هل يستطيع مجلس الأمن صد عدوان إيران المتكرر على السيادة اليمنية ؟

بواسطة مركز التأصيل للدراسات والبحوث قراءة 776
هل يستطيع مجلس الأمن صد عدوان إيران المتكرر على السيادة اليمنية ؟
هل يستطيع مجلس الأمن صد عدوان إيران المتكرر على السيادة اليمنية ؟

9-2-2013

في كل موضع لها أصابع تعبث , وتنشر الخراب حيثما تحل أدواتها , ولا تكف عن تصدير المشكلات والصراعات حيث ترسل مندوبيها وعملائها , إنها إيران الشيعية التي لا تكف عن ممارسة نفس الدور بنفس الأدوات في كل مكان .

فمنذ قرابة الشهر تمكنت قوات حرس الحدود اليمنية من ضبط ومصادرة سفينة كانت تحمل صواريخ وأسلحة رجحت أنها إيرانية مرسلة للحوثيين الشيعة الذي دأبوا منذ فترة طويلة على قلقلة الأوضاع في اليمن وتفجير الصراعات واغتنامها انتصارا لمذهبهم الشيعي ضد مدارس شرعية سنية مثلما حدث في دماج .

وقالت وكالة رويترز عن عبد الرشيد عبد الحافظ وهو مسئول حكومي يمني أن الأمر تمت مناقشته على المستوى الرئاسي بين اليمن وإيران , فنسب له ان الرئيس عبد ربه منصور هادي قد اتصل هاتفيا بالرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ليطلب منه أن تكف طهران عن تهريب الأسلحة إلى بلاده.

وفي اتجاه آخر قدم اليمن شكوى إلى مجلس الأمن الدولي طلب فيها أن يضع أمر السفينة قيد تحقيق دولي عن طريق لجنة خبراء دولية يشكلها المجلس تقوم بفحص شحنة الأسلحة ومعرفة مصدرها ومسارها .

وحسب ما ذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبا) أن قوات حرس الحدود قد تمكنت بمساعدة البحرية الأمريكية المتمركزة في بحر عمان من رصد السفينة وعلى متنها صواريخ ارض - جو من طراز سام 2 وسام 3  وهي صواريخ مضادة للطائرات ومادة (سي فور) شديدة الانفجار التي يمتلكها عدد قليل من الدول في الشرق الأوسط , وهذه الشحنة تعتبر – وفق ما صرح وكيل وزارة الداخلية اليمنية لقطاع الأمن العام عبد الرحمن حنش - اخطر شحنة أسلحة يتم تهريبها إلى اليمن

وذكرت وكالة فرانس برس عن مصدر أمني يمني تأكيده بحسب المعلومات المتوافرة لديه بأن الأسلحة كانت متجهة الى الشيعة الحوثيين الذين يسيطرون على مناطق في محافظة صعدة شمال البلاد .

ولم تكن الاتهامات اليمنية لإيران على غير أساس فقد جاء في التقرير الذي نشرته "سبأ" أن مندوب اليمن لدى الأمم المتحدة، سلم رسالة من الحكومة اليمنية إلى غاري كوينلان، رئيس لجنة مجلس الأمن المنشأة بموجب القرار رقم 1737 بشأن فرض عقوبات على إيران ، تضمنت طلبا رسميا من الحكومة اليمنية للمساعدة في التحقيق بشأن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها في المياه الإقليمية اليمنية والتي احتوت على أجهزة رؤية ليلية إيرانية الصنع بالإضافة إلى كم هائل من "صواريخ "كاتيوشا" من عيار 122 مليمترا وصواريخ "ستريلا 1و2" المضادة للطائرات وقذائف "ار.بي.جي" ومواد متفجرة .

وقد نفت إيران بالطبع صلتها بالسفينة وبالشحنة التي على متنها وأكدت عدم تدخلها في الشان اليمني وهو ما تكذبه الوقائع المتكررة حيث أعلنت اليمن في منتصف 2012 أنها ألقت القبض على شبكة تجسس يقودها قائد الحرس الثوري الإيراني السابق , واثبتت اليمن ان إيران تتدخل على جبهتين فتدعم جماعة الحراك في الجنوب وتدعم الحوثيين في الشمال

ويعلن الساسة داخل اليمن تعجبهم من هذا التصرف الإيراني – الذي لا يتضمن أي عجب فهذه سياسة الشيعة المتبعة في كل مكان – فيقول وزير الإعلام علي العمراني : " كنت ممن يأمل أن تغير إيران سياستها تجاه اليمن غير أن اكتشاف سفن الأسلحة المتنوعة يظهر أن التغيير يحصل بالفعل لكنه يمضي في اتجاه سلبي وخطير جداً , ومع ذلك لا يزال الإيرانيون ينكرون وأتباعهم هنا صلتهم بالسفينة , ولهذا طلبت اليمن تحقيقا دوليا في الأمر " .

ويصبح الترقب قائما عند اليمنيين منطلقا من الداخل قبل أن يكون من الخارج , فتتخوف السلطات اليمنية من قيام حرب عشائرية منطلقة من أسس مذهبية داخل اليمن أكثر مما تتخوف على نفسها من القوى الخارجية , فيقول وزير الإعلام على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك": " هناك أيضاً من يطالب بقطع العلاقة مع إيران وآمل أن لا تقود التطورات المؤسفة إلى قطع العلاقات , لكن لو حصل ذلك ، ما الذي سيفعله من ينوب عن إيران هنا يا ترى؟ حيث يبدو أن هناك من ولاؤه للخارج في بلادنا مقدما على ما سواه.

وتلك هي الأزمة الكبرى التي تجيد إيران صنعها داخل نفسية كل شيعي , بحيث يكون ولاؤه لإيران أكثر من ولائه لوطنه الذي عليه ولد ونشأ هو وآباؤه وأجداده , وهنا تكمن الأزمة الشيعية في السعودية والكويت والبحرين وغيرها , إنها أزمة الولاء بين الدولة والمذهب , إذ يقدم الشيعة دوما ولاءهم المذهبي للشيعة وبالتبعية لإيران على أي انتماء سواه.

  المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث

 



مقالات ذات صلة