من يحمي الفلسطينيين في سوريا ؟ - سعيد فالح بكارنة

بواسطة سعيد فالح بكارنة قراءة 1827
من يحمي الفلسطينيين في سوريا ؟ - سعيد فالح بكارنة
من يحمي الفلسطينيين في سوريا ؟ - سعيد فالح بكارنة

سعيد فالح بكارنة – الناصرة

تعتبر سوريا الدولة الثانية – بعد الأردن - بين الدول العربية من حيث عدد اللاجئين الفلسطينيين المتواجدين على أراضيها , حيث يبلغ عددهم  ما يقارب500 ألف لاجئ يتوزعون على مختلف المحافظات والمدن السورية  ويقيمون في مخيمات وتجمعات خاصة بهم ، أكبرها مخيم اليرموك قرب دمشق ، إضافة إلى مخيم درعا ومخيم العائدين في حمص ومخيم النيرب في حلب وغيرها .

ومنذ اندلاع الثورة السورية قبل أكثر من عام ونصف اتخذ الفلسطينيون في سوريا موقف الحياد من الثورة السورية ، حيث اعتبرت الاحتجاجات الشعبية من قبل القيادات الرسمية للفلسطينيين في سوريا على أنها  " مسألة داخلية " ، وقد برز ذلك من خلال التصريحات المختلفة للقادة الفلسطينيين في سوريا .

هذا الموقف كان له ما يبرره  - في رأيي - ، ذلك أن اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا من قسوة التهجير ومرارة  التشريد ، قد عانوا ما عانوه من الأنظمة العربية ، وتعرضوا لمذابح في لبنان كمذبحة صبرا وشاتيلا عام 1982 ، وتل الزعتر عام 1976  ، وقبلها في الأردن في ما يعرف  "بأيلول الأسود" عام 1970 ، ولذلك رأووا  أن من مصلحتهم أن لا يتخذوا موقفا واضحا ويؤيدوا النظام أو الثوار .

وشيئا فشيئا ورغم موقف الحياد الذي انتهجه الفلسطينيون ، بدأنا نسمع عن شهداء بالعشرات من أبناء جلدتنا الفلسطينيين في مخيمات اليرموك وحمص  من مهجري  صفورية  والشجرة ولوبية  و عيلوط  والصفاف و النجيدات وغيرها من قرانا المهجرة ، وكانت آخرها مقتل عشرين فلسطينيا في مخيم اليرموك   بقصف على يد قوات النظام السوري قبل عدة أيام .

ومع تأكيدنا أننا ضد القتل بشكل عام مهما كان ت قومية وجنسية الضحية ، وتأكيدنا على أننا لا نفرق بين دم ودم ، فالسوري أخ للفلسطيني وللمصري والجزائري ، إلا أننا نلاحظ أن الفلسطينيين قد وقعوا بين المطرقة والسندان وأنهم لا يجدون من يدافع عنهم وعن مصالحهم   في سوريا ولا من يمثلهم ، فهم قد تعرضوا للقتل والظلم والاضطهاد تماما كما يتعرض له قسم كبير من السوريين  . إلا أنهم يختلفون عن إخوانهم السوريين بأن مسلسل عذابهم أطول وأنهم ربما يكونوا قد تعودوا على المعاناة ، فهم تحولوا في  "بلاد العرب أوطاني "  إلى مواطني درجة ثانية ، وحرموا من عدة حقوق وخير مثال على ذلك ما يعانيه الفلسطينيون في لبنان من ظلم واضطهاد لا يمكن لأحد إنكاره  .

إضافة إلى ذلك فإن اللاجئين الفلسطينيين قد  ذاقوا مرارة التهجير والتشريد من بلادهم في عام 1948 ، ومنهم من تشرد عدة مرات بعد حرب  1967 ، وبعد حرب عام 1973 ، واستمر مسلسل التهجير حتى عام 2006 عندما رحل الفلسطينيون من العراق إلى سوريا .

إنني في الوقت الحالي لا أستطيع التوقع بشأن مستقبل اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ، ولكن ما من شك أن القيادات الفلسطينية وعلى رأسها السلطة الوطنية الفلسطينية لم تعمل بشكل كاف من أجل حماية  فلسطينيي سوريا ، حيث لم تقم بالتوجه للأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة من أجل إغاثتهم وتقديم المساعدة لهم .كما أن لجنة  المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل يكاد نشاطها يكون معدوما في تقديم المساعدة لفلسطينيي سوريا .

 كما  أنه يتوجب على المؤسسات الإعلامية الفلسطينية ووكالات الأنباء متابعة أوضاعهم ، والعمل على توثيق ما يتعرضون له فربما يساعد ذلك في تشكيل  عامل حماية لهم .

المصدر :  فلسطينيو العراق



مقالات ذات صلة