هل سيتم التخلص من نصر الله قريبا؟

بواسطة شريف عبد العزيز قراءة 719

 

هل سيتم التخلص من نصر الله قريبا؟

 

الثلاثاء 07 يونيو 2011

 

بقلم: شريف عبد العزيز

 

ـ  حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله الشيعي اللبناني، والذي يشغل منصب وكيل المرجعية الجعفرية الرافضية الإيرانية في لبنان، قد عودنا منذ فترة  على إطلالاته الإعلامية المتكررة التي كانت تصب في جملتها في خدمة المشروع الإيراني الصفوي في المنطقة العربية والإسلامية، وهو المشروع الذي يعرفه الجميع باسم " إيران الكبرى "، وكان نصر الله يسعى جاهدا لتقديم نفسه كزعيم للأمة ونصير للمظلومين، وقد راقه جدا أن يطلق عليه بعض المخدوعين والمأجورين اسم " سيد المقاومة وزعيم الممانعة "، وقد بلغ أوج لمعانه في 2006 في أعقاب العدوان الصهيوني على لبنان، وكلنا يذكر مشهد تلك المرأة اللبنانية على فضائية 'المنار' إبان العدوان الإسرائيلي على لبنان  صيف 2006، وهي تخاطبه وتطلب قطعة من عباءته التي تعرّق فيها خلال تلك الحرب الشرسة، لأن  نصر الله كان قد جسّد في تلك الحرب رمزية للجماهير والشعوب  التي ترفض الكيان المغتصب، وترفض كل من يقف وراءه من قوى الغرب ومن الأنظمة العربية،وعاش طويلا في لفة الوهم بأن زعيم الأمة العربية والإسلامية، حتى استيقظ من حلمه الجميل ووهمه الطويل، وهو الآن يعيش أسوأ كوابيسه .

ــ نصر الله بدأ نجمه الوهاج في الأفول مع انكشاف كثير من خططه وآرائه وأفكاره الطائفية المتعصبة، وذلك مع اشتعال العدوان على غزة أواخر 2008، وسكوته المريب على جرائم الصهاينة على غزة مع قدرته على الهجوم على ظهر إسرائيل المكشوف وقتها،  وما تلا ذلك من قتل كوادر حزبه لأهل السنة في بيروت في 7 مايو سنة 2009، ثم دوره المفضوح في تدريب مليشيات القتل الطائفية في العراق والممثلة في فيلق بدر وجيش المهدي، وهي المليشيات المسئولة عن جزر مئات الألوف من أهل السنة في بغداد وما حولها، ثم الفيديو الشائن الذي فضحه وفضح حقيقته وأنه مجرد دمية في يد المرشد الإيراني وتصريحه بلا خوف أو مواربة أنه يعمل لصالح مملكة الفرس في إيران، وهو الفيديو الذي كان بمثابة الصدمة القاسية لكثير من المفتونين بسماحة السيد ! إذ وجدوه يفتخر بعمالته ويستعلى بجاسوسيته لأسياده الإيرانيين، بعد أدخل نصر الله لبنان هذا البلد المنكوب بنخبته الحاكمة وطائفيته السائدة على الجميع، أدخله في أزمة سياسية طاحنة أدت لسقوط حكومة الحريري، وبقاء لبنان بلا حكومة حتى كتابة هذا السطور .

ــ ولأن نصر الله  قد اعتاد البقاء تحت الأضواء والإطلال الدوري بمناسبة وبدون مناسبة في وسائل الإعلام ليبعث برسائل طمأنة لأسياده وأتباعه على حد السواء أن ما زال على العهد وفيا، وعلى درب التمكين لإيران سائرا، فقد أطل عدة إطلالات منذ اندلاع الثورة العربية الكبرى في دول المنطقة، بدأها في مؤتمر عقد بالضاحية الجنوبية في 7 فبراير الماضي لتأييد الثورة المصرية، وفيه أطلق عبارات التأييد العاطفية والمؤثرة لركوب موجة الثورات، رابطا دون مناسبة بين ثورتي مصر وتونس والثورة الإيرانية الطائفية، في إشارة غير ضمنية لخططه ونواياه تجاه هذه الثورات المباركة، ونصر الله ظن أن المشروع الإيراني قد دخل حيز التنفيذ باندلاع هذه الثورات، وكانت العين كلها على البحرين لتكون المحافظة الإيرانية رقم  29، وفي البحرين قرر سيد المقاومة أن يشترك في الثورة بأكثر من التأييد المعنوي والمؤتمرات الجماهيرية، فلقد أرسل قوات حزبه عبر إيران وسوريا لتشترك فعليا بالعتاد والسلاح والرجال في إشعال ثورة البحرين من أجل إسقاط أسرة خليفة لا لشيء إلا لأنها أسرة سنية تقف في وجه الأطماع الإيرانية،  ولكن مخططاته كلها ذهبت أدراج الرياح مع دخول قوات درع الجزيرة على خط المواجهة مع المشروع الصفوي في البحرين .

ــ نصر الله لم يكد يستفق من صدمته وفشله الذريع على أرض البحرين، حتى تعرض لما هو أقسى وأشد عليه وعلى حزبه وأسطورته الوهمية، وهي الثورة السورية على الحكم البعثي العلوي الأسدي في دمشق، وسوريا الأسد هي أكبر حليف استراتيجي وعقائدي لنصر الله في المنطقة، فهي الامتداد الجغرافي والحليف السياسي والمعين الاقتصادي والسند الداخلي، ونصر الله وحزبه بدون سوريا صفر كبير على أقصى اليسار، وزواله وتفككه مع زوال حكم الأسد في سوريا مسألة وقت فقط لا غير، هذه الصدمة جعلت نصر الله يغير جلده تماما مثلما يغير عباءته في كل إطلالة تلفزيونية، وتتحول قذائفه الدعائية ضد الأنظمة الاستبدادية إلى خرس كامل تجاه المجازر الوحشية التي تقوم بها زبانية وجلاوزة النظام البعثي المجرم في سوريا، هذا الخرس لم يعجب النظام البعثي الذي يتوقع من زعيم الممانعة وسيد المقاومة ما هو أكثر من ذلك بكثير، وخدمات وأيادي سوريا الأسد على نصر الله وحزبه أكبر من ترد أو يكتفى فيها بالسكوت والخرس، لذلك دفع نصر الله بكوادر حزبه مثل مرتزقة القذافي، ليشتركوا مع الشبيحة وقوات ماهر الأسد في قمع السوريين الأبرياء المطالبين بالحرية والعدل، وانكشفت حقيقة هذا الحزب وشيخه ورجاله، فنصر الله لا يختلف  كثيرا عن كارلوس  وبوب دينارد وغيرهم من المرتزقة الدوليين الذين يبيعون قوتهم وسلاحهم لمن يدفع أكثر، ونصر الله يختلف عنهم أنه معمم بعباءة إيرانية وقلب حالك السواد ضد أهل السنة أين ما كانوا .

ــ هذه الخطيئة التي أقدم عليها كانت بمثابة المسمار الأول في نعش هذا الأفاك الأثيم الذي استغفل الشعوب لفترة طويلة، وخرجت الجماهير السورية في مظاهرات ضخمة تلعن نصر الله وحزبه وطائفته ومواليه، ولأول مرة تخرج الجماهير العريضة تنادي بسقوطه والانتقام منه، في نوبة صحيان كانت كفيلة بأن يطير صواب سيد المقاومة من أجلها، وبل من أن يرتدع ويتدارك شعبيته الآخذة في الانهيار بسرعة، وبدلا من أن يعتذر عن خطأه ويثوب إلي رشده، وتبرئ من جريمته بحق البحرينيين والسوريين، إذا به يقدم على أخطر خطوة في حياته، وهي الخطوة التي ستنهي أسطورته وتقضي على أوهامه وأحلامه للأبد .

ــ نصر الله في مؤتمر عقدته السفارة الإيرانية ببيروت يوم الأربعاء الماضي  بمناسبة ذكرى هلاك الخميني أطل بواحدة من أخطر إطلالاته الإعلامية على الإطلاق، إذ خلع فيها جميع أقنعته، وتخلى عن أدوات زينته الفارغة، ونزع رداء التقية الذي تدثر به لسنوات طوال خدع خلالها الجماهير بمعسول الكلام وبيع الأوهام، نصر الله في خطبه انقلب على نفسه وناقض كلامه وآراءه السابقة التي ما زال صداها يتردد في أجواء المنطقة، إذ اعتبر أن ما يجري الآن في المنطقة من ثورات عربية أمراً خطيراً جدا يهدف إلى تقسيم الدول العربية، وقال بالحرف الواحد "اليمن مهدد بالتقسيم والسودان قُسَّم وحتى شماله معرض لمؤامرة تقسيم جديدة، و ليبيا مهددة بالتقسيم وإذا أخذت الأمور منحى سلبيا في سوريا فما يحصل لها تقسيم ".  ثم قال نصا " التقسيم إذا وصل إلى سوريا فسوف يصل إلى السعودية ". 

ــ هذا التصريح الصريح من نصر الله الحقيقي دون رتوش أو أقنعة أو تقية، قد  اعتبره المحللون ذا دلالات خطيرة ويحمل إشارات ضمنية وتهديدات خفية للعربية السعودية، بأن الأقلية الشيعية المنتشرة في المنطقة الشرقية والإحساء، وأيضا الموجودة في باقي  دول الخليج سوف تثور وتنتفض، وتحذو حذو شيعة العراق الذين وضعوا أيديهم في أيدي الأمريكان من أجل تسهيل احتلال العراق وإسقاط حكم صدام حسين، ظنا منه أنه يضغط بذلك على الدول العربية عموما والسعودية خصوصا للوقوف بجوار النظام البعثي المجرم، ومؤازرته في طغيانه واستبداده بالشعب السوري الشقيق، و لا أدري كيف لنكرة مثل نصر الله أن يهدد دول المنطقة بأسرها، وخاصة السعودية بنقل حمى الثورات في بلادها، وهل نسى هذا الطائفي المأفون كيف حاول أتباعه ذلك منذ أسابيع مضت فيما عرف بثورة " حنين " التي دعت لها الأقليات الشيعية في السعودية بالتعاون مع التيارات الليبرالية  من أجل قلب نظام الحكم في السعودية، ولكن الله أفشل ريحهم وأبطل كيدهم وانقلب سحرهم في نحورهم .

ـ ثم نقول لسيد الاستبداد وزعيم الطائفية في المنطقة هل تظن أن السعودية مثل سوريا ؟ فالسعودية  بلد يحكم بشرع الله وراية الدعوة فيه ظاهرة، وكلمة العلماء فيه مسموعة، وهو عقر دار الإسلام،  رغم المحاولات المستميتة للتغريبيين والليبراليين لطمس هويته، وفيه أطهر البقاع التي تهوى إليها أفئدة الناس من كل مكان، والحقوق مردودة والمظالم مرفوعة، والخير يدور كأسه على الجميع، والجميع فيه سواسية خاصة الأقلية الشيعية المزعجة، لا تهدر فيه قطرة دم ظلما وعدوانا،  هل مثلها كمثل سوريا ؛  فرغم أنها من أعرق دول الإسلام والعروبة، إلا أنها منكوبة  بقيادة مستبدة جمعت بين أسوأ عناصر الاستبداد والديكتاتورية ــ الطائفية الدينية والطغيان السياسي ـ قيادة جاءت من الأقلية النصيرية التي أجمع أهل العلم على كفرها وخروجها من الملة، ففعلت كل المنكرات والموبقات من أجل البقاء في السلطة والاستئثار بها، تقتل شعبها وتنكل بنسائها وتمثل بأجسام الصبية في أعمار الزهور مثلما فعل بحمزة وبراء الخطيب، فهل يعقل بعد ذلك كله  أن يقال السعودية مثل سوريا !؟ .

ــ إن نصر الله حتما قد طار صوابه وهو يري أسطورته تتهاوى ومجده الزائف ينهار في الحضيض، والشعوب والجماهير تلعنه وتلعن من ورائه، نصر الله يعلم الآن أن الحرب قد أصبحت مكشوفة لا مجال فيها للتقية والخداع والتظاهر، فقرر الرجوع إلى أصله وحقيقته، والتصرف والتعامل من منطلق هذا الدور، والذي أحسبه أن أيام حسن نصر الله في منصب الأمين العام لحزب الله قد باتت معدودة والرجل آخذ في حزم أمتعته للرحيل إلى حوزة ما في قم أو مشهد، ليقضي ما تبقى له من أيام، فقد انتهى دوره وافتضح أمره، ولابد من دماء جديدة وشخصية أخرى ترمم مكانة وشعبية حزب الله التي ضاعت بحماقات وإطلالات سيد المقامة وزعيم الممانعة، حسن نصر الله ( الأمين السابق لحزب الله الشيعي في لبنان ) .

وأخيرا أقول للسادة الأفاضل الذين أطلوا علينا من قناة العالم منذ عدة أيام وهم المستشار الخضيري والإعلامي البارز وائل الإبراشي، وتفاخروا بالمقاومة الشريفة لحزب الله، حتى أن المستشار الخضيري وهو رجل لا نشك في نزاهته، قال أنه يعلق صورة نصر الله على حائط غرفته، كما شن الإبراشي هجوما مريبا كأنه مدفوع الأجر على دول الخليج واصفا إياها بأنها هي التي كانت تمول الإرهاب في مصر، وبدعم التيار السلفي، أقول لهؤلاء السادة : أفيقوا من غيبوبتكم، وكفوا عن سذاجتكم، ولتنزع يا سيادة المستشار صورة نجمك المفضل من على حوائط بيتك،  فسيد المقاومة ما هو إلا مجرم وعميل وطائفي لأقصى درجة، يؤيد الاستبداد ويناصر الطغيان، والأيام والتصريحات التي نطقها بلسانه خير دليل على ذلك، وإذا لم يستفق هؤلاء وأشباههم في بلادنا، فلنا أن نشك فيهم بدلا المرة الألف مرة، وكما هو معروف في المثال المصري الرائج " اطعم الفم تستح العين "

 

 



مقالات ذات صلة