لماذا يدعم الروس شيعة العراق؟

بواسطة مركز التأصيل لدراسات والبحوث قراءة 1385
لماذا يدعم الروس شيعة العراق؟
لماذا يدعم الروس شيعة العراق؟

29-6-2014

لنكن صرحاء ليس في عالم السياسة حب محض أو كره محض، بل إن لغة الحب والكره ليست باللغة المحبذة في عالم الدبلوماسية، والعلاقات بين الدول، لكن اللغة الأكثر حضوراً ورواجاً هي لغة المصلحة، فالجميع يسعى- في دنيا السياسة- خلف مصالحه، ومتى توافقت المصالح؛ بلغ التحالف والاجتماع أَوَجُه.

فلربما تجد أعداء الأمس حلفاء اليوم، والعكس قد تراه بعد غد، وهكذا يسير الجميع حيث سارت المصلحة، وهذا يفسر لنا مواقف كثير من الدول مما يجري في عالمنا العربي والإسلامي، فما يحدث في سوريا والعراق وغيرهما من دول العالم الإسلامي قد يشوش على المتابع للأوضاع السياسية، لكنه سرعان ما تتضح لديه الصورة إن تقرر عنده عدة حقائق.

فليس بين الشيعة والأمريكان غرام سياسي، ولا حب محض، فهؤلاء (شيعة) اثنا عشرية إمامية متعصبة، يحلمون بعودة مهديهم وبسط نفوذهم وسلطتهم، ويرون أنهم الأمة المختارة، وهؤلاء (أمريكان) نصارى متشددون، يلهثون خلف نبوءات كتابهم المقدس، ويفسرون واقعهم السياسي بحسب ما يقرره رهبانهم وقساوستهم.

والأمر ينطبق على اليهود، فلا شك أن اليهود يتمنون زوال الشيعة، بل يتمنون زوال حلفائهم من النصارى، لكن الحكمة تقول أن عدو عدوي صديقي؛ لهذا يجتمع الشيعة واليهود والأمريكان- هذه الأيام- على هدف واحد، وهو اجتثاث الإسلام (السني) من العالم لا منطقة الشرق الأوسط فحسب.

والدور الروسي ينسجم وينتظم مع الدور الأمريكي واليهودي، فما قلناه عن علاقة الأمريكان واليهود بالشيعة ينطبق على العلاقة الروسية الشيعية، ولهذا يمثل الروس أحد أكبر الداعمين (سياسياً وعسكرياً ولوجستياً) للشيعة في العالم سيما في أحداث سوريا والعراق.

ولهذا أمد الروس الشيعةَ مؤخراً بدفعة من المقاتلات بهدف استخدامها ضد أهل السنة في المحافظات السنية الثائرة على نظام الملالي في العراق، حيث أعلن جيش المالكي استلامه الدفعة الأولى من المقاتلات المستعملة، التي كان قد طلب شراءها من روسيا.

وقال جيش المالكي: "إن الطائرات سوف تساعده في مواجهة ما يصفها بحركة التمرد السنية التي يقوم بها مسلحو العشائر السنية".

وقالت وزارة الدفاع العراقية: "إن دفعة المقاتلات الروسية المكونة من 5 طائرات هجومية من طراز سوخوي-25 يمكنها ضرب أهداف على الأرض سوف تدخل الخدمة خلال أيام قليلة"، وأكدت الوزارة أنها سوف تتسلم مزيدًا من الطائرات قريبًا.

وينسجم هذا الموقف مع تصريح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف حيث أكد أن بلاده لن تقف مكتوفة الأيدي أمام الهجوم، الذي يشنه تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش)، وذلك خلال مؤتمر صحافي في دمشق.

حيث قال ريابكوف "إن روسيا لن تبق مكتوفة اليدين إزاء محاولات جماعات بث الإرهاب في دول المنطقة" (قاصداً بذلك أهل السنة الثائرين ضد عنصرية المالكي ومليشياته)، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده إثر لقائه السبت الرئيس السوري بشار الأسد.

فالروس سيدعمون بكل قوة المالكي في حربه ضد أهل السنة؛ من أجل إخماد الثورة السنية، وهو الموقف نفسه الذي يلعبه الروس وحلفائهم في سوريا، فليس أمام الروس في سوريا والعراق إلا الرهان على بشار والمالكي؛ لأنهم لا يضمون وفاء وولاء الأنظمة القادمة، فربما تتأثر مصالحهم، بل ربما تفقد بالكلية في حالة مجيء نظام إسلامي (سني).

المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 



مقالات ذات صلة