السواد الشيعي الإيراني يداهم براءة السواد السوداني

بواسطة حمدي السعدي قراءة 545

السواد الشيعي الإيراني يداهم براءة السواد السوداني

 

بقلم /حمدي السعدي

لم يعرف السودان التشيع في يوم من الأيام ، ولكن وسط التفاقم السريع للأحداث في السودان وحالة الاحتقان التي سادت في الجنوب السوداني ، وفي وسط هذه التداعيات والسرعة الكبيرة التي دارت فيها عجلة الأحداث وفي وقت تنظر فيه عيون العالم بحرقة إلى ما يجري في دارفور من فوضى وقتل فوق الثرى تسلل التشيع إلى المجتمع السوداني من تحت الثرى عن طريق ما تقدمة إيران من دعم مؤسساتي كبير مستغلة حالة الفوضى والفراغ الروحي في البلاد وما يعانيه المجتمع السوداني من الحاجة إلى أبسط الخدمات كان هذا هو المدخل الكبير والباب الواسع لدخول التشيع إلى المجتمع السوداني البسيط في تركيبة أهله، كما قال الشيخ "معتصم سيد أحمد" أحد كبار دعاة التشيع في القارة الأفريقية عندما سئل عن طريقة انتشار التشيع في السودان حيث أجاب قائلاً : (توجد الأرضية الخصبة في السودان فهنالك نوع من البساطة في قبول الطرف الآخر، فالأفريقي بشكل عام متسامح يقبل الحوار ويقبل الطرف الآخر ). وأضاف: (بخصوص السودان هناك تشيع منذ 1986م من توجيهات مباشرة من سماحة المرجع المدرسي، ومجموعة من الطلبة في حوزة الإمام القائم العلمية، فقد جاءوا إلى السودان وأسسوا مركز وجمعية أسموها جمعية الرسالة والتضامن الإسلامية فكانت هي اللبنة الأولى والأساس في نشر التشيع في السودان. استمر التشيع في السودان من تلك الفترة إلى الآن واستطاع في هذه الفترة الوجيزة أن يخترق كل طبقات المجتمع، وأثر في كل التكوينات الاجتماعية، سواء على مستوى النخب الثقافية والفكرية، أو على مستوى عامة الناس).

ونشطت السفارة الإيرانية في مجال تطوير العلاقات السودانية الإيرانية حيث استفادت إيران من سنوات العزل التي فرضها الغرب على السودان وتجاهلتها الدول العربية الأمر الذي جعل الكثير من السودانيين يشعرون بقربهم من الثورة الإيرانية وامتنانهم لدعم إيران للنظام السوداني أثناء سنوات العزل الطويلة . فقد شهدت العلاقة الرسمية بين البلدين في الآونة الأخيرة تقدماً ملحوظاً ، عبرت عنه زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد للسودان مارس 2007، والتي أكد خلالها دعم بلاده لموقف السودان فيما يتعلق بقضية دارفور و بالمقابل دعمت الخرطوم البرنامج النووي الإيراني .

واستمرت حالة الحركة الدءوبة للسفارة الإيرانية من أجل تهيئة الأرضية المناسبة لإنشاء المراكز الثقافية الإيرانية التي تعد الحجر الأساس في نشر التشيع على أرض السودان، حتى انضمت السفارة الإيرانية لجمعية الصداقة الشعبية العالمية باسم : ( جمعية الصداقة السودانية الإيرانية ) ، وربطت هذه الجمعية بالسفارة الإيرانية مباشرة ، وقد أسهمت هذه الجمعية في تنشيط المراكز الثقافية الإيرانية وغيرها من الأنشطة الدعوية الشيعية ، ومما يوضح الدور الذي تؤديه هذه المراكز ففي بدايات دخول التشيع إلى السودان قيام أعضاء من هذه المراكز الثقافية بزيارات لشيوخ الطرق الصوفية وتوثيق العلاقة بهم ؛ وخصوصاً من يدعي منهم أنه من آل البيت ، والتظاهر لهؤلاء الشيوخ بأنهم يجتمعون وإياهم في محبة آل البيت ومناصرتهم ، وادعاؤهم أن أساس اعتقادهم واحد ، وهكذا تتوالى الزيارات لهؤلاء مع الإغراءات المادية لهم ، فتكونت العلاقات المتينة ؛ ومن خلال هؤلاء الشيوخ تم الوصول إلى مريديهم وأتباع طرقهم ، وسمح لهم بإلقاء المحاضرات في المساجد والقرى السودانية.

أخذت بعدها المؤسسات والمراكز الثقافية الإيرانية التي تعد أكبر مصادر نشر التشيع في السودان بالتوسع تحت مسميات ومنظمات عدة وفي مختلف جوانب الحياة لتشمل :

1- المراكز الثقافية.

2- المكـتبات العامـة.

3- المؤسسات التعليمية .

4- الجمعيات والروابط والمنظمات.

5- مؤسسات اقتصادية ومشاريع استثمارية.

ولعبت إيران دوراً كبيراً في السودان عندما قامت بتزويد قوات الجبهة الإسلامية بالعتاد والسلاح لمحاربة الحركة الشعبية في الجنوب ، حيث زار علي أكبر هاشمي رافسنجاني السودان في تلك الفترة والتقى بكل قيادات الإنقاذ واعتبرت هذه الزيارة فاتحة الطريق في ملف العلاقات السودانية الإيرانية ، واستغلت إيران هذا التطور فقامت بتوزيع مليون نسخة من كتاب ( ثم اهتديت ) على أرض السودان، "وهو كتاب ألفه شيخ أزهري تونسي متصوف يقيم الآن في الولايات المتحدة وهو الشيخ محمد مصطفي السماوي ، وفي هذا الكتاب حكي الشيخ قصة تحوله من مذهب السنة إلى مذهب الشيعة "، الأمر الذي دعا المجلس الأعلى للتنسيق بين الجمعيات الإسلامية بالتحذير من مؤامرة كبرى يقودها متحولون جدد إلى المذهب الشيعي مدعومون من إيران ومنظمات شيعية، لنشر التشيع في السودان. وبين المجلس إلى انتشار المساجد الشيعية "الحسينيات" في العاصمة الخرطوم، وأن قرى كاملة تحولت إلى المذهب الشيعي، مشيراً إلى إن هنالك حديث عن قرى كاملة تشيعت في الجزيرة وغيّرت مآذن المساجد إلي حسينيات تُلطم فيها الخدود وتشق فيها الجيوب ،إضافة إلى وجود تقارير صحفية سودانية تتحدث عن أن النشاط الشيعي في السودان يمضي في الخفاء بهمة، وأن شيعة السودان استقطبوا جماهير غير قليلة من أهل السنة في السودان بواسطة الأنشطة المتعددة مثل مسابقات تحفيظ القرآن وتعليم اللغة الفارسية والمنح الدراسية لإيران، وهي أنشطة بدأ الانتباه لها من قبل علماء السودان.

هذا وبدأت تظهر إلى العلن بعض النشاطات الشيعية الإيرانية في الساحة السودانية عندما ظهر في معرض الخرطوم الدولي في ديسمبر 2006 عرض ستة مكتبات كتب إيرانية ولبنانية شيعية، تقدح في صحابة الرسول - صلى الله عليه وسلم – وهو ما أثار حملة انتقادات عارمة انتهت بغلق هذه الأجنحة وسحب الكتب الشيعية. تلاها نبأ سفر 25صحفياً سودانياً من عدة صحف حكومية ومستقلة لإيران لتلقي دورة تدريبية بناء على دعوة رسمية، وأن من بين الصحفيين المشاركين في الدورة "رحاب طه شقيقة محمد طه محمد أحمد" رئيس تحرير صحيفة "الوفاق" التي كانت تسب بعض صحابة الرسول الكريم، وبخاصة معاوية بن أبي سفيان . حيث لاقا هذا الأمر تذمراً بين إعلاميين وعلماء سودانيين خشية من أن يكون هذا ضمن التغلغل الشيعي في السودان ، وأخذ قادة الجماعات الإسلامية في السودان ، بحسب تقرير نشرته صحيفة "الحياة" اللندنية الثلاثاء 19-12-2006،بالتحذير من (مخطط كبير يقوده متشيعون من ورائهم تنظيمات شيعية وجهات إقليمية لنشر الفكر الشيعي في السودان) ، كما اعتبر الأمين العام للمجلس الأعلى للتنسيق بين الجماعات الإسلامية ياسر عثمان: (أن إمكانات المد الشيعي كبيرة... وإيران التي تشابه في إمكاناتها الدول العظمى تقف وراء هذا المد).

وآخر القول الذي نختم فيه ما قاله أحد دعاة التشيع في السودان عندما سئل عن وصيته للدعاة الشيعة أجاب قالاً: ( بالمقارنة بين الحالة العربية والأفريقية إذا لاحظنا أن العرب لديهم "جامعة الدول العربية" والأفارقة لديهم "جامعة الأمم الأفريقية"، أنا أعتقد أن الحالة الأفريقية يمكن أن تساهم في الدورة الحضارية المستقبلية. ومن هنا يجب أن يكون هناك اهتمام حاضر من المؤسسات الشيعية بالقارة الأفريقية) ، وفي وصيته للمؤسسات الشيعية قال: (الاهتمام بالشأن الشيعي وبالمتشيعين في أفريقيا بشكل خاص، وأنا في اعتقادي أن الدورة الحقيقية القادمة هي مفترض أن تكون دورة أفريقية) ، ولك أن تعرف بمدى الخطر المحدق بالسودان!.

 



مقالات ذات صلة