عبد الرحمن السقاف
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذه الفترة خرجت اصوات تنادي بصلاة جماعية بين السنة والشيعة، هدفها الوحدة، والتقريب بين السنة والشيعة.
وهذه دعوة باطلة خرجت ممن لا علم له ولا دراية بحقيقة الشيعة وصلاتهم خلف اهل السنة.
اهل السنة وعقيدتهم لا قيمة لها بتاتا عند الشيعة الامامية، ومهما تعددت نداءاتهم وتعالت اصواتهم، فإن نصوص عقيدتهم تفضحهم وتعريهم، ولا يجدون محيصا من الفرارعنها.
وفي هذه المبحث احببت ان ابين دعوى هذه الصلاة الموحدة، مع بيان حكمها عند الفريقين ..
- حكم الصلاة خلف اهل البدع عند اهل السنة :
الاصل فيها الجواز، فمن صحت صلاته صح الصلاة خلفه، فقد روى البخاري في تاريخه والبيهقي في سننه في الحديث المقطوع عن عبدالكريم البكاء قال : " ادركت عشرة من اصحاب محمد يصلون خلف أئمة الجور " .
اما عن الحديث حول الصلاة خلف اهل البدع ففيها شيء من التفصيل، حيث ان البدعة تنقسم الى قسمين:
1ـ بدعة مكفرة.
2ـ بدعة غير مكفرة.
وحول هذا التفريق انقل لكم شاهدا من قول ابن رجب رحمه الله في شرحه على صحيح البخاري، في كتابه فتح الباري.
يقول رحمه الله : " وفرقت طائفة بَيْن البدع المغلظة وغيرها: فَقَالَ أبو عُبَيْدِ فيمن صلى خلف الجهمي أو الرافضي: يعيد.
ومن صلى خلف قدري أو مرجىء أو خارجي: لا آمره بالإعادة.
وكذلك الإمام أحمد، قَالَ فِي الصلاة خلف الجهمية: إنها تعاد.
والجهمي عنده من يَقُول: القرآن مخلوق؛ فإنه كافر.
أو يقف ولا يَقُول مخلوق ولا غير مخلوق، ونص أَنَّهُ تعاد الصلاة خلفه - أَيْضاً -، وقال: لا يصلي خلف من قَالَ: لفظي بالقرآن مخلوق، وَهُوَ جهمي.
وقال: لا يصلي خلف القدري إذا قَالَ: لا يعلم الشيء حَتَّى يكون، فهذا كافر، فإن صلى يعيد.
وَقَالَ - أَيْضاً - فِي القدري: إذا كَانَ داعياً مخاصماً تعاد الصلاة خلفه.
وهذا محمول عَلَى من لا ينكر منهم العلم القديم.
وَقَالَ فِي الخوارج: إذا تغلبوا عَلَى بلد: صلي خلفهم.
وَقَالَ - مرة -: يصلى خلفهم الجمعة؛ صلى ابن عُمَر خلف نجدة الحروري.
وَقَالَ فِي الرافضي الَّذِي يتناول الصَّحَابَة: لا يصلى خلفه.
وَقَالَ فيمن يقدم علياً عَلَى أَبِي بَكْر وعمر: إن كَانَ جاهلاً لا علم لَهُ فصلى خلفه فأرجو أن لا يكون بِهِ بأس، وإن كَانَ يتخذه ديناً فلا تصل خلفه.
وَقَالَ فِي المرجىء - وَهُوَ: من لا يدخل الأعمال فِي الإيمان -: إن كَانَ داعياً فلا يصلى خلفه.
وَقَالَ فِي الصلاة خلف أهل الأهواء: إذا كَانَ داعيةً ويخاصم فِي بدعته فلا يصلى خلفه، وإلا فلا بأس.
وهذا محمول عَلَى البدع الَّتِيْ لا يكفر صاحبها، فأما مَا يكفر صاحبه فتعاد الصلاة خلفه، كما تقدم عَنْهُ.
قَالَ حرب: قُلتُ لأحمد: فتكره الصلاة خلف أهل البدع كلهم؟ فَقَالَ: إنهم لا يستوون.
وأما الصلاة خلف الفساق، فَقَالَ أحمد - فيمن يسكر -: لا يصلى خلفه، وفيمن ترك شيئاً من فرائض الإسلام أو تعامل بالربا: لا يصلي خلفه، ولا خلف من كل بيعه عينة - يعني: نسأة، ولا خلف من يكثر كذبه.
وسئل عَن الصلاة خلف من يغتاب النَّاس؟ فَقَالَ: لَوْ كَانَ كل من عصى الله لا يصلى خلفه، متى كَانَ يقوم النَّاس عَلَى هَذَا؟ وفرق - مرة - بَيْن المستتر والمعلن.
قَالَ أحمد بن الْقَاسِم: سئل أحمد عَن الصلاة خلف من لا يرضى؟ قَالَ: قَدْ اختلف فِيهِ؛ فإن كَانَ لا يظهر أمره فِي منكر أو فاحشة بينة أو مَا أشبه ذَلِكَ فليصل.
وفرق - مرة - بَيْن الصلاة خلف الأمراء وغيرهم.
قَالَ الميموني: سَمِعْت أحمد قَالَ: إذا كَانَ الإمام من أئمة الأحياء يسكر فلا أحب أن أصلي خلفه البتة؛ لأن لِي اختيار الأئمة، وليس هُوَ والي المُسْلِمِين؛ لأن ابن عُمَر سئل عَن الصلاة خلف الأمراء؟ فَقَالَ: إنما هِيَ حسنة، لا أبالي من شركني فيها.
ولهذا المعنى لَمْ يختلف فِي حضور الجمعة والعيدين خلف كل بر وفاجر.
والمشهور عَنْهُ: إعادتها خلف الفاجر، فإن كَانَ يكفر ببدعته ففي حضورها مَعَهُ روايتان، ومع حضورها يعيدها ظهراً.
وحكي عَنْهُ: لا يعيد.
واختلف أصحابنا فِي حكاية المذهب فِي الإعادة خلف الفاسق:فمنهم من قَالَ: فِي الإعادة روايتان مطلقاً.
ومنهم من قالَ: إن لم يعلم فسقه فلا إعادة، وإن علم ففي الإعادة روايتان.
ومنهم من قَالَ: إن كَانَ مستتراً لَمْ يعد، وإن كَانَ متظاهراً ففي الإعادة روايتان.
فأما من يكفر ببدعته فحكمه حكم الكفار.
ولذلك فرق إِسْحَاق بن راهوية بَيْن القدري والمرجىء، فَقَالَ فِي القدري: لا يصلى خلفه) .
وقال القرطبي في تفسيره (1/ 326) : " وأما أهل البدع من أهل الأهواء كالمعتزلة والجهمية وغيرها فذكر البخارى عن الحسن : صَل وعليه بدعته، وقال أحمد لا يصلى خلف أحد من أهل الأهواء إذا كان داعية إلى هواه، وقال مالك : ويصلى خلف أئمة الجور، ولا يصلى خلف أهل البدع من القدرية وغيرهم، وقال ابن المنذر: كل من أخرجته بدعته إلى الكفر لم تجز الصلاة خلفه، ومن لم يكن كذلك فالصلاة خلفه جائزة، ولا يجوز تقديم مَنْ هذه صفته " .
وبتفصيل اكبر انقل اقوال ائمة السلف حول الصلاة تحديدا خلف الشيعي الامامي (الرافضي).
فجاء في طبقات الحنابلة لابي الحسين محمد بن ابي يعلى (1/67) ان الامام احمد قال: " لا تصل خلف الرافضي" .
وقال البخاري في كتابه : (خلق افعال العباد)، صفحة (125) : " ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي أم صليت خلف اليهود والنصارى " .
وجاء في سير اعلام النبلاء للذهبي (10/31)، عن البويطي قال: " سألت الشافعي: أصلي خلف الرافضي؟ قال: لا تصل خلف الرافضي" .
وقال يحيى بن معين في تاريخه : (1/339) : " لا أصلي خلف الرافضي" .
وقال عبد القاهر البغدادي في كتابه : (الفرق بين الفرق)، صفحة (357) : " الذين كفروا خيار الصحابة . فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم " .
وقال ايضا في كتابه : (اصول الدين)، صفحة (342) : " وأوجب أصحاب الشافعي ومالك وداود وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه إعادة صلاة من صلى خلف الرافضي " .
وقال السبكي في فتاويه (5/36): " ورأيت في المحيط من كتب الحنفية عن محمد لا تجوز الصلاة خلف الرافضة " .
وقال محمد بن الحسين الآجري في كتابه : (الشريعة)، (5/244): " سمعت الدقيقي يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: لا يصلى خلف الرافضي" .
ونقل العلامة الحنفي احمد الطحطاوي في كتابه : (حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح)، صفحة (303)، قول شيخ الحنفيه في عصره الشيخ الشرنبلالي انه قال : " ولا تجوز الصلاة خلف منكر المسح على الخفين او صحبة الصديق او من يسب الشيخين او يقذف الصديقة) .
ونقل عبدالرحمن الداماد افندي في كتابه : (مجمع الانهر)، (1/108)، قول امام الحنفية في وقته الامام المرغيناني الاوزبكي : " لا تجوز الصلاة خلف الرافضي) .
وقال الخطيب التبريزي في كتاب : (مشكاة المصابيح)، (4/118) : " لا تجوز الصلاة خلف الرافضي " .
ومن علمائنا المعاصرين من كان له نفس الموقف ونفس المقال، فقد سئل سماحة الامام عبدالعزيز بن باز، في موقعه الرسمي : (في حيّنا مسجد بناه جماعة من الصوفية، بعد أن أردنا نحن – يا أهل السنة - بناءه، ولكنهم أصروا على بنائه وفعلوا، وهو الآن تحت إدارتهم وتصرفهم، ويقومون فيه بأشعار ومدائح، فهل يجوز لنا نحن السُنيين أن نصلي فيه معهم وخلف إمامهم المبتدع أم ماذا نفعل ؟
الجواب : إذا كان إمامهم ليس بكافر وإنما عنده بعض البدع التي لا تخرجه من الإسلام، فلا مانع من الصلاة معهم ونصيحتهم وتوجيههم وإرشادهم بالدعوة إلى الله بعد الصلوات، وفي حلقات العلم في المسجد حتى يستفيدوا وينتفعوا ويدعوا ما عندهم من البدع إن شاء الله، لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى ومن باب التناصح، أما إن كان إمامهم يتعاطى ما يوجب كفره، كالذي يستغيث بالرسول - صلى الله عليه وسلم- أو يدعوه من دون الله، أو يستغيث بالأموات وينذر لهم ويذبح لهم، هذا كفر وضلال، هذه أمور كفرية لا يصلى خلفه، لأن هذه الأمور من الأمور الكفر بالله والشرك بالله - عز وجل، وهكذا إذا كان إمامهم يعتقد اعتقادات كفرية، كأن يعتقد أن غير الله يتصرف في الكون من الأولياء، وأنهم يدبرون هذا العالم، من الأولياء كما يفعله بعض الصوفية، أو يعتقدون ما يعتقده أصحاب وحدة الوجود بأن الخالق والمخلوق واحد، الخالق والمخلوق والعبد والمعبود ونحو ذلك من المقالات الخبيثة الملحدة فهذا كافر ولا يصلى خلفه، أما إذا كانت بدع دون الكفر فإن هذا يصلى خلفه، مثل بدعة المولد وليس فيها كفر، مثل بعض البدع الأخرى التي يفعلها الصوفية وليست بكفر، بل دون الكفر فلا تمنع من الصلاة خلفه).
وقال العلامة الفقيه بن عثيمين في فتاوى (نور على الدرب)، رقم (285) : " الصلاة خلف المبتدع، إن كان هذا مما يُغري الناس به، فيثقل ميزانه عند الناس وتقوى بدعته، فلا يجوز أن يُصلى معه مهما كانت البدعة . وإن كان ذلك لا يؤثر، فإن كانت بدعته مكفرة؛ فإنَّه لا يُصلى خلفه . وإن كانت بدعته مفسقة فإنه يُصلى خلفه كسائر العُصاة، ولكن إذا كان هذا يؤدي إلى اغتراره بنفسه واستمساكه ببدعته؛ فإنَّه لا يجوز أن يُصلى خلفه احتقاراً لبدعته ولئلا يضل الناس ببدعته" .
قلت : والشيعة الامامية يندرجون تحت قسم اصحاب البدع المكفرة، فهم ممن يعتقدون بهذه الاعتقادات الكفرية من الاستغاثة بالاموات والذبح لهم واعتقادهم بتصرف ائمتهم الاثني عشر بالكون، فلا يجوز الصلاة خلفهم بعد ما تبيّن لنا من اقوال اهل العلم في قديما وحديثا .
- صلاة الشيعة خلف اهل السنة :
بعد بيان حقيقة صلاة اهل السنة خلف المخالف لهم، ناتي الى الطرف الاخر وهم الشيعة الامامية، وبيان حقيقة صلاتهم خلف اهل السنة، ومدى قيمتها واهميتها عندهم.
هل يُصلونها خلف اهل السنة وهم معتقدون بصحتها؟
هل يُصلونها خلف اهل السنة بسلامة صدر، وحسن طوية، وصدق نية؟
ينبغي ابتداء وقبل ولوجنا كتب الشيعة الامامية لمعرفة رايهم حول صلاتهم خلف اهل السنة، بان نعرف اولا حقيقة موقفهم من اهل السنة.
وخشية الاطالة اختصر بعدة اقوال لبعض مراجع لهم .
1ـ يوسف البحراني، حيث يقول في كتابه : (الحدائق الناظرة)، (18/150) : " فإن إثبات الأخوة بين المؤمن والمخالف له في دينه لا يكاد يدعيه من شمَّ رائحة الإيمان ولا من أحاط خبراً بأخبار السادة الأعيان لاستفاضتها بوجوب معاداتهم والبراءة منهم".
2ـ ابوالقاسم الخوئي، الزعيم السابق للحوزة العلمية في النجف، حيث يقول في كتابه : (مصباح الفقاهة )، (1/ ٥٠٤)، : " ثبت في الروايات والأدعية والزيارات جواز لعن المخالفين، ووجوب البراءة منهم، واكثار السب عليهم واتهامهم، والوقيعة فيهم أي غيبتهم، لأنهم من أهل البدع والريب. بل لا شبهة في كفرهم، لأن انكار الولاية والأئمة (عليهم السلام) حتى الواحد منهم والاعتقاد بخلافة غيرهم، وبالعقائد الخرافية كالجبر ونحوه يوجب الكفر والزندقة، وتدل عليه الأخبار المتواترة الظاهرة في كفر منكر الولاية وكفر المعتقد بالعقائد المذكورة وما يشبهها من الضلالات " .
3ـ الخميني، حيث يقول في كتابه : (المكاسب المحرمة )، (1/٢٥١)، : " فغيرنا ليسوا بإخواننا وإن كانوا مسلمين فتكون تلك الروايات مفسرة للمسلم المأخوذ في سايرها، بأن حرمة الغيبة مخصوصة بمسلم له أخوة اسلامية ايمانية مع الآخر، ومنه يظهر الكلام في رواية المناهي وغيرها. والانصاف أن الناظر في الروايات لا ينبغي أن يرتاب في قصورها عن اثبات حرمة غيبتهم، بل لا ينبغي أن يرتاب في أن الظاهر من مجموعها اختصاصها بغيبة المؤمن الموالي لأئمة الحق (ع) مضافا إلى أنه لو سلم اطلاق بعضها وغض النظر عن تحكيم الروايات التي في مقام التحديد عليها فلا شبهة في عدم احترامهم بل هو من ضروري المذهب كما قال المحققون، بل الناظر في الأخبار الكثيرة في الأبواب المتفرقة لا يرتاب في جواز هتكهم والوقيعة فيهم، بل الأئمة المعصومون، أكثروا في الطعن واللعن عليهم وذكر مساؤهم " .
4ـ محمد رضا الكلبيكاني، حيث يقول في كتابه : (الشهادات)، صفحة (110ـ111)، : " وقد ألحق صاحب الجواهر المخالفين بالمشركين في الحكم المذكور، فقال ما ملخصه بلفظه: أما المشر كون فلا اشكال كما لا خلاف في جواز هجوهم وسبهم ولعنهم وشتمهم ما لم يكن قذفا مع عدم شرائطه أو فحشا. فالظاهر الحاق المخالفين بالمشركين في ذلك، لاتحاد الكفر الاسلامي والايماني فيه بل لعل هجاءهم على رؤوس الأشهاد من أفضل عبادة العباد ما لم تمنع التقية، وأولى من ذلك غيبتهم التي جرت سيره الشيعة عليها في جميع الأعصار والأمصار، علمائهم وعوامهم، حتى ملأوا القراطيس منها، بل هي عندهم من أفضل الطاعات والكمل القربات، فلا غرابة في دعوى تحصيل الاجماع كما عن بعضهم، بل يمكن دعوى كون ذلك من الضروريات فضلا عن القطعيات. لا يخفى على الخبير الماهر الواقف على ما تظافرت به النصوص بل تواترت من لعنهم وسبهم وشتمهم وكفرهم، وأنهم مجوس هذه الأمة، وأشر من النصارى وأنجس من الكلاب " .
- اهمية وقيمة صلاة اهل السنة عند الشيعة الامامية :
الشيعة الامامية لهم راي صريح واضح حول صلاة اهل السنة، هذه الصلاة التي نرى كثير منهم الان ينادي بان يجتمع معنا في هذه الصلاة. بالنسبة للشيعة الامامية هي باطلة وفاسدة، وغير مقبولة، وهذه الحقيقة سودتها كتبهم، وسطرها علماءهم امثال :
1ـ محمد تقي المجلسي، حيث يقول في كتابه : ( روضة المتقين)، (1/556) : " واما تصفح وجوه الشيعة خاصة والمراد بهم الامامية الاثناعشرية، فلعدم صحة صلاة غيرهم، لانها مشروطة بالايمان اجماعا" .
2ـ محمد المحقق الداماد، حيث يقول في كتابه : (الصلاة )، (1/ 389) : " وحيث إن ظاهر قوله (لا يقبل الله ) بطلان العمل - ولذلك أفتى المشهور ببطلان صلاة المخالفين، إذ ورد اشتراط قبول الاعمال بالولاية " .
3ـ زين الدين العاملي، حيث يقول في كتابه : ( روض الجنان ) صفحة (356 – 357): " واعلم إن هذا الحكم لا يقتضى صحة عبادة المخالف في نفسها بل الحق أنها فاسدة وإن جمعت الشرائط المعتبرة فيها غير الإيمان وإن الإيمان شرط في صحة الصلاة ... فإذا مات المخالف على خلافه عذب عليها كما يعذب الكافر ... مع أن الأخبار متظافرة بعدم صحة أعمال من لم يكن من أهل الولاية من جملتها ما رواه الصدوق بإسناده إلى علي بن الحسين لو أن رجلا عمَّر ما عمَّر نوح في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يصوم النهار ويقوم الليل بين الركن والمقام ثم لقي الله عز وجل بغير ولايتنا لم ينفعه ذلك شيئا " .
4ـ ابو القاسم الخوئي، حيث يقول في كتابه : ( مصباح الفقاهة )، ( 3 / 353 ): " وأما ما دل على كفرهم فلا يراد بظاهرها . فقد قلنا في أبحاث الطهارة إن المراد من الكفر ترتب حكمه عليه في الآخرة وعدم معاملة المسلم معهم فيها بل يعاقبون كالكافر ولا يثاب بأعمالهم الخيرية الصادرة منهم في الدنيا كالصلاة وغيرها ".
5ـ محمد باقر السبزواري، حيث يقول في كتابه : (ذخيرة المعاد)، (2/302)،: " والايمان والمراد به هيهنا الاقرار بالأصول الخمسة على وجه يُعدّ إماميا ولا خلاف في اعتبار ذلك بين الأصحاب ويدل عليه عموم ما دل على بطلان عبادة المخالف والأخبار الدالة على عدم الاعتداد بالصلاة خلف المخالفين والنهى عن الصلاة خلفهم " .
6ـ رضا الهمداني، حيث يقول في كتابه : (مصباح الفقيه)، (2/70) : " الظاهر من قوله : (أخاف ان نصلي يوم الجمعة) إرادة صلاة الجمعة التي هي لم تكن تنعقد ظاهرا في عصر الصادق عليه السلام الا من المخالفين فكانت صلاتهم فاسدة على كل حال وكذلك صلاة من يصلي الجمعة معهم ".
7ـ أحمد بن محمد مهدي النراقي، حيث يقول في كتابه : (مستند الشيعة)،(8/26) : " الثاني: الايمان بالمعنى الخاص، بالاجماع المحقق والمحكي مستفيضا، والنصوص المستفيضة، وفي رواية زرارة: عن الصلاة خلف المخالفين، فقال: (ما هم عندي إلا بمنزلة الجدر). مضافة إلى عموم ما دل على بطلان عبادة المخالف، وعدم الاعتداد بالصلاة خلفه والنهي عنها" .
8ـ يوسف البحراني، حيث يقول في كتابه : (الحدائق الناضرة)، (10/6) : " وما رواه الكشي في كتاب الرجال عن يزيد بن حماد عن أبي الحسن (عليه السلام) قال: (قلت له أصلي خلف من لا أعرف؟ فقال لا تصل إلا خلف من تثق بدينه) إلى غير ذلك من الأخبار الكثيرة مما يدل على بطلان عبادة المخالفين وعدم الاعتداد بالصلاة خلفهم" .
9ـ ابوالقاسم القمي، حيث يقول في كتابه : (مناهج الاحكام)، (15/58) : " ويشترط في الإمام أمور، نذكر جملة منها في مبحث الجماعات، ومنها: الإيمان، والعدالة، وطهارة المولد. أما الإيمان - أي كونه إماميا، اثني عشريا - فاعتباره إجماعي أصحابنا، ويدل عليه ما دل على بطلان صلاة المخالف " .
10ـ نعمة الله الجزائري، حيث يقول في كتابه : (قصص الأنبياء)، صفحة (347) : " أقول هذا يكشف لك عن أمور كثيرة منها بطلان عبادة المخالفين وذلك انهم وإن صاموا وصلوا وحجوا وزكوا وأتوا من العبادات والطاعات وزادوا على غيرهم إلا انهم آتوا إلى الله تعالى من غير الأبواب التي أُمروا بالدخول منها " .
قلت : اظن بعد نقلنا هذه الاقوال لعلماء شيعية معتبرة ولها وزنها وقيمتها في الحوزة العلمية، عرفنا منها موقفهم الحقيقي تجاه اهل السنة، ومدى كمية البغض والحقد الخارجه منهم، ومعرفة اعتبار صلاة اهل السنة عندهم.
ياترى هل سيكون هذا البغض مستمرا منهم في موقفهم تجاه الصلاة خلف اهل السنة، ام سيتغير؟
- سبب صلاة الشيعة خلف اهل السنة :
تعددت الاسباب من الشيعة الامامية، حول سبب صلاتهم خلف اهل السنة، وان كان شريحة كبيرة من علماء الشيعة الامامية حملوا روايات الصلاة خلف اهل السنة على سبب التقية بالدرجة الاولى، والبعض منهم حملها بزعمه على الوحدة والالفة مع اهل السنة من الدرجة الثانية.
وحديثي لن يكون عن ذلك، لكثرة الاقوال حولها، حتى عرفها القاصي والداني، والسني والشيعي.
لكني هنا سأركز على امر هام قد غاب عن ناظر اهل السنة، والذي ـ بحسب رأيي ـ اراه سببا قويا كذلك من دخول الشيعي للصلاة خلف اهل السنة.
وهو بما يُسمى عند الشيعة الامامية بعقيدة الطينة!
ومفادها بأن الانسان خلق من طينة تجمع بين الخير والشر، والحسنات والسيئات..
لذا فإن سيئات الشيعي في الاخرة تُلقى على السني وحسنات السني تُلقى على الشيعي، وبذلك يدخل الشيعي الجنة ويدخل السني النار.
وهذا متحقق بصورة اكبر من صلاة الشيعي خلف السني، حيث في نهاية الصلاة يكون الشيعي ألقى بسيئاته على السني، وخرج بحسنات السني!
وهذه العقيدة مستمدة من روايات تناقلوها في كتبهم والتي صدرت بزعمهم من امامهم المعصوم.
حيث روى شيخهم الكليني في كتابه : (الكافي)، (3/381)، عن جعفر الصادق انه قال: " من صلى في منزله ثم أتى مسجدا من مساجدهم فصلى معهم خرج بحسناتهم " .
كما روى شيخهم الطوسي في كتابه : (3/273)، عن نشيط بن صالح انه قال لموسى الكاظم : " الرجل منا يصلي صلاته في جوف بيته مغلقا عليه بابه ثم يخرج فيصلي مع جيرته تكون صلاته تلك وحده في بيته جماعة؟ فقال: ... ويدخل معهم في صلاتهم فيخلف عليهم ذنوبه ويخرج بحسناتهم ".
قلت: اصبحت هذه عقيدة الطينة ـ السالفة الذكر ـ محل اعتبار عند فقهاء الشيعة قديما وحديثا، حيث اكدوا عليها فيكتبهم، امثال :
1ـ جعفر كاشف الغطاء، حيث يقول في كتابه : (كشف الغطاء عن مبهمات شريعة الغراء)، (1/265): "وإنّ من صلّى معهم خرج بحسناتهم وألقى عليهم ذنوبه" .
2ـ محمد حسن القديري، حيث قال معلقاً على صلاة الشيعة خلف أهل السُنة في كتابه : (البحث في رسالات العشر)، صفحة (192): "وبمضمونها صحيحتان لعبد الله بن سنان ورواية نشيط بن صالح. ورواية الأرجاني وفي الأخيرتين الإرشاد بأنّ من دخل معهم في صلاتهم يخلف عليهم ذنوبه ويخرج بحسناتهم، وأنّ من صلى في مساجدهم خرج بحسناتهم. فالظاهر من هذه الطائفة أنّ المقصود من الصلاة معهم هو الأجر، وتخليف الذنوب عليهم، والخروج بحسناتهم".
3ـ نعمة الله الجزائري، حيث يقول في كتابه : (نورالأنوار في شرح الصحیفة السجادیة)، صفحة (78): " كان الأئمة عليهم السلام يُنكرون بعض من يدعي التشيّع، ويقولون له : إنّ اسمك ليس مكتوباً في الصحيفة التي فيها أسماء شيعتنا، فلما وقع ذلك التكليف وامتثله البعض باختيارهم ناسب تلك الأرواح المباركة طينة طيبة تكون مادة لهم، ولتلك الأرواح العاصية تلك الطينة الخبيثة، وحينئذ فلا اعتراض للناصبي، لأنّ المادة لا دخل لها في الإيمان والكفر، وهذا الجواب يُستفاد من تعمق الأنظار في الأخبار بل رواه أصحابنا رضوان الله عليهم صريحاً عن الصادق عليه السلام، في تفسير قوله تعالى : (وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً)، يعني به أنهم لو استقاموا في عالم الأرواح على التصديق بإمامة أمير المؤمنين عليه السلام لجعلنا ماء طينتهم من العذب الزلال لا من الملح الأجاج ولعل في قوله في هذا الحديث ولا ألزم أحداً إلا عرفته منه قبل أن أخلقه إشارة إليه كما لا يخفى، واعلم أنّ هذا الحديث أصل من الأصول يبتني عليه قواعد كثيرة منها ما ورد عنهم عليهم السلام : (من أنّ المؤمن إذا صلى مع المخالفين خرج بحسناتهم وبقي لهم جرائمه وذنوبه)، ولا يحتاج إلى ما أجاب به بعض المحققين من أنّ المراد به حسناتهم التقديرية، لاستفاضة الأخبار ببطلان أعمالهم، وهو كما ترى، فإنّ من عمل عملاً انتفع به غيره لا ريب في صدق البطلان عليه بالنسبة إلى ذلك العامل، ولذا رُوي في تفسير قوله تعالى : (يوم يرون أعمالهم حسرات)، إنّ المخالفين يرون حسناتهم في موازين الشيعة فيندمون، وسنذكر في تفسير قوله تعالى : ( الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون ). عن الصادق عليه السلام : (إنّ الله تعالى يُورث المؤمنين منازل المخالفين التي أعدت لهم في الجنة، ويُورث المخالفين منازل المؤمنين في النار " .
4ـ محمد علي الهزارجريبي، حيث يقول في كتابه : (مخزن الأسرار في حاشية اللمعة) لمحمد علي بن محمد باقر الهزارجريبي، صفحة (84): "قوله غُفر له بعدد من خالفه، أي غُفر له من سيئاته بقدر عدد من خالفه من الإمام والمأمومين في تلك الجماعة، أو بمقدار عدد المخالفين الموجودين في العالم في ذلك الوقت أو بعدد من خلق منهم إلى ذلك الوقت، وإن كان أكثرهم هالكين في ذلك الوقت، أو بعدد من وجد ومن يُوجد منهم، والمراد بعدد أشخاص من خالفه أو بعدد سيئات من خالفه، ويحتمل أن يُراد بالغفران كتابة الحسنات بعدد من خالفه بأحد المعاني السابقة. قوله: وخرج بحسناتهم: أي بحسنات الإمام والمأمومين في تلك الجماعة أو بحسنات الموجودين منهم في ذلك العصر ومن وجد منهم خاصة، ومضافاً إلى من سيوجد منهم... ويحتمل أن يُراد سلب الحسنات عنهم وعدوها إلى المصلي معهم من دون أن ينالهم منها شيء".
5ـ أبو القاسم الخوئي، حيث يقول في كتابه : (كتاب الصوم)، (1/ 262): " فقد ورد في بعض النصوص أنه لو صلّى معهم تقيّة يكون ثواب جميع المصلين له، وأنّ الرحمة الإلهية تنزل من السماء فإن لم تجد أهلاً رُفعت وإلا أصابت أهلها، وإن كان شخصاً واحداً، ولأجله كان ثواب جميع من في المسجد لذلك المتّقي".
6ـ محمد باقر الإحقاقي، حيث يقول في كتابه : (طهارة أهل البيت في آية التطهير)، صفحة (201): " إنّ الله يرد طاعات أعداء أهل العصمة عليهم السلام إلى أوليائهم، ويردّ معاصي أوليائهم إلى أعدائهم إذ كل شيء يرجع إلى أصله، والأعراض تبقى في محله، ما دام باقياً في معروضيته، فإذا زالت فإن كانت إنُما عرضت ونسبت في جسده خاصة، فذلك محله الدنيا، فإذا انتقلت منها انقطعت النسبة، والعرض لا بد له من محل يقوم به فيرجع إلى أصله".
- هل اقتداء الشيعة بامامة السني في الصلاة اقتداء حقيقا ام صوريا مزيفا :
عرفنا فيما سبق موقف الشيعة الامامية من المخالف لهم، كما عرفنا قيمة صلاة المخالف عندهم، ورغم تم ذكره الا ان الشيعة الامامية لايزالون يصرون على ان يُصلون خلف اهل السنة!
ولا زالوا يُنادون بما يُسمى بصلاة الوحدة!
ولو أحسنا الظن ولو قليلا بدخولهم مع اهل السنة في الصلاة، رغم جميع ما تم ذكره سابقا، فاننا سنصدم ايضا بموقف جديد منهم، حول كيفية اقتدائهم بامام اهل السنة في الصلاة.
ولعل القارئ الكريم يسأل مستفهما، هل دخول الشيعة في صلاة اهل السنة، يكون باقتداء تام وكامل خلف الامام، ام لهم راي اخر!
إن نظرة الشيعة الامامية لا تزال مستمرة بالحقد والكره والاقصاء تجاه اهل السنة، حتى لو صلوا خلفهم فان اقتداءهم بالامام السني، انما هو اقتداء صوري لا حقيقي.
حيث فضحتهم كتبهم وبينت عوار نظرتهم لاهل السنة، وننقل لكم شئيا مما سطرته كتبهم :
أ- روى المجلسي في كتابه : (بحار الأنوار)، (85/47): "عن جعفر بن محمد عن أبيه عليهما السلام قال: كان الحسن والحسين عليهما السلام يقرآن خلف الإمام. تبيين: (خلف الإمام) أيّ أئمة الجور الذين كانوا في زمانهما عليهما السلام، كانا يُصليان خلفهم تقيّة، ولا ينويان الاقتداء بهم، وكانا يقرآن ويُصليان لأنفسهما".
ب- يقول محققهم يوسف البحراني في كتابه : (الحدائق الناضرة )، (11/82) : " عرفت أن الواجب على هذا المصلي معهم تقية القراءة لانتفاء القدوة " .
ج- يقول شيخهم رضا الهمداني في كتابهمصباح الفقيه)2/٦٤٥)، عن صلاة الشيعي خلف السُني، قائلاً: "ولكن الظاهر أنه لم يقصد بها الإئتمام حقيقة لانتفاء شرائط القدوة، بل صورة بحسب ما يقتضيه مصلحة الوقت ويُناسبه التقيّة فمن صلّى خلفهم بحكم ما لو صلّى وحده ".
د- يقول شيخهم هاشم الآملي النجفي في كتابه: (المعالم المأثورة)، (4/303،304): "والجواب إنّ الثواب يمكن أن يكون من جهة حفظ النظام والوحدة الإسلامية لا لنفس الصلاة فيمكن أن تكون باطلة ويكون فيه الأجر لذلك فالاستدلال للصحّة والإجزاء مستنداً إلى ذكر الثواب لها لا وجه له. والشاهد ما (ح 3 من باب 5 من الجماعة) عن حفص بن البختري عن أبي عبد اللَّه عليه السّلام قال يحسب لك إذا دخلت معهم وإن كنت لا تقتدي بهم مثل ما يحسب لك إذا كنت مع من تقتدي به. فإنّ الظاهر من هذه الرواية إنّ الأجر يكون للاقتداء ظاهراً وصورة لحفظ الوحدة مع ظهورها في إنّ الصلاة معهم باطلة".
هـ - يقول زعيم حوزتهم الخوئي في كتابهالطهارة)، (4/313ـ314): "وممّا ينبغي أن يُنبّه عليه في المقام هو: أنّ الصلاة معهم ليست كالصلاة خلف الإمام العادل، وإنّما هي على ما يستفاد من الروايات، صورة يحسبها العامة صلاة وائتماماً بهم، ومن هنا لم يرد في الروايات عنوان الاقتداء بهم، بل ورد عنوان الصلاة معهم، فهو يدخل في الصلاة معهم، ويُؤذن ويُقيم ويقرأ لنفسه على نحو لا يُسمع همسه فضلاً عن صوته، ولا دلالة في شيء من الروايات على أنّها صلاة حقيقة، وقد ورد في بعضها ما هم عنده (ع) إلاّ بمنزلة الجدار".
و - يقول مرجعهم الروحاني في كتابه فقه الصادق)، (6/323): "إنّ الصلاة معهم تقيّة، لما فيها من المصالح أفضل العملين له أيّ الصلاة الثانية وان كانت صورية أفضل من الأولى الحقيقية للمصالح العظيمة ".
ز- سُئل مرجعهم جواد التبريزي في كتابه الأنوار الإلهية في المسائل العقائدية)، صفحة (133): "هل الصلاة وراء أهل السُنة والجماعة تُعادل الصلاة خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
بسمه تعالى: ورد في بعض النصوص المعتبرة هذا المقام نحو معتبرة حماد بن عثمان عن أبي عبدالله عليه السلام: من صلّى معهم في الصف الأول كان كما صلّى خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الصف الأول.
وهذه النصوص ناظرة لفرض التقيّة المداراتية أنّ المؤمن الإمامي إذا كان يعيش بين أبناء العامّة فالأولى له الصلاة معهم من أنّ يُصلي في بيته من أجل المداراة وتحقيق حسن التعامل مع الشيعة. غير أنّ الإئتمام بهم صوري".
- طريقة اقتداء الشيعة في صلاتهم خلف اهل السنة :
كون صلاة اهل السنة فاسدة عند الشيعة، واقتداءهم بالامام اقتداء صوري لا حقيقي، اذن كيف ستكون حال الشيعي اذا كان خلف الامام السني؟
بحسب رواياتهم واقوال علماءهم، فان الشيعي يتظاهر امام اهل السنة بانه يصلي خلفهم وهو في حقيقة امره على العكس من ذلك .
حيث اخرج شيخهم الحر العاملي في كتابه : وسائل الشيعة)، (385/5) عن جعفر الصادق انه قال: " فأما أنا فأصلي معهم وأريهم أني أسجد وما أسجد" .
وبهذا قال علامتهم محمد مكي العاملي في كتابه : (ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة)، (4/470) : " الثامنة: وردت رخصة بأنه إذا اضطر إلى الصلاة خلف المخالف يظهر المتابعة ولا يسجد السجود الحقيقي، ورواها عبيد بن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام، حيث قال: عليه السلام: (واما أنا أصلي معهم وأريهم اني أسجد وما اسجد) ".
وكذلك قال سيدهم البجنوردي في كتابه : (القواعد الفقهية)، (5/73) : " وفي رواية هشام الكندي عن أبي عبد الله عليه السلام قال فيها: صلوا في عشائرهم وعودوا مرضاهم واشهدوا جنائزهم الحديث. نعم الذي يصح أن يقال هو أنه لو كان متمكنا حال الاشتغال بايجاد الواجب موافقا لهم من تلبيس الامر عليهم وايهامهم أنه يفعل بمثل فعلهم وإن كان لم يفعل كفعلهم بنحو لا يكون منافيا للتقية ولا يترتب عليه ضرر لا عاجلا ولا آجلا لا على نفسه ولا على غيره من طائفته، يجب عليه ذلك، ولا يجوز له أن يأتي بما هو خلاف الواقع الأولى " .
وقال شيخهم محمد حسن القديري في كتابه : (البحث في رسالات العشر)، صفحة (193) : " فتحصل من جميع ذلك: ان غاية ما يستفاد من هذه الروايات هي مطلوبية الدخول في مساجدهم وفي صلواتهم واراءتهم الموافقة معهم " .
ختام هذا المبحث أخي القارئ، نلفت نظرك الى نقطة لاتقل اهمية عن ما سبق ذكره، حيث اشترط الشيعة في حال صلاتهم خلف السني، بأن يُعيدوا الصلاة مرة اخرى متى ما توفرت الفرصة!
وهذه الاعادة دليل اخر على عدم اعتبار صلاة اهل السنة، وعدم صحة الاقتداء بالامام في الصلاة .
وبين يدي بعض من هذه النماذج العلمائية الشيعية، ويأتي في مقدمتهم وعلى رأسهم بما يُناديه أنصاره بزعيم الوحدة بين السنة والشيعة، المرجع محمد حسين فضل الله !
حيث سئل في كتاب الندوة (2/607) : " ما حكم من يصلي صلاة الجمعة في جامع السنة وخلف شيخ سني هل يجب عليه اعادة الصلاة ام ان صلاته صحيحة؟
الجواب : اذا كانت صلاته جامعة لشروط صحة الصلاة فلا يجب عليه الاعادة ولكن الاجدر به احتياطا ان يُعيدها ظهرا " .
وكذلك افتى مرجعهم محمد رضا الكلبيكاني، حيث سئل في كتابه (ارشاد السائل)، صفحة (39): " هل تجوز الصلاة خلف السني مأموناً بدون أن اقرأ لنفسي.
الجواب: لا بأس بها مع الضرورة ومع عدم الضرورة تعاد الصلاة مع الامكان والله العالم".
وبذلك افتى مرجعهم محمد صادق الروحاني، حيث سئل في موقعه الرسمي : " س : عند المشاركة مع اهل السنة في الصلاة فهل يجب علي ان اقرأ معهم ثم اعادة الصلاة؟
الجواب : باسمه جلت اسماؤه .. في بعض الموارد يجب، وفي بعضها يحسن، وفي كلا الموردين يجب اعادة الصلاة " .
وكذلك المرجع علي السيستاني، حيث سئا في موقعه الرسمي : " س: اذا كان الاقتداء بهم في صلاة الجمعة فهل يجب الاتيان بصلاة الظهر بعدها؟
الجواب: نعم يجب ذلك " .
نعم اخي السني هذا هو حال امام اهل السنة في الصلاة عند الشيعة، لا يعتدون بامامته، واقتدائهم به انما اقتداء صوري في الحركات الظاهرية من ركوع وسجود، اما في الباطن فلهم صلاة اخرى واقوال اخرى!
وبعد نهاية الصلاة خلفه، يُعيدون صلاتهم من جديد متى ما توفرت لهم الفرصة، ضاربين بصلاتهم خلف اهل السنة عرض الحائط.
وهذا دليل على ان اهل السنة لاقيمة لهم بتاتا عند الشيعة الامامية!
والشيعي الامامي ـ خصوصا علماءهم ـ يعلمون جيدا هذه الحقيقة ومع ذلك لازالوا يُلبسون علينا، ويُمارسون خداعهم فينا، بحجة الوحدة والاخوة الاسلامية المزعومة، والتي توجوها اخيرا بما يُسمونها بصلاة الوحدة!
والتي انخدع بها للاسف البعض من اهل السنة، ولا حول ولا قوة الا بالله.
قومي ياهل السنة والجماعة، الله الله في دينكم وعقيدتكم.
ففي ظل هذه الظروف العصيبة، التي نرى فيها اعداءنا قد تكالبوا علينا من كل حدب وصوب، قاصدين استئصال شأفتنا، والنيل من ديننا، ينبغي الا نقع فريسة لهم، والا ننساق لكل دعوة ياتي بها ناعق منهم بحجة الوحدة والاخوة، والصلاة الموحدة الاسلامية!
اخي القارئ الكريم: لست مشغبا على احد، ولا مثيرا للفتنة، بل مبينا لحقيقة خايفة عن اهل السنة، فاحببت نصحهم ببيان حقيقة القوم معنا!
قال النبي صلى الله عليه واله وسلم : " الدين النصيحة. قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم " .
واحسب عملي هذا من النصيحة، هذا والله اعلم وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .
المصدر : منتديات مملكة البحرين