"حركة حماس" في غزّة تحظر "حركة الصابرين" وتصادر أسلحتها

بواسطة المونيتور قراءة 750
"حركة حماس" في غزّة تحظر "حركة الصابرين" وتصادر أسلحتها
"حركة حماس" في غزّة تحظر "حركة الصابرين" وتصادر أسلحتها

أفرج جهاز الأمن الداخليّ التابع إلى حكومة "حماس" في قطاع غزّة عن أمين عامّ "حركة الصابرين" المسلّحة في غزّة هشام سالم بعد اعتقال دام 17 يوماً من 26 شباط/فبراير وحتّى 10 آذار/مارس، بعدما ساوم عناصر "التنظيم" على تسليم أسلحتهم مقابل الإفراج عن أمينهم العامّ، وفق ما أكّده أحد قادة "حركة الصابرين" المتواجد حاليّاً في إيران لـ"المونيتور".

قال القياديّ في "حركة الصابرين"، والذي فضّل عدم ذكر اسمه، إنّ "حماس" ترفض أن تردّ حركته على الهجمات "الإسرائيليّة" المتفرّقة على قطاع غزّة بضربات صاروخيّة مضادّة، إمعاناً في تثبيت التهدئة بين قطاع غزّة و"إسرائيل".

وتابع: "عدم انصياع المجاهدين في "حركة الصابرين" إلى أوامر "حماس" بحفظ التهدئة المزعومة بينها وبين الاحتلال وحفاظاً على سلطتها في غزّة حيث أطلقنا عددًا من الصواريخ ردًا على قتل الاحتلال للمتظاهرين على حدود غزة في "مسيرة العودة" خلال أحداث "مسيرة العودة"، جعلنا عرضة لاعتقالها المستمرّ ومهاجمتها حتّى وصل بها الأمر إلى سحب سلاحنا ومنعنا من ممارسة أيّ نشاط في القطاع".

ولفت إلى أنّ "حماس" حذّرتهم من مواصلة العمل في غزّة أو حمل السلاح بعدما صادرت أسلحتهم على مدار 3 أيّام متواصلة في 6 و7 و8 آذار/مارس قبل الإفراج عن سالم، من دون أن تعرض عليهم "الحركة" أيّ عروض مرضية أخرى، وأضاف: "فقط ساومتنا لتسليم سلاحنا".

وتابع: "لم نتلقّ أيّ عروض لمتابعة عملنا أو دمجنا في أيّ فصيل مسلّح آخر، قالت لنا –"حماس"- إنّ عملنا انتهى وإنّه علينا أن نتوقّف فقط، وبعض أفرادها حذّرنا في شكل غير مباشر من معاودة العمل المسلّح".

لم تتدخّل إيران التي تنتهج "حركة الصابرين" منهجها الطائفيّ في غزّة لمنع اعتقال أفراد الحركة الذي تجاوزَ عددهم في السجون أكثر من 70 شخص، ومصادرة سلاحهم من قبل أمن "حماس"، الأمر الذي أرجعه القياديّ في "حركة الصابرين" إلى "الوشاية" التي تعرّضت إليها الحركة من قبل فصائل فلسطينيّة مقرّبة من إيران تتّهمها فيها بالسرقة، وكانَ أول حظرٍ لـ"حركة الصابرين" على يد "حركة حماس" عام 2015.

قال أحد أفراد "التنظيم" الذين اعتقلهم الأمن الداخليّ التابع إلى حكومة "حماس" لـ"المونيتور" والذي فضلَ عدم كشف اسمه إنّهم تعرّضوا إلى الضرب والإهانات اللفظيّة في السجن، وكان بعض السجّانين يقولون لهم "يا شيعة" –معايرة بانتمائهم الطائفيّ-، مضيفاً: "صرخ فيهم أحد "الأخوة" ردّاً على قولهم إنّنا شيعة "إنّكم تستقبلون التمويل بالسلاح والمال من الشيعة" في إشارة إلى تمويلهم من إيران، فردّ عنصر من عناصر الأمن الداخليّ بعدما ضربه وهو معصوب العينين: ""تتمرجلش" أي لا تمارس دوراً بطوليّاً"".

ويعود تاريخ الصراع بين "حركة الصابرين" و"حماس" إلى ما بعد الإعلان عن تأسيس "حركة الصابرين" في عام 2014، إذ اعتبرت "حماس" أنّ "الحركة" التي ولدت في غزة وليسَ لها أي فرع آخر في دولٍ عربية تنقل التشيّع إلى غزّة التي تدين بالإسلام السنّيّ، وعلى الرغم من إنكار الصابرين تشيّعهم عبر لقاءات صحافيّة مختلفة إلّا أنّ الفجوة التي أحدثها دعم إيران المادّيّ والمعنويّ لـ"حركة الصابرين" على حساب "الجهاد الإسلاميّ" أكّدت المنهج الشيعيّ التي يتّبعه تنظيم "الصابرين" وأفراده.

وقالَ أحد أعضاء "حركة الجهاد الإسلامي" الذي فَضلَ عدم ذكر اسمه، لـ"المونيتور" إن هشام سالم مؤسسة "حركة الصابرين" كانَ واحدَا من أفراد "الجهاد الإسلامي" قبلَ انشقاقه عنها وتشكيله لـ"حزب الصابرين" الذي باتَ يدفع له الممول الإيراني المال الذي اقتصه من حصة "الجهاد الإسلامي".

رفضت "حركة حماس" التصريح بأيّ معلومات حول حلّ "حركة الصابرين" ومصادرة سلاحها، ولم تنشر أيّ بيانات حول الموضوع عبر وسائل الإعلام. وقال المتحدّث الرسميّ بإسم "الحركة" حازم قاسم لـ"المونيتور" إنّ "الموضوع حسم، ولن نناقشه إعلاميّاً".

لم تتدخّل "حركة الجهاد الإسلاميّ" التي انشقّ قادة "حركة الصابرين" عنها في عام 2008 لوقف اعتقال "أمين عامّ حركة الصابرين" سالم وأعضائها، ولم تبد أيّ موقف حيال مصادرة أسلحتها رغمَ تقارب الجهتين – "الجهاد الإسلامي" و"الصابرين" - في "الفكر الجهادي والطائفي" ورغمَ أن أغلب عناصر "حركة الصابرين" كانوا جزءًا من "حركة الجهاد الإسلامي" قبَل تشكيل حركتهم الخاصة، الأمر الذي برره أحد أفراد "الجهاد الإسلامي" الذي فَضلَ عدم ذكر اسمه بافتعال "حركة الصابرين" حالة من التوتر بينَ إيران و"الجهاد الإسلامي" خاصة وأن المنتمين لـ"حركة الصابرينَ" أرسلوا إلى إيران فيديوهات ينتقد فيها أعضاء وقادة "الجهاد الإسلامي" المذهب الشيعي، بالإضافة إلى استحواذ "حركة الصابرين" على جزء من تمويل "الحرس الثوريّ" الإيرانيّ المرسل إلى "الجهاد الإسلامي".

وسبق لـ"حكومة حماس" في غزّة حظر عمل "حركة الصابرين" ونشاطاتها في غزّة في عام 2015، وملاحقة قادتها واعتقالهم كذلك.

قال المحلّل السياسيّ المقرّب من "حماس" ومدير معهد فلسطين للدراسات الاستراتيجية ابراهيم المدهون لـ"المونيتور" إنّ "حركة الصابرين" كانت غير مقبولة من الشارع الفلسطينيّ في غزّة منذ بدايتها، إذ كانت متأثّرة بالمنهج الشيعيّ إلى حدّ كبير، ممّا تسبّب في لفظ الشارع السنّيّ في غزّة لها، خصوصاً أنّ الاتّجاه الدينيّ في غزّة سنّيّ، لذا لم تجد حاضنة شعبيّة.

تقول المعلومات أن عدد أفراد "حركة الصابرين" لا يتجاوز ال300 عنصر، ولا معلومات حولَ عدد مؤيديهم في الشارع. 

وأضاف: "مارست "حركة الصابرين" في الفترات الأخيرة – منذ البدء بفعاليّات "مسيرة العودة"- نشاطاً عسكريّاً خارجاً عن "الإجماع الوطنيّ"، على الرغم من ضبط المقاومة في غزّة للساحة الفلسطينيّة عسكريّاً، والتزام فصائل المقاومة بتعليمات غرفة العمليّات المشتركة، الأمر الذي جعل وجود السلاح مع أفرادها يهدّد حالة الهدوء التي تفرضها المقاومة في غزّة، ويشذّ عن الإجماع كذلك".

وكانت "حركة الصابرين" بعدَ إعلان "حماس" عن حظرها في حزيران/يونيو 2015 تبنت تفجير عبوة ناسفة في "جيبات إسرائيلية" في كانون الأول/ديسمبر 2015.

ولفت المدهون إلى إمكان معاودة "حركة الصابرين" عملها في غزّة إن تفاهمت مع "حماس"، خصوصاً أنّه "لا يوجد خلاف حقيقيّ بين "حركة الصابرين" و"حماس" على وجه الخصوص"، وفق قوله، مضيفاً: "سبقَ أن حظرت "حركة الصابرين" عام 2015 وعادت مرّة أخرى للعمل بعدَ أشهرٍ فقط ومن المحتمل أن تكون هذه المرّة كسابقتها".

 

المصدر : المونيتور

17/7/1440

24/3/2019

 



مقالات ذات صلة