هذا ما فعله أبو لبابة ، وهذا ما يفعله هؤلاء !!

بواسطة احمد النعيمي قراءة 601

هذا ما فعله أبو لبابة ، وهذا ما يفعله هؤلاء !!

 

انتهى هجوم الأحزاب على المدينة بالخذلان والخيبة ، وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً ، وأرسل عليهم ريحاً وجنوداً من عنده ، وقذف في قلوبهم الرعب وكفى الله المؤمنين القتال ، من بعد أن اجتمعت عليهم قبائل العرب وساعدهم يهود بني قريظة ، الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله ، محاولين جميعاً القضاء على الدولة الإسلامية الوليدة التي قامت في المدينة المنورة ، وبعد هذه الأيام العصيبة وما رافقها من خوف أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يضع سلاحه بعد أيام صعبة مرت بها الدولة الإسلامية ، ولكن جبرائيل عليه السلام أتاه يخبره أن الملائكة لم تضع أسلحتها بعد وأمره أن يتوجه إلى يهود بني قريظة لينزلهم تحت حكم الله تعالى .

وعند وصول الرسول – صلى الله عليه وسلم – إلى بني قريظة قام بمحاصرتهم ، وطلب منهم أن ينزلوا تحت حكمه ، فأرسل اليهود في طلب الصحابي أبا لبابة – رضي الله عنه – وهو من الأنصار من بني أوس حلفاء اليهود قبل الإسلام ، لعله أن يشفع لهم عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وليسألوه هل ينصحهم بالنزول عند حكم رسول الله – صلى الله عليه وسلم –  أم أنه لا ينصحهم بهذا ، فاستقبله نساء اليهود وأطفالها ورجالها ، وهم يبكون مما رقق قلب الصحابي عليهم ، وأشار لهم إلى حلقه بأن مصيرهم الذبح إذا نزلوا عند حكم رسول الله ، ومن لحظتها أدرك – رضي الله عنه – أنه قد ارتكب جرماً بعد إشارة من يده إلى حلقه فقط ، يقول أبا لبابة في هذا ،: " فوالله ما زالت قدماي من مكانهما ، حتى عرفت أني قد خنت الله ورسوله "  وانطلق من فوره إلى المسجد وربط نفسه إلى عمود من أعمدته ، وعاهد الله أن لا يطأ بني قريظة أبداً ، وأن يبقى على رباطه هذا حتى يحكم الله فيه ، وفيه نزل قول الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " الأنفال 27 ، وبقي على حاله مربوطاً إلى عمود المسجد إلا أن تاب الله عليه وانزل فيه قوله : " وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " التوبة 102 .

سبحان الله ؛ من إشارة فقط  ، نقل من خلالها هذا الصحابي – رضي الله عنه – سراً ما كان ينبغي له أن يُعلم به أعداء الله ، علم أنه قد خان الله تعالى ورسوله ، فما بالك بمن يدافع عن القتلة والمجرمين من اليهود والنصارى ، والخونة من الإيرانيين !؟ الذين صرحوا وفي أكثر من مناسبة أنهم قاموا بمساعدة قوات الاحتلال الأمريكي بدخول أفغانستان والعراق ، فقد ذكر الرئيس الإيراني السابق على أكبر هاشمي رفسنجاني ، في حوار لجريدة الشرق الأوسط اللندنية في 9 / 2 / 2002م : " بأن القوات الإيرانية قاتلت طالبان وساهمت في دحرها ، وأنه لو لم تساعد قواتهم في قتال طالبان لغرق الأمريكيون في المستنقع الأفغاني " ، وأضاف : " يجب على أمريكا أن تعلم أنه لولا الجيش الإيراني الشعبي ما استطاعت أن تسقط طالبان " ، وكذلك صرح محمد علي أبطحي نائب الرئيس السابق خاتمي ، في ختام أعمال مؤتمر الخليج وتحديات المستقبل الذي ينظمه مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية سنوياً بإمارة أبو ظبي مساء الثلاثاء 15 / 1 / 2004م أن بلاده : " قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربها ضد أفغانستان والعراق ، وأنه لولا التعاون الإيراني لما سقطت كابول وبغداد بهذه السهولة " !؟ وما بالك بمن يدافع عن الذين يرتكبون أفظع المجازر بحق المسلمين كما فعل اليهود في غزة وجنين وفي لبنان ، والكثير غيرها من المجازر التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ، وما فعله الأمريكان في افغانستان والعراق ، وما فعله أذنابهم الإيرانيون الذين يحكمون العراق من خلال حزب الدعوة لإيراني والذي يمثل النسبة الكبيرة من حكومة العمالة العراقية !؟ وما بالك بمن يدافع عمن قتل في العراق وحدها مليون ونصف المليون مسلم ، بالإضافة إلى جرائم الإيرانيون بحق إخوتنا العرب في الأهواز وبلوشستان !؟ ما بالك بهؤلاء الذين يدافعون عن السفاحين والخونة ، رغم كل هذه المجازر التي ترتكب من قبلهم بحق المسلمين !؟ ما بالك بهؤلاء الذين لا يكتفون بالإشارة بأصابعهم إلى حلوقهم ، ولكنهم يسخرون أنفسهم للدفاع عنهم دفاع المستميت ، ويصرون على خيانة الله تعالى ورسوله – صلى الله عليه وسلم – وخيانة الأمانة ، والله يقول لنا : " إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ " الممتحنة 9 ، بل إن أحد هؤلاء ، الذين لا تعني دماء المسلمين ولا أعراضهم بالنسبة له شيئاً ، عندما رد عليه أحد إخوتنا : " بأن الإيرانيين الصفويون يقومون بمجازر ومآسي بأهل العراق ، وتحت حماية الاحتلال الأمريكي ، فلم تدافع عنهم بعد كل هذا الحقائق " فما كان منه إلا أجابه بكل برود : " هذا قدر الله أن تكون من أهل العراق وتعاني من الشيعة ، ولا شك أن هذا سيؤثر في حكمك عليهم " ولا ادري أي شيء بعد هذه الخيانة ليبرره هذا الإنسان !؟ ثم يضيف : " ومن نعم الله عليّ أنه ليس عندنا شيعة بمعنى الطائفة " وكأنه ينتظر خيانة جديدة حتى يتحكم الشيعة برقبته وينتهكوا عرضه حتى يصبح يحس بحال أخيه ، ونسي هذا الشخص الذي يدعي العلم أن هؤلاء إنما يرتكبون جرائهم بعد خيانتهم ومساعدتهم للاحتلال الأمريكي ، ونسي أن المسلمون كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، ونسي قول الرسول – صلى الله عليه وسلم – من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم ، ونسي أنه عندما كان الإيرانيون يتقاتلون مع العراق فقط في الحرب الإيرانية العراقية ، كان كثير من أهل السنة يقفون مع الثورة الإيرانية ، ولكن عندما ابتعد الأمر عن مجرد القتال وتعداها إلى الخيانة والتعامل مع النصارى واليهود أصبح الحكم مختلفاً ، ونسي كذلك أنه بالإضافة إلى الخيانة فإن الأمريكان الذين احتلوا العراق وشاركهم الإيرانيون في هذه الجريمة ، هم أنفسهم الذين يعتبرون أن أمن اليهود من أمنهم ويدافعون عنهم في كل مناسبة ويتسترون عن جرائمهم في فلسطين ، فما الفرق بين ما يجري من مذابح على أرض العراق أو ما يجري من مذابح على أرض فلسطين ، أليس المجرمون هم المجرمون أنفسهم !! اترك للقارئ تخيل أن صاحب الرد يزعم أنه حاصل على دراسات عليا .

هذا ما فهمه الصحابي الجليل أبا لبابة رضي الله عنه حين نقل إلى يهود سراً عن رسول الله وبالإشارة فقط ، فهم منه أنه قد خان الله ورسوله فتاب حتى تاب الله عنه ، فهل فهم هؤلاء الذين يدافعون عن قتلة المسلمين والخونة ما فهمه هذا الصحابي الجليل من إشارته فقط !؟ فيتوبون كما فعل هذا الصحابي ، حتى يقبل الله تعالى توبتهم ويعفوا عنهم ، أم سيبقون مصيرين على خيانة الله ورسوله وخيانة الأمانة التي جعلها الله في أعناقهم ، وماذا سيقول هؤلاء لكل تلك الضحايا التي قتلت وعذبت ، وماذا سيقولون للأعراض التي انتهكت داخل السجون وخارجها ، أما نحن فنقول لهم : ليس عيبا أن يكون الإنسان على خطأ ثم يرجع عنه إلى الصواب ، ولكن العيب والخسران كل الخسران أن يستمر في غيه وضلاله ويدافع عن الباطل وينتصر للخونة ، ثم يدركه الموت ويذهب إلى ربه وهو على حالته تلك ليسأله عن خيانته تلك ، وعندها ليس للخائنين لله ولرسوله ولتلك الدماء التي تسقط والأعراض التي تنتهك ، سوى لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، وإن غداً لناظره قريب .

 

 

 

احمد النعيمي

Ahmeeed_asd@hotmail.com

http://ahmeed.maktoobblog.com/

 

يراجع :

فيديو لمسلم عراقي حرق قسم كبير من جسده بالاسيد على يد الصفويين

http://www.youtube.com/watch?v=gxjxpbkmXi8

http://www.mediafire.com/?zmcrt5zzikz

تصريح ابطحي ..

http://ebaa.net/khaber/2004/01/15/khaber001.htm

 

 



مقالات ذات صلة