غسان البصري
6-6-2012
إلى الشيخ راشد الغنوشي / تونس الخضراء: أدركوها قبل أن تصبح سوداء وترفع رايات العزاء وتنقل الوباء إلى أرجاء القارة السمراء..!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قبل عقدين من الزمان التقيت فضيلتكم في مخيم صيفي وسط بريطانيا، وداربيننا حوار انتهى بالاختلاف حول الموقف من إيران والتشيع، واليوم وقد مرت قرابة عشرون عاما حصلت خلالها أحداث جسام، يعنينا منها ما مكنكم الله عز وجل وبوأكم من مسؤولية أحد أمصار المسلمين، ثم انكشاف حلقات من خطر التشيع الفارسي التي كانت في أدراج عالم الغيب لما تحاورنا، مثل المجازر البشعة لأهل السنة في العراق وإيران، ثم مذابح أهلنا في الشام حاليا، واشعال الفتن في اليمن والبحرين ولبنان ونيجيريا وجزر القمر وأذربيجان وو...
وقد ظننت أن الأمر قد اتضح لقادة الحركات الإسلامية التي كانت غافلة أو متغافلة، وظننتهم أقروا بعدما حصحص الحق بوجوب تقديم أمر العقيدة على ما عداه..!.. إلا أني صدمت بتصريح منسوب إليكم مؤخرا يمجد الخميني وثورته..! ، مما حملني على كتابة هذه الرسالة أداءً لواجب النصح والتذكير والأمر والنهي فيما فيه مصلحة الأمة ومنفعتكم الدنيوية والأخروية..!.. هذا الخميني - يا شيخنا - هو الذي ايقظ الفتنة التي كانت نائمة وبعثها تحت شعاره المشهور في تصدير ثورته "الصفوية" الى بلدان العالم الاسلامي، وعقيدته في القرآن والصحابة منشورة في كتبه ولم يفترِها أحد عليه... فأرجوك سيدي أن تصغي هذه المرة، واظنكم من اهل العلم الذين يقبلون الحق وينقادون له ويدعون لمن يبصرهم به، مسترشدا فضيلتكم بقول فاروق الامة (رحم الله امرءا اهدى الىَّ عيوبي).
وقد أرفقت برسالتي مقابلة للأستاذ زهير سالم، وهي صرخة قيمة رغم انها جاءت متأخرة بعد أن "وقع الفأس بالرأس"..! في بلاد الشام المباركة، أرجو الاصغاء إلى مقاطعها الأربعة المرفقة .
وقبل سبعة أعوام أرسلت لكم نسخة من رسالتي المفصلة الموجهة إلى مدير وهيئة تحرير مجلة "رسالة الإخوان" الصادرة في لندن (على أثر امتداحها لإيران وتمجيد حزبها في لبنان وقادته المشاركين اليوم في المجازر الرهيبة للمسلمين في بلاد الشام) وكنت ختمت الرسالة بالاية الكريمة {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّـهِ}، ولكنهم تجاهلوها ولم يلتفتوا إليها..!.. كحال قبيلة الشاعر دريد بن الصمة لما حذر قومه اقتراب الأعداء قائلا:
أمرتهمُ أمري بمنعرج اللوى ............ فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغدِ
وليت قومي استبانوه في "ضحى الغدِ" أو ظهره أو عصره..!.. لقد مرت سبع شداد حتى وقف زهير الشام هذه الوقفة ... فهل يليق بـ"مقلدي" فضيلتكم في تونس وخارجها الانتظار سبعا أخريات حتى يصل الشيخ التونسي إلى ما وصل إليه أخوه السوري اليوم، وما وصل إليه أخوهما العراقي قبل ذلك؟..!.. لقد "صبرنا حتى ملّ من صبرنا الصبر... وقلنا غدا أو بعده ينجلي الأمر"..!
فانهض اليوم، وانت زعيم النهضة..!.. قم لله تعالى في وقفة خالصة له – سبحانه- وقد آتاك زبر الحديد..!- فاجعل بيننا وبينهم ردما...
لا تؤجل الأمر أيها الـ"راشد"... هل تريد لتونس مثل مصير العراق اليوم؟..!، أم تريد لها ولقادتها مثل مصير بغداد ايام آخر خلفاء بني العباس على أيدي "علاقمة" المشرق؟..!، ألم تسمع ما قاله "ابن العلقمي" التونسي؟..!، لقد صرح بكل صفاقة: أعطوني نصف ساعة على فضائية تونس وسأشيع الشعب التونسي بأسره..!
هل وجد هذا ردا؟..!، هل فتحتم أبواب اعلامكم وزيتونتكم وقيروانكم لتحصين الشعب التونسي المسلم ضد التشيع المجوسي؟.
القضية كبيرة وخطيرة : إنهم يريدون تبديل هوية الأمة وسلخها من عقيدتها وتاريخها ... انظر ماذا فعلوا بالعراق؟ اضافة إلى المذابح الممنهجة ضد أهل السنة، فقد غيروا مناهج التعليم وسخروا كل امكانات الدولة الغنية في نشر عقائد سب الصحابة وأمهات المؤمنين وتحريف القرآن ومسلسل اغتصاب مساجدنا واوقافنا لم يتوقف، وكل من ينطق كلمة عن مظالم اهل السنة وانتهاك ابسط حقوقهم تلفق له تهمة الارهاب - المستوردة من اسيادهم الذين جاءوا بهم - فيخطف ويختفي اثره او يسجن ويعذب بطرق لم تشهدها محاكم التفتيش..!، ولا ينجو من ذلك حتى من شاركهم في تمثيلية العملية السياسية البائسة من اهل السنة، بل لم ينج منهم حتى من وصل منصب نائب رئيس الجمهورية..!... هذا شيء مما حصل في العراق يا سيدي، وهو ما سيحصل في أي بلد يتمكنون منه، فأي اجرام وأي أوزار سيحملها يوم القيامة على ظهره من يسهم في تمكينهم من المفكرين والسياسيين والاعلاميين؟..!!.
أناشدك الله يا شيخ انقذ بلدك وشعبك من عقائد الشر السبئية قبل فوات الأوان، ولات حين مندم، الان قبل أن تقع الفئوس المجوسية بالرؤوس التونسية..! كما وقعت بالرؤوس السورية اليوم وقبلها – ولا تزال- تطيح بالرؤوس العراقية يوميا منذ تسع سنين، والله وحده المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله.
اللهم قد بلغت... اللهم فاشهد.