فهد ناجي علي
13-9-2013
كم هي التحذيرات التي أطلقناها.. في كل مرة نتكلم فيها عن المد الحوثي ولكن كنا كمن ينفخ في قربة مخرومة..
فما يحصل اليوم في اليمن يعد فتنة أراد مشعلوها ليس جر اليمن إلى أتون حرب لا يعرف مداها إلا الواحد الأحد وإنما خدمة لمصالحهم وبحسب المثل القائل ( عليّ وعلى أعدائي).. لقد خرج البعبع عن صمته واتضح جليا مقدار المؤامرة.. الحوثي لا يريد السيطرة على صنعاء فحسب وإنما يريد توجيه الرسالة إلى دول الخليج أنه سيظل شوكة في الخاصرة .. الأمر الذي يتطلب من دول الخليج أن تعي الرسالة وتوجه للحوثيين ضربة موجعة من خلال تكاتفها العملي مع الرئيس هادي وإيقاف عمليات الدعم للنظام السابق إن وجدت وذلك لمعرفة قيادات تلك الدول أنهم قادرون على إحداث شلل في صفوف جماعة الحوثي بدعمهم الفعلي للرئيس عبد ربه..
إن محور القوة في جماعة الحوثي هو سيطرته على محافظة صعدة وهذا يحتاج إلى قرار شجاع وحكيم تلتقي فيه قيادات الدول الخليجية وتعلن دعمها للرئيس هادي في ضربة موجعة للثكنات والمواقع العسكرية التي تخص الحوثي وجماعته
القرار- الذي أصدره هادي بشأن اعتقال ضباط وقادة أمنيين لتواطؤهم مع الحوثي في صنعاء- يعد بمثابة الخطوة الأولى لتصحيح المسار.. لكن الأمر- الذي يجب أن تعيه
aالقيادة السياسية- هو أن الأحداث التي وقعت وستقع هي أمور يراد- من خلالها- هدف خفي يسعى الحوثيون ومن يمدهم بالدعم من خلاله إلى إحداث فجوة بين الأجهزة الأمنية والعسكرية من جهة وبين الشعب والحكومة من الجهة الأخرى.. فإطلاق شعارات تخاطب قضايا في المواطن في ظرف بدا حرجا لليمنيين ككل يعد بمثابة تهييج للوضع وخروج عن السيطرة.. كما أن شراء الذمم لبعض القيادات الأمنية والعسكرية هو تحول جد خطير في خطط الجماعة
نحن هنا لا نريد استباق الأحداث ولكن نعطي الصورة كما توضحت لنا من تحركات الحوثي بداية من عمران فالجوف فصنعاء.. ونتوقع أن تكون القادمة محافظة لم تدرج في الحسابات العسكرية للدولة.. لذلك ينبغي إفشال ذلك المخطط بأي وسيلة كانت وإنهاء الجماعة واعتقال قادتها لأنه المخرج الوحيد لإنهاء الفتنة والحفاظ على الأمن والاستقرار..
المصدر : صحيفة أخبار اليوم اليمنية