الحقيقة ــ خاص
استشهد اليوم الأحد 16 / 12 / 2012 م عشرات اللاجئين الفلسطينيين بعد قصف قوات النظام السوري مسجدا في مخيم اليرموك بدمشق لجأ إليه اللاجئون الفلسطينيون بعد تشريدهم من بيوتهم , واشتداد القصف والقتل عليهم .
وتأتي هذه المجزرة البشعة بعد تواتر الأنباء الواردة إلينا من دمشق بفرار الأمين العام للجبهة الشعبية " القيادة العامة " من مخيم اليرموك إلى منطقة طرطوس بعد فقدان قوات الأسد الظالمة السيطرة على المخيم .
وحظيت هذه المجزرة بتنديد واستنكار فلسطيني واسع ـــ لأول مرة ـــ منذ بدء الأحداث الدامية في سوريا .
مؤسسة الرئاسة الفلسطينية استنكرت ما يحدث من قتل للاجئين الفلسطينيين في سوريا , واتهمت النظام السوري بارتكاب هذه المجزرة , وحملته مسؤولية دماء الفلسطينيين التي سالت , ودعت منظمة التحرير الفلسطينية النظام السوري لوقف جرائمه فورا .
بدورها فقد استنكرت حركة حماس وعلى لسان مسئول العلاقات الدولية فيها أسامة حمدان هذه الجريمة التي وصفها حمدان بالمجزرة الحقيقية والبشعة , ودعا إلى احترام الفلسطينيين والحفاظ عليهم , وأضاف حمدان قائلا : " إن من يدعم الفلسطينيين ويردد ذلك دائما لا يقتلهم , بل يحافظ عليهم ! " .
قناة الأقصى الفضائية " الإعلام الرسمي لحركة حماس " خرجت عن المألوف وقامت بالتغطية المباشرة , وتخصيص وقت ليس بالقليل لتغطية المجزرة واستضافة محللين وناطقين باسم الفصائل , ووصف مذيعها النظام السوري بأنه أحقد وأجرم من العدو الصهيوني .
ولكن اللافت أن إعلام حركة الجهاد الإسلامي متمثلا في وكالة فلسطين اليوم الإخبارية الالكترونية ذكرت الخبر بعد وقوعه بساعات , ولم تبين الوكالة الجهة التي قامت بتنفيذ الجريمة قائلة : " استشهد عدد من اللاجئين الفلسطينيين في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق إثر الأحداث الدموية المؤسفة في سوريا" , ومضت الوكالة تقول : " وذكرت وسائل إعلامية أن قذيفتين صاروخيتين سقطتا على مسجد عبد القادر في مخيم اليرموك للاجئين بدمشق أسفر عن استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين. " ا.ه
والقول نفسه ينطبق على قناة فلسطين اليوم الفضائية التي قامت بنقل الخبر بشكل مخجل ومخزي حيث ذكرته
في سياق نشرتها , ولم تبين الفاعل الحقيقي للمجزرة .
وبعد تتبع موقع الحقيقة لمجريات الأحداث الجارية ورصده للتصريحات فإنه لم يسجل أي إدانة للمجزرة من قبل ممثلي أو قادة حركة الجهاد الإسلامي ! .
يذكر أن هذه المجزرة بحق الفلسطينيين لم تكن الأولى بل سبقها مجازر وسقط المئات من القتلى الفلسطينيين خلال الثورة السورية المباركة ؛ ليثبت لنا أن الدم الفلسطيني يتعانق مع الدم السوري وأن الشعبين متوحدين ضد النظام السوري البائد بإذن الله.