غزة – محمد الشاعر – مراسل الحقيقة في فلسطين
في ظل انشغال أهل غزة بمقارعة الأعداء ، والبحث عن سبل لفك الحصار المفروض عليهم، والسعي للحصول على لقمة العيش التي منعها الأعداء وتواطأ معهم الجيران والأقرباء نجد في أرض غزة من يستغل هذه الفرصة للعبث بعقيدة أهل السنة بغزة، ويجد الناظر بعين الحقيقة إلى الواقع الفلسطيني بصفة عامة والواقع في قطاع غزة بصفة خاصة يرى مدى الهجمة الشرسة على أهل السنة من الفرق الباطنية الذين ينتصرون لباطلهم ، أولئك أصحاب العقيدة الفاسدة من أمثال الأحباش والبهائية في منطقة القرارة بمدينة خان يونس، والشيعة التي بدأت تطل برأسها ، وغيرهم كثير.
ولكن حديثنا هذه المرة عن التشيع الذي يُبدي لنا كل يوم أشكالاً جديدة ، والذي نراه واضحاً في صفوف حركة الجهاد الإسلامي و أنصارها ، ويرجع تأثر حركة الجهاد بالشيعة إلى بداية تأسيس الحركة ، فقد كان د. فتحي الشقاقي رحمه الله مؤسس الحركة وأول أمين عام لها من المتأثرين بالشيعة والثورة الإيرانية . ومما لزم التنبيه عليه أنَّ التأثر بالشيعة والثورة الإيرانية لدليل على عمق الروابط بين حركة الجهاد الإسلامي وبين إيران، بل هو منهج وفكر الحركة وليست سلوكاً سطحياً يراد منه استغفال إيران والشيعة للحصول على الدعم المالي ، لأن حركة الجهاد الإسلامي منذ نشأتها تعتز بهواها الإيراني الشيعي وتناضل في سبيل تمكينه في فلسطين !!
والغريب أن كثيراً من الطيبين من أهل السنة متعاطفين مع الحركة وهذا التعاطف مع حركة الجهاد الإسلامي هو ميزة وسلبية في آن واحد للطيبين من أهل السنة ، فهو من جهة يعبر عن شوقهم وحبهم للأرض المباركة وأهلها وإخلاصهم في الدفاع عنها ومساندة المجاهدين الأبطال رغم اختلاف المنهج وتعارض الفكر فهذه الميزة ، أما السلبية فهي سهولة خداعهم لطيبة قلوبهم وسلامة صدورهم فكل من رفع راية الجهاد يصدقونه ولو كان مخادعاً مكاراً .
فحركة الجهاد الإسلامي تعتبر نفسها المشروع الإسلامي الذي سيحرر بيت المقدس من اليهود وأعوانهم ، وكذلك المشروع الإيراني الشيعي ، و كل منهما يسعى بأن يكون ولاء الجماهير المسلمة في صفه أكثر ولكن السؤال هنا ماذا يعني خضوع إحدى المشروعين للآخر وتبعيته له وذوبانه فيه؟
حينما يذوب المشروع الأول في المشروع الآخر ويصبح جزءاً منه فهذا يعني أن المشروع الذائب قد تبدلت هويته وقد فقد مبررات وجوده وفقد مشروعيته كذلك أشد ما يكون الذوبان والتبدل والفقدان ، وأنَّ المسألة باتت مسألة وقت ليظهر بالملموس حقيقة زواله واندثاره .
و ثمة هناك سؤالٌ يقدح في ذهن الكثير منا ويجعلنا نقف حائرين أمامه تُرى ما أسباب انتشار التشيع في صفوف حركة الجهاد الإسلامي وأنصارها ؟
إنَّ الناظر بعين المتبصر للواقع والمتفهم للقضية يُدرك سببين رئيسيين كانا سبباً في التغلغل الشيعي لحركة الجهاد الإسلامي :
1 _ ضعف الجانب الدعوي والعقدي وعدم وجود رُؤى شرعية عند قادة وعناصر حركة الجهاد الإسلامي إلى درجة الانعدام .
2 _ الدعم المادي بحجمه الكبير والمتزايد لأولئك الذين يُنَظِّرُون الشباب وجلبهم للحركة ليصبحوا بعد ذلك جزءا من عناصرها , ويكون هذا وفق أسس معينة ومنهجية مسلسلة بغطاء ظاهره هو الدفاع عن الثوابت الفلسطينية وعن المقدسات بالخطب الرنانة والشعارات المرموقة ، وباطنه التدرج في قبول الفكر الرافضي.
فكلما ازداد ضعف الجانب الدعوي و العقدي عند عناصر الحركة كلما ازداد قبولهم لأفكار التشيع خاصة أمام تلك الأموال التي تُغدق عليهم ، فحينها لا يجدوا لأنفسهم إلا خياراً واحداً وهو التسليم لأهوائهم وقبول أفكارهم وترويج معتقداتهم الزائفة مستخدمين في ذلك أسلوبهم الخسيس ألا و هي التقية .
إذن فالعلاقة عكسية بين ضعف الجانب الدعوي وبين القبول بأفكار التشيع وهنا بيت القصيد فما الحل ؟
ينبغي على أهل السنة ألا يبقوا مكتوفي الأيدي أمام هذه التحديات وإن كانت كبيرة ، لأن خصمنا يستغل كل وقته لنشر باطله حتى يصل بذلك إلى مرتبة الإعلان عن باطله ، فهل من مشمر ساعده لهؤلاء ؟
ولهذا نضع لك أيها الغيور على عقيدة أهل السنة في فلسطين بعض الحلول لعلها أن تخفف أو أن تُزيل عنا هذه الانحرافات التي تغلغلت في شبابنا و لا حول و لا قوة إلا بالله تعالى.
1 _ التخطيط الجيد لمواجهة هذا الخطر والتركيز المستمر على نشر العلم الشرعي بين عامة المسلمين و تحديداً فئة الشباب .
2 _ محاولة السيطرة على شباب حركة الجهاد الإسلامي وتوعيتهم ، وترغيبهم في تعلم العقيدة الصحيحة على شكل محاضرات مع التبسيط كلما سنحت الفرصة بذلك .
3 _ إحداث اختراق أمني بين صفوف حركة الجهاد الإسلامي لكشف باطلهم أولا بأول .
4 _ العمل على تكثيف الجهود وتوحيد الأهداف بين طلبة العلم لمحاربة هذا الخطر الرافضي ويكون هذا بالرفق ما أمكن .
5 _ إنشاء جمعيات خيرية هدفها نشر العقيدة الصحيحة وفي نفس الوقت دعم فئة الشباب وتجنيدهم في محاربة التكتلات الشيعية بحكمة و بدون اندفاع .
6 _ توزيع الكتب الشرعية و الأسطوانات المرئية والسمعية لكبار أهل العلم والتي تبين عقائد الشيعة وكيفية هدمها والرد على شبهاتها ، و يكون هذا بشكل فردي وجماعي عبر خطة مدروسة ومحكمة .
7 _ الانتشار بين طلبة الجامعات في جميع التخصصات وخاصة العلوم الشرعية وتوجيههم لمحاربة التشيع .
8 _ تضييق الخناق على المُنَظِّرين للتشيع من حركة الجهاد الإسلامي عبر المناظرات الهادفة والرائقة ويكون هذا أمام الملأ أو أمام مجموعة من الناس مع مراعاة آداب المناظرة في ذلك.
وبهذا أخي في الله أكون قد وضعت بين يديك بعض الحلول لوقف المد الشيعي في المنطقة بل لاجتثاثه ما أمكن والله الهادي إلى سواء السبيل والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والحمد لله رب العالمين .