دول إيران السرية

بواسطة علي سعد الموسى قراءة 527
دول إيران السرية
دول إيران السرية

دول إيران السرية

 

علي سعد الموسى - الوطن السعودية   1 / 1 / 2008م

 

الذين يزعمون اليوم أن إيران قد فشلت في مشروع ـ تصدير الثورة ـ إنما هم واهمون متعامون عن الحقائق الثابتة على الأرض، وسأحمل على مسؤوليتي القول إن الخطر الحقيقي على مستقبل المنطقة ينبع من ركني إيران ثم إسرائيل وأنا لم أضع ـ إشارة التراتب ـ ولا الترتيب عبثا وإنما استقراء للواقع.

وعلى أسوأ الأحوال، فإسرائيل أمامنا على جبهة ثابتة وفي حدود جغرافية معلومة واضحة بحدود ـ الميل ـ وأجزائه بينما بؤر إيران السرية والمعلنة تنتشر في سائر الجسد العربي مثل حمم البراكين المفاجئة.

ومن حركة ـ الحوثيين ـ في جبال اليمن إلى "دولة حزب الله السرية" في لبنان، مرورا بالواقع الإيراني الذي سلخ اليوم جنوب العراق عن خريطته، فما زال مشروع تصدير الثورة يختار له بؤر التعايش ليحيلها إلى ثكنات مواجهة، وآخر الضحايا على القائمة ليس إلا مملكة البحرين الشقيقة. يلعب مشروع تصدير الثورة الإيراني على التناقضات في توازن محسوب.

فبينما يسكت الجهاز الإيراني الرسمي في القيادات السياسية هناك عن التعليق على فتنة الحدث المذهبي، يتولى الدور أحد أقطاب اللعبة من الملالي وها هو آية الله شريعتمداري يعلن في خطبة جمعة صاخبة أن البحرين ولاية إيرانية.

ومخطئ من يظن أن تصريحه عبارة شاردة من رجل يعبر عن نفسه ولا يتكلم بالضرورة عن الرأي الرسمي للدولة، فكل العملية تبادل أدوار راسخ في أدبيات المشروع السياسي الضخم لتصدير الثورة.

ومن يقرأ الكتاب الشهير ـ دولة حزب الله السرية ـ يعلم تماما أبعاد المشروع ويدرك جليا حجم الهدف القومي الفارسي وإن تلبس لغة دينية مؤدلجة.

وعدا عن اللعب المكشوف على التناقضات المذهبية التي تكتنزها دول الخليج العربي ولبنان والعراق فإن مشروع تصدير الثورة أيضا يمد يديه إلى المجتمعات السنية الخالصة في استغلال خطير للظروف السياسية السيئة.

اللعبة الإيرانية واضحة مكشوفة في تحييد الكيان السوري عن محيطه العربي، وقيادات حركة حماس تجد في إيران اليوم جدارا استناديا جعلها حركة أسيرة لما تمليه عليها القيادة الإيرانية.

ذات الكتاب يبرهن أن إيران تمد جذورها نحو حركة الإخوان المسلمين، مستغلة أولا، أن ذات الحركة ـ واسعة المذهب ـ لا يوجد لديها حدود عقدية بعد أن تحولت من حركة دينية إلى فكرة سياسية، وثانيا، لأنها أخطر حمم البراكين في الجسد العربي وهي تنتشر في كل الخارطة وداخل كل النقابات والبرلمانات وأوساط النخبة العربية.

مخطئ أخيرا من مازال يظن أن الحرب الأهلية بفضل هذه البؤر والبراكين التي زرعتها إيران في الجسد العربي لم تنفجر بعد، بل هي واحدة بعد الأخرى والقادمة على الطريق. وعلى مسؤوليتي أخيرا فإن حروبنا العربية القادمة بين ظهرانينا ستكون مع "دول إيران السرية" على الخريطة العربية.

 

نقلاً عن شبكة الراصد الإسلامية: http://www.alrased.net/

 



مقالات ذات صلة