خارطة الوجود الفعلي لقوات القدس الإيرانية في العراق

بواسطة أحمد الجاسم قراءة 712

خارطة الوجود الفعلي لقوات القدس الإيرانية في العراق

 بقلم: أحمد الجاسم

الحقيقة / متابعات 

قال حسين شريعتمداري (رئيس تحرير صحيفة كيهان الإيرانية، ومستشار المرشد الأعلى علي خامنئي) في مقابلة أجرتها معه وكالة الأنباء الفرنسية يوم الخميس الماضي : إن تقييمنا هو أن الولايات المتحدة لن تهاجم إيران. ليس بسبب (الرئيس الأميركي) جورج بوش بل لأنه ما زال هناك في الولايات المتحدة بعض العقلاء الذين سيمنعون بوش من الإقدام على ذلك.

وتابع إننا نسيطر كلياً على الوضع في الشرق الأوسط وفي العراق.

والرجل معروف بأنه مستشار المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي الحسيني الخامنئي (1939-) وهو قائد الثورة الشيعية في الجمهورية الإيرانية وأحد المرجعيات الدينية الشيعية في إيران و لدى الشيعة في العالم الإسلامي على العموم.

بعد هذه المقدمة البسيطة نعود إلى تصريحات شريعتمداري التي تداولتها وسائل الإعلام خلال الأيام الماضية الماضي، والتي أكد فيها على إن إيران تسيطر كلياً على الوضع في العراق، والجميع يعرف حجم التدخل الإيراني الواضح في الشأن العراقي وبالذات في جنوب البلاد، وذلك من خلال عناصر الاطلاعات الإيرانية وفيلق حرس الثورة الإيراني.

وفي دراستنا المختصرة هذه سنتناول ما يعرف بـ(قوة القدس) التابعة لحرس الثورة الإيرانية، والذي يمارس واجباته المختلفة في العراق، وهنا ينبغي أن نتعرف على واجبات وهيكلية الحرس الثوري الإيراني.

واجبات حرس الثورة الإيراني:

يعتبر فيلق حرس الثورة الذراع الرئيس لحفظ نظام الثورة والواجب الرئيس له حسب ما جاء في ميثاقه التنظيمي هو كالآتي:

1-  حفظ نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

2-  تصدير الثورة الإسلامية الإيرانية.

3-  دعم وإسناد الحركات والتيارات الإسلامية التي تؤمن بهذه الثورة.

4-  القوات المنضوية تحت مسمى فيلق بدر :

5-  يتضمن فيلق حرس الثورة الإيرانية (5) قوات تابعة له وهي:

1-  القوة الجوية .

2-   القوة البرية .

3-  القوة البحرية .

4-  قوة المقاومة التي تسمى البسيج .

5-  وأخيراً قوة القدس.

6-  واجبات قوة القدس .

7-  قوة القدس تكون مسئولة عن تصدير الثورة الإسلامية إلى البلدان الأخرى وهي قد توسعت خلال (20)عاماً مضى بصورة مستمرة وقامت قوة القدس بتوسيعها في كثير من البلدان الإسلامية وغيرها في العالم كله.

ويعود تاريخ تأسيس هذه القوة عام 1981 أي بعد عامين من الثورة الإسلامية في إيران، قام فيلق حرس الثورة آنذاك بتأسيس وحدة تسمى وحدة الحركات التحررية لغرض التأثير على القوة المسلمة في بلدان المنطقة، متزامنا مع بدء الحرب العراقية - الإيرانية وبدء الحرب الأهلية في لبنان قامت وحدة الحركات التحررية بتوسيع عملها وتطوير ذراعها العسكري. وكانت نتيجة هذا التوسع إنشاء معسكرات مختلفة كمعسكر رمضان الخاص للعراق وفيلق لبنان أيضاً.

قامت الوحدة بتنفيذ عمليات تخريبية في هذه البلدان، وفي عام 1990 قامت إيران بحشد جميع الجهات والمنظمات الاستخبارية خارج البلد، وبذلك وشكل قوة تحت عنوان قوة القدس.

ونظراً لاحتياج إيران إلى تصدير الثورة وتنفيذ الأعمال التخريبية خارج البلاد والفعاليات الإرهابية. وكان احمد وحيدي أول قائد قوة القدس الذي كان يشغل منصب معاون الاستخبارات في فيلق الحرس آنذاك.

 وبعد إشغاله المنصب الجديد قال أحمد وحيدي :إن الغرض من تشكيل هذه القوة هو خلق (تصدير الثورة) وفي عام 1997 تغير منصب وحيدي وجاء الحرس قاسم سليماني في مكانه وهو أقدم قادة فيلق الحرس.

وعقب بدء الحرب الأخيرة في العراق قامت إيران بحل لجنة قيادة الأمور في العراق والتي تعرف بـ (لجنة نصر) وهي إحدى الجهات التي تم تشكيلها لغرض التدخل في شؤون العراق الداخلية حيث نظمتها ضمن قوة القدس. وبهذه الصورة أخذت قوة القدس جميع الأمور التي تخص العراق بيدها حيث يتوجب على الخارجية الإيرانية والوزارات الأخرى أن تنسق أمورها التي تجري في العراق مع قوة القدس.

واجبات قوة القدس العامة:

إن الواجبات العامة لقوة القدس حسبما جاء في نص ميثاقها الداخلي والمندرج في وثائقها السرية هي :

1-  جمع المعلومات العسكرية والإستراتيجية عن دول الجوار.

2-  دعم الحركات التحررية في البلدان الإسلامية وغير الإسلامية.

3-  مكافحة وتصفية معارضي الجمهورية الإسلامية الإيرانية

4-  تدريب وقيادة التيارات المتطرفة وتنظيمها وإعلانها في البلدان الإسلامية لغرض إقامة نظام يرتبط بالنظام الحالي في إيران.

واجبات قوة القدس الخاصة :

نظراً لأهمية العراق في الجهات العسكرية في النظام الإيراني تتعهد قوة القدس بمسؤولية خاصة تجاه العراق وهي :

1-   تشكيل قيادة فصائل للتدخل في شؤون العراق وبهدف تنشيطها لفعاليات استخبارية وإرهابية وسياسية واجتماعية، تشمل هذه الفصائل حركة حزب الله وحركة 15 شعبان وحركة سيد الشهداء ومنظمة المجتمع الإسلامي وحركة ثار الله والخ.

2-   قيادة وتقديم الإسناد الكامل للأحزاب والمنظمات السياسية المنتمية إلى النظام الإيراني عن طريق معسكر رمضان لغرض تنشيطها في خدمة أهداف النظام.

وتشمل هذه الأحزاب والمنظمات التي عاشت خالا الفترة الماضية قبل الغزو في إيران .

3-  تنفيذ فعاليات تخريبية في العراق عن طريق الإسناد المباشر وغير المباشر للمنظمات التخريبية الإرهابية المتطرفة في العراق وما شابه لغرض استمرار وضعية الانفلات الأمني في العراق. ويتضمن هذا الأمر تدريب وتأمين القواعد والدعم المالي والإسناد اللوجستي الذي يشمل السلاح والتجهيزات وتأمين إمكانيات السفر ونقل البضائع الخ لهذه المنظمات.

4-  تمرير الخطوط السياسية للنظام الإيراني في العراق لغرض إقامة حكومة متطرفة له.

5-  دس العناصر العميلة إلى الجهات الأمنية والشرطة والدوائر الحكومية والدوائر الحساسة الأخرى العراقية.

6-  تنفيذ الفعاليات الاستخبارية والإرهابية ضد معارضي النظام الإيراني في العراق.

7-   إقامة العلاقة مع الحكومة العراقية والأحزاب والمنظمات العراقية لغرض طرح المطالب للنظام ويتم هذا العمل عن طريق إجراء لقاء غير رسمي وبصورة فردية مع الشخصيات الحكومية

8-  جمع المعلومات العسكرية عن القوات الأمريكية.

9-  تنفيذ الفعاليات التطرفية في العراق عن طريق تشكيل (لجنة مبين) الثقافية وإقامة معارض الكتاب وتشكيل شبكات إذاعية وتلفازية.

10-         إقامة العلاقة مع الشيوخ والعشائر وطبقات المجتمع العراقي ومن ثم تنظيم سفرات لهم إلى إيران لغرض توجيههم وتعليمهم لأجل ترويج التطرف والاستفادة منهم في العراق لتنظيم المظاهرات الاجتماعية ضد قوات الائتلاف والمعارضين.
11- تنفذ فعاليات الإسناد لغرض استقطاب طبقات المجتمع، والتي تشمل تشكيل (لجنة كوثر) وشركات النقل وتأسيس المحال التجارية وفعاليات لجنة الإغاثة وشركات تجارية.

12-                      رصد كافة السفرات إلى العراق عن طريق (مركز بعثت) للإرسال.

13-                      السيطرة على الجرائد ووسائل الإعلام العراقية عن طريق شراء الذم والإغراء أو تهديد رؤساء التحرير أو الهيئة التحريرية للجرائد العراقية.

التنظيم:
تتكون قوة القدس التابعة لفيلق حرس الثورة أكثر من 21/ ألف شخص وتتألف من عدة فيالق وشبكة واسعة من ضباط الاستخبارات وعناصر لتنفيذ العمليات. وتقوم قوة القدس بجمع المعلومات وتنفيذ العمليات التخريبية في كثير من بلدان العالم. تقود قوة القدس الفعاليات التخريبية والاستخبارية في لبنان وأفغانستان والعراق والبحرين والمملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي والبوسنة وغيرها من دول. وتم تأسيس أربعة معسكرات قيادية لقوة القدس في المناطق الحدودية لغرض قيادة الفعاليات الإرهابية والعملياتية في دول الجوار العراق وأفغانستان وبلدان آسيا الوسطى. المعسكر القيادي المخصص للعراق يسمى معسكر رمضان ومن الجدير بالذكر أن قوة القدس لها ممثل في كل سفارة من سفارات النظام الإيراني في الخارج ويعمل ممثلو قوة القدس في السفارة تحت عنوان الكادر الدبلوماسي.

في ما يلي تفاصيل تنظيم قوة القدس :

 مديريات والوحدات

تنظيم معسكر رمضان:

معسكر رمضان التابع لقوة القدس مسئول عن الأمور في العراق. آمر معسكر رمضان عميد الحرس (ايرج مسجدي) ويكون عميد الحرس (أحمد فروزندة) معاونا له. ويتكون معسكر رمضان من 6 معاونيات و3 مديريات و 4 معسكرات فرعية في الحدود.

وفي ما يلي المعسكرات الفرعية :

1-  معسكر نصر

يقع معسكر نصر ومقره في مدينة نقده وهو مسئول عن منطقة شمال كردستان والتدخل في منطقة كردستان العراقية. ولمعسكر نصر عدة مقرات داخل منطقة كردستان العراقية وهي مقر السليمانية ومقر مصيف صلاح الدين ومقر دهوك ومقر حلبجة. وهناك مقر تعبوي لهذا المعسكر وهو في مدينة (مريوان) الحدودية في محافظة كردستان. وتم نقل مقر معسكر نصر إلى مدينة مريوان في شهر تشرين الأول ـ أكتوبر عام 2003.

وعقب احتلال العراق قام معسكر رمضان بتحول مقراته التي تعرف باسم مقرات معسكر رمضان إلى مقرات رسمية وتحت عنوان القنصلية أو مكاتب تجارية أو ثقافية ولكن هذه المقرات كانت تتابع مسؤولياتها السابقة وهي الفعاليات الاستخبارية والتخريبية ويكون العميد الحرس(حرمتي) من قادة معسكر رمضان مسئولاً عن ممثلية الحكومة الإيرانية في السليمانية والأعضاء الآخرين في المكتب هم أيضاً من أفراد قوة القدس.

2-  معسكر رعد

يقع مقر المعسكر في مدينة مريوان. وتشمل مسؤوليات المعسكر اللقاء والتنسيق والجماعات المتطرفة وتضم منطقة مسؤولية معسكر رعد المناطق الجنوبية لكردستان العراقية. آمر معسكر رعد العميد الحرس (مجيد ).

3-  معسكر ظفر:

آمر المعسكر العميد الحرس (مسكريان) ويعمل محمود فرهادي معاونا له. وينفذ معسكر ظفر واجبات في المناطق الغربية لايران والتي حدود محافظه كرمنشاه ومحافظة إيلام الإيرانيتين وأيضاً محافظات ديالى وصلاح الدين وبغداد وفي قسم من كردستان العراقية مثل مدن دربنديخان وكلار. احد ضباط معسكر ظفر وهو العميد الحرس فرهادي يتردد إلى محافظة ديالى وبعض الأحيان يبات في بعض مدنها. (فرهادي)و(مسكرسان) هما مسئولان عن منظمة الرفاه للشعب العراقي وتستخدم هذه المنظمة كمواجهة لفعاليات معسكر ظفر في العراق.

4-  معسكر فجر :

آمر معسكر فجر العميد الحرس (عبيداوي) والذي يكنى بـ (أبو يوسف) يقع معسكر فجر في مدينة أهواز الإيرانية ويغطي جميع المحافظات الشيعية في العراق. وعلى هذا الأساس يعتبر معسكر(فجر) الأنشط والأكثر تأثيراً بين المعسكرات التابعة لمعسكر رمضان. ويقوم معسكر فجر بتنفيذ وقيادة القسم الأكبر من واجبات قوة القدس في المناطق الجنوبية في العراق.

ويدير معسكر فجر ثلاثة مقرات تعبوية في مدن خرمشهر الحدودية وتسمى هذه المقرات بأسماء المدن التي فيه. تحول المقر الرئيس لمعسكر فجر من مدينة أهواز إلى شلامجة في تشرين الأول – أكتوبر 2003 ويعتبر مقر المعسكر في أهواز مقر الإسناد له.

وتخضع الأغلبية المنظمات المتطرفة الفعالة في جنوب العراق تحت سيطرة معسكر فجر.

محاور تسلل معسكر رمضان إلى العراق:

قام معسكر رمضان بتحديد محاور جديدة للتسلل إلى العراق كما يلي:

1-  المحور الجنوبي

آمر المحور العميد الحرس أحمد فروزند هو يشمل المحور الجنوبي مناطق البصرة والناصرية والنجف وكربلاء والحلة. وتسند المحور الجنوبي المقرات الموجودة في مدن شلامجة وبستان.
وبعد أن عرفنا حقيقة التدخل الإيراني في العراق هنالك سؤال يطرح نفسه الآن وبقوة، هل إيران وعملائها قادرون على البقاء في العراق بعد الانسحاب الأمريكي المرتقب من العراق؟؟
السؤال سبق لي أن أعطيت وجهة نظري فيه وهو إن العراقيين الذين آذوا الأمريكان في العراق قادرون بلا شك على إيذاء إيران وعملائها ؛ وان إيران وعملائها - حقيقة - واهمون بان يتحقق لهم شيء من المطامع الإيرانية في العراق!



مقالات ذات صلة