المالكي.. وجه طائفي بلا قناع!!
الخبر
نقلت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الاثنين عن مسئولين أمريكيين في العراق أن إدارة تابعة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تلعب دورًا بارزًا في اعتقال وإقالة ضباط كبار في الشرطة الوطنية والجيش العراقي، بعضهم كان يعمل بجد لمكافحة ميليشيات المهدي, منهم تسعة على الأقل كانوا من السنة.
التعليق
الهاجس الأمني يكاد يكون هو الهاجس الأول في سلم الأولويات لدى كافة الأطراف العراقية, على اختلاف توجهاتها وإشكالها, وهو كذلك بالنسبة للاحتلال الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي مقدمة تلك الأطراف الشعب العراقي الذي زهقت منه آلاف الأرواح, وشرد منه الملايين, بغير جريرة أو ذنب اقترفه.
والحكومة العراقية المنصبة من قبل الاحتلال كذلك والتي يقودها نوري المالكي, تراهن على استتباب الأمن, بل وجل مستقبلها مرتهن بقدرتها على تحقيق الأمن ومن أجله أطلقت ما يسمى بحملة بغداد الأمنية.
والاحتلال الذي ترعاه الولايات المتحدة الأمريكية والذي أرعبه الانفلات الأمني الذي كان هو أول من اكتوى بناره, ولم تفلح محاولاته جميعها في التقليل من خسائره الآخذة في التزايد يومًا بعد يوم.
صحيح إذن أن الأمن هو الهاجس الأول لدى الجميع, كما أسلفنا, ولكن ما أوردته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية يؤكد مجددًا أن حكومة المالكي لا تنظر إلى المصلحة الكلية للبلاد, بما فيها مصلحتها الذاتية أيضًا إذا ما تعارضت مع توجهاتها الطائفية وتعصبها الرافضي الذي تنساق وراءه حتى إذا قادها لحتف أنفها.
فالمالكي أزعجه النجاح الذي قد يتحقق على أيدي بعض القيادات العسكرية, خاصة تلك التي تنتمي للسنة, وكشف عن وجه طائفي طالما اكتست به قراراته, وراح يفسد الجيش لتحقيق غاياته الطائفية.
فلم يُنسَ بعدُ أن تلك الحكومة هي التي تشبعت بروح الكراهية الطائفية وفاحت منها تلك الرائحة عند إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين, في يوم عيد للمسلمين السنة أبت إلا أن تفسده عليهم, بدعوى أنه ليس يوم عيد للعراق الجديد الذي تسود الكلمة فيه للشيعة, في محاولة مقيتة لسلخه من عروبته وإسلامه إلى حيث الحضن الفارسي الرافضي.
ولم تأبه لحرمه الموت وجلالته, بل راحت تزكم الأنوف بشعارات طائفية مقيتة, والرجل يواجه لحظات الموت وينطق بالشهادة والوحدانية فيما يصيحون هم ببني البشر ترسيخًا لطائفيتهم وطقوسهم المجوسية.
ثم هي الحكومة التي تغرس دومًا أنيابها السامة في مناطق السنة, منطقة تلو أخرى, حصارًا وتجويعًا وقتلاً وتشريدًا, ولم تسلم منها حتى المستشفيات والمراكز الطبية بدعوى ملاحقة "الإرهابيين" الذين هم فقط السنة دون غيرهم, فيما تظل مناطق الشيعة في مأمن, وخاصة تلك المناطق التي تقع تحت سيطرة مقتدى الصدر وجيشه المسمى زورًا بجيش المهدي.
وهي الحكومة التي جعلت من مخافر الشرطة والاستخبارات, بل والحسينيات, مراكز لتعذيب السنة وتصفيتهم, ولم تنبس ببنت شفة, بل دعمت وساندت تلك العصابات التي يقودها الصدر والحكيم وغيرهما, حيث تستهدف السنة ليلاً ونهارًا, قتلاً وتعذيبًا وتشريدًا, فيما نجت من طلقاتها وغدرها صدور الاحتلال وجنوده.
إن أية محاولة إذن لرؤية المالكي وغيره ممن يسمون بقادة العراق الجديد دون الوجه الطائفي, هي رؤية حالمة, لأنه ليس قناعًا ارتداه الرجل لبرجماتية سياسية وقتية, بل هو وجه حقيقي شاحب ينفث سمًا مذهبيًا, ومن ثم فإن التعويل عليه من قبل الأطراف الخارجية, وخاصة العربية, لتحقيق الاستقرار في العراق, والأخذ على يد فرق الموت هو ضرب من الخيال المفرط في السذاجة.
ثم إن هذا الوجه وتلك الممارسات لتبرهن من جديد بعد الفشل في الشق الأمني على فساد العملية السياسية برمتها, حيث لا تستند تلك العصابة, ولا تضع نصب أعينها إلا مصلحتها الفئوية والحزبية الضيقة, ضاربة عرض الحائط بالمصالح الكلية للبلاد, ومصلحة الطوائف الأخرى التي فقدت مبرر انخراطها في الدولاب السياسي الفاسد بطبيعته.
فطائفية تلك الحكومة ستبقى المعوق الأساس والرئيس الذي يقف إلى جانب الاحتلال حائلاً دون تحقيق الأمن والاستقرار في العراق الذي يحتاج إلى قائد بلا قناع نعم, ولكن أيضًا بلا وجه طائفي كذلك.