا: (يجب أن نمنع وقوع لبنان تحت سيطرة منظمة التحرير الفلسطينية).[1]

وقد أعلن إسحاق رابين رئيس وزراء العدو الصهيوني السابق في تصريح نقلته أجهزة إعلامهم: (إن إسرائيل لا تجد سبباً يدعوها لمنع الجيش السوري من التوغل في لبنان، فهذا الجيش يهاجم الفلسطينيين وتدخلنا عندئذٍ سيكون بمثابة تقديم المساعدة للفلسطينيين ويجب علينا ألا نزعج القوات السورية أثناء قتلها للفلسطينيين فهي تقوم بمهمة لا تخفى نتائجها الحسنة!! بالنسبة لنا). [2]      

وقد قال حافظ الأسد لمبعوث عرفات :  (أريد أن تهلكوا جميعاً لأنكم أوباش).

هذا هو موقف النصيرية الحقيقي تجاه أهلنا الفلسطينيين في لبنان بل في كل مكان, وموقف اليهود هو توفير الغطاء لجرائم النصيرية .

وعندما خرج الجيش الإسرائيلي من لبنان أبقى على القوة التسليحية للشيعة بينما سحب السلاح من الفلسطينيين والسنة بل وضرب التنظيمات السنية .

ففي دراسة : قدمتها صحيفة الأنباء الكويتية في عددها الصادر بتاريخ 30 أبريل 1985م تحت عنوان: (الإسرائيليون جردوا المنظمات السُّنية من السلاح وحدها).

(لقد حصر الإسرائيليون عملية التجريد من الأسلحة بالفلسطينيين أولاً ثم بالسُّنيين من اللبنانيين دون سواهم).

لقد أصر شارون على دخول بيروت الغربية لتجريد [المرابطون] بوصفهم فريقاً لبنانياً محسوباً على المنظمات الفلسطينية.

لماذا أسلحة السُّنة وحدها – وهي أسلحة غير منضبطة في إطار سياسي قال: - تشكل خطراً على الإسرائيليين؟!. [3]

بعدها جاءت حركة امل لتكمل الدور فحاصرت مخيمات صبرا وشاتيلا عام 1986 م

وسفكت دماء الفلسطينين في مجازر تتكرر دوما من الباطنية تجاه أهل السنة  وتحمل نفس المعالم والصفات.

نقلت وكالة الأنباء في 6 يونيو 1985م عن رئيس الاستخبارات العسكرية اليهودية (أهود برادك) قوله: (إنه على ثقة تامة من أن "أمل" ستكون الجبهة الوحيدة المهيمنة في منطقة الجنوب اللبناني، وأنها ستمنع رجال المنظمات والقوى الوطنية اللبنانية من التواجد في الجنوب والعمل ضد الأهداف الإِسرائيلية).[4]

وذكرت صحيفة (ريبو بليكا) الإِيطالية أن فلسطينياً من المعاقين لم يكن يستطيع السير منذ سنوات رفع يديه مستغيثاً في شاتيلا أمام عناصر (أمل) طالباً الرحمة، وكان الرد عليه قتله بالمسدسات مثل الكلاب .. وقالت الصحيفة إنها الفظاعة بعينها.[5]

ما يعنينا الآن هو بعد أن أزال حزب اللات القناع وكشف عن وجهه الحقيقي وذلك بمشاركته النظام النصيري في إبادة أهلنا أهل السنة في سوريا أصبح هذا الحزب يتصرف بتوتر نتيجة للهزائم والفضائح التي مني بها وظهرت طائفيته بوضوح بعد أن كان يغطيها بدعايات الممانعة والمقاومة بينما في الحقيقة هو ينقم على كل فلسطيني في لبنان وهذا ظاهر من قضية تدمير مخيم نهر البارد على يد الجيش اللبناني دون أن يحرك حزب اللات المسيطر على قرارات الدولة اللبناية ساكنا تجاه تدمير المخيم ناهيك عن القرارات التي تضيق على الفلسطيني في لبنان وتمنعه من مزاولة الكثير من الوظاف هناك فلم نر حزب اللات قد سعى بقرار لمصلحة اخواننا الفلسطينيين في لبنان ليحد من هذه المعاناة.

أخيرا بدأ حزب اللات في الإعتداء واستفزاز أهلنا في المخيمات الفلسطينية في لبنان عن طريق نشر المفارز الأمنية حولها وخاصة مخيم برج البراجنة القريب من الضاحية الجنوبية معقل الحزب , وتطور الأمر الى حصول مشادات ومجاشرات مع عناصر الحزب أسفرت عن مقتل أحد المواطنين الفلسطينيين .

ولقد بدأحزب اللات بالتغريد على وتر وجود جماعات تكفيرية ولعلها مقدمة لعمل ما ضد المخيمات وهذا اسلوب تعودنا عليه حيث يسبق أي عمل تجهيز دعائي له ومما يؤيد هذا هو :

ما كتبه نسيب حطيط أحد مسؤولي حركة أمل السابقين تحت عنوان:  ("هل ستبقى المخيمات ملاذاً لمطلقي الصواريخ وقتلة الجيش".. وأضاف في مقاله قائلاً... كان الجيش ممنوعاً من الدخول إلى المخيمات يوم كانت القيادة السياسية تأمر الجيش بمنع الفدائيين واعتقال المسلحين، فكان لا بد من حماية والثورة ولم تكن عقيدة الجيش عقيدة وطنية لقتال إسرائيل بل جهاز أمن داخلي، لكن الوقائع تغيرت، فأكثر فصائل الثورة تصالحت مع العدو الإسرائيلي وتتعايش معه في فلسطين المحتلة، وبعض الثوار يهادن إسرائيل لارتباطه بالإخوان المسلمين المتصالحين مع إسرائيل ويقيم قادتهم في قطر بالقرب من مكتب الإتصال الإسرائيلي، مما يعني أن أكثر الفصائل ليست مهددة من الإسرائيلي! تغيرت عقيدة الجيش اللبناني وصار في الجبهة الأمامية مع المقاومة ضد إسرائيل وضد الفتنة التكفيريين، فلا خوف من دخوله المخيمات لحفظ الأمن وإلقاء القبض على المطلوبين الذين قتلوا ضباط وجنود الجيش والمتهمين بإطلاق الصواريخ على الضاحية وتفخيخ السيارات) .[6]

بل إن التحريض ضد الفلسطينيين قد صدر من حسن نصر اللات نفسه وهذا يعطينا تصورا على مدى تضايق حزب اللات من وجود الفلسطينيين في لبنان وانه لا يعيرهم أي قدر واهتمام وان شعارات قضية فلسطين هي للاستهلاك الإعلامي فحسب.

حيث اتهم حسن نصر اللات بعض الفلسطينيين واخرين من جنسيات مختلفة باستهداف الضاحية معقل الحزب بل روجت بعض العناصر التابعة للحزب إشاعة عن قرب استهداف مخيم عين الحلوة من قبل سرايا المقاومة التابعة لحزب اللات  .

يضاف إلى ذلك حملات إعلامية منهجية تتحدث عن وجوج مجموعات إرهابية في المخيمات الفلسطينية تستهدف حزب اللات ...!!!

إذا هذا المشهد قد تكرر ضد أهلنا الفلسطينيين في العراق حيث كان التحريض من قبل الشيعة هو اتهامهم بالإرهاب والعمالة لنظام صدام بل حين اقتحمت مليشيات جيش المهدي جامع القدس الواقع قرب تجمع الفلسطينيين كتبوا على محرابة "الموت للوهابية" أي أن الشعب الفلسطيني هم وهابية واليوم يعزف حزب اللات على نفس النغمة ..!!

إن تكدس الفلسطينيين في مخيمات لبنان مازال يشكل خطرا على عدة جهات منها اليهود أنفسهم والشيعة والنصارى وذلك لأن الفلسطينيين في المخيمات هم من أهل السنة خاصة مع وجود نهضة إسلامية قوية وعودة إلى الدين داخل هذه المخيمات .

كما إن إخواننا الفلسطينيين هناك قد اكتشفوا ألاعيب حزب اللات وممانعته الكاذبة ومتاجرته بالقضية الفلسطينية وقد خرجت عدة مظاهرات داخل المخيمات تندد بالنظام النصيري وذنبه حزب اللات كل هذا فاقم من الدور العدائي لحزب اللات تجاه الفلسطينيين وبدأ يشعر أن الفلسطينيين يسيرون عكس مركبه..!! خاصة في أن أي مواجهة بين أهل السنة في لبنان وبين الشيعة سوف يكون الفلسطينيون فيها عمقا لأهل السنة وسندا لهم فلربما شعور حزب اللات بالخوف من الفلسطينيين.. واحتمال وجود صفقة تحت الكواليس مع اليهود.. يقوم حزب اللات بها لإكمال المهمة التي نفذ جزءأ منها  حافظ النصيري واليهود وحركة أمل , وتكون تلك العملية تحت مبررات كثيرة منها الحرب على الإرهاب أو وجود مطلوبين في المخيمات أو غير ذلك من التهم الجاهزة والمعلبة.

أن ضرب المخيمات هدف مشترك بين اليهود والشيعة :

 قال وزير الاقتصاد الإِسرائيلي دان ميردور: (إن هدف إسرائيل الدائم هو إزالة المخيمات الفلسطينية نهائياً من الوجود، فنحن نريد أن يغادر جميع اللاجئين لبنان وتذويبهم في المجتمعات العربية التي سيذهبون إليها).[7]

فعلى أهلنا الفلسطينيين في لبنان أخذ الحيطة والحذر وأن لا يعطوا مسوغا لهذا الحزب الباطني في ضربهم قدر الإمكان والحفظ أولا وأخيرا بيد الله ..نسأل الله أن يحفظ أهلنا من كيد الباطنية ثمرة المجوسية واليهودية اللهم آمين .


[1] وكالة الصحافة الفرنسية 29 سبتمبر 1976م..عن (امل والمخيمات الفلسطينية)

[2]  وجاء دور المجوس ص 418 عن امل والمخيمات الفلسطينية

[3] أمل والمخيمات الفلسطينية

[4] المصدر السابق

[5] .المصدر السابق

[6] حسان القطب المصدر : المركز اللبناني للأبحاث والإستشارات

[7] السفير اللبنانية، 3 أغسطس 1982م..عن أمل والمخيمات الفلسطينية

 



مقالات ذات صلة