حزب الله و الدور المشبوه
بقلم: عبد العزيز الغريب
ترتكز عقيدة " حزب الله " على الفكر الشيعي، ويعد ارتباط القيادة الدينية الإيرانية بهذا الحزب ارتباطاً وثيقاً تمويلاً وتنظيماً وتسليحاً، حيث هدفت إيران من دعم حزب الله إيجاد موطئ قدم لها في المنطقة العربية تستطيع من خلاله أن تكونَ نفوذاً لها يساعدها على التدخل في الشئون العربية وقضاياها السياسية .
ووجدت إيران في حزب الله الوسيلة المثلى للوصول إلى قلب العالم العربي، بعد أن عملت على إيجاد تنظيمات تسيطر عليها وتمولها، وحققت النجاح بالسيطرة والتسيير " لحزب الله " بأيدي إيرانية أكثر ما هو بأيدي لبنانية، فأصبح مليشيات سلاحها بيدها وذخيرتها بيد ممول خارجي، يرفعون صور قياداته وزعاماته والتي لا تمت لتلك للأرض بصلة.
وأصبح حزب الله مهماً للكيان اليهودي، ليلعب لعبته في تحقيق المصالح المشتركة بينه وبين الأقليات، ولهذا أصبح عند اليهود استعداد للتفاوض مع حسن نصر الله ومع حزب الله، وفي المقابل تعارض ذلك من القيادة الفلسطينية ورئيسها.
وهذا ما شهد فيه الأمين العام السابق " لحزب الله " وهو صبحي الطفيلي أحد أقطاب شيعة لبنان ومن مؤسسي "حزب الله " عندما صرح :" أن المقاومة قد تخلت عن دورها منذ تفاهم يوليو 1993م وتفاهم أبريل 1996م الذي نص على حماية المستعمرات اليهودية واعترفت بحدود الكيان اليهودي وأمنه، واعتبر أن " حزب الله " حول المقاومة إلى حرس حدود شبيه بدور جماعة لحد - مليشيات جيش لبنان الجنوبي - المتعاملة مع الكيان اليهودي ، ولكن بدعم مالي من طهران .
وجاءت تلك التصريحات على وقع دخول المفاوضات لإتمام عملية تبادل الأسرى بين الكيان اليهودي وحزب الله ، وأضاف أن حزب الله لا يسمح حالياً لأي شخص بالذهاب إلى الحدود للقيام بعمليات!!
وأضاف : " أن خزينة رسول الله في إيران تدفع لحزب الله لحراسة حدود الكيان الصهيوني. وأضاف : أدعو إخواني في حزب الله إلى الانتقاض وعدم التحول إلى حرس حدود ورفض الأوامر الداعية إلى ذلك" .
وحديث " صبحي الطفيلي " قدم شهادة تاريخية على الدور المشبوه الذي لعبه ولا يزال يلعبه هذا الحزب بين المسلمين، وأكمله "ميشال سماحة" وزير الإعلان اللبناني بقوله:"إن حزب الله قد جعل الحياة مستقرة في جنوب لبنان بسيطرته على الأنشطة العنيفة لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين القذرة المتناثرة في أنحاء المنطقة ، ورصدها أحياناً وأضاف إن أمريكا وقعت في خطأ أحمق بعدم سعيها إلى التفاهم مع حزب الله وأشار سماحة إلى أن الجماعة ملتزمة بإصرار سوريا على منعها منفذي العمليات الانتحارية الفلسطينيين المحتملين عبور الحدود إلى إسرائيل .
ولعل الكتابة عن حزب الله من أصعب الكتابات في ظل التعاطف مع إنجازاته، والتي يصفها المنخدعون أنها من أعظم الإنجازات للأمة الإسلامية في السنوات الأخيرة !!.
ولهذا فإن بعض الكتابات قد تكون مستنكرة عند البعض، ولكن لا بد من قراءتها بإمعان وتدبر، ومعرفة بتاريخ الفرق الباطنية الذين لم يقفوا يوماً واحداً لنصرة قضايا المسلمين، إقرءوا التاريخ هل وجدتم أنهم نصروا المسلمين وكانوا على ثغر من ثغورهم، أم كانوا ثغوراً على المسلمين، وإسقاطاً للخلافة الإسلامية وتعاوناً مع المحتليين بل مع كل عدو للإسلام والمسلمين، فانظر إلى تعاونهم مع الصليبين الذين احتلوا القدس وما حولها، ثم تعاونهم مع التتر وتورطهم معهم في كثير من المجازر الفظيعة، ثم الاستعمار المعاصر وما خالطه من تحالفات وتعاون في العراق وأفغانستان ومن قبلها فلسطين والجولان.
إن "حزب الله" استهدف أهل السنة الفلسطينيين بشكل خاص، وفي لبنان ارتكبت منظمة أمل ما ارتكبت من المجازر ضد المخيمات الفلسطينية ما يعجز عنه الوصف، بتحالفات مشبوهة مع النصيرية والروافض، وجاء حزب الله ليكمل المسير، فهذا التضييق على أبناء المخيمات في لبنان لحزب الله دور أساس في إبقاء المعاناة والآلام، ولهذا من يحاول القيام بأي عمل ضد الكيان اليهودي يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون.
واستغرب الكثيرون في العالم العربي موقف الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله إذ احتفى بالزعيم الشيعي العراقي محمد باقر الحكيم الذي لقي مصرعه مؤخراً في حادث تفجير، فقد وصفه بالمجاهد والمناضل والشهيد في الوقت الذي كان البعض يدعو لإدانة الخط الذي اختطه عندما قبل حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يتزعمه الانضمام لمجلس الحكم العراقي وانتقد المقاومة العسكرية للاحتلال الأميركي واتهم هذه المقاومة بأنها من فلول النظام السابق.
والذي لا شك فيه هو أن حرجاً واسعاً لا زال يصيب الشيعة في كل مكان من أسلوب تعامل رموزهم مع الاحتلال في العراق، لا سيما وهو يأتي بعد مجد كبير حققوه من خلال حزب الله في جنوب لبنان !!.