تطرق تقرير أميركي، الخميس، إلى الاجراءات العاجلة التي اتخذتها بعض دول الشرق الأوسط لمواجهة فيروس كورونا، حيث قررت السعودية تعليق مناسك العمرة للمواطنين والمقيمين، فيما لم تعلن إيران والعراق عن أي قرار جدي لوقف "الزيارات الدينية" لـ"العتبات والأضرحة".
وبحسب التقرير ، فإن قرار السلطات السعودية المرتقب أن تطول فترة تنفيذه، يعتبر “صعبا” من الناحيتين المادية والمعنوية، إذ تعتبر الأراضي المقدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة قبلة للمسلمين من جميع أنحاء العالم.
كما انه من الناحية الاقتصادية تصل مداخيل مناسك العمرة ومعها الحج، إلى نحو 26 مليار ريال سعودي، أي ما يعادل حوالي 6,67 مليارات دولار في السنة الواحدة.
وأضاف التقرير انه ”في المقابل، لم تعلن إيران والعراق أي قرار جدي لوقف "الزيارات الدينية" لـ"العتبات والأضرحة" ، في "عواصمها الدينية" مثل قم وطهران والنجف وكربلاء وغيرها”، مبينا انه “من شأن عدم اتخاذ هذا القرار في العراق وإيران، تهديد الأمن الصحي لمواطني دول الجوار، وذلك ما بدا واضحا بعد وصول الفيروس إلى العراق وكل دول الخليج، فقط عبر أشخاص قادمين من إيران”.
وطرح التقرير الأميركي أسئلة حول أسباب عدم اتخاذ إيران والعراق قرار منع "زيارات الأماكن الدينية" ذات التجمعات الكثيفة تفاديا لزيادة تفشي الفيروس، مؤكدا أن “المتحدث بإسم وزارة الصحة العراقية، سيف البدر، أفاد بان الوزارة وجهت تعليمات واضحة إلى هيئة المنافذ لإغلاق المعابر الحدودية أمام جميع القادمين من إيران، باستثناء حاملي الجنسية العراقية، لكن بعضها لم يتم تنفيذ إغلاقها فعليا رغم التوجيهات”.
وعن سبب عدم منع "الزيارات الدينية"، قال البدر، بأنهم “حثوا على تجنب مختلف التجمعات بما فيها "الدينية" ، لكنه نفى وجود قرار حكومي بإغلاق "المواقع الدينية" على وجه الخصوص”.
وتابع بالقول إن “الصحة ستعقد لقاءات مع "عبد المهدي" الكربلائي (ممثل "المرجعية الشيعية العليا" في كربلاء و"الأمين العام للعتبة الحسينية") لـبحث أمر تنفيذ منع "الزيارات الدينية”".
من جانبه عزا محلل سياسي ان السبب وراء عرقلة قرار حكومي عادي بتعليق "الزيارات الدينية" لحماية الصحة العامة للعراقيين ودول الجوار، يعود إلى “ضعف الحكومة أمام قوة ونفوذ "مراجع العتبات" و"الشخصيات الدينية" القائمة على "المؤسسات الدينية"”.
وأضاف أن هناك أسباب أيضا، تعود إلى ما هو مادي مرتبط بأموال التبرعات إلى "العتبات الدينية" في العراق.
وأشار إلى أن “"العتبتين العباسية والحسينية"، من أغنى "العتبات الدينية" في العراق، وتعولان بشكل كبير على التبرعات المالية، وبالتالي يصعب أن تسمح بإغلاقهما”.
وأشار التقرير إلى انه بالنسبة لإيران فان “"العتبة الرضوية" (أشهر المواقع في إيران) تمتلك مصارف وسلسلة فنادق ومستشفيات خاصة.. وكل هذا من أموال تبرعات "الزائرين" من إيران وخارجها، وبالتالي لا يمكنها السماح بإغلاقها رغم تفشي الفيروس”.
ومن الأسباب أيضا، اعتبار النظام "المزارات الدينية"، إحدى أدوات الترويج لخطاب "نظام الحكم للشيعة عبر العالم"، وصلة وصله بهم، وأحد أهم ركائز النظام الإيراني في ترويج "خطابه الديني الشيعي".
كما بين خبير في الشأن الإيراني، ان هذه "العتبات الدينية" لها نفوذ سياسي يتجاوز الحكومة نفسها، فرئيس "العتبة الرضوية" ("سادن العتبة" أحمد مروي) يعد من الشخصيات التي يشرف على تعيينها شخصيا "المرشد الأعلى"، علي خامنئي”.
وكانت وسائل إعلام إيرانية مقربة من "الإصلاحيين" إلى التنبيه بخطورة استمرار فتح "الأماكن الدينية" في البلاد في ظل تفشي فيروس “كورونا”، لكن "شخصيات دينية" خرجت للتحذير من الأمر، معتبرة "المطالب الداعية للحد من انتشار الفيروس “مؤامرة أميركية” ضدها".
يذكر ان إدارة "العتبة الحسينية"، قررت الخميس، إلغاء "خطبة الجمعة في "الصحن الحسيني"" هذا الاسبوع، نظرا الى الظرف الصحي الراهن، حيث أفادت "إدارة الصحن" في بيان انه “بالنظر الى الظرف الصحي الراهن ورعاية الى ما دعت اليه دائرة صحة كربلاء، من الامتناع عن عقد التجمعات الكبيرة في هذه الايام، فقد تقرر عدم اقامة "صلاة الجمعة" في هذا الاسبوع”.
وكالات
10/7/1441
5/3/2020