صفقة حزب الله الزائفة
سرقة وخيانة وتهجير
بقلم / خالد حربي
ما فعله حزب الله الآن ليس سوى جريمة كبرى تضاف إلى ملف جرائمه في حق القضية الفلسطينية.
وكالعادة يضع حرب الله جريمته في إطار من ذهب , ويسوقها على أنها نصر عزيز عجزت الأمة عنه حتى قدمه لها أبناء الحزب الروافض .
ما فعله حزب الله لا يقل في جرمه عن ما فعلته عصابات الهاجانا واشترن من تهجير وطرد للفلسطينيين في منتصف القرن الماضي .
من حق حزب الله أن يطالب بجثث ورفات مقاتليه الذين قتلوا داخل فلسطين المحتلة 'إسرائيل المزعومة' لكن من أعطاه الحق في تهجير جثث المقاتلين العرب من ارض فلسطين المحتلة؟
ومن أعطاه الوصاية على المقاتلين من غير حزب ومذهبه الرافضي ليسحب جثثهم من داخل فلسطين المحتلة ؟
دلال المغربي -مثلا- تلك الفتاة الفلسطينية التي لا ينكر أحد شجاعتها وبسالتها حتى وإن اختلف معها في العقيدة والتوجه الفكري.
هذه المقاتلة الفلسطينية قطعت الفيافي واجتازت المخاطر والصعاب لتصل إلى ارض فلسطين المحتلة , ثم قامت باختطاف حافلتين وأعلنت قيام دولة فلسطين داخل الحافلتين لأنهما ما استطاعت المقاومة أن تحرره , احتفلت دلال المغربي ومجموعتها بهذه الدولة الصغيرة المحررة ، وأقسموا جميعا أنهم لن يخرجوا من فلسطين ثانية وبالفعل قاتلوا حتى قتلوا جميعاً وقاموا بتفجير الحافلتين وقتلوا جميع الرهائن اليهود فيهما .
لا شك أن دلال اجتاز جميع المخاطر لتموت على أرضها , وفي وطنها الذي هجرت منه ،
وإذا كانت اعتبرت أن السيطرة على حافلتين هو تحرير لهما من أيد اليهود وأن هذا المكان الافتراضي المحرر هو نواة لدولة فلسطين المحررة و بالأولى أن يكون قبرها جزء من الأرض التي حررتها بدمائها .
دلال المغربي كانت عضوة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وهي حركة يسارية , وقد أصدرت هذه الحركة بيان تطالب بدفن مقاتليها في فلسطين وليس في لبنان , لكن حزب الله تجاهل هذا المطلب مضي في إبرام صفقته مع اليهود .
الأشد استفزازا ً أن يخرج حزب الله أيضا رفات مقاتلين عرب من تونس والسودان بل لقد استخرج حزب الله جثث باكستانيين أيضاً وهؤلاء جميعاً كانت أمنيتهم الموت على ارض فلسطين , ولم يعطى أحدهم لحزب الله الوصاية عليه بعد مقتله .
بعض المغرمين بالحزب حاولوا تبرير هذه الجريمة البشعة , بان الحزب يريد دفن هؤلاء المقاتلين بطريقة كريمة وإقامة الشعائر عليهم , لان اليهود دفنوهم في مقبرة أرقام بطريقة لا تليق بهم !!
وهذا دجل وتزيف فلا أحد من هؤلاء المقاتلين كان يتوقع أن يقيم له اليهود جنازة عسكرية , أو أن يشيدوا على قبره المقامات والأضرحة والمزارات على الطريقة الشيعية مثلاً
إن أفضل تكريم في نظر هؤلاء المقاتلين كان الموت في ارض فلسطين والدفن في ترابها
وإذا كان حزب الله حريص دفنهم بطريقة لائقة كما يزعم فلماذا لم يطالب بنقل رفاتهم إلى غزة مثلاً أو الضفة الغربية .
لا يوجد أي تفسير لجريمة حزب الله هذه سوى أنها سرقة لهؤلاء المقاتلين وتهجير لهم من أرضهم وتزييف لتاريخ المقاومة في فلسطين والتي بدئت قبل أن يظهر حزب الله بعشرات السنيين فدلال المغربي ومجموعتها نفذوا عمليتهم في السبعينيات ، كذلك كل المقاتلين الذين عبث حزب الله بجثثهم .
في المقابل يعيد حزب الله جثث المقاتلين اليهود على فلسطين ليدفنوا فيها بدلا عن جثث المقاتلين العرب , أليس هذا هو التهجير والاستيطان الذي مارسه بيجن وشارون وشامير وزعماء اليهود من قبل ؟
فلماذا تستقبل الأمة هذه الجريمة بالتصفيق والاحتفال ؟
لا أشك أن إسرائيل أكثر سعادة من حزب الله بهذه السرقة فهي قدر رسخت في الأذهان أن اليهود مكانهم الطبيعي هو فلسطين المحتلة حتى بعد القتل خارج فلسطين , وان الفلسطينيين والعرب مكانهم الطبيعي خارج فلسطين المحتلة حتى وإن قتلوا داخلها.
حزب الله حقق ما يريد فقد بات في نظر السذج والسفهاء حامي كرامة المقاتلين العرب الذي استرد رفاتهم من فلسطين ليدفنها ' بكرامة' في جبال لبنان !!
وبرهن أن حسن نصر الله هو بحق سيد المقاومة والمقاومين حتى بعد موتهم !!
الغريب أن حزب الله لم يستطيع إطلاق سراح أسير فلسطين واحد ,بينما يستطيل على جثث القتلى في فلسطين >
والأغرب أن حزب الله أنهى الملف اللبناني مع إسرائيل , وخلع لبنان وفرض الوصاية على المقاومة في هذا البلد الملاصق لفلسطين المحتلة , تماما كما فعل السادات بمصر , ومع هذا لا يزال الجميع يصفق له ويرقص على أنغام آلاته الإعلامية باعتباره المنتصر للأمة على اليهود.
تماما كما حدث في حرب تموز حين قام الحزب بتصفية الوجود السني في جنوب لبنان , وخلق منطقة آمنة لليهود في فلسطين المحتلة , ثم جلب سبعة الآلف جندي صليبي ليقوموا بحماية هذا الإنجاز وتأمين اليهود في فلسطين المحتلة ، ثم خرج علينا الالدغ الدجال ليعلن انتصار حزبه ؟!!
أي نصر وأي منطق يروج له حزب الله الرافضي!
يشهد الله أني كنت على يقين أن الجنديين الإسرائيليين سيعودان أمواتا لإسرائيل , لأنهما يعلمان جزء من حقيقة الصفقة المشبوهة بين إسرائيل وحزب الله.
لكن الغريب أن تموت الأمة وهي تهلل وترقص لحزب الله , مع أنها تجهل تماماً حقيقة الصفقة المشبوهة .
المصدر
http://khaledharby.maktoobblog.com/