السنة واليهود في إيران ... حقائق وآمال
طارق أحمد حجازي
لا شك أن الوجود اليهودي في إيران له امتداده التاريخي - كما في كثير من دول المشرق الإسلامي - فالطائفة اليهودية التي يقدر تعداد أفرادها بـ 30 ألف نسمة لها معابدها وثقافتها ومؤسساتها التي تحفظ وجودهم واستمرارهم ، وعلاقتهم مع الحكومة الإيرانية تتصف بالشفافية والرعاية .
وأهل السنة في إيران كذلك لهم عقيدتهم وتاريخهم وثقافتهم وعلماءهم وأعلامهم – ووجودهم في إيران يسبق الوجود الصفوي بعشرة قرون - وتعدادهم يفوق الـ20 مليوناً ؛ وهم الأكبر عدداً بعد الشيعة في إيران من بين الطوائف والأقليات ، ولكنهم –في الحقيقة- يعانون أشد المعاناة في ظل سياسة التنكيل والتغييب والإضعاف ، وكلنا أمل أن يعامل السنة والعرب في إيران كما يعامل اليهود .
والمفارقة العجيبة أن علماء الشيعة ومثقفيهم يدعون علماء المسلمين في الكثير من المؤتمرات واللقاءات للعمل على وحدة الصف والتقارب بين المذاهب ، وهذا ما لا نراه في إيران مع أهل السنة ؛ ونحن مع التقارب بين السنة والشيعة، لكن للحق الذي جاء في الكتاب والسنة وإجماع الأمة ، وحب الصحابة وآل بيته الكريم ، وليس تقريب السنة لمعتقدات الشيعة !!
فلهذا نوجه دعوتنا وآمالنا لقيادة وحكومة إيران أن يعاملوا المسلمين السنة هناك كما يعامل اليهود في إيران ، ونلخص آمالنا بالآتي :
- نأمل أن يسمح لأهل السنة من عرب وعجم في إيران تعلم العربية ، كما يتعلم يهود إيران العبرية.
- ونأمل أن يحصل أهل السنة في إيران على حقوق سياسية مساوية لحقوق اليهود في إيران.
- ونأمل وأن يسمح للسنة انتقاد سياسات القيادة والحكومة الإيرانية كما ينتقد ممثل اليهود في البرلمان الإيراني "موريس معتمد" تصريحات الرئيس أحمدي نجاد .
- ونأمل أن يكون للسنة في إيران مقرات للاجتماعات ومؤسسات كما للطائفة اليهودية مقرات ومستشفيات ومكتبات تتبع معابدهم في طهران وأصفهان وهمدان .
- ونأمل أن يسمح لأهل السنة في إيران بحرية التنقل كما يسمح لليهود بالتنقل والسفر حتى إلى الكيان الصهيوني ؛ كما صرح "موريس معتمد" بأن :" الحكومة الإيرانية تسمح لنا بالسفر إلى إسرائيل" .
- ونأمل أن تعترف الحكومة بالسنة في إيران كما تعترف باليهود كأقلية دينية يسمح لها بممارسة شعائرهم الدينية .
- ونأمل أن يكون لأهل السنة في إيران قناة فضائية كما أن للطائفة اليهودية في إيران قناة فضائية ، تنقل آرائهم وآمالهم .
- ونأمل أن يسمح لأهل السنة في طهران ببناء مسجد واحد يصلون فيه كما سمح لليهود بالتعبد في 36 معبداً في طهران وحدها ، من أصل 80 معبداً في محافظات إيران ؛ علما بأن أهل السنة في طهران يصل تعدادهم إلى المليون نسمة .
- ونأمل أن لا تهدم مساجد ومدارس السنة في إيران كما حدث لمدرسة ومسجد الشيخ قادر بخش البلوشي ومسجد كيلان في هشت بر ونماذج أخرى كثيرة ، ولو كانت هذه تتبع الطائفة اليهودية هل كان مصيرها هكذا!!
- ونأمل أن لا يتعرض علماء أهل السنة في إيران للاعتقال والتعذيب والاغتيال ، كما هو واقع الحال لقادة اليهود الأمنيين من التنكيل والتغييب.
- ونأمل أن يحافظ على حياة علماء ومشايخ السنة في إيران كما يحافظ على حياة حاخامات اليهود ؛ وأن يطمئنوا في بلدهم كما يعيش اليهود آمنين مطمئنين .
- ونأمل أن يقيم سنة إيران مؤسساتهم كما يقيم اليهود مؤسساتهم ، وأن يمارسوا ثقافتهم كما يمارس اليهود ثقافتهم ، وأن يرعى وجودهم كما يرعى وجود اليهود .
- ونأمل أن يعترف الدستور الإيراني بأهل السنة كما يعترف الدستور باليهودية كديانة ويحترم حقوقها ويمنحها الحرية في ممارسة طقوسها الخاصة وإقامة معابدها.
- ونأمل أن تكون نسبة تمثيل السنة في البرلمان الإيراني كنسبة تمثيل اليهود في المجلس ( نسبة تمثيل السنة واحد لكل 1.7 مليون ، واليهود واحد لـ30 ألف ).
- ونأمل أن يسمح للسنة في إيران بإدخال كتبهم ومراجعهم كما يسمح لليهود إدخال تلمودهم ومشناتهم !!
- وأن يظهر من يمثلهم على شاشات التلفزة كما يظهر اليهود ليقولوا مطالبهم !!
- ونأمل أن تحترم عقيدة السنة في إيران ولا يعمل على اهانتهم واستفزازهم بإقامة مرقد ومزار لأبي لؤلؤة المجوسي – عليه لعنة الله - قاتل الفاروق عمر رضي الله عنه .
- وأن تنشأ لهم مؤسساتهم العلمية والدعوية كما ينشأ لليهود ، وأن يستقبل قادتهم كما يستقبل كبار حاخامات اليهود في إيران ، وأن يسمح للسنة بإقامة معارضهم كما يقيم اليهود معارضهم .
- ونأمل أن لا يطعن في عقيدة أهل السنة ولا يسب صحابة رسولهم محمد الله صلى الله عليه وسلم كما يراعوا حرمة اليهود وسب دينهم وعقيدتهم وأصول دينهم .
- ونأمل أن تتوقف إيران عن طباعة الكتب الشيعية الضخمة التي تحتوي الطعن في الصحابة والقول بتحريف القرآن .
وخلاصة القول : اليهود في إيران يتمتعون بحقوق أكثر بكثير من المسلمين السنة ، ولا يقصد من كلامنا الدعوة للتنكيل بالآخرين حتى ولو كانوا يهوداً ؛ فاليهود عاشوا في ظل العهود الإسلامية بأمن وأمان ما داموا يؤدون واجباتهم فنالوا بذلك حقوقهم ، وقد سجلت صفحات التاريخ بأحرف من نور صور العدل الذي قام به المسلمون مع غير المسلمين ، فالإسلام يحفظ للإنسان الحقوق الأساسية في الحياة التي لا غنى له عنها ، كحفظ النفس ، والدم ، والمال ، والعرض ، والعقل ، ويستوي في هذه الحقوق المسلم وغير المسلم ، فهي حقوق وحرمات معصومة ، لا تنتهك إلا بسبب شرعي ، مثلهم في ذلك مثل المسلمين .
ولكن الذي لا يعقل بأن يبرر عدم بناء مسجد للسنة لكي لا يعرض النظام للخطر !! أما بناء كنيس يهودي هو حق مشروع للعبري !! أمانينا أن يعامل أهل السنة في إيران كما تعامل الطائفة اليهودية هناك!
اللهم أجمع كلمة المسلمين على الحق ...
والحمد لله رب العالمين ،،،