2-6-2015
بسم الله :
تناقلت الكثير من وسائل الإعلام خبر إقدام حكومة الملالي في طهران على تجفيف الدعم المالي المقدم ل "حركة الجهاد" , واعترفت الحركة نفسها بمرورها بتلك الضائقة ولم تخفي سرا وعلى إثر ذلك اتخذت قرارا بترشيد المصاريف والنفقات.....
قبل حصول هذا الحدث وقبل أن يقع الفأس بالرأس كما يقال : بحت أصوات العقلاء نصحا وإرشادا وتذكيرا...بأن إيران لا تنفق ولا تعطي دون مقابل.. بل بمقابل باهظ ثمنه الدين والعقيدة والموقف , لكن مع الأسف الشديد لم تلقى تلك النصائح والمناشدات صدى ولا أذن صاغية عند الكثير ومنهم "حركة الجهاد " نفسها ..وما زاد الطين بلة تصريح الكثير ممن هو محسوب على أهل السنة زورا وبهتانا ومن لف لفهم من الليبراليين والماركسيين بأن إيران هي رأس الحربة في مقاومة العدو الصهيوني وهي داعم للمقاومة الفلسطينية وهذا رددته "حركة الجهاد" كثيرا بل ذهبت الى أكثر من ذلك بمدح الزنديق خميني الطاعن بأم المؤمنين عائشة وبالصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين ...
لكن الأحداث كشفت الزيف الذي تتستر به إيران.. ففي قواميسها لا يوجد شيء إسمه أنصاف حلول ولا لعب في المنطقة الرمادية التي حاول الكثير المناورة بها ..بل شعارها المعتمد هو " إن لم تكن معي فأنت ضدي "...
فإيران تمر هذه الأيام بمحنة ومخاض عسير وهي في أمس الحاجة إلى من يقف بجانبها ويزين باطلها وحان الآن وقت الحصاد ..!!!!
وهي لا تسمح بوجود ضرة تنافسها فهي تحرم التعدد ...والألاعيب البهلوانية والضحك على الذقون فن هم يتقنوه بل ويدرسوه لشيعتهم لأنهم هم أساتذته وهو دينهم وديدنهم ..!!! فلا يتوهم واهم أنه بمعسول الكلام وبعض المواقف الدعائية والإعلانية سوف يخادع تلك الدولة المُخادِعَة..!!, وذلك بأن يضع رجل في إيران والأخرى خارجها فإيران لا تسمح للعب إلا في ساحتها وبالحدود التي تضعها وحدودها هي حدود عقيدتها الباطلة والمنحرفة....
من فوائد وعبر تلك الأزمة : أنه بمجرد قطع الإمدادات عن "حركة الجهاد" بدأت الحاجة والفاقة تنخر في جسدها, وتمر بأزمة مالية خانقة لا أظن أن الحركة قد خبرتها من قبل.. ..فما يعني هذا..؟؟؟ ذلك يعني أن إيران لا تعطي شيئا زائدا بل بالقطارة وعلى قدر المصروف ولا يوجد شيء فائض في خزينة الجهاد...فلماذا تفخيم الدور الايراني إذا..!! وعلى لسان الكثير من قادة الحركة نفسها وعلى لسان غيرهم كما هو معروف...
قال " جميل عبد النبي[1] " وهو من أعضاء حركة الجهاد وهذا موثق في صفحته الفيس بوك : ...لا أستطيع إلا أن أسجل إعجابي بالبيان التوضيحي الذي أصدرته حركة الجهاد والذي أكد بوضوح أن بوصلة الحركة ليست سوى فلسطين وأن الحركة لا تتدخل في أي صراع داخلي للدول العربية وترفض زج فلسطين في أي صراع خارج فلسطين .. البعض لامني يوم قلت ذلك وأصر على أن الطريق إلى فلسطين يجب أن تمر عبر عواصم أخرى ... كما وأكد على أن علاقتنا بالآخرين علاقة قائمة على الاحترام المتبادل وعلى استقلال قرار الحركة وشكر إيران على دعمها لفلسطين والمقاومة ... وهذا ما لم نتنكر له لكنا رفضنا أن نذهب بفلسطين إلى كل ساحات الدنيا فقضيتنا هي فلسطين وما دونها بالنسبة لنا كفلسطينيين مجرد هوامش ...
هذا الخطاب ولو أن فيه ما فيه... لاتقبله دولة الولي الفقيه ولا توافق عليه فتلك الدولة تدفع ليكون القابض تبع وإمعة لها.. ولا وجود في قواميسها لمصطلحات الإحترام المتبادل أو استقلال القرار فالأساس عندها هو بناء مشروعها الكسروي وما دونه هو الهوامش ولو كانت قضية فلسطين ...!! فليتدبر الواهمون...
ونحن أهل السنة في أبجديات دينهم كفارا حلال الدم والمال ..حتى نسلم وإسلامهم هو تكفير الصحابة ولعنهم.. تعالى الله عما يقولون...
وإليكم الأدلة لمن يلتمس طريق الحق :
قال المفيد في المقنعة: ولا يجوز لأحد من أهل الإيمان أن يُغسل مخالفاً[2] للحق في الولاية ولا يصلي عليه. ونحوه قال ابن البراج.
قال الشيخ في التهذيب بعد نقل عبارة المقنعة: الوجه فيه أن المخالف لأهل الحق كافر فيجب أن يكون حكمه حكم الكفار إلا ما خرج بالدليل"( الحدائق الناضرة - المحقق البحراني: (5/176))
ويؤكد ذلك قول صاحب كتاب: "المحاسن النفيسة في أجوبة المسائل الخراسانية": "بل أخبارهم عليهم السلام تنادي بأن الناصب هو ما يقال له عندهم سنيًّا... ولا كلام في أن المراد بالناصبة فيه هم أهل التسنن..."(. المحاسن النفيسة في أجوبة المسائل الخراسانية- البحراني: (ص:147))[3]
ويقول الخوئي في (مصباح الفقاهة.. الجزء2 صفحة11) : ثم إن ظاهر الأخبار اختصاص حرمة الغيبة بالمؤمن.
أقول: المراد من المؤمن هنا من آمن بالله وبرسوله وبالمعاد وبالأئمة الاثنى عشر عليهم السلام: أولهم علي بن أبي طالب ” ع “، وآخرهم القائم الحجة المنتظر عجل الله فرجه، وجعلنا من أعوانه وأنصاره ومن أنكر واحدا منهم جازت غيبته لوجوه:
الوجه الأول: أنه ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين [4]ووجوب البراءة منهم وإكثار السب عليهم واتهامهم والوقيعة فيهم: أي غيبتهم لأنهم من أهل البدع والريب.
بل لا شبهة في كفرهم لأن إنكار الولاية والأئمة حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة، وما يشبهها من الضلالات...
ويقول الخميني عن أهل السنة في المكاسب المحرمة (1 / 251) :غيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين.. فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساوئهم .هـ
هذه عينة قليلة من تكفير علمائهم السابقين واللاحقين لأهل السنة فمهما جاملهم السني وتقرب اليهم فهو كافر حتى يكون مثلهم رافضيا اثني عشريا ...
وهذا ما فعلته إيران فسوف تستمر في معاقبة "حركة الجهاد" حتى تفيء إلى الرفض وتعتنقه دون أي تردد ولا مواربة وأن تتبنى الخطاب الإيراني .. علما أن البديل الإيراني الرافضي موجود في غزة وهي "حركة صابرين" الشيعية التي تتبنى الخطاب الإيراني الصريح ...
فحركة الجهاد الآن في مفترق طريق : فإما سبيل الرفض والضلال وإضمار العداء للصحابة وأهل السنة ...وإما سبيل الهداية والسنة ونصرة أهل السنة والصحابة.. وأن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء .
قال تعالى :" هُمُ الَّذِينَ يَقُولُونَ لَا تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا وَلِلَّهِ خَزَائِنُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ " (7) المنافقون ...
فالخزائن بيد الله لا بيد إيران ولا غيرها ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ..
لذا ننصح قادة "حركة الجهاد" بأن ينفضوا أيديهم من إيران ومشروعها وينحازوا إلى أهل السنة وعقيدتهم فهذا أسلم لهم في الدارين والله الهادي الى سبيل الرشاد ..
موقع الحقيقة
لجنة الدفاع عن عقيدة اهل السنة في فلسطين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] لا يجوز التسمية بعبد النبي ..الحقيقة
[2] أي مخالفا لعقيدة الولاية الشيعية
[3] من موقع البرهان ...
[4] أي اهل السنة