التاريخ يعيد نفسه – الشبيحة هم أحفاد القرامطة والحشاشين
الكاتب : طلحة الناصر
جملة تصريحات حمقاء وأعمال رعناء، تطفح بالحقد والعنف، خرجت من رموز النظام السوري بعد إعلان تعليق المشاركات السورية في الجامعة العربية:
جمال المحمود على قناة الدنيا يقول: أدعو الجيش السوري إلى قصف حمص وريف حمص وحماة وريف حماة وإدلب وريف إدلب لإنهاء الأزمة.
الدكتور طالب إبراهيم يقول: أمن مكة وأمن الرياض من أمن دمشق.
شريف شحادة يقول: لا يظن أحد في الخليج أنه سينام آمناً في بيته وشجرة في سوريا تحترق، الحرب على سوريا ستشعل المنطقة كلها.
أحمد شلاش – لعنه الله – يقول: هل يظنون أنهم يحشروننا في الزاوية، من يظن ذلك سنحشر ربه في الزاوية. تعالى الله.
ولو بحثت في يوتيوب عن المقاطع أعلاه تجدها كالحة كوجوه أصحابها.
ومن أعمالهم، يكفيك مطالعة العناوين العناوين التالية:
الأمن القطري يوقف خليّة بحرينية كانت تخطط لعمليات إرهابية في البحرين.
الكشف عن مخطط لاستهداف جسر الملك فهد بين البحرين والسعودية.
هجوم الشبيحة والمؤيدين على القنصلية التركية وإنزال العلم وحرقه.
حرق وتكسير القنصلية الفرنسية في اللاذقية.
اقتحام السفارتين السعودية والقطرية في دمشق.
السفارة المصرية تتعرض لاقتحام بعد سفارتَي السعودية وقطر.
الحكومات الأوروبية تحذر رعاياها، وتأمرهم بمغادرة الأراضي السورية.
إنهم بالفعل أحفاد القرامطة والحشاشين الباطنيين
أما القرامطة : فقد ذكر الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية في حوادث سنة 317: “وفيها خرج ركب العراق وأميرهم منصور الديلمي، فوصلوا إلى مكة سالمين، وتوافت الركوب هناك من كل مكان وجانب وفج، فما شعروا إلا بالقرمطي قد خرج عليهم في جماعته يوم التروية، فانتهب أموالهم واستباح قتالهم، فقتل في رحاب مكة وشعابها وفي المسجد الحرام في الشهر الحرام وفي جوف الكعبة من الحجاج خلقًا كثيرًا، وجلس أميرهم أبو طاهر -لعنه الله- على باب الكعبة والرجال تصرع حوله، والسيوف تعمل في الناس في المسجد الحرام في يوم التروية الذي هو من أشرف الأيام، وهو يقول: أنا باللـه وباللـه أنا :: يخلق الخلق وأفنيهم أنا.. فكان الناس يفرون منهم فيتعلقون بأستار الكعبة، فلا يجدي ذلك عنهم شيئًا، بل يُقتلون وهم كذلك، ويطوفون فيقتلون في الطواف، فلما قضى القرمطي -لعنه الله- أمره، وفعل ما فعل بالحجيج من الأفاعيل القبيحة، أمر أن تدفن القتلى في بئر زمزم، ودفن كثيرًا منهم في أماكنهم من الحرم وفي المسجد الحرام، ويا حبذا تلك القتلة وتلك الضجعة، وذلك المدفن والمكان!
ومع هذا لم يغسلوا ولم يكفنوا ولم يصلَّ عليهم؛ لأنهم مُحرِمون شهداء في نفس الأمر، وهدم قبة زمزم، وأمر بقلع باب الكعبة، ونزع كسوتها عنها وشققها بين أصحابه، وأمر رجلاً أن يصعد إلى ميزاب الكعبة فيقتلعه، فسقط على أمِّ رأسه فمات إلى النار، فعند ذلك انكف الخبيث عن الميزاب.
ثم أمر بأن يقلع الحجر الأسود، فجاءه رجل فضربه بمثقل في يده وقال: أين الطير الأبابيل؟! أين الحجارة من سجيل؟! ثم قلع الحجر الأسود وأخذوه حين راحوا معهم إلى بلادهم، فمكث عندهم اثنتين وعشرين سنة، حتى ردوه كما سنذكره في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة، فإنا لله وإنا إليه راجعون! ولما رجع القرمطي إلى بلاده ومعه الحجر الأسود وتبعه أمير مكة هو وأهل بيته وجنده، وسأله وتشفع إليه أن يرد الحجر الأسود ليوضع في مكانه، وبذل له جميع ما عنده من الأموال، فلم يلتفت إليه، فقاتله أمير مكة، فقتله القرمطي وقتل أكثر أهل بيته وأهل مكة وجنده، واستمر ذاهبًا إلى بلاده ومعه الحجر وأموال الحجيج”.
* وأما الحشاشون : فهم طائفة امتهنت القتل والاغتيالات والأعمال الفداوية كما يقولون.
كان من عادات “الفداوية” فى تنفيذ العمليات، هى الاختباء فى ملابس الصوفية أو ارتداء ثياب النساء والدراويش، أوانتظار المطلوب بين صفوف المصلين، أوتقديم أنفسهم كطالبي حاجات وعابري سبيل، أو العمل داخل القصور تحت أسماء مستعارة حتى تحين فرصة الإنقضاض على الضحية. يعترضون ضحيتهم وهو بين حرسه وشرطته وربما داخل ثكنة الجيش برسالة استرحام أو برسالة من صديق يتوسط بقضاء حاجة حاملها، ولما يقترب من المطلوب قتله تغرز الخناجر في مقتل من جسده.
ولا ضير في التضحية بواحد من السرية المبعوثة لتنفيذ المهمة إن اقتضى الأمر.
وقد وصف المؤرخ الرحالة الإيطالي قلعتهم أَلَموت وطريقة التجنيد، فقال إنها حديقة كبيرة ملأى بأشجار الفاكهة، وفيها قصور وجداول تفيض بالخمر واللبن والعسل والماء، وبنات جميلات يغنين ويرقصن ويعزفن الموسيقى، حتى يوهم شيخ الجبل أتباعه أن تلك الحديقة هي الجنة، وقد كان ممنوعاً على أي فرد أن يدخلها، وكان دخولها مقصوراً فقط على من تقرّر أنهم سينضمون لجماعة الحشاشين.
وكان شيخ الجبل يدخلهم القلعة في مجموعات، ثم يشربهم مخدر الحشيش، ويتركهم نياماً، ثم بعد ذلك كان يأمر بأن يُحملوا ويوضعوا في الحديقة، وعندما يستيقظون فانهم سوف يعتقدون أنهم قد ذهبوا إلى الجنة، وبعدما يشبعون شهواتهم من المباهج كان يتم تخديرهم مرة أخرى، ثم يخرجون من الحدائق ويتم إرسالهم عند شيخ الجبل، فيركعون أمامه، ثم يسألهم من أين أتوا؟، فيردون: “من الجنة”، بعدها يرسلهم الشيخ ليغتالوا الأشخاص المطلوبين ويعدهم أنهم إذا نجحوا في مهماتهم فإنه سوف يعيدهم إلى الجنة مرة أخرى، وإذا قتلوا أثناء تأدية مهماتهم فإنهم سوف تأتي إليهم ملائكة تأخذهم إلى الجنة.
وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال لأهداف سياسية ودينية متعصبة.
وكلمة الحشاشين باللغة الانجليزية هي Assassin حيث دخلت للاستخدام الأوروبي بمعنى القتل خلسة أو غدراً أو بمعنى القاتل المحترف المأجور.
وابحث عن معنى الكلمة في المعاجم الإنجليزية تجد كل معاني الغدر والقتل والخيانة.
فيا سبحان الله
كيف دار الزمان دورته، هاهي أفعالهم في سوريا تشابه أفعال أجدادهم، من شدة القتل والتنكيل، وبشاعة التعذيب والقمع للمخالفين، والتعدي على جناب الله ورسوله وكلامهما، بل شتموهما بأبشع الأوصاف وأقذع النعوت.
لقد مارس النظام السوري هواية الاغتيال منذ عهد الأب، فاغتال العلامة صبحي الصالح، والمفتي حسن الخالد، والدرزي المعارض كمال جنبلاط، واغتال في ألمانيا بنان الطنطاوي رحمها الله بنت الشيخ علي الطنطاوي وزوجة الشيخ عصام العطار، واستمر الابن على نفس النهج فاغتال وزير الداخلية، ونائب رئيس الأركان، وأطباء وعمداء كليات، وتم تصفية عوائل الضباط المنشقين بأكملها، ويتهم النظام كذلك بتدبير اغتيال سارية حسون ابن مفتي سوريا، وما أمر اغتيال رفيق الحريري ببعيد عن الأذهان.
ولو تمكنوا من الحرمين الشريفين – حرسهما الله – لخانوهما كما خانوا الحرم الأقصى من قبله.
لقد نسي الحشاشون الجدد أن الزمان قد استدار، وأن الشعب قد قام بأكمله ليقول كلمته.
لقد عرف السوريون طبيعة هذا النظام منذ اللحظة الأولى، عرفوا مدى شراسته وبطشه، وعرفوا مستوى خسته ودناءته، ولذلك كانت صرختهم الأولى ملء أفواههم “الموت ولا المذلة” فكانت أفعالا قبل أن تكون أقوالا.
المصدر :شبكة الدفاع عن السنة