سناء الوسلاتي |
يبدو أن إيران مقبلة على شتاء ساخن، وسط اجماع عربي وأميركي على ضرورة تكاتف الجهود لردعها، بالإضافة الى تحركات دبلوماسية وعقوبات اميركية تهدف الى تحجيم تدخلاتها السافرة في شؤون دول بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من خلال دعمها جماعات مسلحة تشكل أذرعا لها في دول عدة.
وفي هذا الإطار، شدد مجلس الوزراء السعودي، في بيان، أمس، على أن الإرهاب الذي تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في الشؤون العربية ودعمها للميليشيات الإرهابية، «يعد من أبشع مظاهر الإرهاب الذي يحتاج إلى التكاتف والتعاون لمواجهته وردع أدواته».
جاء ذلك بعد اجتماع قادة أركان دول الخليج وأميركا والأردن ومصر الأخير في الكويت، والذي دعا إلى توحيد الصفوف بمواجهة إيران والأنظمة المتطرفة، فيما سيترأس الرئيس الأميركي دونالد ترامب أواخر سبتمبر الجاري جلسة لمجلس الأمن الدولي في مسعى لحشد الدعم الدولي بمواجة إيران، بعد انسحابه من الاتفاق النووي.
وفي خطوة أميركية أخرى ضد إيران، هاجم وزير الطاقة الأميركي ريك بيري، في خطابه أمام المؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، استمرار إيران بالأعمال الإرهابية، وزعزعة الاستقرار في المنطقة، قائلا إن هناك حاجة لاتفاق جديد ينهي أنشطتها العدوانية.
وينتظر أن تدخل الحزمة الثانية من العقوبات الأميركية على ايران حيز التنفيذ في نوفمبر المقبل، ما سيزيد الوضع الاقتصادي الإيراني تدهورا ويجعل الوضع الأمني هشا مع امكانية اندلاع تظاهرات احتجاجية جديدة، ما يضعف الجبهة السياسية التي ستركز أكثر على تهدئة الأوضاع الداخلية الساخنة على حساب دعم أذرعها بالمنطقة.
وفي واشنطن، أكد ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المغربي، أن إيران تتطلع إلى الاستفادة من دعمها لجبهة «البوليساريو» من أجل توسيع هيمنتها في منطقة شمال وغرب أفريقيا، لاسيما في البلدان الواقعة على الواجهة الأطلسية، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق هنا بواجهة «للهجوم الذي تشنه طهران في أفريقيا».
وأوضح بوريطة في تصريح صحافي نشرته مواقع إلكترونية مغربية، أن «إيران ترغب في استخدام دعمها للبوليساريو لتحويل النزاع الإقليمي بين الجزائر والجبهة الانفصالية من جهة، والمغرب من جهة ثانية، إلى وسيلة تمكنها من توسيع هيمنتها في شمال وغرب أفريقيا، خاصة في الدول الواقعة بالساحل الأطلسي».
ولفت إلى أن «البوليساريو» ليست سوى جزء من «نهج عدواني» لإيران تجاه شمال وغرب أفريقيا، مشيرا إلى أن الجبهة الانفصالية تعد منظمة «جاذبة» بالنسبة لطهران و«حزب الله»، محذراً من «الارتباط» القائم بين "حزب الله" و«البوليساريو»، والذي يكتسي طابعا «جد خطير» بالنسبة لشمال أفريقيا.
المصدر : القبس الألكتروني
8/1/1440
18/9/2018