شيعة في لبنان ضد نصر الله !!!

بواسطة حسن الرشيدي قراءة 1737

شيعة في لبنان ضد نصر الله !!!

 

 

حسن الرشيدي

 istratigi@hotmail.com

 

 

ولكن المتأمل للواقع الشيعي في لبنان يجد شخصيات وتيارات أخرى غير حزب نصر الله.

وقد يسأل سائل لماذا نحاول تتبع التيارات الشيعية في لبنان غير المنضوية تحت راية حزب الله؟

هذا الرصد لتلك التيارات يتيح لأهل السنة إقامة محاور وتحالفات سياسية لفت عضد وقوة هذه الطائفة والتي تظهرها وسائل الإعلام المختلفة على أنها كتلة قوية متماسكة والواقع الفعلي لها غير ذلك خاصة أن حزب الله ما فتئ على محاولة شق السنة في لبنان بوسائل وطرق عديدة أهمها المال والتنافس الشخصي وما تجربة الشيخ فتحي يكن إلا مثال على ذلك.

كما أن البحث في التناقضات الشيعية يبرز ما خفي من مخططاتهم حيث يفضح بعضهم البعض ويكشف ما خفي علينا من أسرار التنظيمات لهذه الطائفة والتي تعتمد مبدأ التقية.

أولا: ظاهرة صبحي الطفيلي:

 يعتبر صبحي الطفيلي هو أول زعيم رسمي لحزب الله وتم عزله لأن إيران التي أنشأت الحزب وتموله رأت فيه على ما يبدو شخصية متشددة يتبنى المواقف الأكثر تطرفا وهذه الشخصية كما هو معروف  لا تصلح للسياسة وتلونها ودهاليزها وبراجمياتها لذلك تم عزله واستبداله بعباس موسوي ولكن هذا العزل لم يتم بهدوء نظرا لطبيعة شخصية الطفيلي حيث انتهز فرصة الحالة الصعبة التي مرت باللبنانيين في أعقاب انتهاء الحرب الأهلية ليقود الفقراء الشيعة في شبه ثورة ضد الحكومة ولكن حزب الله سرعان ما رفع عنه الغطاء ليكشف التباين الكبير بين الطرفين وحدثت اشتباكات مسلحة بين أنصاره وبعض أفراد حزب الله في حوزة عين بورضاي يوم 30 يناير عام 1998  وقتل أثناء تبادل إطلاق النار الذي شارك فيه الجيش اللبناني إلى جانب حزب الله الشيخ خضر طليس وأحد الضباط اللبنانيين ورغم الأحكام القضائية التي صدرت بحقه فإنه لا يزال حتى الآن في منزله يستقبل زواره ويقيم معهم كل خميس مجالس عزاء حسينية. ليتفرغ بعدها الطفيلي في كشف تاريخ الحزب والمؤامرة الإيرانية من بعده ولكنه تناسى أنه كان أول من اشترك في هذا التآمر وهو الذي اعترف أن المقاومة أي حزب الله تقف – قبل الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام ألفين- حارس حدود للمستوطنات الإسرائيلية ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الإسرائيليين يلقون القبض عليه ويسام أنواع التعذيب في السجون.

ولكن يبقى سببا مهما وخطيرا لانشقاق الطفيلي وهو خوفه على المذهب الشيعي من التصرفات الإيرانية حيث يجيب عندما سألته صحيفة الشرق الوسط هل يرى خطراً على التشيع من إيران؟ فأجاب نعم لأنه يمكن أن بعض القوى تريد أن تثبت سلطانها. ويقول أنا مطمئن إلى انه سيأتي اليوم الذي يهزم فيه الأميركي وعندها سيكون هناك غضب على كل من سار في مشروعه. وقد تجري انتقامات وتصفيات يذهب ضحيتها شيعة الأقليات لأن إيران دولة قوية تستطيع أن تحمي نفسها.

 ثانيا: اللقاء الشيعي:

 عقب انتفاضة كثير من القوى اللبنانية إثر اغتيال رفيق الحريري تشكل اللقاء الشيعي بزعامة محمد حسن الأمين وهو أحد المرجعيات الشيعية في لبنان ففي 21 أبريل  من عام 2005  وفي  اجتماع حاشد في الكلية العاملية برعاية محمد حسن الأمين وضم الاجتماع نحو خمسمائة شخصية شيعية لبنانية سياسية وثقافية واجتماعية ومهنية ومن مختلف مناطق تواجد الشيعة اللبنانيين في الجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان كان الهدف من اللقاء بحسب وثيقته الأولى التي أطلقها الشيخ الأمين هو أن يقول كلمته حول انتمائه الشيعي في إطار الوطن اللبناني وتحت مرجعية الدستور واتفاق الطائف اللذين شكلا الإطار التوافقي التعاقدي بين جميع اللبنانيين لانتظام عيشهم المشترك في ظل دولة ديمقراطية واحدة سيدة حرة مستقلة وفي ظل وطن نهائي لجميع أبنائه عربي الهوية والانتماء. وفي خطابه الافتتاحي دعا الأمين إلى قيادة حوار يعيد إلى الشيعة وعيهم بحقيقتهم التاريخيّة حسب تعبيره وبأنّهم درّة التاج اللبناني وبأن ليس في تاريخهم ما يؤرق الشركاء الآخرين منهم وبأنّهم في غناهم الثقافي والحضاري غنى للبنان الواحد بأرضه وشعبه لبنان الذي يستحقّ من أبنائه كل أبنائه أن ينتقلوا به من كيان للحرب الأهليّة إلى كيان وطن لافتاً إلى انه أعاد اكتشاف أن للبنان معنىً ضمن كيانات المنطقة. ويتساءل هل يُراد للطائفة الشيعية أن تكون طائفة منعزلة خائفة؟ وحرص اللقاء الشيعي في بيانه الأول على التأكيد على أن هذا التجمع الشيعي ينظر إلى أن الشيعة اللبنانيين وإن كانوا يمتون بصلة ثقافية إلى مجمل الشيعية في الوطن العربي والعالم إلا أنهم لا يتطلعون إلى أي مشروع خاص بهم داخل وطنهم بل يعتبرون أنفسهم جزءاً من المشروع الوطني الذي تتوافق عليه الفئات المختلفة في لبنان. وعلى هذا فإنهم يتمنون على إخوانهم في سائر أنحاء الوطن العربي أن يكونوا جزءاً من مشروع الوطن العام في بلدهم ملتزمين به ومحافظين عليه.

 وبالرغم من أن هناك شكوك كبيرة حول استمرار هذا اللقاء الشيعي ومدى فعاليته إلى أنه عبر عن مدى ما يدور في نفوس فريق غير محدد من شيعة لبنان.

 ثالثا: التيار الشيعي الحر:

 في يوم السادس والعشرين من شهر نوفمبر عام 2006 أعلن عن تأسيس التيار الشيعي الحر وهذا التنظيم كما يعرف نفسه في بيان تأسيسه عبارة عن قوى سياسية مستقلة تسعى إلى فك احتكار تمثيل الطائفة الشيعية في لبنان عبر قوى سياسية معينة مثل أمل وحزب الله  وتنادي بدولة الشراكة الحقيقية دولة الاستقلال والسيادة والحرية. وقال المنسق العام للتيار الشيعي الحر محمد الحاج حسن إن التيار جاء  رفضا لاحتكارية القرار الشيعي في يد فريق أو حزب أو جهة أو عائلة ويتوجب علينا تظهير الموقف الحر المستقل في الطائفة الكريمة لتصويب وتصحيح ما يرتكب من أخطاء باسم طائفتنا وكي لا يتحمل كل أبنائها وزر ما يرتكب المخطئون ولا يتوافق وقناعاتهم كما ينبغي العمل على تكريس الدعوة إلى عموم الشيعة في لبنان إلى التفاعل الحقيقي مع مشروع الدولة والاندماج في المجتمع اللبناني على أسس الرفض للمشروع الخاص الذي يميزهم عن غيرهم والعودة إلى طروحات الإمامين المغيب السيد موسى الصدر والمرحوم الشيخ محمد مهدي شمس الدين حسب زعمهم ويقول بيان هذا التجمع إن الجيش اللبناني هو جيش الشرعية الوطنية ولا يجوز إبقاء أي سلاح بيد أي فريق من اللبنانيين وغيرهم وإنهاء الجزر الأمنية هو البدء السليم بفرض الاستقرار واستتباب الأمن الداخلي. ويقول أيضا نريد أن نبني مواطنية صالحة تتفاعل مع قانون الدولة ومفهومها  وإخراج مجتمعنا من الولاءات التي تجردهم من الانتماء لوطنهم وهذا مخالف لحقيقة الواقع الشيعي اللبناني تاريخيا فالشيعي المستقل الأحقية في ممارسة العمل السياسي والانخراط في جميع المجالات ومن حقه أن يرى الدولة هي الملاذ الآمن له لا مقرات الأحزاب ومؤسساتهم وعلى الدولة أن تعطي كل اللبنانيين حقوقهم بإنصاف فتخرجهم من حالة التذلل للزعيم أو الجهة الحزبية الفاعلة لان في ذلك انتهاكاً فاضحاً للدستور والقوانين المرعية الإجراء.

رابعا: المجلس الإسلامي العربي:

 تأسس المجلس الإسلامي العربي في لبنان في يناير عام 2006  تحت رعاية محمد على الحسيني أمينه العام ويرى الحسيني أن هناك في المنطقة محوران الأول هو محور الديكتاتورية والاستبداد والتطرف ممثلا في النظام الملي الإيراني وحلفاؤه في المنطقة (سوريا حزب الله الحوثيين التيار الصدري) مقابل محور آخر تشكل هو محور الاعتدال الإسلامي هي دعوة رائدة ونحن قد لبينا النداء وبدأ تجمع هذه القوى الإسلامية المعتدلة من كافة البلدان بما فيها إيران نفسها. وقد بدأنا من فرنسا لوجود قوى كثيرة ومتعددة بها يجب أن تكون مستعدة وحذرة لدرء أي هجوم فكري مما نتعرض له الآن كأمة إسلامية.

 



مقالات ذات صلة