26-10-2013
تحتدم المعركة ضد أهل السنة يوما بعد يوم في كل من العراق وإيران, ناهيك عن نارها المتقدة في ربوع الشام, فالشيعة على ما يبدو قد فقدوا صوابهم من ثبات الحق وصموده أمام ظلمهم وطغيانهم, فأصبحوا كالهائج الذي فقد عقله ولبه فلا يدري أين يضرب أو كيف, ولا يهتم ببشاعة جرائمه أوعدد ضحاياه, وإنما كل همه أن يفرغ تلك الشحنة الكبيرة من الحقد والكره غير المبرر لأهل السنة.
ففي إيران قامت السلطات الإيرانية صباح اليوم بإعدام 16 شخصا شنقا بدعوى أنهم "مرتبطون بجماعات مناهضة" لإيران، وذلك عقب هجوم قتل فيه ما لا يقل عن 17 إيرانيا من حرس الحدود.
وصرح محمد مرضية -المدعي العام في محافظة سيستان بلوشستان-: إن ستة عشر شخصا مرتبطين بجماعات مناهضة للنظام (في إشارة لأهل السنة) أُعدموا شنقا هذا الصباح في سجن زهدان (كبرى مدن المحافظة) ردا على مقتل حرس الحدود في سرفان وفق وكالة أنباء فارس الإيرانية.
وكان قُتل مساء الأمس 17 من حرس الحدود الإيراني في اشتباكات على حدود البلاد الجنوبية الشرقية مع باكستان, وقالت وكالة أنباء إيران الرسمية: إن المعارك اندلعت مع من وصفتهم (بالعصابات المسلحة).
ولم تذكر الوكالة المزيد من التفاصيل عن هوية المجموعة المسلحة, ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله: إن الاشتباك وقع في إقليم سستان وبلوخستان وإنه لم يتأكد عدد القتلى على وجه الدقة, ومن المعلوم أن المنطقة هناك تشهد هجمات لجماعات مقاومة من أهل السنة الذين يطالبون بحقوق السنة ويحتجون على الاضطهاد الطائفي الإيراني.
وكانت السلطات الإيرانية أعدمت عام 2010 زعيم حركة (جند الله) عبد الملك ريجي بعد أن أدانته بالوقوف وراء العمليات المسلحة في المحافظة، إلا أن إعدامه لم يوقف التوترات هناك.
وحسب المعطيات الأولية للموضوع يمكن استنتاج أن الذين أعدموا لا علاقة لهم بالهجوم الذي حصل على الحدود الباكستانية أيا كان منفذوه وفاعلوه, وأن السلطات الإيرانية أعدمتهم لمجرد كونهم من أهل السنة, ولمجرد الانتقام والرغبة بتصفية رموز أهل السنة هناك, وتاريخ إيران حافل بجرائم تصفية أهل السنة في الأحواز وغيرها من المدن التي احتلتها بدون حق, مع العلم أن هذه المدن ذات تاريخ وجذور وأغلبية سنية.
وبما أن العراق قد أصبحت تابعة لإيران بعد تولي المالكي منصب رئيس الوزراء فيها, وهو لا يخفي انتماءه للمذهب الشيعي وتبعيته وولاءه لملالي طهران, فقد انتقلت عدوى العداء لأهل السنة إليها, وأصبحت ملاحقة وتصفية رموز السنة في العراق سياسة ممنهجة يتبعها المالكي وتنفذها مليشياته في كل أنحاء العراق.
وضمن هذا الإطار لقي إمام وخطيب جامع البراء بن مالك مصرعه برصاص مجهولين أمس، بعد صلاة الجمعة بمدينة الرمادي الواقعة بمحافظة الأنبار, وذكر مصدر حكومي أن مجموعة من المسلحين أطلقوا النار من أسلحة خفيفة على الشيخ (أحمد جمعة)؛ إمام وخطيب جامع البراء بن مالك في القرية العصرية غرب الرمادي، وذلك أثناء توجهه إلى منزله بعد صلاة الجمعة، ما أسفر عن مقتله في الحال.
وأضاف المصدر أن الأهالي نقلوا جثمان الشيخ إلى دائرة الطب العدلي، فيما تمكن المسلحون من الفرار بسيارتهم الحديثة إلى جهة مجهولة وفقا لوكالة يقين للأنباء, وأصابع الاتهام تتجه إلى الميليشيات الشيعية بالعراق والموالية لحكومة المالكي الطائفية, حيث تقوم بتصفية رموز ودعاة السنة منذ فترة ليست بالقصيرة.
فهل يعتقد الشيعة أن هذه الطريقة يمكن أن تقضي على أهل السنة؟؟ وهل يظنون أن الاغتيال والإعدام يمكن أن يدفع أهل الحق للاحجام عن الدفاع عن دينهم وعقيدتهم؟؟ إذا كان الشيعة يظنون ذلك فليعلموا أن شعار المسلمين في حربهم مع من يعاديهم هو قول الله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا فِي ابْتِغَاءِ الْقَوْمِ إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا} النساء/104, وقوله تعالى: {وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ} آل عمران/139-140.
المصدر : مركز التأصيل للدراسات والبحوث