نشأة انشطار شيعي ناشط وناشز حول مشروع «الشرق الأوسط الجديد«

بواسطة حافظ الشيخ صالح قراءة 1990

نشأة انشطار شيعي ناشط وناشز

 

حول مشروع «الشرق الأوسط الجديد«

 حافظ الشيخ صالح

مُدهش ونشاز الآن هذا الانشطار في الطائفة الشيعية، بخاصة لدى مرجعياتها وزعاماتها وحَمَلة بيارقها ومُتصدري الصفوف، بين موقف في لبنان ضدّ الإمبريالية الأمريكية، وموقف في العراق، وامتداداً إلى إقليم الخليج، مع الإمبريالية الأمريكية، ومشاريعها الآن، بالتعاون والتعاضد مع الإمبريالية الصهيونية، المتّجهة، على ما تتمنى هاتان الإمبرياليتان أو تريدان، نحو إعادة تقسيم المشرق العربيّ، وإعادة ترسيم خارطته الراهنة، بإقامة كيانات سياسية معدومة وبمحو كيانات سياسية موجودة، وإقامة دويلات للأقليات والطوائف مُكرسة تبعيتها للمركز الصهيو/أمريكي، على ما تُفصح عن هذا الوضع الـمُراد والهدف المقصود الخرائط «الجديدة« لـ «الشرق الأوسط الجديد«، التي تتداولها في هذه الأيام كثرة من المواقع، ذوات الاتجاهات والتوجّهات الـمُختلفة، على شبكة الإنترنت. إنه في واقع الحال شيء يرقى إلى الشيزوفرانيا الروحية والسياسية، على الكمال، أنْ يقف أقوام اليوم مع «حزب اللّه« و«الـمُقاومة الإسلاميّة« في لبنان، ومع سورية أيضاً (...!؟)، وفي الوقت نفسه بالضبط، من غير أنْ يرفّ لهم جفن، يقفون مُؤيدين للاحتلال الأمريكي في العراق، ومُرحبين بوجوده، ومُناهضين للمقاومة العراقية، الوطنية والقومية، شاغلهم الوجوديّ والسياسيّ الوحيد هو تصفية وجود الأغلبية أبناء المصبّ الرئيس، أيْ عرب أهل السنة والجماعة، وتطهير الأرض منهم، بالأنصال الصفوية، لا يزعهم ها هنا ولا يزجرهم شيء من دين أو وشيجة وطنية أو صلة قربى قومية. هذه الشيزوفرانيا، الروحية والسياسية، سوف تنحدر من صوب العراق بعد برهة، أو إنها انحدرتْ منذ 2003، على الخليج العربي، على ضفته الغربية بالتحديد، من الكويت إلى إمارات ساحل عُمان (دولة الإمارات العربية)، ولكنها سوف تستشري الآن، وتزيد كثافة وصلافة، كلّما انطرحت الأسئلة وقويتْ الاستجوابات عن مواقف الحركات الشيعية الإثني عشرية في المشرق العربي، وبخاصة في العراق والخليج العربي، من الأجندة الجديدة الصهيو/أمريكيّة، أو الخطّة أو الوصفة أو الأمنية، لإنشاء وتشييد «الشرق الأوسط الجديد«. في إيجاز هاهنا شديد، ليست ألبته تصح هذه الشيزوفرانيا الروحية والسياسية، ولا يصح إلا وقفها عن استفحالها، فما جَعَلَ اللّهُ لرجُل من قلبين في جوفه، على ما يقول القرآن الكريم، ولا يستقيم ألبته أنْ يزعم قوم أنهم مؤيّدون للسيّد حسن نصر اللّه، ولـ «حزب اللّه« في لبنان، فيما هُم في العراق والخليج، وعلى أنحاء حيّة ناشطة، ضدّ منهج السيّد حسن نصر اللّه، وضد منهج «حزب اللّه« اللبناني، يُرحّبون بالأمريكان، ويلتمسون عطفهم، ويطلبون رضوانهم، ويتطلعون في شوق إلى يوم أنْ تقام لهم كانتونات، أو دويلات مستقلة، من ضمن مشروع «الشرق الأوسط الجديد« الناشئ من جانب بوش والصهاينة على دماء وأشلاء الأهل في لبنان.

 



مقالات ذات صلة