محمد اقبال بلو
2-5-2014
قتل 7 فلسطينيين تحت التعذيب في سجون النظام السوري خلال الأيام الأخيرة من شهر نيسان/ابريل الماضي، ستة منهم من مخيم اليرموك وشخص واحد من مخيم السيدة زينب، وهم (محمد عبدالله، احمد عبدالله، عماد ابو راشد، عامر حمدان، عمر حمدان، سمير حمدان وجميعهم من مخيم اليرموك، بلال شحادة من مخيم السيدة زينب)، وقد اعتقلتهم قوات الأمن في وقت سابق، وأظهرت إحصائيات قام بها ناشطون تؤكد أن 158مواطناً فلسطينياً تم اعتقالهم من قبل النظام السوري منذ بداية الثورة السورية.
وتشير هذه الإحصائيات إلى استشهاد 11 فلسطينياً في سجون النظام خلال الفترة الواقعة بين 21 و 28 نيسان/ابريل من عام 2014.
وفي بيان صدر عن مجموعة ‘العمل من أجل فلسطينيي سوريا’ وردت أسماء الشهداء الـ7 الذين تم ذكرهم، مع تأكيد البيان على وجود أسماء أخرى وشهداء آخرين لم يعرفوا بعد.
وفي لقاء خاص مع أيمن أبو هشام رئيس الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة قال، ‘لدى بحثنا في الموضوع سجلنا شخصين في مخيم حندرات في حلب اعتقلا منذ أكثر من عام ولم يتم توثيقهما من قبل الأهل مطلقاً، وكذلك وثقنا عدداً من الحالات في مخيم اليرموك في دمشق، فضلاً عن أكثر من 2800 شهيد فلسطيني قضوا نتيجة الأعمال العسكرية التي مارسها النظام ضد الشعب في سوريا، منهم 148 شهيداً قضوا تحت التعذيب في سجون النظام، بينما استشهد تحت التعذيب خلال شهر نيسان الماضي فقط 184 فلسطينياً’.
ويعاني الفلسطينيون من الهجرة الثانية، وقد بدأت قوات النظام بحملات اعتقالات واسعة في المخيمات الفلسطينية على الأراضي السورية وفي مختلف المحافظات منذ بدايات الثورة السورية، في رسالة واضحة موجهة للفلسطينيين أنهم لن يكونوا في موقع حيادي بالنسبة لما يحدث في سوريا، بل صدرت قوانين تتعلق بالفلسطينيين وتخص مغادرتهم للبلاد، وتقضي هذه القوانين بمنع أي فلسطيني من العودة إلى سوريا حال سفره إلى أي دولة أخرى.
يقول رئيس الهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين في الحكومة السورية المؤقتة ‘إن انتهاكات النظام التي يمارسها ضد الفلسطينيين ليست مجرد انتهاكات تشابه ما يمارسه ضد شعبه، بل لها أبعاد سياسية هامة فالنظام يعلم أن رضا إسرائيل عنه وعن سياساته هو ما يبقيه في السلطة حتى اللحظة، وهو بذلك يثبت ولاءه لإسرائيل ويلبي رغباتها في تهجير الفلسطينيين من المنطقة بأسرها’.
ويضيف ‘ لقد اعتبر النظام السوري كل فلسطيني لم يقف إلى جانبه مؤيداً له، عدواً وجب التخلص منه، وساعدته في ذلك بعض الفصائل الفلسطينية التي تتلقى الدعم والتسليح منه ومن إيران، مثل جماعة أحمد جبريل وغيرهم ممن تحولوا إلى شبيحة في صفوف قوات الأسد، وقد مهد النظام لعملية تصفية الفلسطينيين وتهجيرهم في تصريحات من شخصياته عدة مرات، مثلاً عندما صرحت بثينة شعبان أن من يتسببون بإخلال في الأمن في اللاذقية هم فلسطينيون من مخيم الرمل الفلسطيني، في نية واضحة للتخلص من كل فلسطيني على الأراضي السورية، كما أسلفنا، لنيل رضا إسرائيل’.
من جهة أخرى يعاني أهالي مخيم اليرموك من حالة إحباط شبه دائمة نظراً للظروف القاسية التي يعيشونها، فتعرض أطفالهم للجوع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بمزاجية النظام التي تؤدي الى السماح بدخول المواد الغذائية إلى المخيم أو منعها، وأفاد ناشطون أن قوات النظام قامت بحملة اعتقالات للعديد من الشباب أثناء وقوفهم في طابور بانتظار دورهم لاستلام السلل الغذائية، فالنظام يطرح شعار الإعتقال أو الجوع وشعار القتل أو التهجير بالنسبة للفلسطينيين وغيرهم من السوريين.
بينما تتعرض العديد من المخيمات لقصف من قبل قوات النظام بالهاون والمدفعية كمخيم جرمانا ومخيم اللاجئين الفلسطينيين في حمص، وغالباً ما يسقط شهداء وجرحى نتيجة ذلك القصف. حول ذلك يقول رئيس لجنة اللاجئين ‘إن الأجهزة القمعية والعسكرية التابعة للنظام للسوري تقوم بتدمير المخيمات رغم نزوح معظم سكانها، في رسائل واضحة للفلسطينيين أن لا عودة إلى منازلكم هنا، فمخيم حندرات في حلب مثلاً رحل كل أهله ولم يبق فيه أي أسرة، إلا أن النظام مازال مستمراً بقصفه بالبراميل والصواريخ الموجهة من الطيران الحربي، سعياً منه إلى تدميره وتدمير كل أمل لدى الأهالي النازحين منه بالعودة’.
ويضيف ‘ولا بد أن ننوه إلى وقوف الفلسطينيين في سوريا مع ثورة الشعب السوري، فقبل أن يبدأ تدمير المخيمات الفلسطينية استقبل مخيم اليرموك 400 ألف نازح سوري خلال الفترة ما بين نيسان/ابريل وتموز/يوليو من عام 2012′.
المصدر : القدس العربي