بقلم مدير المركز اللبناني للابحاث والاستشارات... حسان القطب...
"حزب الله" وفريقه ممسك بالسلطة في لبنان منذ العام 2010، لا يصدر قرار الا بموافقته ولا تعيين الا برضاه، ولا تنفذ سياسة مالية او اقتصادية او امنية او حتى تعيينات الا بعد مراجعته واعطائه الضوء الاخضر لمباشرة تنفيذها، والسياسة الخارجية التي عزلت لبنان واجهزت على علاقاته كما على اقتصاده هي نتاج مواقف وتوجهات "حزب الله" وفريقه ...
لماذا اذاً يتم ذرف الدموع واطلاق الخطابات العاطفية والبكائية، والتهديدة والتهويلية، من قبل امين عام "حزب الله"...؟؟
لا يمكن لـ"حزب الله" و"امينه العام" ان يحاسب الا نفسه وفريقه على هذه السياسات الفاشلة التي اطاحت باستقرار لبنان، واقتصاده وامنه وعلاقاته الخارجية وانسجام نسيجه الداخلي...
لكن "حزب الله" كما يبدو لا يحسن سوى استخدام نهج المعارضة لانه لا يحسن ادارة السلطة والكيان... ولو راجعنا كافة خطابات نصرالله وفريقه طوال السنوات الماضية لوجدنا انها لا تختلف في خلاصاتها عن بعضها البعض ولو اختلف الاسلوب والعناوين.. فهي دائماً تحذيرية وتوجيهية وارشادية ..لان "حزب الله" يتصرف على انه حزب معارض.. وليس مهيمناً على السلطة.. لذلك اعاد نصرالله بالامس الاشارة الى ضرورة تاليف حكومة توافقية تضم كافة القوى لحماية استمرار الحكومة وديمومتها لان عليها اتخاذ قرارات غير شعبية...؟؟
فهو اي "حزب الله" يريد ان يعطي نفسه غطاءً سياسياً يبرر به موافقته على تلك القرارات التي لا بد منها تحت ضغط الازمة التي يعيشها لبنان ولا يملك "حزب الله" ومحوره الايراني لها حلاً وعشرة صهاريج بنزين التي ذكر انها قادمة من ايران الى لبنان على سبيل المساعدة.. لا تكفي لحل ازمة لبنان... ولو كانت ايران وروسيا والصين التي يطالب نصرالله لبنان بالتوجه اقتصادياً نحوها... قادرة على المساعدة....؟؟ لقدمت يد المساعدة لايران اولاً وسورياً ثانياً والعراق ثالثاً...؟؟ وكلنا نعرف حجم الازمة الاقتصادية في تلك الدول.. وهناك سلطة واحدة ديكتاتورية تتخذ القرارات التي تريدها دون معارضة فلماذا العجز اذاً..؟؟ انها سياسة الهروب الى الامام برفع شعارات وتقديم توصيات وكان "حزب الله" في موضع المعارضة وليس في موقع المساءلة والمحاسبة بحكم سيطرته وفريقه على السلطة بكامل تفاصيلها..؟؟؟
ثم ان المعابر مفتوحة من ايران الى لبنان، لماذا لا تطلق ايران اسطول المساعدات الانسانية للشعبين اللبناني والسورين كما ترسل الاسلحة والذخائر لـ"حزب الله"..؟؟ وباقي الميليشيات الارهابية التي تدعمها..؟؟؟
واخيراً وقفة مع انزعاج نصرالله و"حزبه" وجمهوره من اغلاق الطرقات..؟؟؟؟؟
منزعج جداً نصرالله من الانتفاضة الشعبية التي تقطع الطرقات الرئيسية في تصرف احتجاجي، واعتبرها ممارسة غير مقبولة ولا تؤدي الى نتيجة..؟؟؟؟ وخاصةً طريق جنوب لبنان...؟؟؟ يبدو ان باقي الطرق اذا ما قطعت لا بأس..؟؟؟
للتذكير فقط، نقول بأن من ارسى سياسة قطع الطرق والمفاصل واغلاق المحلات والمؤسسات والتسبب بطرد الموظفين من عملهم هو "حزب الله" وفريقه وحلفائه... !! عام 2006، عندما حاصر "حزب الله" و"التيار البرتقالي السراي" الحكومي، كان الهدف الحقيقي للحصار كما تبين لاحقاً هو تدمير الوسط التجاري لمدينة بيروت وتهجير المؤسسات ورؤوس الاموال والتسبب بازمة بطالة غير مسبوقة في لبنان...؟؟
ومن يتوجه اليوم الى الوسط التجاري يرى المأساة الحقيقية التي اصابت وسط بيروت وقلبها وروحها النابضة..؟؟؟
ومع ذلك لم يتفطر حينها قلب نصرالله وحزبه ومن معه حزناً على مصير العائلات التي خسرت مصدر رزقها وعملها وعيشها ومستقبل ابنائها..؟؟؟ ولم يقدم لهم المساعدات العينية ولا حتى اصدر لفتة خطابية وجدانية وانسانية لبلسمة جراحهم..؟؟
8/7/2020، تظاهر جمهور "حزب الله" على طريق المطار حيث قطع المحتجون طريق المطار لبعض الوقت، احتجاجاً على زيارة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي كينيث فرانكلين ماكنزي الى لبنان... ولم تنمع التظاهرة ولا قطع الطريق زيارة المسؤول الاميركي...
23/1/2007... اعتبر "عضو المكتب السياسي لحزب الله" حسن عزالدين في تصريحات للجزيرة، أن إغلاق بعض الطرق جاء "تعبيرا عن الغضب" وأن طرقات البلاد لم تغلق بالكامل، مضيفا أن شرائح المجتمع اللبنانية شاركت بالإضراب". واعتبر عزالدين أن الإضراب رسالة إلى "الدول الداعمة للفريق الحاكم" - وفي تطورات الإضراب أحرق المتظاهرون إطارات وألقوا ترابا وحجارة وسط الطرق في مناطق بيروت والأشرفية والحمراء وطريق المطار والمتن وحالات وجبيل وطرابلس ومناطق أخرى. وشوهدت سحب الدخان الكثيف الناجمة عن حرق الإطارات والسيارات القديمة تتصاعد في سماء العاصمة ومدينة جبيل ومدينة شتورة الواقعة شرقي البلاد على طريق بيروت دمشق.
8/5/2008.. أعلن مسؤول في مطار بيروت انه تقرر اغلاق المطار والغاء جميع الرحلات الجوية حتى الساعة الرابعة من ظهيرة الخميس مبدئيا ولليوم الثاني على التوالي بعد قطع طريق المطار من قبل انصار "حزب الله" و"حركة امل".
ممكن ان نستمر في سرد وقائع كثيرة تؤكد ان من اسس لسياسة وسلوك ونهج قطع الطرقات هو "حزب الله" ومن معه ....
اذا خطاب نصرالله بالامس رآه البعض يحمل مضامين تحذيرية ولكنه في حقيقة الامر هو خطاب يؤكد وجود ازمة داخلية ومحاولة لاستيعاب غضب وقلق جمهوره الذي يعيش على اعلام الانتصارات الوهمية بينما هو في الواقع يعيش في اجوار الحصار والانهيار والخوف من الدمار...
المركز اللبناني للابحاث والاستشارات
6/8/1442
19/3/2021