واشنطن وضرب إيران... للحقيقة وجوه أخرى (1/2)
الأربعاء 20 من رجب1429هـ 23-7-2008م
الكاتب/ *توم إنجيلهاردت
ترجمة: شيماء نعمان
"إن كل نبذة عن أنباء سيئة محتملة تتعلق بإيران يبدو أنها فقط تدفع بسعر برميل النفط أكثر إلى السماء"
إن ما يتم الإعلان عنه أو يتردد في وسائل الإعلام من تصريحات وتحذيرات وتهديدات لإيران ليس بالضرورة أن يكون هو الواقع، فلا يشترط للحقائق ذائعة الصيت أن تتطابق مع الحقائق غير المعلنة، وتلك النظرية هي إحدى تكتيكات السياسة الأمريكية كما فسرها منذ سنوات مسئول بارز بالإدارة الأمريكية.
ونعرض من خلال السطور التالية نظرة تحليلية للكاتب "توم إنجيلهاردت"- زميل معهد الأمة الأمريكي "ذا نيشن"، ومؤسس ورئيس تحرير موقع "توم ديسباتش"- حول واقع قضية إيران النووية والتهديدات الأمريكية و"الإسرائيلية"، وما الأسباب التي تجعل من مهاجمة الولايات المتحدة لإيران أمرًا مستبعد الحدوث، والعواقب الحقيقية التي يمكن أن تترتب على حدوث مثل ذلك التحرك والرد الإيراني عليه وتأثير ذلك بوجه خاص على سوق النفط، وعلى المنطقة.
وتحت عنوان "الحقائق ترد بحسم... لماذا لن تهاجم واشنطن إيران" كتب إنجيلهاردت:
إن قضية إيران حاضرة في أذهان نشطاء السلام المناهضين للحرب ومنتقدي الحرب منذ عام 2003. وإن لم تكن تتذكر الأطروفة التي اشتهر بها المحافظون الجدد قبل غزو العراق التي تقول: إن "الجميع يريدون الذهاب إلى بغداد، بينما الرجال الحقيقيون يريدون الذهاب إلى طهران ..."- إذن فاكتب ملحوظاتك. فحتى قبل دخول القوات الأمريكية إلى العراق، كانت مسألة توقيف إيران هي فعليًا "تغيير النظام: النتائج". لقد كانت دائمًا على جدول أعمال الرئيس بوش، كما أنها بالنسبة لفريق بالإدارة الأمريكية يتزعمه نائبه "ديك تشيني"، من الواضح أنها لا تزال قائمة.
أضف إلى ذلك سلسلة من التصريحات الاستفزازية للرئيس بوش، ونائبه، وغيره من كبار المسئولين الأمريكيين الحاليين والسابقين. ولنأخذ على سبيل المثال، إليزابيث- ابنة تشيني- التي وجهت مؤخرًا هذه الرسالة الشفهية للإيرانيين: "بالرغم مما قد تسمعونه من الكونجرس، وبالرغم مما قد تسمعونه من آخرين في الإدارة الذين ربما يقولون: إن اللجوء للقوة ليس مطروحًا... فإننا جادون". وفي سؤال لها بشأن احتمال توجيه "إسرائيل" ضربة إلى إيران، قالت: "أعتقد بالتأكيد أننا يجب ألا نفعل شيئًا سوى دعمهم". وكان السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة "جون بولتون" قد أشار على نحو مماثل إلى أنه من المحتمل أن تشن إدارة بوش هجومًا جويًا على إيران خلال الأسابيع الأخيرة لها في السلطة عقب الانتخابات.
ولنأخذ في الاعتبار كذلك الاستمتاع الواضح الذي يرفض به الرئيس وغيره من كبار مسئولي الإدارة عادة استبعاد "كافة الخيارات" عن "المائدة" ذائعة الشهرة (التي لا يزعج أحد نفسه بالجلوس إليها للتفاوض). إضافة إلى مزيج من التهديدات شبه الرسمية، والتحذيرات، والتسريبات المثيرة للدهشة من قبل المسئولين "الإسرائيليين" وعينات الاستخبارات بشأن تقدم إيران في عملية إنتاج سلاح نووي وما قد تقوم به "إسرائيل" حيال ذلك. ثم تأتي تلك التقارير الأخيرة حول "تدريبات عسكرية" "إسرائيلية" كبرى بالبحر المتوسط والتي تبدو أنها تقدم صورة مسبقة لهجوم جوي مستقبلي ضد إيران. ("وقد صرح العديد من المسئولين الأمريكيين أن التدريبات "الإسرائيلية" تبدو محاولة لتطوير قدرتها العسكرية لتوجيه ضربات طويلة المدى والبرهنة على الجدية التي تنظر بها "إسرائيل" لبرنامج إيران النووي" ).
ومن الجناح السياسي الأمريكي الآخر تأتي تصريحات بالكاد تعد أقل إثارة للدهشة، ويشمل ذلك التعليق سيئ السمعة الذي أدلت به "هيلاري كلينتون" حول كيف يمكن للولايات المتحدة أن "تمحي تمامًا" إيران (في حالة وقوع هجوم نووي إيراني على "إسرائيل"). وذكر مؤخرًا عضو الكونجرس الأمريكي "رون بول" أن رفاقه من النواب "قد أعربوا بصورة مشتركة عن تأييدهم لتوجيه ضربة نووية وقائية" ضد إيران، بينما القانون الذي سيعرض قريبًا أمام الكونجرس (القانون رقم 362 لمجلس النواب)، والذي يحظى بدعم من الأعضاء الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء، يحث على فرض عقوبات وحصار بحري على إيران من النوع الذي سيكون بمثابة إعلان حرب.
وإلى جانب انهماك الولايات المتحدة في بناء قواعد عسكرية جديدة على بعد أميال من الحدود الإيرانية، يأتي التصاعد المستمر في اتهامات الجيش الأمريكي بشأن أسلحة إيرانية المصدر تُستخدم في قتل الجنود الأمريكيين في العراق، وكذلك الكشف الذي أعلنه "سيمور هيرش"- أبرز صحافيي التحقيقات- حول أن إدارة بوش قد بدأت في نهاية العام الماضي- بدعم من الديموقراطيين المسيطرين على الكونجرس- برنامجًا سريًا بتكلفة 400 مليون دولار "تم إعداده بهدف زعزعة استقرار الزعامة الدينية في إيران"، ويتضمن ذلك أنشطة عبر الحدود تقوم بها قوات من العمليات الخاصة الأمريكية، وحرب ترهيب ذات مستوى منخفض من خلال وكلاء بالمناطق التي تقوى بها الأقليات البالوشية والأحوازية. (وقد سبق حملة الترهيب هذه عمليات تضمنت حملات قامت بها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه" بأفغانستان خلال حقبة الثمانينات مستخدمة السيارات المفخخة وحتى كذلك الجمال المفخخة ضد القوات الروسية، وكذلك عمليات بالعراق في التسعينات مستخدمة السيارات المفخخة وغير ذلك من المتفجرات في محاولة لزعزعة نظام "صدام حسين").
أضف إلى ذلك المزيج القابل للاشتعال، عدم استعداد الإيرانيين لتعليق أنشطتهم لتخصيب اليورانيوم- حتى لمدة أسابيع- بينما يتفاوضون مع الأوربيين بشأن برنامجهم النووي. أضف إلى ذلك تهديدات مختلفة من قبل المسئولين الإيرانيين ردًا على احتمال تعرض منشآتهم النووية لهجوم أمريكي أو "إسرائيلي"، وعدد من الإنذارات الأخرى، والتكهنات شبه الرسمية، والتقارير، والشائعات، والتحذيرات، كما أنه ليس من المستغرب أن تكتظ شبكة الإنترنت السياسي بمواد مقلقة تزعم أن إيران ربما تتعرض لهجوم وشيك.
وقد ذكر بشكل علني "سيمور هيرش"- الذي يولي بالتأكيد انتباهًا لكل ما يحدث في واشنطن- إلى أن فوز أوباما من المحتمل أن يكون الإشارة لإدارة بوش لتبدأ حملة جوية ضد هذا البلد. وكما أوضح "جيم لوب" من وكالة "إنتر برس سرفيس" فلقد كان هناك عدد من "التحذيرات العلنية من قبل صقور أمريكيين مقربين من مكتب تشيني من أن "الإسرائيليين" أو الأمريكيين سوف يهاجمون إيران في الفترة بين انتخابات نوفمبر وتولي رئيس جديد في يناير 2009.
وبالنظر إلى مذهب "الحرب الوقائية" الذي تعتنقه إدارة بوش والذي مهد الطريق لشن الحروب دون إشعار معتبر أو استفزاز واضح، وولع مسئولي الإدارة بتجاهل الحقائق، فإن جميع ذلك يجب أن يثير مخاوف أي إنسان. وفي الواقع، ليس منتقدو الحرب فحسب من يعانون من قلق متصاعد. ففي الشهور الأخيرة، أسهم المتسلقون (والجشعون) من تجار السلع الأساسية في تعزيز تلك المخاوف. (إن كل نبذة عن أنباء سيئة محتملة تتعلق بإيران يبدو أنها فقط تدفع بسعر برميل النفط أكثر إلى السماء)، كما أن مثقفين وصحفيين ذائعي الشهرة يشاركونها بصورة متزايدة.
ولا غرو في ذلك. إنه سيناريو مخيف على نحو لافت، وإن كان هناك درس واحد علمتنا إياه هذه الإدارة خلال السنوات الأخيرة، فهو أنه لا يوجد شيء "غير مطروح على المائدة"، وهذا ليس بالنسبة للمسئولين الذين كانوا من أعوام قلائل فحسب، يعتقدون أنفسهم قادرين على خلق واقعهم الخاص وفرضه على العالم. وهو ما أوضحه بمهارة "موظف بالإدارة لم يُكشف عن اسمه"- يُفترض بصفة عامة أن يكون "كارل روف"- في لقاء مع الصحافي "رون سوسكايند" في أكتوبر عام 2004:
"لقد قال: إن شخصيات مثلي كانوا "في مجتمع نطلق عليه المجتمع القائم على الواقع"، والذي عرّفه بأنه مجموعة من الأشخاص "يؤمنون بأن الحلول تنبع من دراستك الحكيمة للواقع المدرك". هززت رأسي وغمغمت بشيء عن مبادئ التنوير والمذهب التجريبي. ولكنه قاطعني. واستطرد قائلاً: "إن ذلك ليس هو النهج الذي صار يعمل به العالم فعليًا". "إننا الآن إمبراطورية، وعندما نتحرك، فإننا نخلق واقعنا الخاص. وبينما تقوم بدراسة ذلك الواقع- بحكمة كما ستفعل- سنتحرك مجددًا صانعين حقائق أخرى جديدة، يمكنك دراستها أيضًا، وتلك هي الكيفية التي تترتب بها الأشياء. إننا صانعو التاريخ... وأنت، وجميعكم، ستُتركون لتدرسوا فقط ما نقوم به".
صدمة عالمية في أسعار النفط مستقبلاً:
ومع ذلك، في بعض الأحيان- كما في العراق- يكون للواقع طريق إلى الرد الحاسم بصرف النظر عن مدى جنون أو قوة الحالم الاستبدادي. لذا، دعونا ننظر إلى الواقع للحظة. عندما يأتي الأمر إلى إيران، فإن الواقع يعني النفط والغاز الطبيعي. وفي هذه الأيام، فإن أي اختلاجة متاعب، أو متاعب محتملة تؤثر على سوق النفط مهما كانت طفيفة- من المكسيك وحتى نيجيريا- تدفع بأسعار النفط إلى الارتفاع في قفزة جديدة.
وبامتلاك أكبر ثاني احتياطي من النفط والغاز الطبيعي عالميًا، فإن إيران تعد منطقة حرجة في خارطة الطاقة. وترى شبكة الأمن القومي- التي تتألف من مجموعة من خبراء الأمن القومي- أن سياسة إدارة بوش من وعيد، وتهديد، وتحركات متقطعة منخفضة المستوى ضد إيران قد أدت فعليًا إلى إضافة زيادة قيمتها 30 :40 دولارًا لكل برميل نفط بقيمة 140 دولار. ثم بعد ذلك جاء ارتفاع اليوم الواحد الذي بلغت نسبته 11 دولارًا والذي أعقب تصريحات لـ "شاؤول موفاز"، نائب رئيس الوزراء "الإسرائيلي"، كان قد أشار فيها إلى أن تنفيذ هجوم "إسرائيلي" ضد المنشآت النووية الإيرانية "لا مفر منه".
وبالنظر إلى ذلك، دعونا نتخيل للحظة ما الذي من المرجح أن يفعله تقريبًا أي سيناريو لهجوم جوي- سواء "إسرائيلي"، أو أمريكي، أو تعاون بين الاثنين- بالنسبة لأسعار النفط. عندما وجه "بريان ويليامز" في برنامجه "نايتلي نيوز" بقناة NBC سؤالاً للمراسل الصحفي "ريتشارد إنجيل" بشأن الآثار التي يمكن أن تترتب على شن هجوم "إسرائيلي" على إيران، أجاب إنجيل:
"لقد وجهت لمحلل نفطي نفس هذا السؤال وقال: "سعر برميل النفط؟ فلتبدأ في تسمية سعرك: 300 دولار، أو 400 دولار للبرميل الواحد". وأشار "روبرت باير"، المسئول السابق بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في مجلة "تايم" إلى أن مثل هذا الهجوم سوف يترجم إلى ارتفاع 12 دولارًا في سعر الغاز داخل المضخة. ("وقد أخبرني مضارب في سوق النفط أن سعر برميل النفط سوف يصل إلى 200 دولار في غضون دقائق").
مثل تلك القفزات في الأسعار يمكن أن تحدث خلال فترة الفوضى التي ستسبق أي رد إيراني. وبالطبع، مهما كان حجم الضربة الموجهة للإيرانيين سيكون من المؤكد أنهم سيردون عليها بأنفسهم وأيضًا من خلال ممثلين لهم بالمنطقة بعدد لا حصر له من السبل الممكنة. وقد دأب المسئولون الإيرانيون على التهديد بجميع أنواع الوعيد في حالة تعرضهم لهجوم، بما في ذلك اللجوء إلى "تكتيكات الحرب الخاطفة" في المنطقة. وبالمثل فقد أقسم وزير النفط " غلام حسين نوذري" أن بلاده سوف "ترد بقسوة، وأن أحدًا لن يتصور كيف سيكون رد فعل إيران". وقال قائد الحرس الثوري الإيراني "محمد جعفري" إن: "رد إيران على أي تحرك عسكري سيجعل الغزاة يتجرعون الندم على قرارهم وفعلهم".
("وكان السيد جعفري قد حذر فعليًا أن إيران إذا ما هوجمت، فإنها ستُطلق وابلاً من الصواريخ على "إسرائيل"، كما ستغلق مضيق هرمز، وهو منفذ ناقلات النفط التي تغادر الخليج"). أما "علي شيرازي"، ممثل المرشد الأعلى لإيران "علي خامنئي" في قوات الحرس الثوري، فقد اقترح أن " يعقب أول طلقة ستطلقها أمريكا تجاه إيران قيام إيران بتدمير مصالحها الحيوية حول العالم".
ولنأخذ دقيقة لتخيل فقط ماذا يمكن أن تكون بعض أشكال الرد على أي هجوم جوي. إن قائمة السبل المتاحة للرد تقريبًا لا نهائية، كما أن العديد منها ستكون عسيرة حتى على أعلى قوة عسكرية تفوقًا على وجه الأرض للتصدي لها. وربما تتضمن تلك الردود، كبداية، زرع ألغام بمضيق هرمز- والذي تمر من خلاله حصص هامة من النفط العالمي- بالإضافة إلى عراقيل أخرى أمام النقل البحري في المنطقة. (ومن الأجدر ألا تفكر بشأن ما الذي سيحدث لأسعار التأمين على ناقلات النفط!).
علاوة على ذلك، فإن القوات الأمريكية التي تتمركز بقواعدها الضخمة في العراق، بدلاً من أن تكون قوة فعالة في أي هجوم- كان رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" قد حذر بالفعل الرئيس بوش من أن الأراضي العراقية لا يمكن أن تُستخدم في مهاجمة إيران- ستصبح على الفور رهينة للتحركات الإيرانية، بما في ذلك الاستهداف المحتمل لتلك القواعد باستخدام الصواريخ. وبالمثل فإن خطوط الإمدادات الأمريكية لتلك القوات، والتي تبدأ من الكويت مرورًا بميناء النفط الجنوبي بالبصرة ربما تصبح كذلك نوعًا مختلفًا من الرهائن، مع الأخذ في الاعتبار حالة الغضب بالمناطق الشيعية في العراق التي من المؤكد أن تعقب الهجوم. كما أن تلك الخطوط من الناحية الافتراضية لن تكون مستحيلة التعطيل.
ولنتخيل كذلك، ما الذي يمكن أن تعنيه الارتباكات المحتملة في إمدادات النفط العراقي المتواضعة في ظل فوضى اللحظة، في وقت سيكون فيه النفط الإيراني فعليًا بعيدًا عن السوق. ثم لنتأمل ماذا يمكن أن يكون تأثير توجيه ولو حتى عدد قليل من الصواريخ الإيرانية إلى حقول النفط السعودية والكويتية على أسواق النفط العالمية.( حتى لو لم تصب تلك الصواريخ فعليًا أي شيء). وجميع ذلك، بالطبع، مجرد قشور على السطح في دائرة الإمكانيات الثـأرية المتاحة أمام الزعماء الإيرانيين.
وبالنظر في اتجاه آخر، إيران قوة إقليمية ضعيفة (أي لم تقم بغزو أية دولة أخرى في الذاكرة الحية) إلا أنها بالرغم من ذلك لديها قدرة فائقة على إلحاق أضرار جسيمة محليًا، وإقليميًا، وعالميًا.
ومثل ذلك السيناريو من شأنه أن يؤدي إلى صدمة نفطية عالمية ذات أبعاد يصعب تخيلها إلى حد كبير. ولذلك فإن أي شخص أمريكي يؤمن بأنه- أو بأنها- يعاني "أزمة في ارتفاع الأسعار" في الوقت الحالي، أقول له فلتنتظر فحسب حتى تدرك ما الذي يمكن أن تنطوي عليه صدمة نفطية عالمية.
وهذا دون الأخذ في الاعتبار ما الذي يمكن أن يعنيه انتشار الفوضى في الدول التي تعد مراكز النفط على مستوى العالم، أو ما الذي يمكن أن يحدث إذا ما اتخذت جماعة "حزب الله" أو منظمة "حماس" تحركًا من أي نوع ضد "إسرائيل"، وقامت "إسرائيل" بالرد. ويقول "محمد البرادعي"، المدير الرصين للوكالة الدولية للطاقة الذرية: "إن توجيه ضربة عسكرية، من وجهة نظري، سيكون أسوأ من أي شيء ممكن. حيث إنها سوف تحيل المنطقة إلى كرة من نار".
هذا، إذن، هو الأساس فيما يتعلق بأية مناقشات بشأن تنفيذ هجوم على إيران. إن هذه هي الحقيقة، ويجب أن تكون مقلقة بالنسبة لإدارة تجد نفسها فعليًا منهكة عسكريًا إلى أقصى حد، وغير قادرة حتى على الوفاء بالتعزيزات التي تحتاج لإرسالها إلى أفغانستان.
الكاتب "توم إنجيلهاردت": زميل معهد الأمة الأمريكي "ذا نيشن"، ومؤسس ورئيس تحرير موقع "توم ديسباتش"، وصاحب كتاب "نهاية ثقافة الانتصار: تاريخ الانتصار الأمريكي في حقبة الحرب الباردة".