الطيالسة: يهود إيران أتباع الدجال

بواسطة د. عامر الهوشان قراءة 1766
الطيالسة: يهود إيران أتباع الدجال
الطيالسة: يهود إيران أتباع الدجال

د. عامر الهوشان

2-11-2013

توطئة

من المعلوم أن إيران تنقسم من الناحية العرقية الى عدة أقليات، حيث يشكل الفرس أكثر من 45% من مجموع السكان البالغ عددهم نحو 75 مليون نسمة حسب إحصاء عام 2012م , بينما تشكل الأقليات غير الفارسية نحو 50 إلى 55 بالمائة من إجمالي سكان ايران, والمجموعات الأقلية الرئيسية فيها هي: الأذربيجان الناطقين بالتركية و الأكراد والعرب والبلوش مع وجود نسب من الأرمن و التركمان و اللر.

وإذا كان عهد رضا شاه البهلوي (1925-1941) قد تميز بمحاولات صهر الأقليات القومية ضمن الرؤية الخاصة للأمة الإيرانية الفارسية, وتابعه في ذلك ولده محمد رضا شاه البهلوي (1941-1979), فإن الحكومة الدينية الشيعية الإيرانية الحالية تسعى لإعادة تشكيل الأمة على أساس شيعي وبمركزية فارسية.

الاضطهاد الشيعي للأقليات العرقية

لقد بات القاصي والداني على علم بالتهميش والاضطهاد الذي تعانية الأقليات العرقية في إيران من قبل الحكومة الشيعية, وخاصة العرب الإيرانيون, الذين يحرمون من المشاركة السياسية, وعلى الرغم من أن مناطقهم تشكل في موقعها الجغرافي ركيزة الصادرات البترولية الإيرانية إلا أن معظم مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر.

لقد وصلت درجة العنصرية الفارسية الإيرانية إلى حد تنظيم عمليات تصحير إقليم الأحواز العربي (عربستان أو خوستان) كما يقول نشطاء, وذلك من خلال ربط نهر الأحواز بمناطق فارسية خارج الإقليم, وتحويل المياه المعدنية إلى تلك الأقاليم, تاركين أهل الإقليم يتجرعون المياه غير الصالحة للشرب.

وتعاني الأقليات العرقية في إيران -التي تشمل العرب الأحوازيين والأذربيجانيين والبلوش والكرد والتركمان- من التمييز في القانون والممارسة على السواء, ويواجه النشطاء الذين يناضلون من أجل حقوق الأقليات الكثير من التهديدات والاعتقال والسجن وحتى القتل والتصفية الجسدية.

أهل السنة الأكثر اضطهادا في إيران

وإلى جانب الأقليات القومية أو العرقية، تعيش في إيران أقليات دينية كأهل السنة والصابئة واليهود والزردشتيين والأشوريين والأرمن وأقليات دينية أخرى مسيحية, والمفارقة هنا أن اليهود من بين جميع الأقليات الدينية هم الأكثر رفاهية ونيلا لكامل حقوقهم في إيران, بينما أهل السنة هم الأكثر اضطهادا وظلما وقهرا, مع التظاهر الدائم للسياسة الإيرانية بالسعي للتقارب مع أهل السنة, عبر ما يسمى بمؤتمرات التقريب بين المذاهب الإسلامية.

ومع أن لأهل السنة في إيران عقيدتهم وتاريخهم وثقافتهم وعلماؤهم وأعلامهم, وتعدادهم يتراوح ما بين 20 – 30 مليونا حسب المصادر السنية -بينما تدعي طهران أنهم لا يتجاوزن 9% من عدد السكان, أي ما يقارب 7 مليون فقط- وهم الأكبر عددا بعد الشيعة في إيران من بين الطوائف والأقليات الدينية، إلا أنهم -في الحقيقة- يعانون أشد المعاناة في ظل سياسة التنكيل والتغييب والإضعاف.

فمن غير المسموح لأهل السنة تعلم اللغة العربية, ولا بناء المساجد الخاصة بهم, ويكفي القول بأن طهران العاصمة تخلو من مسجد سني واحد, كما لا يسمح لأهل السنة بناء المدارس والمعاهد الخاصة بهم, ولا يسمح لهم بامتلاك القنوات الفضائية, ولا بطباعة الكتب الخاصة بهم وتداولها, وليس لهم مراكز أو مؤسسات فكرية أو دعوية أو ثقافية, ولم يعترف ملالي طهران بأهل السنة كأقلية دينية لها الحق بإقامة وممارسة شعائرها الخاصة بها, ناهيك عن الملاحقة والقتل والتهجير لرموز أهل السنة وعلمائها, والقدح المستمر بالصحابة وسبهم وشتمهم ........الخ.

امتيازات اليهود في إيران

رغم الشعارات المعلنة بمعاداة ساسة طهران لليهود والكيان الصهيوني, إلا أن الحقيقة والواقع يؤكد عكس ذلك تماما, وأكبر دليل على ذلك الاهتمام الكبير والرعاية الشيعية الكاملة للأقلية اليهودية في إيران, حيث معابدهم الكثيرة المنتشرة, وثقافتهم ومؤسساتهم التي تحفظ وجودهم واستمرارهم، وعلاقتهم القوية مع الحكومة الإيرانية, والتي تتصف بالقوة والحميمية.

كما أن لليهود في إيران الحق بتعلم لغتهم العبرية بكامل الحرية, ولهم مقرات للاجتماع ومستشفيات ومكتبات, كما أن لهم حرية التنقل حتى إلى الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة, كما أن لهم قنوات فضائية ومدارس ومعاهد خاصة بهم, إضافة إلى الكثير من الكنس المنتشرة في إيران, والتي يوجد منها في طهران وحدها 36 كنيسا من أصل 80, ناهيك عن اعتراف الدستور الإيران بالديانة اليهودية, مما يمنحهم الحق بممارسة شعائرهم وطقوسهم الدينية, وعدم تعرض الشيعة لعلماء اليهود ومقدساتهم بأي إهانة أو استفزاز.

لقد وصل رضا اليهود عن السياسات الإيرانية الحالية درجة دفعت الكثير منهم إلى عدم الهجرة إلى فلسطين المحتلة بعد إعلان قيام الدولة الإسرائيلية فيها عام 1948م, وذلك لأسباب هي:

1- الرفاهية في المعاملة التي يتمتعون بها من قبل السلطات الإيرانية الشيعية, مما جعلهم يفضلون العيش في كنف ملالي طهران الرغيد على العيش في كنف دولتهم -المصطنعة- التي طالما حلموا بإنشائها.

2- اعتقاد البعض منهم بأن قيام دولتهم الحقيقة لا يمكن أن يحدث إلا بقيام مسيحهم المنتظر, وهو ملك من نسل داود, يأتي في آخر الزمان ليعيد لهم ملكهم ومملكتهم, ويعتبرون قيام دولة إسرائيل قبل مجيء المسيح المنتظر مخالفة لتعاليم الرب وإرادته.

3- قدسية أرض إيران بالنسبة لليهود وأهميتها, فهي أرض كورش مخلصهم, وفيها توفي النبي دانيال ودفن النبي حبقوق, وهم جميعا أنبياء العهد القديم, وهي دولة شوشندخت الزوجة اليهودية الوفية للملك يزدجرد الأول, وتحوي أرضها جثمان بنيامين شقيق يوسف عليه السلام.

ولذلك لم يكن عجبا أن يكون عدد اليهود الذين انتقلوا من الدول الأوربية إلى فلسطين المحتلة, يفوق كثيرا عدد اليهود الذين انتقلوا من إيران إلى فلسطين المحتلة.

يهود إيران أتباع الدجال

حديث يهود إيران يقودنا إلى الطيالسة المذكورين بحديث في صحيح مسلم عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمُ الطَّيَالِسَةُ) 8/207 برقم 7579

جاء في شرح كلمة الطيالسة الواردة في الحديث: جمع طيلسان وهو نوع من الأوشحة يلبس على الكتف كالشال, وقال ابن منظور في لسان العرب: هو ضرب من الأكسية, واحده طيلسان وأضيفت الهاء في الجمع للعجمة لأنه فارسي معرب, وقال الشيخ العلامة عبدالرحمن البراك حفظه الله عند شرحه لحديث مسلم في وصف الطيلسان: شيء يلبس مثل الشال لكنه كبير.

ومعلوم أن يهود إيران يتوزعون في طهران وهمدان وأصفهان، ويبلغ عددهم حسب المصادر الرسمية الإيرانية ما بين 25 ألف إلى 30 ألف نسمة, ومحافظة أصفهان (أصبهان) الواردة في الحديث هي ثالث المحافظات الإيرانية أهمية بعد طهران ومشهد, تقع في وسط البلاد على بعد 340 كم شمال طهران.

ومن المعلوم أن المسيح المنتظر عند اليهود بصفاته المذكورة في مصادرهم وكتبهم, يتطابق تماما مع صفات الدجال التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم, وأن الشيعة في إيران ينتظرون أيضا المهدي المنتظر عندهم, وهو الإمام الثاني عشر عندهم محمد بن الحسن العسكري, الذي دخل في سرداب خفي ليغيب الغيبة الصغرى عام 260 هجرية, ثم الغيبة الكبرى عام 329هجرية, والذي سيخرج في آخر الزمان ليحكم الأرض كما يزعمون.

والمدقق في مسيح اليهود ومهدي الشيعة المنتظر يلاحظ توافقا وتطابقا في صفات كل منهما وملامحه, حتى كأنهما يصدران من مشكاة واحدة, وسبق أن فصلنا نقاط التوافق والتطابق في هذا الأمر في مقال: مهدي الشيعة ومسيح اليهود المنتظر.

بين نبوءاتهم الباطلة وغيبياتنا الصادقة

وما أريد التركيز عليه في موضوع الطيالسة أتباع الدجال هنا, شدة تمسك اليهود بعقائدهم الباطلة المزيفة, والعمل الدؤوب على جعلها واقعا محسوسا وملموسا, رغم ظهور عوارها وبطلانها, بل رغم مخالفتها أصلا لأسلوب وطريقة الامتثال والإذعان لها المبين والموضح في كتبهم المقدسة, الأمر الذي مثل نقطة خلاف جوهرية بين فرق اليهود وأطيافها.

فمن المعلوم أن الكثير من فرق اليهود ومذاهبها يعتقدون أن المسيح المنتظر (الماشيح) هو أداة الإله في الخلاص, وأنه بناء على ذلك فمن الواجب على اليهود انتظار عودة المسيح بصبر وأناة, وأنه من الكفر والهرطقة محاولة أي فرد أو جماعة يهودية التعجيل بظهور الماشيح وتعجيل قرب النهاية, وأن العودة إلى أرض الميعاد إنما يحدده الرب بطريقته, فهي ليست فعلا بشريا, وإنما فعل إلهي على يد الماشيح المنتظر, كما يعتقد اليهود التقليديين والأرثوذكس والمحافظين والحسيديم وغيرهم من الفرق كثير.

لقد تجاوز اليهود كل هذه المعوقات والعراقيل العقائدية في الوصول إلى تحقيق نبوءات أنبيائهم المزعومة, ولم ينتظروا ظهور مسيحهم المنتظر ليعيدهم إلى أرض صهيون (جبل صهيون والقدس والأرض المقدسة ككل) ويعيد لهم ملكهم ومجدهم كما هو مسطور في توراتهم وتلمودهم المحرف.

بل راحوا يمهدون الطريق لاستعجال ظهور المنتظر –كما يزعمون– من خلال عودتهم إلى أرض صهيون, ومحاولة هدم المسجد الأقصى لإقامة الهيكل مكانه, وقد تولى كبر هذا التأويل الفاسد للنص الباطل والمحرف أصلا الصهيونية العالمية واليهودية العلمانية البشرية الإلحادية, وأيدتها بعد ذلك –علانية أو ضمنا– باقي الفرق والمذاهب اليهودية, المدعومة أصلا من الغرب وأمريكا.

ولم يكن دعم نصارى الغرب وأمريكا للصهيونية بتمكينهم في فلسطين حبا أو كرامة لليهود, وإنما أمر لا بد منه لتعجيل ظهور مسيح الإنجيليين المنتظر أيضا, والذي لا يظهر حتى يتمكن اليهود بأرض فلسطين كما تقول وتزعم نبوءاتهم, وهي عقيدة مدسوسة من قبل اليهود في كتب النصارى المقدسة على كل حال, مما يثبت أن اليهود أصل كل فساد وإفساد في هذه الأرض.

إن العجب لينتاب كل مسلم من شدة تمسك اليهود والنصارى والشيعة –كما رأينا– بعقيدة المنتظر رغم بطلانها وفسادها, بل وتهيئة الأجواء المناسبة والملائمة لظهورها, والحرص و العمل الدؤوب على استعجال ذلك, بينما عقيدة المسلمين الغيبية الصادقة لا تدفعهم لعمل يوازي أو يقارب ما يفعله أعداؤهم.

إن القوة المادية والعسكرية الهائلة التي تعدها دول هذه الأديان والفرق الباطلة, لجعل الوهم الغيبي الذي يعتقدون به حقيقة وواقعا ملموسا, يقابله تكاسل وإهمال كبير من قبل المسلمين للاستعداد لمواجهة المرحلة التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنوها, ألا وهي المعركة الفاصلة القادمة بين المسلمين وأعدائهم من اليهود.

فهلا أعطى المسلمون اهتماما أكبر بعقيدتهم الغيبية الصادقة, التي أخبر بها كتاب ربهم وصحيح سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم؟!! وهلا بذلوا جهودا أعظم لمواجهة سيل العقائد والغيبيات الباطلة من اليهود والنصارى والشيعة, المدعومة بالمال والسلاح والعتاد؟؟!!

المصدر : مركز البحوث للدراسات والتأصيل



مقالات ذات صلة