بدعة يوم البقيع فتنة صفوية جديدة
الكاتب: صباح الموسوي
في إطار حربها الطائفية المعبئة بأحقاد كسروية و خرافات بعيدة عن العقيدة الإسلامية ‘ قامت ما تسمى بالمرجعية الدينية في حوزة قم الصفوية وبدعم من نظام الطغمة الخمينية‘ بابتداع يوما جديدا يضاف إلى أيام الردح الطائفي الجارية على مدار العام . فجديد ما ابتدعته مرجعيات الفكر الصفوي كان ما سمي بـ " يوم البقيع "‘ وذلك في إطار سياسة الشحن الطائفي التي تمارسها هذه المرجعيات‘ و قد أطلق هذا الاسم " يوم البقيع "‘ أو أن صح التعبير الفتنة الجديدة‘ تخليدا لذكرى تهديم مقبرة البقيع التي جرت في سنة 1344هـ على يد الحركة السلفية ‘ حسب زعمهم .
طبيعي أن ما جرى آنذاك لم يكن تهديما لمقبرة البقيع كما يزعم الصفويون‘ فما جرى هو هدم الأبنية والأضرحة التي كانت مقامة على قبور عددا من قبور آل البيت وبعض الصحابة (رضي الله عنهم أجمعين) و كانت السلطات العثمانية قد أقامتها تلبية لرغبات الطرق الصوفية التي كانت حليفة للسلطة وكان الكثير من أتباعها ممسكين بقرار الدولة العثمانية .
فرغم مرور تسعة عقود على هدم تلك الأبنية والأضرحة التي كانت مقامة في مقبرة البقيع إلا أن مرجعية الردح الطائفي بقيت خرساء ولم تتحدث عن هذا الأمر لعلمها أولا‘ أن ما جرى لم يكن مساً بالقبور وإنما كان هدما لخزعبلات جميعها تتعارض مع عقيدة التوحيد التي حرّمت اتخاذ المقابر مساجد يدعون فيها لغير الله . ثانيا ‘ أن المرجعيات الصفوية اعتادت على خلق الفتن و البدع و لا يمكن أن تستمر هيمنتها على عقول أتباعها من دون الفتن والبدع الخرافية‘ ولذلك فأن هذه المرجعيات في مسعى دائم لابتداع مناسبات جديدة و لهذا تسترجع التاريخ لإيجاد حادثة معينة لتصنع منها فتنة تكون ملائمة مع الظروف النفسية المأزومة لأتباعها .
فاليوم حيث باتت الفتن الطائفية تزيد من الدخل المالي للمرجعيات الصفوية وتقوي من هيمنة هذه المرجعيات على عقول أتباعها ‘ فان اللجوء إلى استحداث المزيد من البدع والخرافات بات حاجة ملحة لها ‘ ليس لديمومة سلطة هذه المرجعيات وحسب ‘ بل ولديمومة عمر نظام الطغمة الخمينية الذي لا يمكن أن يعيش طويلا إلا إذا استمر في مد المرجعات الطائفية و غذى فتنها التي تعود عليه بالمنفعة السياسية .
لقد ثبت طوال القرون الماضية أن جميع البدع والفتن الصفوية قد باءت بالفشل لكونها مخالفة لعقيدة التوحيد و تتعارض مع نصوص الكتاب المبين . وهكذا هو الأمر بالنسبة لموضوع فتنة ما سمي بـ " يوم البقيع " فهي ساقطة منذ البداية كونها أولا ‘ بدعة لا تقوم على دليل ‘ فما تزعمه المرجعية الصفوية من أن أهل التوحيد قاموا بهدم قبور البقيع لا أساس لها من الصحة وهي كذبة محضة ‘ فكل مسلم زار المدينة المنورة رأى بأم عينه أن مقبرة البقيع ‘ وفيها قبور كثيرة لآل البيت وعدد من الصحابة سالمة ولم يمسسها هدم ‘ وهذا يدحض مزاعم الصفويين .
ثانيا ‘ أن قيام أهل التوحيد بهدم المقامات والأضرحة التي كانت قائمة على بعض القبور في البقيع و كانت تتخذ مساجد ‘ كان هدمها يستند إلى نصوص قرآنية واضحة لا لبس فيها ومنها الآيات التالية :
1 . وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَد( الجن:18)
2 . لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيء (الرعد: 14)
3 . إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ (الأعراف:194)
4 . وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ(فاطر: 13)
5 . قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُون كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيل( الإسراء: 56)
5 . أُولئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَي رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ (الإسراء:57)
6. وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ ( يونس:106)
7 . وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّن يَدْعُوا مِن دُونِ اللَّهِ مَن لاَ يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَي يَوْمِ الْقِيَامَةِ ( الأقحاف :5) .
كانت هذه جزء من أدلة أهل التوحيد الحاثة على هدم المقامات والأضرحة التي كانت مقامة في مقبرة البقيع وغيرها من المقابر الأخرى ‘ وهي أدلة يقينية لا تتغير بتغّير الزمان أو السلطان لكونها أدلة قرآنية ثابتة.
فمن هنا فالسؤال الذي يواجه إلى الصفويين وأصحاب البدع والخرافات الطائفية والذي يبطل حججهم الواهية أن أدلة أهل التوحيد ‘ أو من تسمونهم تندرا (الوهابية )‘ كانت وما تزال وسوف تبقى مستندة إلى القرآن والسنة النبوية الشريفة ‘ وهذا ما جعلهم يتفوقون عليكم وعلى أمثالكم ‘ فما هي أدلتكم القرآنية التي توجب عمارة المقابر واتخاذها مساجد والتوسل بأصحابها من دون الله ؟ .